سؤال وجواب

تعريف-الزخرفة-النباتية


فن الزخرفة

فن الزخرفة من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، ويتكون هذا الفن العريق من أشكال مختلفة تكون على شكل نقاط وأشكال هندسية ورسوم نباتات وحيوانات وكلمات متناسقة ومتداخلة تُعطي شكلًا جماليًا رائعًا، ويُستخدم فن الزخرفة في تزيين الأواني والمباني والملابس والكنائس والنقود والمدافن والقصور والعملات وبعض أعلام الدول، وقد عرف الإنسان فن الزخرفة قبل التاريخ، ولهذا فإنّ هذا الفن يُعدّ مرآة الحضارات والأمم المتعاقبة، وطريقة للتعبير عن العادات والتقاليد والحياة الإنسانية عمومًا، ويوجد أنواع عديدة من فن الزخرفة، من بينها الزخرفة النباتية والزخرفة الحيوانية والزخرفة الهندسية، وفي هذا المقال سيتم تعريف الزخرفة النباتية.[١]

تعريف الزخرفة النباتية

تعريف الزخرفة النباتية هو امتداد لتعريف الزخرفة بشكلٍ عامّ، باعتبار أن الزخرفة النباتية أحد أهم أقسام الزخرفة، إذ إنّ تعريف الزخرفة النباتية يؤكد على أنّها أحد أنواع فن الزخرفة، وتعتمد على التعبيرات النباتية، حيث تستخدم أنواعًا كثيرة من الورود والنباتات والأزهار في تصميم رسوماتها مثل: القرنفل والرمان والكرز وزهرة التوليب والنسرين والسوسن، وتتكون الزخرفة النباتية عادة من الأوراق والسيقان والأغصان[١]، وفي تعريف الزخرفة النباتية أيضًا أنها فن التوريق، وتتكون من زخارف مشكلة من الزهور المنوعة وأوراق النباتات، ولها أساليب عدة ومجموعة كبيرة من العناصر الخاصة فيها، وفي العادة تتكرر رسومات الزخرفة النباتية على وتيرة منتظمة وواحدة، ولا تكون عشوائية، وهي مستوحاة من الطبيعة، وفيها توظيف كبير للخيال.[٢]
في كثيرٍ من الأحيان يتداخل تعريف الزخرفة النباتية مع تعريف مختلف أنواع الزخرفة، ويظهر هذا واضحًا بملاحظة وجود تداخل جميل بين الزخرفة النباتية والزخرفة الهندسية، وقد استخدمت هذه الزخرفة في مجالاتٍ عدة مثل: زخرفة القباب والجدران والأسقف، كما استخدمت على التحف الزجاجية والنحاسية وفي تزيين صفحات الكتب، ويمكن أن تكون الزخرفة النباتية ذات اتجاهٍ ثنائي أو اتجاهٍ أحادي، كما يمكن أن تكون ذات اتجاهٍ ثلاثي الأبعاد، وقد برز فن الزخرفة النباتية بشكلٍ كبير في الفن الإسلامي، واستطاع المسلمون ابتكار وحدات زخرفية نباتية جديدة[٢]، كما أبدع المسلمون في الابتعاد بفن الزخرفة النباتية عن تقليد الطبيعة، فابتكروا زخارف نباتية هندسية في الوقت نفسه، بحيث يكون التوريق عملًا هندسيًا فيه بعض العناصر الحية التي يسودها مبدأ التّجريد.[٣]

أنواع الزخرفة النباتية

بعد تعريف الزخرفة النباتية، يجدُر بالذكر تعداد أنواعها، خصوصًا أن أنواعها امتدادٌ لتعريفها، فالزخرفة النباتية مُستوحاة من الطبيعة التي تشكّل أكبر مصدر إلهام للفنانين المتخصصين في رسم الزخرفة، وعلى الرّغم من أنّ الزخرفة النباتية موجودة قبل العصور التاريخية، وتنقسم الزخرفة النباتية إلى قسمين رئيسَيْن كما يأتي:[٤]

  • الزخرفة النباتية التجريدية: هذا النوع من أنواع الزخرفة النباتية يشمل الزخرفة التي تُرسم فيها الفروع والأوراق فقط بشكلٍ تجريدي بحت، دون رسم الزهور فيها، ولهذا تكون مجردة من الزهور، وينتشر هذا النوع بشكلٍ كبير.
  • الزخرفة النباتية الزهـرية: يركز هذا النوع من الزخرفة النباتية على الورود والأزهار على وجه الخصوص، حيث تكثر فيه أشكال الورود بمختلف أنواعها مثل: السوسن والقرنفل والنسرين والخزامى.

