سؤال وجواب

طرق-معاقبة-الأطفال


المعاقبة والانضباط

معاقبة أو انضباط الطفل هي إحدى الطرق المستخدمة لمنع حدوث مشاكل سلوكية في المستقبل لديهم، يتم تعريف كلمة المعاقبة على أنها ضبط السلوك بدافع نقل المعرفة والمهارة، وبعبارة أخرى التعليم؛ ويشير الانضباط بمعناه العام إلى تعليمات منهجية تعطى للطفل، وتعني المعاقبة توجيه شخص لسلوكٍ ما باتباع قواعد سلوكية معينة، إذ يستخدم الآباء مبدأ الانضباط والمعاقبة لتعليم الأطفال معلومات حول التوقعات والمبادئ التوجيهية والمبادئ الأخلاقية، إذ يجب إعطاء الأطفال نظامًا منتظمًا لتعليمهم على نحوٍ صحيح، وإبعادهم عن الخطأ والحفاظ عليهم بعيدًا عن المشاكل، ويمكن أن يشتمل انضباط الطفل على مكافآت وعقوبات لتعليم ضبط النفس، وزيادة السلوكيات المرغوبة وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها[١]، و يتطرق المقال التالي إلى أهم طرق معاقبة الأطفال.

طرق معاقبة الأطفال

إن الغرض من معاقبة الطفل على خطئه هو لتطوير وترسيخ العادات الاجتماعية المرغوبة عند الأطفال، وأن الهدف النهائي منها هو تعزيز الحكم السليم والأخلاق الحميدة، لكي يتطور الطفل ويحافظ على الانضباط الذاتي خلال بقية حياته، والتأكيد على السلوك الذي لا يتم التسامح معه، مثل التأخير أو عدم القيام بالمهام والواجبات.[٢]

وهناك ثلاثة أنواع من طرق معاقبة الأطفال وضبط سلوكه، وهي الطريقة الوقائية، والطريقة الداعمة، والطريقة التصحيحية، إذ تركز العقوبات -أو وسائل الضبط- الوقائية على توفير منهج حياتي يحفز الطفل على التركيز على سلوكه، ويتضمن ذلك إظهار الاهتمام لشغف الطفل؛ بينما تساعد العقوبات الداعمة الأطفال في ضبط النفس لمساعدتهم على العودة إلى المسار الصحيح.[٢]

يتضمن ذلك التركيز على سلوكيات الطفل، ويجب أن يحتوي على تقديم تعليقات إيجابية ومساعدته في بعض الصعوبات، وتشمل العقوبات التصحيحية التعامل مع المشكلة مباشرةً، لكن هذا لا ينبغي أن يخيف الطفل ولا يجعله غير مرتاح، هذا يعني أن على المرء أن يوقف السلوك التخريبي، إذا لزم الأمر، والتحدث على انفراد مع الطفل.[٢]

طرق المعاقبة في الثقافات

إن أهمية الاختلافات والتنوع الثقافي في تقييم الأساليب التأديبية و طرق معاقبة الأطفال، يحدد بشكل حاسم معنى العقوبات، وخاصة الجسدية منها، والنقاش حول ما إذا كان ينبغي استخدام العقوبة البدنية أم لا في العديد من المجتمعات العرقية، يؤكد على أنه وبعد تجاهل عقود من الاختلافات الثقافية، وجدت تأثيرات مختلفة بشكل كبير على الأميركيين من أصل أفريقي مقارنةً بذوي الأصول الأوروبية غير الإسبانية، فمثًلا العقاب في العائلات الأمريكية الأفريقية مفيدة بشكل عام للأطفال، ما لم يتم استخدامها بشكل مفرط، سواء في الشدة أو بشكل متكرر، [٣]

وغالبًا ما تتأثر عقوبات الطفل بالاختلافات الثقافية، إذ تؤكد العديد من الدول الشرقية عادة على معتقدات الجماعية التي يكون فيها التوافق الاجتماعي ومصالح المجموعة أعلى من الفرد، بالتالي فإن العائلات التي تعزز الجماعية غالباً ما تستخدم تكتيكات العقوبات في شكل مقارنات اجتماعية وتحريض على الشعور بالذنب من أجل تعديل السلوك، وقد تتم مقارنة سلوك الطفل مع سلوك الأقران من قبل الشخصية السلطوية -مثل الآباء- من أجل توجيه نموهم الأخلاقي ووعيهم الاجتماعي.[٣]

على العكس في العديد من الدول الغربية التي تركز على الفردية، إذ غالبًا ما تقدر هذه المجتمعات النمو المستقل واحترام الذات، إن تأديب الطفل يتم من خلال مقارنته بالأطفال الذين يتصرفون بشكل أفضل والذي يتعارض مع قيمة المجتمعات الفردية المتمثلة في الاهتمام في تقدير الذات لدى الأطفال؛ ومن المرجح أن يشعر أطفال المجتمعات الفردية بشعور بالذنب عند استخدام العقاب البدني كشكل من أشكال تصحيح السلوك، أما بالنسبة للمجتمعات الجماعية، فإن العقوبات تتوافق مع قيمة تعزيز الذات دون التأثير سلبًا على احترام الذات.[٣]

تأثير الضبط الإيجابي

الانضباط الإيجابي هو نموذج الانضباط الذي تستخدمه المدارس وفي أساليب الأبوة والأمومة التي تركز على نقاط السلوك الإيجابية وتعزيز التفكير الإيجابي، إنه يقوم على فكرة أنه لا يوجد أطفال سيئون، بل يوجد فقط سلوكيات جيدة وأخرى سيئة، والسلوك السيئ هو سلوك يعد غير مناسب للإعداد السليم للطفل أو الموقف الذي يحدث فيه، ويجب في هذه الطريقة معرفة متى يتصرف الطفل بطريقة غير مناسبة، إن وضع القواعد واللوائح التي يجب مراعاتها أمر في غاية الأهمية لتوضيح السلوك الجيد للطفل.[٤]

ويمكن تدريس السلوك الجيد وتعزيزه أثناء كبح السلوكيات السيئة دون الإضرار لفظيًا أو جسديًا؛ والأشخاص الذين ينخرطون في الانضباط الإيجابي لا يتجاهلون المشاكل، لكن بدلاً من ذلك، يشاركون بشكل نشط وفعال في مساعدة الطفل على تعلم كيفية التعامل مع المواقف بشكل أكثر ملاءمة، مع الحفاظ على الهدوء والود والاحترام للأطفال أنفسهم، ويشتمل الانضباط الإيجابي على عدد من التقنيات المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى طريقة أكثر فعالية للآباء والأمهات لإدارة سلوك أطفالهم، أو للمعلمين لإدارة مجموعات من الطلاب، منها النقاش الفعال وبيان أسباب اعتبار السلوك خاطئ، وتبعات هذا السلوك ونتائجه المستقبلية.[٤]

المراجع[+]

  1. "Child_discipline", wikipedia.org, Retrieved 22-01-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Robert Sege, Benjamin Siegel (2018), "Effective Discipline to Raise Healthy Children", Pediatrics, Issue 142, Folder 2, Page 1-5. Edited.
  3. ^ أ ب ت Elizabeth Gershoff, Andrew Grogan-Kaylor, Jennifer Lansford, et al. (2010), "Parent Discipline Practices in an International Sample: Associations With Child Behaviors and Moderation by Perceived Normativeness", Child Dev, Issue 81, Folder 2, Page 487–502. Edited.
  4. ^ أ ب "discipline", attachmentparenting.org, Retrieved 22-01-2020. Edited.