سؤال وجواب

حكم-قراءة-الأبراج


الأبراج والفلك

خلقَ الله -سبحانه وتعالى- السماءَ وزيّنها بالنجوم والكواكب، وجعل فيها أبراجًا وتجمّعاتٍ نجميّةً هائلة تتشكل بأشكالٍ مختلفة، وقد مارسَ الإنسان منذ القدم هواية مراقبة السماء لرؤية النجوم ومتابعة حركتها، وربما كانت بدايات الإنسان مع علم الفلك نابعة من باب الفضول، ثم تطوّرت وأصبحت لغاياتٍ أخرى، إذ كان النّاس قديمًا يهتدون بالنجوم ويستأنسون بها، كما كانوا يُميزون وقت دخول الفصول والمواسم بظهور تجمعات نجمية ما واختفائها، أما في الوقت الحاضر فقد تطوّرَ علم الفلك والأبراج وأصحب علمًا قائمًا بذاته، وفي هذا المقال سيتم ذكر حكم قراءة الأبراج.

من هم المنجمون

المنجّمون هم أشخاصٌ انصرَفوا لتحليل النجوم وحركة الكواكب والأفلاك، وهو نوعٌ من أنواع الكهانة التي يدّعي فيها أصحابها معرفة علم الغيب والاطّلاع عليه، وهذا أمرٌ باطل؛ لأنّ الغيب لا يعلمه إلّا الله تعالى، فالمنجّمون يدّعون أن حركات النجوم تخبرهم بالغيب والمستقبل، وأنّ غروبَها وطلوعها يُؤثّر على الإنسان، ويربطون اقترانها وافتراقها بالغيب، ويدخل في التنجيم أيضًا قراءة الكف والضرب بالرمل والحصى وغيرها من أعمال الشعوذة والسحر، فالتنجيم علمٌ باطل، والمنجمون يبنون علمهم هذا على أوهام لا حقيقة لها أبدًا، إذ لا علاقة بين حركات النجوم وظروف الإنسان ومستقبله.[١]، ويدخلُ في التنجيم أيضًا: قراءة الكف وقراءة الفنجان والضرب بالودع ومطالعة أبراج الحظ والجلوس لمتابعة القنوات الفضائيّة التي تبث مقابلات مع منجمين يتكهنون بالمستقبل، ويستدلّون بالنجوم لمعرفة الغيب، وهؤلاء يُدلّسون على الناس ويزرعون الفتنة بينهم بقولهم للناس: فلان قام بفعل ذلك، أو أن قريبك فعل ذلك لك، وينصحونهم بفعل أشياء معينة، وفي الحقيقة أنّ كلامهم كلّه كاذب حتى لو نصحوا الناس بقراءة آيات معينة من القرآن الكريم كي يستميلوا بعض الأشخاص السُّذج الذين يصدقونهم بحجة أنهم يستندون إلى آيات القرآن.[٢]

حكم قراءة الأبراج

تداول الناسُ الكثيرَ من الفتاوى جول حكم قراءة الأبراج، حيث اعتبرَ البعض أن حكم قراءة الأبراج مباحًا إن كان من باب التسلية فقط، والبعض قال إنّ حكم قراءة الأبراج منهيٌّ عنه وغيرُ جائز، لكن في الواقع إن حكم قراءة الأبراج تتعلّق به الكثير من القراءات الأخرى التي تدّعي علم الغيب، ويُمكن تفصيل حكم قراءة الأبراج كما يأتي:

  • حكم قراءة الأبراج لمعرفة الطالع: قراءة الأبراج لمعرفة الطالع من الممارسات الجاهلية التي مُورست قبل الإسلام، وقد أبطل الإسلام هذه الممارسة؛ لأنّ فيها شركًا بالله تعالى، فتعليق الأحداث والغيب والنفع والضر لا يجوز إلّا إن كان لله تعالى، لأنّ النجوم والطالع لا تضر ولا تنفع، وكل ما يقوله المنجمون والعرّافون من قراءة الأبراج لمعرفة الطالع ما هو إلا زورٌ وبهتانٌ وضحكٌ على العقول وابتزاز للأموال وتغيير في العقيدة، وبهذا يكون حكم قراءة الأبراج لمعرفة الطالع حرام، حيث يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد"[٣][٤]
  • حكم قراءة الأبراج لمعرفة الصفات الشخصية: حكم قراءة الأبراج لمعرفة الصفات الشخصيّة يدخل في باب البدع الذي لا أصل له أبدًا، إذ لا علاقة أبدًا بين صفات الشخص وبين الفلك والنجوم والأبراج، وفي هذا يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر لهه ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-"[٥]، وبهذا يكون حكم قراءة الأبراج لمعرفة الصفات الشخصية حرام، وكل ما يشمل هذه الممارسات يُعدّ منكرات حرّمها الله ورسوله، وهو علم باطل لا يقوم على شيء.[٤]

قراءة الكف في الإسلام

قراءة الكف من أنواع الشعوذة والدجل، لهذا تُعدّ من الممارسات المنهيّ عنها في الإسلام، ويجب على المسلم الحذر من ممارسة هذه الأعمال أو الذهاب إلى من يُمارسونها بقراءة الكف والتنبؤ بالغيب والمستقبل، حتى وإن كان هذا من باب التسلية، لأنّ في هذا إثمًا مبينًا وحرامًا كبيرًا وفيه شركٌ بالله -عزّ وجل- سواء صدق من يقرا الكف أم كذّبه، وفعل هذا من باب التسلية لا يقلّ حرامًا عمّن يفعلها وهو مصدقٌ بها، خصوصًا أن البعض قد يقع فيه قلبه استحسان لهذه الأفعال، وقد يسعى لتعلّمها وممارستها.[٦]

قراءة الفنجان في الإسلام

قراءة الفنجان حكمها مثل حكم التنجيم وقراءة الكف وقراءة الأبراج والضرب بالرمل والحصى، وغير ذلك من الأعمال التي يدّعي ممارسوها معرفتهم بالغيب وتنبؤهم بالمستقبل، وهي أفعال محرّمة حذّر منها الإسلام وأبطلها، وتُعدّ من المنكرات العظيمة التي تُبنى على الدجل والوهم، وجاء في تحريمها عددٌ من الأحاديث الشريفة، ومنها قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا"[٧]، ومن المعروف أن قراءة الفنجان تدخل في باب العرافة، ويتبين من الحديث الشريف أنّ مجرد إتيان العرّاف يعني عدم قَبول صلاة أربعين يومًا، فكيف بمن صدّقه، إذ أنّ من يصدقه يُعدّ كافرًا.[٨]

فيديو عن حكم قراءة الأبراج

في هذا الفيديو، يقدّم د. بلال إبداح، دكتور العقيدة والشريعة الإسلاميّة توضيحًا حول حكم قراءة الأبراج. [٩]

المراجع[+]

  1. أنت والنجوم, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-9-2018، بتصرّف.
  2. تحريم إتيان الكهان, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 13-9-2018، بتصرّف.
  3. الراوي: عبد الله بن عباس، المحدث: ابن مفلح، المصدر: الآداب الشرعية، الصفحة أو الرقم: 3/418، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
  4. ^ أ ب التعلق بالنجوم والأبراج والطالع, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-9-2018، بتصرّف.
  5. الراوي: عمران بن الحصين، المحدث: البزار، المصدر: البحر الزخار، الصفحة أو الرقم: 9/52، خلاصة حكم المحدث: روي بعضه من غير وجه [وفيه] أبو حمزة العطار لا بأس به
  6. قراءة الكف للتسلية, ، "www.fatwa.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 13-9-2018، بتصرّف.
  7. الراوي: -، المحدث: محمد الأمين الشنقيطي، المصدر: أضواء البيان، الصفحة أو الرقم: 2/232، خلاصة حكم المحدث: ثابت
  8. كل ما له علاقة بالتنجيم فهو مخالف للعقيدة الصحيحة., ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 13-9-2018، بتصرّف.
  9. حكم قراءة الأبراج, ، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 13-9-2018.