قواعد الزخرفة النباتية

يظهر من تعريف الزخرفة النباتية وفن الزخرفة بشكلٍ عام، أنّ الزخرفة النباتية لا تكون عشوائية، وإنما تخضع لضوابط وقواعد خاصة كي تكون متقنة وبشكلٍ متميز، خصوصًا أن رسومات الزخرفة تحتاج إلى مهارة عالية وإتقان وقدرة على التنسيق، ومرونة في عالية في الرسم، وأهم قواعد الزخرفة النباتية وهي نفسها قواعد الزخرفة كما يأتي:[٤]

  • التوازن: يُعدّ التواز عنصرًا أساسيًا في رسم الزخرفة النباتية، ويجب توفره في أي تكوين زخرفي كي نكون النتيجة النهائية جميلة ومتناسقة ومتوازنة.
  • التناظر أو التماثل: من أهم القواعد المتبعة في الزخرفة النباتية هو الحفاظ على التماثل أو التناظر، وهذا الأساس تقوم عليه معظم أنواع الزخرفة، وليس فقط الزخرفة النباتية، بحيث يكون هناك انطباق النصف على النصف الآخر باستخدام مستقيم يُسمى المحور، فيكون التناظر متطابقًا بشكلٍ تام.
  • التشعّب: تتكون معظم أعمال الزخرفة النباتية من التكوينات الزخرفية المتشعبة التي تبدو سائدة فيها بشكلٍ واضح أكثر من غيرها من أنواع الزخرفة.
  • التناسب: يُعدّ التناسب في الزخرفة النباتية من أهم القواعد الجمالية فيها، والذي يمثل تناسب الأجزاء مع بعضها البعض، وليس للتناسب قاعدة ثابتة، إنّما يتوقف على عمق الذوق الفني وقوة التمييز وقوة الملاحظة لدى فنان الزخرفة.
  • التكرار: يُعدّ التكرار قاهدة أساسية في الزخرفة النباتية، لأنّ الزخرفة النباتية في االطبيعة تقوم على الكثرة والتكرار مثل أغصان الأشجار وبتلات الورود، ولهذا فإنّ التكرار من أبسط قواعد الزخرفة النباتية وأهمها.

تاريخ الزخرفة النباتية

بعد تعريف الزخرفة النباتية والخوض في أصولها، يمكن الاستنتاج أنّ الزخرفة النباتية ظهرت بشكلٍ متوازٍ مع ظهور فن الزخرفة بشكلٍ عام، بل إنّ أصل فن الزخرفة هو الزخرفة النباتية والزخرفة الحيوانية، وقد بدأ هذان النوعان بشكلٍ فطري يُحاكي اهتمامات الإنسان في حياته اليومية، وما يراه من تناسق طبيعي في النباتات وحتى في الحيوانات، حيث كان الإنسان يرسم يومياته بنقوش نباتية وحيوانية، وكانت الزخرفة النباتية وقتها على شكل نقاط وخطوط منحنية تمثل أشكال نباتية أو حيوانية، وقد أحسّ والمسلمون في تطوير الزخرفة النباتية بشكلٍ خاص، فأصبحت جزءًا لا يتجزأ من فن العمارة الإسلامي، فاستخدمت الزخرفة النباتية في تزيين المساجد والقباب والبيوت، واستخدمت فيها الكثير من الأدوات والأشكال المبتكرة.[٥]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت "زخرفة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "عطاءات الفن الإسلامي .. فن الزخرفة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
  3. "فن الزخرفة في الحضارة الإسلامية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "زخرفة نباتية "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  5. "زخرفة عربية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.