سؤال وجواب

كيفية-سجود-التلاوة


مفهوم سجود التلاوة

يُعرف سجود التلاوة بالسجود الذي يسجده العبد إذا قرأ أو مرَّ على آية من آيات القرآن وبها سجدة سواء أكان داخل الصلاة أم خارجها؛ امتثالًا لرسول الله وبدليل حديث ابن مسعود حيث قال: "أنَّ النّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قرأ: {وَالنَّجْمِ} فسجد فيها، وسجدَ مَن كانَ معه"،[١] ونصّت السُّنة على مشروعيتها في الصلاة السّرية والجهرية بالفرض و بالنفل، وجاز للإمام إذا مرَّ بآية سجدة أنْ يسجدها هو والمصلين وله أنْ يتركها ولا إثم عليه؛ لذلك لا أصل لما يفعله بعضٌ من النّاس من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير إذا لم يسجد، فسجود التلاوة مستحب على الراجح من الأقوال، وسيطرح هذا المقال كيفية سجود التلاوة ومواضعها في القرآن الكريم.[٢]

كيفية سجود التلاوة

إنَّ سجود التلاوة له الفضل والأجر العظيم إذا قام به العبدُ امتثالًا لسنة رسول الله، ومع ذلك إلّا أنَّ العلماء اختلفوا في شروط صحته، فمنهم من اشترط للسجود ما يُشترط للصلاة من: طهارة واستقبال للقبلة وستر للعورة، ومنهم من لم يرَ ذلك لأنّ السَّجود ليس كالصلاة على قولهم، وهذا ما تمَّ ترجيحه أيّ أنّه يمكن للعبد أنْ يسجد على أيّة حال كان بها،[٣] أمّا عن كيفية سجود التلاوة فهي كالآتي:[٤]

يُكبر العبد ويسجد كسجود الصّلاة على الأعضاء السبعة ويقوم بلا تكبير ولا تسليم وأمّا إن كان داخل الصّلاة كبّر في الخفض والرفع، و يُشرع الذكر والدعاء في السجود كما يُشرع في سجود الصلاة؛ كقول سُبحان ربي الأعلى ثلاثًا، ومن الذكر الوارد لسجود التلاوة ما يأتي:[٥]

  • "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجدَ وجْهي للَّذي خلقَهُ وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ بحولِهِ وقوَّتِهِ".[٦]
  • "اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجرًا وضع عنِّي بها وزرًا واجعلْها لي عندَكَ ذخرًا وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ".[٧]

مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم

إنَّ مواضع سجود التلاوة في القرآن تُحصى بخمسَ عشرة موضعًا، لما ورد عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حيث قال: "أنَّ النبيَّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ أَقْرأَهُ خمسَ عشرةَ سجدةً في القرآنِ، منها ثلاثٌ في المفصَّلِ، وفي سورةِ الحجِّ سجدتانِ"،[٨] وهي:[٩]

  • {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}.[١٠]
  • {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ}.[١١]
  • {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}.[١٢]
  • {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا}.[١٣]
  • {إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}.[١٤]
  • { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}.[١٥]
  • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.[١٦]
  • {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}.[١٧]
  • {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}.[١٨]
  • {نَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}.[١٩]
  • {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}.[٢٠]
  • {وَمِنْ آيَاتِهِ الليْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.[٢١]
  • {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}.[٢٢]
  • {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ}.[٢٣]
  • {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}.[٢٤]

المراجع[+]

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 576، حديث صحيح.
  2. "ملخص أحكام سجود (التلاوة - الشكر - السهو)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
  3. "ملخص أحكام سجود (التلاوة - الشكر - السهو)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
  4. "الكيفية الصحيحة لسجود التلاوة"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
  5. "دعاء سجود التلاوة"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020.
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1128، حديث صحيح.
  7. رواه أحمد شاكر، في شرح سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2/473، حديث صحيح.
  8. رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم: 2/298، حديث صحيح.
  9. "مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
  10. سورة الأعراف، آية: 206.
  11. سورة الرعد، آية: 15.
  12. سورة النحل، آية: 49.
  13. سورة الإسراء، آية: 107.
  14. سورة مريم، آية: 58.
  15. سورة الحج، آية: 18.
  16. سورة الحج، آية: 77.
  17. سورة الفرقان، آية: 60.
  18. سورة النمل، آية: 25.
  19. سورة السجدة، آية: 15.
  20. سورة ص، آية: 24.
  21. سورة فصلت، آية: 37.
  22. سورة النجم، آية: 62.
  23. سورة الإنشقاق، آية: 21.
  24. سورة العلق، آية: 19.