دورة-حياة-دودة-القز
محتويات
دودة القز
دودة القز هي يرقة فراشة دودة القز، والتي تستخدم في إنتاج الحرير، حيث كان الناس يربون هذه الدودة منذ آلاف السنين، وعلى الرغم من أنّ موطن دودة القز هو الصين إلا أنّه قد تم إدخالها في جميع أنحاء العالم، وخضعت للتدجين بالكامل، ولم يعد لها أي وجود في البرية، وقبل معرفة حياة دودة القز، لا بدّ من التعرف عليها أكثر، حيث تمتلك فراشة دودة القز جناحين تصل المسافة بينهما إلى 40-50 مليمتر، ولديها جسم خشن، وتكون أنثى فراشة دودة القز أكبر من الذكر، وعادةً ما يكون لونها أصفرًا أو أشقرًا أو بنيًا فاتحًا، مع شرائط داكنة رقيقة تمتد عبر الجسم، وأجنحتها ذات لون كريمي ولها عروق داكنة تمتد إلى الأطراف، وهذا المقال يوضح دورة حياة دودة القز[١].
أنواع دودة القز
يتم تقسيم دودة القز بالاعتماد على المنطقة الجغرافية، حيث يؤثر المناخ ودرجات الحرارة وتغيّر الفصول الأربعة في مختلف المناطق على دورة حياة دودة القز، ويتم تقسيم دودة التوت الحريرية كالآتي[٢]:
- نوع Voltine: حيث يتواجد في المنطقة الجغرافية داخل أوروبا الكبرى، وبيض هذا النوع يدخل في سبات شتوي خلال فصل الشتاء بسبب المناخ البارد، وتفقس بحلول فصل الربيع، وتنتج الحرير مرة واحدة فقط سنويًا، حيث تتكرر دورة حياة دودة القز مرة واحدة في السنة.
- نوع Bivoltine: يتواجد هذا النوع عادةً في الصين واليابان وكوريا، وتتم عملية التكاثر من هذا النوع مرتين سنويًا مما يعني دورتي حياة في السنة، بسبب المناخ الأدفأ قليلًا.
- نوع Polyvoltine: يوجد هذا النوع في المناطق المدارية فقط، ويتم فقس البيض سريعًا نسبيًا في هذا النوع، ويصل عدد مرات تكرار دورة حياة دودة القز في هذا النوع إلى ثمان مرات في السنة، مما يعني معدل إنتاج عالي للحرير.
دورة حياة دودة القز
دودة القز في الواقع هي اليرقات أو مرحلة اليرقة في دورة حياة فراشة أو عثة دودة القز، فإذا سُمح لليرقة بالنمو، ستصبح فراشة، وبسبب تدجينها فقد فقدت هذه الفراشة الكثير من القدرات، مثل القدرة العثورعلى الطعام -فهي تتغذى بشكل أساسي على أوراق شجر التوت الأبيض وهو دائمًا ما يكون متوفرًا- والدفاع عن نفسها ضد الحيوانات المفترسة، وبالكاد يمكنها الطير، وسيتم ذكر دورة حياة دودة القز بشيء من التفصيل[٣]:
مرحلة التزاوج
يستمر التزاوج بين فراشات دودة القز الذكر والأنثى لعدة ساعات، وبعد التزاوج تضع فراشة دودة القز بيضها الصغير على أوراق التوت، وهذه الفراشات لا تأكل أو تشرب في المرحلة الأخيرة في فترة بلوغها قصيرة الأمد، حيث إنّ الإناث تموت بعد وضع البيض مباشرة، والذكور بعدها بقليل وفي المناطق الدافئة قد تطول حياتها قليلًا، ويكون موسم التكاثر عند هذه الكائنات مرة واحد فقط كل عام خاصةً في المناطق المتغيرة الفصول.[٣]
مرحلة التفقيس
في المناطق التي تتغير فيها الفصول، تضع أنثى دودوة القز بيضها في نهاية الصيف، ولا تفقس البيوض إلا في الربيع، أما إذا كانت المنطقة التي توضع فيها البيوض دافئة دائمًا، فسوف تفقس البيوض بعد حوالي 10 أيام من وضع الأنثى لها، وعند الفقس تظهر الصغار بطول 1/8 بوصة، وتكون اليرقات مغطاة بشعر أسود، وتبدأ بمضغ التوت بمجرد أن تترك البيض.[٣]
مرحلة اليرقة
