الآيات-المكتوبة-على-ستار-الكعبة
محتويات
الكعبة المشرفة
قبلة المسلمين الثانية بعد القدس الشريفة، وهي كيانٌ إسلاميٌّ عظيم يسعى إليه الحجّاج من كلّ حدبٍ وصوب، فهي كما ذكر الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم في سورة آل عمران، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}،[١] وجاء ذلك في كلام الله نظرًا للخلاف بين المسلمين واليهود على أفضلية بيت المقدس والكعبة المشرفة، وقد فرض الله -عزّ وجلّ- على المسلمين زيارة الكعبة وأداء مناسك الحجّ فيها، وذلك لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا كما قال تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}،[٢] والمقال يسلط الضوء على الآيات المكتوبة على ستار الكعبة.[٣]
البيت العتيق
بنى الكعبة المشرفة سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بمساعدة ابنه سيدنا إسماعيل -عليه السلام-، وذلك بعد أن همّ سيدنا إبراهيم لذبح ولده إسماعيل كما رأى في رؤياه، فافتدى الله سيدنا إسماعيل بذبحٍ عظيم، وذلك لتصديقهما وقبولهما بأوامر الله -جلّ في علاه-، وقد أرشد الله نبيّه إبراهيم لمكان البيت قبل أن يُؤمر ببنائه كما جاء في التفسير، فقد قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}،[٤] وأتبعها الأمر من الله بالنداء من إبراهيم للنّاس كما جاء في قوله تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}،[٥] ولم تكن الكعبة مكسوّةً فيما مضى، وتحمل كسوة الكعبة اليوم الزينة والآيات، وقد يتساءل البعض عن الآيات المكتوبة على ستار الكعبة.[٦]
الآيات المكتوبة على ستار الكعبة
الخوض في طيّات الآيات المكتوبة على ستار الكعبة يدفع للحديث حول كسوتها، حيث تعدّ كسوة الكعبة الشريفة من أكثر المظاهر تعظيمًا وتكريمًا للبيت العتيق، وقد ارتبطت الكسوة تاريخيًا ببناء الكعبة، وفي الجاهليّة لطالما اختلفوا على تشريف كسوتها، وبعد إشراق نور الإسلام على جوهرها، استمرت هذه العملية تباعًا حتّى يومنا هذا، وذلك نزولًا لما قاله الله تعالى في كتابه الكريم: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}،[٧] وكسوة الكعبة هي قماشٌ حريريٌّ بلونٍ أسود مكتوبٌ على نسيجه بماء الذهب عباراتُ تعظيمٍ لله، مثل: " الله جلّ جلاله ولا إله إلّا الله محمّدٌ رسول الله و سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم و يا حنّان يا منّان وغيرها"،[٨] وإضافةً لذلك توجد بعض الآيات المكتوبة على ستار الكعبة، تأتيكم تباعًا فيما يأتي:[٩]
- في الزاويتين العلويتين: كتبت الآيات الكريمة من سورة الحجر، قوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}،[١٠] ومن سورة المائدة، قوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ }،[١١] ومن سورة الإسراء، قوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا}،[١٢] ومن سورة الأنعام، قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}،[١٣] ومن سورة غافر، قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}،[١٤]
- تحت القفل مباشرةً: كتبت أمّ الكتاب سورة الفاتحة، والتي كتبت وسط الدائرتين، قال تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.[١٥]
- وفي أعلى القفل: دائرتين كالشمس في كينونتهما ثبتت في وسطهما حلقتين، ومن تحتهما كتبت الآية الكريمة من سورة الزمر، قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.[١٦]
أسماء الكعبة في القرآن
ذكر بعض الآيات المكتوبة على ستار الكعبة يوجب بالاستحباب ذكر أسماء الكعبة المشرّفة كما ورد ذكرها في القرآن الكريم، فهي تحمل عديد الأسماء لعظمة مكنونها وقداسة جوهرها، والكعبة هي الاسم الأولّ الذي عرفت به نظرًا لطريقة البناء التي بنيت به، وقد جاء ذكرها في سورة المائدة على ذلك الاسم، قال تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}،[١١] ولها من الأسماء أيضًا البيت الحرام، وجاء ذكره في سورة المائدة أيضًا، وذلك في قوله تعالى: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا}،[١٧] كما وردت الكعبة بمسمّى البيت العتيق، وذلك في سورة الحج، قال تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}،[١٨] ووردت تحت اسم البيت المعمور في سورة الطور، قال تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}،[١٩] وكما ورد ذكرها بوصف البيت فقط، وبوصف البيت المحرّم في اختلاف مواطن القرآن الكريم.[٣]
منسك الطواف حول الكعبة
جعل الله -سبحانه وتعالى- لمكّة المكرّمة وكعبتها المشرّفة منزلةّ عظيمةً لم تنلها بقاع الأرض كافّة، وعلى ذلك كان الحجّ إليها فريضةً وركنًا رئيسًا من أركان الإسلام، وذلك لمن استطاع إليها سبيلًا، ومن مناسك الحج المختلفة منسك الطواف حول الكعبة، وله أنواعٌ عديدة، منها طواف القدوم إلى الحج وهو على خلاف العلماء بين السنة والواجب يكون أول ما يصل المحرم إلى الكعبة، ومنها طواف الزيارة أو ما يدعى بطواف الإفاضة وهو بإجماع العلماء ركنٌ من أركان الحجّ الرئيسة ويكون بعد اليوم العاشر من ذي الحجّة، أيّ بعد يوم الوقوف في جبل عرفات، ومنها طواف العمرة وطواف الوداع وطواف النذر وطواف التطوّع، وهي سبعة أشواطٍ في مجمل أنواعها.[٢٠]المراجع[+]
- ↑ سورة آل عمران، آية: 96.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 97.
- ^ أ ب "الكعبة المشرفة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 26.
- ↑ سورة الحج، آية: 27.
- ↑ "قصة إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر المصرية القبطية وبناء البيت العتيق الكعبة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 32.
- ↑ "كسوة الكعبة ... تاريخ وتشريف"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.
- ↑ "باب الكعبة المشرفة تحفة ثمينة"، www.articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية: 46.
- ^ أ ب سورة المائدة، آية: 97.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 80.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 54.
- ↑ سورة غافر، آية: 60.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 01-07.
- ↑ سورة الزمر، آية: 53.
- ↑ سورة المائدة، آية: 02.
- ↑ سورة الحج، آية: 29.
- ↑ سورة الطور، آية: 04.
- ↑ "أنواع الطواف حول الكعبة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-08-2019. بتصرّف.