سؤال وجواب

تاريخ-اكتشاف-النار


تعريف النار

ارتبطت النار كطاقة وجدت في الأرض بعدة نظريات فلسفية فقد عرّف أرسطو الفيلسوف الاغريقي النار على أنها أحد العناصر الأربعة الأساسية المكونة للأرض[١]، وقيل أنّ البرق هو مصدر النار الوحيد الذي شهده الإنسان البدائي قبل أول استخدام واعٍ للنار أي قبل 1420000 سنة تقريبًا[٢]، وتعد النار تفاعلًا كيميائيًا يشترط وجود الأكسجين، وبالتالي هو أكسدة سريعة للعناصر ينتج عنها وضوء، وقد لاحظ الإنسان هذا التفاعل حوله منذ بداية الخليقة محاولًا الاستفادة منه وتجنب مخاطره وسيتناول هذا المقال تاريخ اكتشاف النار وبعض الأمور المتعلقة بالنار كطاقة مستخدمة ومشاهدة في الحياة اليومية[٣].

تاريخ اكتشاف النار

إنّ النار هي طاقة حرارية مرئية ناتجة عن وجود مادة قابلة للاشتعال أو الأكسدة مع كمية كافية من الأكسجين لإتمام عملية الاشتعال، وكما ذُكر سابقًا فإنّ عملية الأكسدة المسمّاة بالاحتراق هي أكسدة سريعة تختلف عن التفاعل البطيء الذي يحدث في عملية الصدأ أو تآكل الحديد، كما أنّ سرعة التفاعل الكيميائي للغازات المشاركة في تفاعل الاحتراق تشكل سببًا رئيسًا في تكون الشعلة والتي هي مزيج من الغازات والمواد الصلبة التي تتفاعل معًا لتنتج ضوءًا مرئيًا تصنف أشعته ضمن نطاق الأشعة تحت الحمراء وأحيانًا الأشعة فوق البنفسجية، ومنذ تاريخ اكتشاف النار إلى هذا اليوم تعد النار إحدى التفاعلات التي يصعب على الإنسان التحكم بها[٣].

يعود اكتشاف النار إلى ما قبل ملايين السنين على سلّم تطور الإنسان الزمني واكتشافه للعناصر المحيطة به، وعلى الرغم من اختلاف العلماء في تحديد وقت محدد لتاريخ اكتشاف النار إلا أنّه يمكن ترتيبه على سلّم تطور الإنسان الزمني بعد تعلم الإنسان لاستخدام عناصر الطبيعة كأدوات ووسيلة للإعانة على مشاغل الحياة وجعلها أكثر سهولة وقبل اكتشاف الثياب[٤]، حيث كان الاعتقاد السائد عند علماء الكيمياء الأوائل لفترة طويلة أنّ النار ناتجة عن تحرير مادة سميت آنذاك بالفلوجستون، وهي مادة موجودة في كل المواد القابلة للاحتراق، وسميت هذه النظرية بنظرية الفلوجستون، ولكنّ مع تتالي الدراسات والأبحاث المتعلقة بالنار تم الكشف عن العنصر الغامض المسبب للاحتراق الذي هو عنصر الأكسجين[٢].

إن علم النار مثل تحديًا للعلماء السابقين منذ تاريخ اكتشاف النار إذ يعد أحد العلوم المعقدة والتي تتطلب تطويرًا مستمرًا للعمليات الرياضية التي تشكل الاحتراق، وتعود بدايات التطورات المهمة التي أجريت على عملية الاحتراق في محاولة فهم النار إلى أوائل القرن السابع عشر مع العالم إسحاق نيوتن، حاول فيها العالم إسحاق نيوتن الإلمام بالمعرفة اللازمة لكشف وعزل العناصر المهمة في تعريف النار بشكل واضح ومعبر[٥].

النار والطبيعة

إنّ النظام البيئي بطبيعته قادر على التعامل مع النار كجزء لا يتجزأ من البيئة، بل و تعتبر النار أحد أهم العوامل التي تساعد في التنوع الحيوي في مختلف المناطق على شكل بقع تعمل كموائل متنوعة حيويًا وتختلف هذه البقع كل فترة زمنية لتنسج خيوطًا جديدة في النسيج الحيوي للبيئة نفسها، وبذلك فإنّ تاريخ اكتشاف النار ما هو إلا تاريخ يكشف عن أحد مكونات بدائع هذا الكون وإتقان خلقه[٣].

