سؤال وجواب

كيفية-سجود-السهو


مفهوم السجود

السجود لله تعالى يعني الخضوع بكامل الأعضاء للخالق، وشكل السجود يأتي بوضع الأعضاء الظاهرة على الأرض وبالسجود تتساقط الذنوب حسب ما أخبر بذلك النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "إنَّ العبدَ إذا قام يُصلِّي أُتِي بذُنوبِه فوُضِعَتْ على رأسِه أو عاتقِه فكلَّما ركَع أو سجَد تساقَطَتْ عنه"،[١] وبالسجود لله يشعُر الساجد بالعِز والراحة والطُمأنينة، كما فيه ذُل للشيطان لأنه رفض أمر الله تعالى بالسجود لأبو البشرية اَدم -عليه السلام-، وإذا أراد الإنسان أن يكون مُقرب من الله عليه بكثرة السجود، وقال أهلم العلم أن السجود يُعد أعظم الطرق المؤدية للسعادة، هذا المقال يُسلط الضوء على كيفية سجود السهو وحالاته كما يتطرق لفضل السجود.[٢]

فضل السجود

قبل الحديث عن كيفية سجود السهو يجب معرفة فضل السجود لله تعالى، فضائل السجود لله -عز وجل- عديدة ومنها، سقوط الذنوب أثناء السجود، كما أن النار لا تأكل أثار السجود، وبالطبع كثرة السجود سببًا لدخول الجنة، ولأن السجود من الفرائض وهو جزء من الصلاة فعليه أجر عظيم فالسجدة فيها زيادة في الحسنات ونقص في السيئات، وجاء في قول الرسول الكريم: "عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً"[٣] ولذلك فإن السجود يرفع الدرجات ويُدخل الجنة.[٤]

ومن فضائل السجود أنه من أسباب الرحمة حيث جاء في قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}[٥] والرحمة تكون للسجود العام أو الخاص ولذلك قال الله تعالى بالآية الكريمة اسجدوا للرحمن ولم يقل اسجدوا لله، وفي ذلك الوصول لرحمة المسجود له وهو الرحمن، ومن فضل السجود استجابة الدعاء حيث يُعد موضع مُناسب للطلب من الله تعالى ولطالما حث أهل العلم على الدعاء في السجود لله، والسجود فيه الحل لمن ضاق صدره أو غرق في الهم والغم والحزن، كما يُعد السجود من أكثر حالات الصلاة التي فيها رحمة وقُرب من الله تعالى.[٤]

كيفية سجود السهو

كيفية سجود السهو تحتاج للتفرقة بين المُتعمد والساهي، لأن المتعمد بزيادة أو نقص الصلاة تبطُل صلاته، ولكن بحال كان المُصلي ساهيًا وزاد بالصلاة أو أنقص منها فعليه سجود سهو يكون سجدتان، وبحال شك إمام الصلاة بعد الركعات فيكن الواجب اعتبار الأقل أو تحري عدد الركعات التي صلاها ثم يقوم بالسجود قبل السلام، أما الشك في ترك رُكن من أركان الصلاة قبل الدخول في رُكن اَخر فيأتي به ولا خلاف على ذلك، أما بحال تذكر بعد الشروع بالركن الثاني وقبل انقضاء الركعة التي فيها الركن المنسي يستطيع الرجوع إليه ويُكمل صلاته ويسجد.[٦]

أما من نسي رُكن وتذكرهُ بعد نهاية الركعة فتكون ركعتُه التي فيها رُكن منسي باطلة، ومثال على ذلك إذا نسي المُصلي ركن في الركعة الأولى وتذكر ذلك في الثانية عليه أن يعد الثانية أولى ويُكمل الصلاة على ذلك، وبنهايتها يسجد سجود السهو، وفي كيفية سجود السهو لا بد من ذِكر من ترك واجب في الصلاة سهوًا، فمن ترك واجبًا سهوًا وتذكره في محله يأتي به ولا خلاف في ذلك، وبحال تذكر بعد المضي بالصلاة لا يعود للواجب وإن كان في الركعة نفسها وبنهاية الصلاة يسجد سجود السهو، وبحال ظن المُصلي أنه بالركعة الأخيرة وسلم وبعد السلام تذكر فورًا أنه صلى أقل من عدد الركعات المفروضة، عليه أن يقوم بدون تكبير بنية الصلاة ويأتي بالركعة المنسية ويجلس للتشهد ويسجد سجدتي السهو.[٦]

