يمكن تعريف الرسم على الجدران أو فن الجداريات على أنّه أحد الفنون التشكيلة الذي يستخدم فيه الفنان أسطح الجدران أو الأسقف كمادة لإنجاز الأعمال الفنية عليها، وهذا ما يجعل الجداريات تتخذ في بعض الأحيان أحجامًا عملاقة تميزها عن كافة اللوحات الفنية التي يتم إنتاجها، كما قد يشمل فن الرسم على الجدران بعض أنواع البلاط القابل للرسم، لكنه في نفس الوقت لا يتضمن فن الفسيفساء إلا عندما تكون أعمال الفسيفساء جزءًا أصيلًا من الجدراية ذاتها، كما يرتبط فن الرسم على الجدران الطباشير وقلم الرصاص بعد أن يجفّ طلاء التأسيس من أجل رسم العناصر الأساسية التي تحتوي عليها العمل الجداري.
تحديد ملامح العناصر الرئيسة التي تتكون منها الجدارية بالقلم الأسود الداكن، حيث تكون هذه الملامح بمثابة المخطّط التفصيلي قبل عملية الطلاء.
اختيار الألوان المناسبة للبَدْء بعملية طلاء الجدارية، على أن تكون عملية الطلاء بحذر كي لا تتداخل الألوان على بعضها، مع ملاحظة التوقف بين وآخر كي تجف الألوان ليتم استئناف الطلاء باستخدام الفرشاة المناسبة لكل مرحلة وكل موضع في الجدارية بما في ذلك عمليات التحديد وبيان الظل حتى الوصول إلى الشكل النهائي للجدارية.
تاريخ الرسم على الجدران
بعد التعرّف على طريقة رسم الجدران لا بُدَّ من الإتيان على تاريخ الجداريات العريق الضارب في جذور الحياة الإنسانية منذ القدم، حيث تعود الجداريات الأولى إلى الحضارة المصرية القديمة في المقابر القديمة، أما في العصور الوسطى فقد كان يتم رسم الجداريات على مادة الجص الجافّ، ومن أشهر الدول التي شاعت فيها الجداريات في ذلك الوقت دولة إيطاليا، وبعد ذلك تم تطوير وسائل وطريقة الرسم على الجدران، وأصبحت الجداريات جزءًا من المظهر الثقافي والاجتماعي العصري في بعض المدن، ليتم إنتاج العديد من الأعمال الجدارية في مختلف دول العالم.[٣]