معلومات-عن-الحضارة-اليونانية
محتويات
العصور المظلمة اليونانية
تُعدّ العصور المظلمة اليونانية 1100 ق.م - 800 ق.م -أو كما تُسمى أيضًا بعصر الهومِرِيك نسبةً إلى هوميروس- فترةً من التاريخ اليوناني من نهاية الحضارة الميسينية 1100 ق.م حتّى الإشارات الأولى من المدن اليونانية في القرن التاسع ق.م، وتُظهر الأدلة الأثرية انهيارًا كبيرًا لحضارة العصور المظلمة اليونانية وتحديدًا إلى العصر البرونزي 3200 ق.م - 1100 ق.م فقد ازدهر خلال هذا العصر عدد من الثقافات في جُزُر كيكلادس وجزيرة كريت وعلى البر اليوناني الرئيس، وقد كان معظمهم من المزارعين، إلّا أن التجارة عبر البحر وخاصةً المواد الخام مثل حجر السبج -زجاج بركاني- والمعادن كانت في نمو، وفي أواخر العصر البرونزي ازدهرت الثقافة الميسينية 1600 ق.م - 1100 ق.م تقريبًا والتي يأتي اسمها من الموقع الأثري ميسيني في اليونان، حيث تمّ التعرّف على ثقافة هذه المنطقة لأول مرة بعد الحفريات التي قام بها عالم الآثار هاينريش شْلِيمان عام 1876م.[٢]
في وقتٍ لاحق من العصر البرونزي اليوناني نظر الإغريق إلى فترة الميسينيين على أنها عصر الأبطال والتي قد توفّر الخلفية التاريخية للعديد من القصص المَرْوية في الأساطير اليونانية اللاحقة، بما في ذلك الإلياذة والأوديسة لهوميروس والتي تُعد أقدم أدب يوناني، وقد تمّ العثور على الأشياء والأعمال الفنية الخاصة بهذه الفترة في جميع أنحاء البر الرئيس والجُزُر اليونانية، وتمّ نشر الفخَارالمسيسيني الفاخر على نطاق واسع عبر شرق البحر الأبيض المتوسط، وبعد انهيار الحضارة الميسينية 1100 ق.م دخلت اليونان بفترة عُزلة عُرِفَت باسم العصر المُظلم.[٢]
اليونان القديمة
كانت اليونان القديمة حضارة تنتمي إلى فترة من التاريخ اليوناني من العصور المظلمة اليونانية حتّى نهاية العصور الكلاسيكية القديمة، وبعد هذه الفترة مباشرةً كانت بداية العصور الوسطى المُبكّرة والعصر البيزنطي، فبعد ثلاثة قرون تقريبًا بعد انهيار العصر البرونزي المتأخر في اليونان المينيسية بدأت المدن الحضرية اليونانية بالتّشكُّل لتدخل الحضارة اليونانية في الفترة العتيقة واستعمار حوض البحر الأبيض المتوسط، وتبع ذلك فترة اليونان الكلاسيكية وهي حقبة بدأت مع الحروب اليونانية الفارسية والتي استمرّت من القرن الخامس حتى القرن الرابع قبل الميلاد، وبسبب غزوات الإسكندر الأكبر ازدهرت الحضارة الهلنستية من آسيا الوسطى حتى الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط، وقد انتهت الفترة الهلنستية من الحضارة اليونانية مع الغزوات وضم شرق البحر الأبيض المتوسط من قبل الجمهورية الرومانية التي أنشأت مقاطعة مقدونيا الرومانية في اليونان الرومانية وفي وقتٍ لاحق مقاطعة أكايا،آخايا أثناء فترة حكم الإمبراطوية الرومانية.[٣]
وكان للثقافة اليونانية الكلاسيكية -خاصّةً الفلسفة- تأثيرٌ قوي على روما القديمة، والتي نقلت نسخةً منها إلى أجزاءٍ كثيرة من حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، ولهذا السبب تُعد الحضارة اليونانية في الفترة الكلاسيكية الثقافة التي وفّرت الأساس للثقافة الغربية الحديثة ونُظِر إليها بأنها مهد الحضارة الغربية، كما وأعطت الثقافة اليونانية الكلاسيكية أهميةً كبيرةً للمعرفة، ولم يكُن الدين والعِلم مُنفَصِلَيْن كما وكان الاقتراب من الحقيقة يعني الاقتراب من الآلهة، لذا فهموا أهميّة الرياضيات كأداة للحصول على مزيد من الموثوقية -إلهية-، وقد تمكَّنت الثقافة اليونانية في قرونٍ قليلة وبعددٍ محدودٍ من السُّكان من استكشاف وتحقيق التقدّم في العديد من مجالات العلوم والرياضيات والفلسفة والمعرفة بشكلٍ عام، والجدير بالذكر بأن تاريخ اليونان القديمة يشمل اليونان العتيقة واليونان الكلاسيكية واليونان الهلينستية واليونان الرومانية.[٣]
الحضارة اليونانية العتيقة
