تعريف-الفن-الشعبي
محتويات
ثقافات الشعوب
لكلّ شعب من شعوب العالم عادات وتقاليد وفنون خاصّة به وتميّزه عن غيره، وتختلف هذه الفنون باختلاف الثقافات والأماكن الجغرافية واختلاف طبيعة السكان وتركيبتهم والعوامل البيئية، ووجود فن وتطوره لدى شعبٍ ما لا يعني انتشار هذا الفن عند الشعوب الأخرى في العالم، إذ إنّ الفنون الشعبية تتأثر بالمعتقدات الاجتماعية والفكرية وحتى الدينية، فالفن الشعبي في أوروبا مثلًا يختلف عن الفن الشعبي في الوطن العربي، وكلمة الفن الشعبي هنا شاملة لجميع أنواع الفنون الشعبية على اختلافها، وفي هذا المقال سيتم إلقاء نظرة عامة على الفن الشعبي، كما سيتم تعريف الفن الشعبي.[١]
تعريف الفن الشعبي
يجهل كثيرٌ من الناس تعريف الفن الشعبي، وقد ورد تعريف الفن الشعبي في معجم المعاني بأنه: الثقافة والفنون، والفن الشعبي نوعٌ من أنواع الفن الذي يعرض الحياة اليومية للشعوب ويصوّرها ويوظفها بتقنيات وأسلوب التبادل التجاري مع الشروح العامة المتبادلة والإضافات، ويشمل العديد من أنواع الفنون مثل: الأغاني الشعبية وتصميم الملابس الشعبية والرقص الشعبي وغيرها.[٢].
ومن تعريف الفن الشعبي أيضًا أنه مجموع الإنتاج الفني الذي تمارسه عامة الشعب، ويكون صادرًا عن وجدانه ومعبرًا بشكلٍ أساسي عن ميراثه الفني والثقافي والاجتماعي، ومن تعريف الفن الشعبي يظهر أنه مصطلح شامل للأدب والموسيقى والفنون التشكيلية والصناعات لشعبية بمختلف أنواعها، لكن تعريف الفن الشعبي يلتصق أكثر بالنحت والنقش والرسم والزخرفة والتلوين وكل ما يتعلق بالأزياء التراثية والأثاث، وعلى الرغم من استقلالية الرقص الشعبي والموسيقى والأدب، لكن الرسوم الشعبية تدخل ضمن هذا التعريف، وكل ما يتعلق بتزويق الآلات الموسيقية وتصميم مشاهد الرقص والملابس، بالإضافة إلى الزخارف المختلفة.[٣]
خصائص الفن الشعبي
من تعريف الفن الشعبي يمكن استنتاج خصائصه، ومن أبرز خصائصه السهولة والبساطة والتقشف، والبساطة جزء مهم من خصائصه لأنها تظهر في ابتعاد الفن الشعبي عن التعقيد والتدقيق على التفاصيل، كما أنه غير متقيد بالقواعد المتمثلة بالنسب والمنظور والبعد الثالث، ومن أبرز خصائصه أيضًا سهولة التنفيذ، فهو غالبًا يُنفذ بالتخطيط الأولي والترميز للأشياء والأشخاص والنباتات دون أي تعقيدات، ويحاول خلق التوازن والتناسق بشكلٍ سلس، كما يسعى إلى التقشف في استخدام الخامات، فيستخدم الخامات المتاحة والرخيصة مثل: الخشب والحجر والطين، ويستغل الأثاث والعمار بوصفها مكانًا لتنفيذ الفن، كما استخدم الجلد وورق البردى والألوان المتاحة في الطبيعة مثل: الأتربة وعصارات النباتات والجص ومختلف المواد الدهنية.[٣]
في الفن الشعبي يكون استخراج الألوان طبيعيًُا، فاستخراج اللون الأبيض يكون من مسحوق الحجر الكلسي، أما الأسود فمن الهباب، واللون الأزرق من مسحوق الفحم النباتي، واستخدم الفن الشعبي الأكاسيد المعدنية للحصول على الألوان الأخرى، وكان تحضيرها يتم مبح البيض، أما الفراشي المستخدمة فهي من شعر الحيوانات وريش الطيور وسعف النخيل، ومن خصائصه أيضًا أن مواضيعه طبيعية تتعلق بالأحداث الشعبية مثل الأعياد والأفراح، ويستخدم الترميز كثيرًا، فالنخيل يعبر عن الخصب الزراعي، والأسد يعبر عن القوة، والسيف يرمز للقوة، والطير الأخضر للخير، والكف المفتوحة تًعدّ حرزًا عن المصائب والخوف، وكذلك العين الزرقاء وغيرها.[٢]
تاريخ الفن الشعبي