في هذه المرحلة تمر اليرقة بأربعة مراحل تساقط لجلدها قبل أن تدخل في الشرنقة التي تمثل الطور الانتقالي، وقبل المرحلة الأولى يصبح رأس الدودة أغمق من بقية جسمها، ويصاحب أول تساقط لجلدها تساقط للشعر الأسود عليها، وفي كل مرحلة تطرح فيها جزءًا من جلدها ينمو جلد أكبر مكانه، وتستمر مرحلة اليرقة ما بين 24-33 يومًا.[٣]
مرحلة الشرنقة
بعد التساقط الرابع للجلد، تظهر دودة صفراء اللون، ويظهر جلدها مشدودًا أكثر من أي مرحلة مضت، وتعمل هذه الدودة على لفّ نفسها في شرنقة من الحرير، مصنوعة من خيط واحد قد يبلغ طوله ميل واحد بحجم كرة قطن، وإذا سمح المربون للعملية بأن تتم، فإن الدودة تتحول إلى فراشة بعد حوالي من أسبوع إلى أسبوعين من دخول الشرنقة.[٣]
مرحلة البلوغ
عندما تخرج الدودة من الشرنقة تكون قد تحولت إلى فراشة بالغة، تتميز بوجود شعر خفيف عليها، وبالرغم من أنّ حجم الذكور أصغر من الإناث إلا أنّها تسعى جاهدة للحصول عليها، حيث تطلق الإناث الفيرومونات لاجتذابها، ويمتلك الذكور قرون استعشار أطول من الأنثى، تستخدمها لاكتشاف الفيرومونات من مسافة بعيدة، وعندما يجد الاثنان بعضهما البعض، تبدأ عملية التزاوج، ومن ثم تبدأ دورة الحياة من جديد. [٣]
تربية دودة القز
تم تدجين دودة القز لأول مرة في الصين منذ أكثر من 5000 عام، ومنذ ذلك الحين زادت الطاقة الإنتاجية للحرير من هذه الأنواع بمقدار عشرة أضعاف تقريبًا، ودودة القز هي واحدة من الكائنات الحية القليلة التي تم فيها تطبيق مبادئ علم الوراثة للوصول إلى أقصى إنتاج، حيث تحتل المرتبة الثانية بعد نبات الذرة في استغلال التزواج والتهجين، وتربية دودة القز تكون لأهداف تجارية بحتة، فالهدف الرئيس هو تحسين الخصوبة، وتحسين صحة اليرقات، وكمية إنتاج الشرنقة من الحرير، وقدرتها على مقاومة الأمراض، ودائمًا ما يبحث المربون عن إنتاج عدد أقل من اليرقات الميتة، وبنفس الوقت دورة حياة أقصر، حيث تعتمد جودة الحرير على عدة عوامل من أهمها صحة الشرنقة، وبعض العوامل الوراثية[٢].
اكتشاف دودة القز
بعد التعرف على دورة حياة دودة القز، حان الوقت للتعرف على كيفية اكتشاف الحرير الذي ينتج من دودة القز، فمن المعروف أنّ الصين هي أول من تاجر الحرير حتى أنّ طريق تجارتها سمي بطريق الحرير، وتقول بعض الأساطير الصينية أنّ أول من اكتشف الحرير هي أمبراطورة تدعى ليزو زوجة الإمبراطور الأصفر، فحينما كانت تشرب الشاي تحت شجرة سقطت شرنقة من الحرير في شايها، وعندما التقطتها بدأت تلف الخيط على أصبعها فشعرت بالدفئ، وعندما انتهى خيط الحرير رأت يرقة بداخله فأدركت أنها مصدر الحرير، وأصبح الحرير بعدها واسع الانتشار، وكان الصينيون يحرسون معرفتهم بالحرير، إلى أن قامت أميرة صينية تزوجت من أمير خوتاني من بلاد فارس بتهريب دودة قز في شعرها خارج الصين، ويقال أنّ بعض الرهبان المسيحيين قاموا بتهريب دود القز في عصا جوفاء، خارج الصين وباعوا السر للإمبراطورية البيزنطية[٢].المراجع[+]
- ↑ "silkworm-moth", www.britannica.com, Retrieved 16-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Bombyx mori", www.wikiwand.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Life Cycle of a Silkworm", sciencing.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.