عقوبة-شهادة-الزور-في-الإسلام

مفهوم شهادة الزور

شهادة الزّور نوعٌ من أنواع الكذب المُتعمّد، وهي من أشدّ أنواع الكذب قُبحًا وأكثرها ظلمًا، وهي أن يقول الإنسان مالم يشاهده بعينه بعد تجميله وتحسينه ليظهر كأنّه قول صادق، فيضيف إليه شاهد الزور أشياءً أو ينقص منه أشياء، وذلك لغاياتٍ كثيرةٍ كتحليل الحرام، أو أخذ مالٍ بغير حقّ، أو تحريم الحلال، وقد ورد ذكر تحريم شهادة الزور في كثيرٍ من الآيات القرآنيّة، ومن ذلك قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}،^[١] وقد عُدّت من الكبائر؛ وذلك لما ورد عن النبيّ: "سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ فَقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، فَقالَ: ألَا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ قالَ: قَوْلُ الزُّورِ، أوْ قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ"،^[٢] وسيعرض المقالُ عقوبة شهادة الزور في الإسلام.^[٣]

عقوبة شهادة الزور في الإسلام

أمّا عن عقوبة شهادة الزور في الإسلام، فهي من الأمور التي تحتاج إلى توضيح، فشهادة الزور تُعدّ من الكبائر، ومن الآثام التي يُحاسب عليها الإنسان؛ لِما فيها من كذبٍ بالتوبة، وإخبار مَن شهد ضدّه بالحقيقة، وإرجاع ما أخذه من مالٍ إن كان قد أخذ، ولا يرجعه إن سامحه صاحبُ المال، وإن كان قد تسبب بقتل شخصٍ بسبب شهادته، فلا بدّ من تمكين أهل المقتول من الشاهد ليأخذوا حقهم، وأن يدفع الدّية إن طلبوا ذلك، بمعنى: أن يعيد لكلّ ذي حقٍّ حقه، وأن يتوب ويستغفرَ ويندمَ على ما فعل، ولا يعود إلى مثل ذلك مرةً أخرى.^[٤]

وأمّا عن شهادة الزور المصحوبة باليمين، فلا بدّ من التّوبة المذكورة سابقًا بشأن شهادة الزور، بالإضافة إلى دفع كفارة اليمين الغموس وقد اختُلف في موضوع كفارة اليمين، فمن الأفضل دفعُها؛ وذلك لأنّ اليمين الغموس يُعدّ من الكبائر أيضًا، لِما ورد عن النبيّ: "جاءَ أعْرابِيٌّ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما الكَبائِرُ؟ قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ عُقُوقُ الوالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: اليَمِينُ الغَمُوسُ قُلتُ: وما اليَمِينُ الغَمُوسُ؟ قالَ: الذي يَقْتَطِعُ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هو فيها كاذِب"،^[٥] وبذلك يكون قد عرض المقالُ عقوبة شهادة الزور في الإسلام.^[٦]

الكبائر السبع

وبعد الحديث عن عقوبة شهادة الزور في الإسلام، والحديث عن كونها من الكبائر، لا بدّ من معرفة الكبائر، والكبائر السبع، والكبائرُ هي الكبير والعظيم من الذنب، وهي كثيرة، وقد ذُكِر أنّها تبلغ حوالي السبعين، وهذا ما ذكره ابن عبّاس فقد قيل له: "الكبائر سبع؟ قال: هي إلى السبعين أقرب"، وقد وردت تعاريفُ كثيرةٌ عنها، منها: أنّها كلّ ذنبٍ له قِصاصٌ في الدّنيا، أو عقابٌ ومهلكةٌ في اليوم الآخر، ويكون ورد ذكرُه في القرآن الكريم أو في السنّة النبويّة الشّريفة، ولكن هناك منها سبعةٌ هنّ أعظمُها وأشدّها ذنبًا، وهنّ ما سُمينَ بالموبقات السّبع؛ أي: المهلكات السّبع، وقد ورد ذكرهنّ في حديث رسول الله حيث قال: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ"،^[٧] فعلى المسلم اجتنابها واجتناب كل ذنب قد يغضب الله تعالى، لينجو في الدنيا والآخرة.^[٨]

المراجع[+]

1. ↑ سورة الحج، آية: 30.
2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5977، صحيح.
3. ↑ "من أنواع الكذب: شهادة الزور"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-01-2020. بتصرّف.
4. ↑ "حكم شهادة الزور وكفارتها"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 28-01-2020. بتصرّف.
5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 6920، صحيح.
6. ↑ "شهادة الزور مع اليمين الغموس من أكبر الكبائر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-01-2020. بتصرّف.
7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2766، صحيح.
8. ↑ "دليل المسلم الجديد - (25) أنواع الذنوب والسبع الموبقات"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-01-2020. بتصرّف.