يظهر من تعريف الفن الشعبي أنه مرتبطٌ بتاريخ الشعوب، فهو فن فلكلوري ارتجالي يأتي من تلقاء نفسه، ويتطور مع تطور الفرد والجماعة، ويقرّه المجموع ويستسيغونه، فيحفظونه وتتوارثه الأجيال جيلًا بعد جيل، حتى يصبح في النهاية جزء من ثقافة العقل الجمعي للشعب، ويصبح موروثًا بيولوجيًا من أصلٍ ثقافي، ولهذا لا يمكن التنبؤ بانطلاق الفن الشعبي بشكلٍ محصور، لأنه بدأ مع بداية الإنسان، وهو مختلف من حضارة إلى أخرى[٤]، وبهذا يمكن استنتاج ما يظهر جليًا في تعريف الفن الشعبي، أن الفن الشعبي ظهر منذ العصر الحجري وعهد الإنسان القديم، حيث حرص الإنسان منذ باية الحياة على إضافاء طابع جميل على بيئة معيشته في الكهوف، وهذا ينطبق أيضًا على أدواته البدائية التي استخدمها، وأبدع في التشكيلات والألوان، وبدأ الفن الشعبي يتطور بتزيين الجسم الإنساني نفسه عن طريق التلوين والوشم، وتزيين النصب والثياب.[٣]
بدايات الفن الشعبي كانت تلقائية وعفوية، وهي البداية والمقدمة للإبداع الفني الموجود حاليًا، ولهذا لا يمكن إنكار أنّ الفضل في تطور جميع الفنون يعود إلى الفن الشعبي منذ بداية التاريخ، فقد بدأ الفن الشعبي في جميع عصور التاريخ وحافظ على بقائه وتطوره، وأصبح جزءًا راسخًا من ثقافة أي شعب، ومن أشهر الأماكن التي تطور فيها الفن الشعبي بشكلٍ تاريخي متسارع: الهند والمكسيك وأماكن وجود القبائل الإفريقية وأستراليا، أما الفن الشعبي المعاصر فقد حافظ على جذوره ومواضيعه ورمزيته، مع دخول الكثير من التطورات إليه[٣]، ومن الأمثلة على هذا فن السامري مثلًا، وهو فن شعبي فلكلوري قديم، بدأ منذ زمنٍ قديم وتطوّر بشكلٍ كبير على يد بعض الشعراء الذين أدخلوا إليه أوزان عديدة.[٥]
أنواع الفن الشعبي
تعريف الفن الشعبي شامل لجميع أنواعه، فأنواع الفن الشعبي هي كل الفنون التي مارستها الشعوب عبر تاريخها الطويل، ويشمل هذا الفنون الشعبية البصرية المرئية والفنون الشعبية السمعية، وغيرها من أنواع الفنون، ومن أبرز أنواع الفنون الشعبية التي تدخل في تعريف الفن الشعبي ما يأتي:[٣]
- فنون الأهازيج: من الأمثلة عليها المناغاة والهدهدة والأغاني المتداولة في الحفلات، وحتى مناغاة الأم لرضيعها، والأناشيد الدينية والحماسية، وجميع الأغاني التي ترددها الشعوب المختلفة في المناسبات.
- فن الحكايات: يتجلى هذا الفن في حكايات الأجداد للأحفاد وشخصية الحكواتي في المقاهي والمجالس، بالإضافة إلى القصص والملاحم المعروفة والتي تناقلتها الأجيال جيلًا بعد جيل، واعتبروا أبطالها رموزًا.
- فن الأساطير: يظهر هذا فيما تمارسه الشعوب من تجسيد للأساطير الشعبية المختلفة، كاستخدام التمائم وممارسة بعض العادات والتقاليد، والتمسك ببعض الأعمال التقليدية.
- فن التصميم: يظهر هذا في تصميم الملابس التراثية بمختلف أشكالها، وإدخال النقوش والزخرفات عليها، ويشمل هذا أيضًا الحرف التقليدية المختلفة مثل تصميم الأثاث وصنعه، وفن النحت والزخارف.
المراجع[+]
- ↑ "عشرُ عادات اجتماعية تُميّــز العرب عن غيرهم من الشعوب"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "تعريف و معنى شعبي في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "فن شعبي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 06-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "فن شعبي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "سامري (فن شعبي) "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-11-2019. بتصرّف.