من جهة أخرى فإنّ الآثار السلبية للنار تشكل خطرًا على الملكيات والبيئة، كما تسهم في زيادة التلوث الهوائي والمائي[٣]، ويمكن القول بأنّ التنوع الحيوي هو الجانب الطبيعي الناشئ عن الحرائق الطبيعية منذ تاريخ اكتشاف النار، ولكن مع تزايد التدخل البشري وتغير المناخ ازداد معدل الحرائق الطبيعية وأصبحت تصنف ككارثة طبيعية وجب مكافحة مخاطرها وأخذ الحذر منها؛ فالاشتعال هو مجرد شرارة، أما ما يحول هذه الشرارة إلى نيران مستمرة يصعب إخمادها، هو وجود ظروف معينة كجفاف الجو، ورياح قوية تزيد من مدة الاحتراق، مخلفةً وراءها غابات مدمرة بالكامل على مساحات واسعة[٦]، الأمر الذي أدى إلى نقصان في الغطاء النباتي الحامي، وزيادة الأمطار الساقطة على التربة مسببة بذلك انجراف للتربة[٣]. كما أن احتراق الغطاء النباتي يؤدي إلى فقدان عنصر النيتروجين وتحريره في الجو وذلك يعني انخفاض في مستوى خصوبة التربة، خاصة أن تعويض هذا النقص في عنصر النيتروجين وإعادة تثبيته في التربة هي عملية بطيئة نوعًا ما تتم عن طريق البرق والنباتات من فصيلة البقوليات[٣].

علاقة الإنسان بالنار

مع مرور الوقت اختلفت علاقة الإنسان بالنار وتوقف عن الاعتماد عليها بشكل مباشر في توليد الطاقة الحرارية والضوء وبالتالي أصبح أقل حساسية في التعامل مع النار عمّا كان عليه منذ تاريخ اكتشاف النار، وقد بذل الإنسان الكثير من الجهد في توظيف التكنولوجيا في استدامة النار وحفظها ولكن القليل من أجل التحكم بها وفهم مخاطرها[٥]، في الوقت الحالي يحاول العلماء استحداث استراتيجيات للتحكم بالنار وتوظيف أنظمة خاصة لمكافحة النيران غير المرغوب بها في عدة مجالات، كالزراعة، والبناء وغيرها[٣].

طرق توليد النار

استخدم الإنسان النار على مر الزمن وما زال يستخدمها، ولقد تعددت طرق توليد النار عبر التاريخ، فكان توليد النار عبر الاحتكاك هو أحد الطرق البدائية والأوسع انتشارً امنذ تاريخ اكتشاف النار سواء كان ذلك عبر حك قطعتين من الصوان ببعضهما البعض أو بالحك الناتج عن حفر ثقب بالخشب، فيما بعد طور الإنسان من مبدأ الحك والمواد المستخدمة في توليد النار؛ مثل حك قطعة خشب مدببة بأخرى بشكل سريع ومتكرر، وفي عام 1827 قام العالم جون ووكر باختراع أداة تعمل بطريقة الحك مكونها الأساسي كبريتات الفسفور وهي تشبه إلى حد كبير أعواد الثقاب المستعملة في هذا اليوم[١].

استخدامات النار

ولقد كان اكتشاف النار أحد أهم الاكتشافات التي غيرت نمط النشاطات الحياتية للإنسان من تاريخ اكتشافها إلى الآن، فقد بدأ الإنسان في فهم طاقة النار واستخدمها في عدة مجالات منها[٣]:

  • الطبخ.
  • توليد الطاقة والحرارة.
  • أداة تواصل.
  • تنظيف الأرض من الحشائش و تجهيزها للزراعة.
  • التخلص من النفايات.
  • صهر المواد.
  • كسلاح أو أداة للتدمير.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "Fire-combustion ", www.britannica.com, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "What is Fire?", www.livescience.com, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Fire ", www.wikiwand.com, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  4. "Technology timeline", www.explainthatstuff.com, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Fundamentals of Fire Phenomena", www.semanticscholar.org, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  6. "?How Do Wildfires Start", www.livescience.com, Retrieved 16-11-2019. Edited.