يُشير مصطلح اليونان العتيقة إلى إلى الفترة من 700 ق.م إلى 480 ق.م والتي شهدت تطوّرات في الفن والشعر والتكنولوجيا، لكنها عُرفت بالفترة التي وُجدت فيها البُولِسْ أي الدولة المدينة، وقد أصبح البولس polis السّمة المييّزة للحياة السياسية في اليونان لمئات السّنين، وخلال ما يسمى بالعصور المظلمة اليونانية التي سَبقت العصر القديم عاش الناس منتشرين في جميع أنحاء اليونان في قرى زراعية صغيرة والتي بدأت تتطور بسبب النّمو، وقد تمّ بناء ساحة تسمى أغورا والتي تعني مكان التّجمع وهي مكان اجتماع للمجتمع، لقد طوّرت الحضارة اليونانية في تلك الفترة الحكومات ونظّمت مواطنيها من خلال نوع من الدستور أو مجموعة من القوانين.[٤]
ووفقًا للأساطير فإنّ كل مدينة محمية من قبل إله أو إلهة مُعيّنة، وكل مواطن من مواطني هذه المدن يقدم قدر كبير من التبجيل والاحترام والتضحية لهذه الآلهة، فعلى سبيل المثال: كان إله أثينا يُدعى أثينا، وقد قال المؤرخ اليوناني هيرودوت بأن المواطنيين في الحضارة اليونانية متشاركين في نفس السُّلالة ونفس الحديث والمعابد والطقوس الدينية والآلهة ونفس العادت إلّا أن كل مدينة يونانية مختلفة، وكانت أكبر المُدن اليونانية مدينة إسبرطة حيث سيطرت على ما يقارب 300 ميل مربع من المنطقة، أما أصغر المُدن اليونانية فكان لديها بضع مئات من الناس فقط، ومع ذلك ومع بزوج فجر الفترة القديمة طوّرت المدن عددًا من الخصائص المشتركة، وكان لجميع المُدن اقتصادات تستند على الزراعة وليس التجارة، ولهذا السبب كانت الأرض هي المورد الأكثر قيمةً في كل مدينة، وخلال تلك الفترة أُطيح بمعظم الباسيلوس -الملوك- وأصبح الحُكم من خلال عدد قليل من الجماعات الأرستقراطية الثّرية.[٤]
وقد احتكر هؤلاء الناس السلطة السياسية، فعلى سبيل المثال: رفضوا السماح للأشخاص لعاديين بالخدمة في المجالس والجمعيات، كما واحتكروا أيضًا أفضل الأراضي الزراعية وادعى البعض أنهم ينحدرون من الآلهة اليونانية، وكانت الهجرة إحدى الطرق للتخفيف عن هذا التوتر، فقد كانت الأراضي أهم مصدر للثروة في المدن، كما أن ضغط النمو السكاني دفع العديد من الرجال إلى الهجرة بعيدًا عن موطنهم باتجاه المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة القريبة من اليونان وبحر إيجه، وفي الفترة بين 750 ق.م – 600 ق.م نشأت المستعمرات اليونانية من البحر الأبيض المتوسط إلى آسيا الصغرى ومن شمال إفريقيا إلى ساحل البحر الأسود، وبنهاية القرن السابع قبل الميلاد كان هناك أكثر من 1500 مدينة استعمارية، وكانت كل مدينة من هذه المدن مستقلة ولم يكن الناس اللذين عاشوا فيها محكومين أو مقيّدين بالمدينة التي أتوا منها، كما وتمتَّعت كل مدينة جديدة بحُكم واكتفاء ذاتي.[٤]
مختارات من الحضارة اليونانية
إن أكثر ما يلفت النّظر في الدين اليوناني هو الإيمان بتعدد تجسيم الآلهة تحت إله واحد، إذ لم يكن هناك رجال دين ولا كتب مقدّسة، وكانت المتطلبات الوحيدة لليونانيين هي الإعتقاد بأن الآلهة موجودة وأداء الطقوس والتضحية والتي من خلالها تتسلّم الآلهة مستحقّاتها، وكان إنكار وجود الإله هو مخاطرة وفقًا للمعتقدات لأن مُنكِر الإله سيتعرّض لانتقام من الإله نفسه أو من مُهلِكات أخرى، وقد كان لكل مدينة يونانية سلسلة من المهرجانات العامة على مدار العام وكانت تهدف إلى الحصول على المساعدة من جميع الآلهة الذين تمَّ تكريمهم، فقد ذكَّروا الآلهة بالخدمات المقدمة وطلبوا الحصول على مقابل، وفي أوقات الأزمات كان اليونانيين والرومان أيضًا على استعداد للتوسّل إلى الآلهة من الثقافات الأخرى.[٥]
تعد الأساطير اليونانية والتي هي في الأصل هيكل التراث الشفوي الشعري وعلى الأرجح من قبل مُنشدين مينويين وميسنيين من القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وبعدها أصبحت أساطير أبطال حرب طروادة جزءًا من التراث الشفوي لقصائد هوميروس الملحمية الإلياذة والأوديسة، كما ويقدم هيسيود والذي يُحتمل بأن يكون معاصرًا لهوميروس في عمله -أصل الآلهة- خلق العالم وأصل الآلهة والجبابرة بالإضافة إلى تفاصيل دقيقة عن الأنساب والحكايات الخرافية.[٦]