وفيما سبق في توضيح ما هي كيفية سجود السهو، يتبين أن السهو يكون بحال زاد أو أنقص المُصلي في الصلاة سهوًا، أو شك في زيادة أو نُقصان، وسجود السهو يكون بالصلوات المفروضة والنوافل، أما صلاة الجنازة خالية من سجود السهو لأنها بالأساس صلاة دون ركوع أو سجود، ومن كان مأموم بالصلاة وعلِم بخطأ حصل في الصلاة عليه تنبيه الإمام وفي ذلك حديث للنبي الكريم: "إنَّه لو حدَث في الصَّلاةِ شيءٌ أنبَأْتُكم به ولكنِّي إنَّما أنا بشَرٌ مثلُكم أنسى كما تنسَوْنَ فإذا نسيتُ فذكِّروني وإذا شكَّ أحدُكم في صلاتِه فليتحرَّ الصَّوابَ وليُتِمَّ عليه ثمَّ ليُسلِّمْ ثمَّ ليسجُدْ سجدتَيْنِ"[٧] وبناءً على هذا يُلزم الإمام بحال تنبه من المُصلين إلى الرجوع بحال لم يتأكد بنفسه.[٨]

حالات سجود السهو

كيفية سجود السهو تتطلب ذِكر الحالات فهناك سجود بعد السلام واَخر قبل السلام، حسب أهل العلم أن سجود السهو يُفضل أن يكون قبل السلام ولا يكون بعده شيء، ويكون بعد السلام في حالتين، الأولى إذا سلم وصلاته ناقصه ركعة مثلًا وتنبه للنقص يُكمل الصلاة ويسلم ويسجد سجود السهو وبحال سجد قبل السلام لا خلاف في ذلك، أما الحالة الثانية فتكون بحال أنهى الصلاة وهو يظن في غالب أمره أنها غير ناقصة يسجد سجود السهو بعد السلام، والأجدر للمُسلم أن يتحر الصلاة ويتأكد منها.[٩]

فضل الدعاء في السجود

يستجوب التعريج على فضل الدعاء في السجود لاسيما بعد معرفة كيفية سجود السهو، يُعد الدعاء بالسجود من أفضل الأدعية لله تعالى، وذلك لأن العبد بهذه الحالة يكون أقرب لله من أي موضع اَخر حيث يضع أعضاءه الظاهرة على الأرض تقربًا للخالق، وبين السجدتين يُستحب الدعاء أيضًا، وجاء في قول النبي الكريم: "وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ. قالَ أبو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن سُلَيْمَانَ."[١٠] و يُقال أن للساجد حديث خاص بينه وبين ربه فيطلب ما يشاء من أمور الدنيا والاَخرة، وبإمكان الساجد أن يدعو الله تعالى في سجدته ثم يُسبح وبالإمكان العكس فهو أيضًا جائز.[١١]

المراجع[+]

  1. رواه عبدالله بن عمر، في صحيح ابن حبان، عن ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1734، أخرجه في صحيحه.
  2. "لذة السجود لله"، /www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-10-2019. بتصرّف.
  3. رواه ثوبان، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم: 488، [صحيح].
  4. ^ أ ب "السجود لله عز وجل قرب وقربة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-10-2019. بتصرّف.
  5. سورة الفرقان، آية: 60.
  6. ^ أ ب "أحكام سجود السهو"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-10-2019. بتصرّف.
  7. رواه عبدالله بن مسعود، في صحيح ابن حبان، عن ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2662، أخرجه في صحيحه.
  8. "سجود السهو: تعريفه وأسبابه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-10-2019.
  9. "حالات سجود السهو قبل السلام وبعده"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 05-10-2019. بتصرّف.
  10. رواه عبدالله بن عباس، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم: 479، [صحيح].
  11. "الدعاء في السجود، والجمع بين أكثر من ذكر"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-10-2019. بتصرّف.