سؤال وجواب

ما-الفرق-بين-الهمز-واللمز


مفهوم الهمز واللمز

ورد لفظي الهمز واللمز في صيغٍ ومواضع متعددة من القرآن الكريم؛ ولكنهما ذُكرتا مجتمعتين في سورة الهمزة وذلك في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}[١] وقد اعتنى العلماء قديمًا وحديثًا في بيان مفهوم كل من الهمز واللمز؛ فالهمّاز هو الذي يذكر عيوب الناس وصفاتهم التي يرى أنها أقل من صفاته وينظر نظرة دونية للأشخاص الذين يهمزهم فهو يراهم إمّا أقل منه صحةً أو مالًا إلى غير ذلك من الفروقات، أمّا اللّماز فهو الذي ينتقد غيره ويعيب أفعاله من منطلق غيرة وحسد ليحبطه ويثنيه عن تقدمه في مسيرة النجاح، وسيبيّن هذا المقال ما الفرق بين الهمز واللمز وعقوبتهما.[٢]

ما الفرق بين الهمز واللمز

تعدّدت الأقوال والإجابات عن سؤال: ما الفرق بين الهمز واللمز؟ وقد ذهبت طائفة إلى أنهما بمعنى واحد؛ ولكنّ الأكثرين على أنّ بينهما فرقًا وقد اختلفت أقوال علماء التفسير من الصحابة والتابعين في بيان ما الفرق بين الهمز واللمز وإن كان المعنى المشترك لهما هو الطعن والسخرية والاستهزاء، وفيما يأتي جملة من هذه الأقوال المشهورة في تفسير سورة الهُمَزة والإجابة عن سؤال: ما الفرق بين الهمز واللمز:[٣]

  • قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: "الهُمَزة المغتاب، واللُّمَزة العياب".[٤]
  • قال أبو زيد رحمه الله: "الهُمَزة باليد، واللُّمَزة باللسان".[٤]
  • قال أبو العالية رحمه الله: "الهُمَزة بالمواجهة، واللُّمَزة بظهر الغيب".[٤]
  • قال الحسن البصري رحمه الله: "الهُمَزة الذي يهمز جليسه يكسر عليه عينه، واللُّمَزة الذي يذكر أخاه بالسوء ويعيبه".[٤]
  • قال سفيان الثوري رحمه الله: "الهُمَزة الذي يهمز بلسانه، واللُّمَزة الذي يلمز بعينه".[٣]

عقاب الهمز واللمز

الهمز واللمز هما مرضان اجتماعيان عظيما الخطر والضرر على الفرد والأمة، فهما أحد أسباب الفِرقة والشتّت بين صفوف المسلمين كما أنهما من العادات القبيحة التي تُنفّر المسلم من أخيه، وقد يصل الأمر إلى تنفير غير المسلمين من الدخول في الإسلام وقبوله، فهمز الناس ولمزهم والسخرية منهم يُعطي انطباعًا سيئًا عن أخلاق الشخص الهمّاز اللّماز، وينبغي للمسلم معرفة عقوبة الهمز واللّمز لتجنبه والإقلاع عنه، وقد توعّد -سبحانه- مرتكبي هذا الفعل بعدّة أصناف من العذاب والعقاب فيما يأتي بيانها:[٢]

العقاب النفسي

النبذ في الحطمة هو أول صنوف العقاب التي يلقاه الهمّاز اللّماز، قال تعالى: {كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}[٥] فالحطمة هي النار والنبذ هو الإلقاء وحيدًا؛ وفي هذا تعذيب شديد للنفس التي اعتادت على ارتكاب الذنوب من لمز الناس وهمزهم والاستهزاء بهم، فغالبًا يكون فعل الهمز واللمز بين مجموعة من الناس فالهمّاز في الدنيا يكون محاط بثلّة تسانده وتؤيده ولا تنهاه عن فعله ولكنّه في الآخرة يلقى عذابه وحيدًا.[٢]

العقاب الجسدي

تحدّثت الآيات الكريمة في سورة الهمزة عن صفات الهمّاز اللّماز وبأنّه يجمع المال ويظن أنّ هذا المال سيكون له وقاء ووجاء من النار، ولكن هيهات من أن ينفد أحدٌ من عذاب الله وعقابه، وهو عذاب شديد ينزع اللحم عن الجسد ويهشّم العظم كما أنّه عذابٌ مستمر لا فرار منه،[٢] وقد بيّن -سبحانه- صنوف العذاب التي سيلقاها من كان فعله هو سبب نزول سورة الهمزة، وإن اختلف المفسرون في تحديده بعينه؛ ولكنّ هذا لا ينفي أنّ هذا العذاب هو في حقّ كل من انتهجه نهجًا وسار على دربه في الهمز واللمز والطعن.[٤]

المراجع[+]

  1. سورة الهمزة، آية: 1.
  2. ^ أ ب ت ث "دلالات تربوية على سورة الهمزة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "صور السخرية والاستهزاء"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج "التفسير الكبير"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-12-2019. بتصرّف.
  5. سورة الهمزة، آية: 4.