اشتهرت الحضارة اليونانية بنظرية فيثاغورس التي يستخدمها طلّاب الهندسة، ويعد إمبيدوكليس أو إمبادوقليس من الفلاسفة المؤثرين بشكلٍ كبير حيث كان أول من أكّد على العناصر الأربعة للكون الأرض والهواء والنار والماء، وكان مؤمنًا بتناسخ الأرواح، أما اكزينوفانيس فقد عُرف بشعره الساخر من تعدد الآلهة وفكرة تصوير الآلهة كبشر وكان العالَم هو إلهُه.[٧]
كانت الألعاب الأولمبية القديمة في الأصل مهرجانًا أو احتفالًا بالإله زيوس ويعود تاريخها إلى 776 ق.م، وكانت عبارة عن سلسلة من المنافسات الرياضية بين ممثّلين عن المُدن، كما وكانت الألعاب أداة سياسية تستخدمها المُدن اليونانية لتأكيد هيمنتها على منافسيها، وقد أعلن السياسيون عن تحالفات سياسية في الألعاب، وفي أوقات الحرب كان الكهنة يقدّمون القرابين للآلهة من أجل النصر، وتمّ قًمع هذا الاحتفال من قبل الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول وذلك عام 393م كجزء من حملته لفرض الدين المسيحي كدين رسمي لروما، وكانت الألعاب تُقام كل أربع سنوات والتي أصبحت وحدةً زمنية للتسلسل الزمني التاريخي.[٨]
من الأدب اليوناني
يُشير الأدب اليوناني القديم إلى الأدب المكتوب باللغة اليونانية، وأقدم الأعمال اليونانية القديمة الباقية والتي يعود تاريخها إلى أوائل العصور القديمة هي الإلياذة والأوديسة لهوميروس، كما وكان هناك شعراء لهم تأثير كبير خلال التطور المبكر للشّعر اليوناني مثل سافو وألكايوس، ومن أبرز كتّاب التراجيديا اليونانية القديمة سوفوكليس والذي يُعد -أوديب ملكًا- من أبرز أعماله، ومن الأعمال الأدبية من الحضارة اليونانية:[٩]
- الأعمال والأيام: تصوير للحياة الريفية التي تعاني من الفقر، وهو من أعمال هيسيود.
- قصيدة لأفروديت: الدعوة إلى مساعدة أفروديت من السعي وراء الحبيب، وهو من أعمال الشاعرة سافو.
- أرغونوتيكا: قصيدة ملحمية تروي أسطورة رحلة استرداد الصوف الذهبي، وهو من أعمال أبولونيوس الرودسي.
الآلهة اليونانية
سادت الأساطير الحضارة اليونانية وقد يكون أبرزها الآلهة التي أنشؤوها لأنفسهم، فقد خلق اليونانيون صورًا لآلِهَتهم لعدة أسباب، حيث كان المعبد يضم تمثالًا لإله أو إلهة، كما كانت صور الآلهة شائعة في العملات المعدنية، والجدول الآتي سيبيّن أسماء بعض الآلهة اليونانية وشبه الآلهة الأخرى من الأساطير اليونانية:[١٠]
الإله | الوصف |
---|---|
أفروديت | إلهة الجمال والحب والرغبة والسرور. |
أبولو | إله الموسيقى والفنون والمعرفة والشفاء والبلاء والنبوة والشّعر والجمال الرجولي. |
أثينا | إلهة العقل والحكمة والذكاء والمهارة والسلام والحرب. |
ديميتر | إلهة الحبوب والزراعة والحصاد والنمو والتغذية. |
هاديس | ملك العالم السفلي والموت. |
هيفيستوس | إله النار والصناعة اليدوية والمعدنية. |
هيرميس | إله الحدود والسفر والتواصل والتجارة واللغة والكتابة واللصوص. |
المراجع[+]
- ↑ "Greek Dark Ages", www.wikipedia.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ancient Greece, an introduction", www.khanacademy.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ancient Greece", www.wikiwand.com, Retrieved 22-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Ancient Greece", www.history.com, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ "Greek religion", www.britannica.com, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ "Greek mythology", www.wikiwand.com, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ "Philosophers and Great Thinkers From Ancient Greece", www.thoughtco.com, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ "Ancient Olympic Games", www.wikiwand.com, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ "Ancient Greek literature", www.wikipedia.org, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ "List of Greek mythological figures", www.wikiwand.com, Retrieved 23-12-2019. Edited.