كيفية-قضاء-الصلاة-الفائتة
الصلاة الفائتة
الصلاة الفائتة هي صلاة ذهب وقتها، فتُدعى الفائتة، كأن ينام العبد عن صلاة الفجر حتى طلوع الفجر، فيُقال فاتته صلاة الفجر، أو أن يغفل عن صلاة الظهر حتى يأتي وقت صلاة العصر وما إلى ذلك، والواجب على العبد أن يقضي هذه الصلاة إذا فاتت بسبب نوم أو نسيان، وأمّا إن كانت الصلاة قد فاتته عن عمد فقد دخل العبد في مرحلة الكفر والضلال وتلّزمه التوبة، والواجب على المسلمين المحافظة على صلواتهم، وأداؤها في وقتها، وسيتحدث هذا المقال عن كيفية قضاء الصلاة الفائتة.[١]
حكم قضاء الصلاة الفائتة
قبل الحديث عن كيفية قضاء الصلاة الفائتة لا بدّ من معرفة حكم القضاء في الإسلام أولًا، وذلك يُحكم فيه بأمرين أولهما أن يُفوّت العبد الصلاة بأحد الأعذار الشرعيّة كالنوم عنها أو نسيانها، وهو في عادته حريص عليها وعلى أدائها في وقتها المحدد، هنا يُعذر المُسلم، والقضاء واجب عليه بمجرّد أن يتذكرها، وذلك بدليل ما جاء في صحيح مسلم أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام نام وأصحابه عن صلاة الفجر، فتساءل توبةً نصوحًا صادقةً، وذلك برأيٍ أجمع عليه كل أهل العلم، أمَّا في حكم قضائها فقد اختلف العلماء به، ويقول أغلب العلماء أنّه يجب عليه قضاؤها، ولكنّ شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- قال أنّه لا يصحّ قضاؤها، ورجح الإكثار من صلاة التطوّع، وممن رجّح قول ابن تيمية من الشيوخ المعاصرين الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- مُستدلًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: "مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ"،[٤]والله أعلم.[٣]
كيفية قضاء الصلاة الفائتة
في الحديث عن كيفية قضاء الصلاة الفائتة فقد قال جمهور العلماء بوجوب صلاتها في وقت تذكرها فورًا، ولا يجوز للمصلي أن يؤجلها إلّا لضرورة، أو إن كان ذلك لصالح الصلاة، ودليلهم الشرعيّ في ذلك ما جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذلكَ"،[٥]أيّ أنّه لا يجوز تأخيرها والواجب صلاتها وقت تذكرها، وقال بعض العلماء أنّه لا حرج في تأخيرها؛ إن كان المُصلّي قد أخّر صلاته لعذر ما حتى خرج وقتها لعذر، وأمّا إن كان قد فاتته الصلاة لغير ضرورة أو عذر فعليه صلاتها فور تذكرها بلا تأخير، وقالوا بأنّ ذلك مُستحب، وقد استدلوا على ذلك بحديث رسول الله: "ثُمَّ قالَ: احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا، فَكانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالشَّمْسُ في ظَهْرِهِ، قالَ: فَقُمْنَا فَزِعِينَ، ثُمَّ قالَ: ارْكَبُوا، فَرَكِبْنَا فَسِرْنَا حتَّى إذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ، ثُمَّ دَعَا بمِيضَأَةٍ كَانَتْ مَعِي فِيهَا شيءٌ مِن مَاءٍ، قالَ: فَتَوَضَّأَ منها، ....ثُمَّ أَذَّنَ بلَالٌ بالصَّلَاةِ، فَصَلَّى رَسولُ اللهِ رَكْعَتَيْنِ"،[٢]أيّ أنّه لو كان القضاء واجب فورًا لما كان رسول الله قد أخّره.[٦]
وفي كيفية قضاء الصلاة الفائتة فإنَّ رأي الجمهور من العلماء أنّ الصلاة فورًا ليس عدم تأخيرها قليلًا حتّى تُصلّى على وجه أفضل، فهنا التأخير يأتي في مصلحة الصلاة إن كان التأخير لإكمالها وتزكيتها من النقص، ومن العلماء من قال بأنّ تأخيرها مستحب لليوم التالي حتّى تُصلى في وقت مثيلتها، مستدلين بقوله عليه الصلاة والسلام: "فَإِذَا كانَ الغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا"،[٢]والصحيح من أراء العلماء جميعهم في كيفية قضاء الصلاة الفائتة أنّه لا يجب تأخير قضاء الصلاة أبدًا، وهو مُستحب لصلاتها مع مثيلتها، والله تعالى أعلم.[٦]المراجع[+]
- ↑ "الصلاة الفائتة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 681 ، حديث صحيح.
- ^ أ ب "حكم قضاء الصلاة الفائتة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1718، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 684، حديث صحيح.
- ^ أ ب "متى تقضى الصلاة الفائتة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.