حكم-لبس-الفضة-للرجال
محتويات
لباس الرجل في الإسلام
تختلف أعراف النّاس في اللّباس حسب العصور والمجتمعات، وقد حثّ الإسلام على خروج الرّجل بالمظهر الحسن، مع الحرص على لبس أجمل الثياب في أيام الجمع وعيدي المسلمين، والأصل في هذا الباب الإباحة مع وجود بعض المحاذير التي يجب الالتزام بتركها، ففي أنواع القماش جاء تحريم لبس الحرير للرجل، وفي أنواع الحلي والمعادن حرّمت الشريعة الإسلامية على لبس الذهب للرجل، وقد شملت أبواب ما يرتديه الرّجل أحكامًا وضوابط تضمن في عمومها عدم كشف سيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت من فضّة لما رُوِي عن الصحابة الخواتم، وهناك من العلماء ممن تحدث عن وزن الخاتم، وبأنه لا يتجاوز المثقال أو المثقالين مستندين ببعض الأحاديث الضعيفة، ومنها أنّه -عليه الصلاة والسلام- أجاب بعض صحابته وقد سأله عن الخاتم "قال : يا رسولَ اللهِ من أيِّ شيءٍ أتخذُهُ؟ قال : مِن ورِقٍ ولا تُتمُّهُ مثقالًا"[٩] ، ومعلوم أن الحديث الضعيف لا يؤخذ به، كما لم يتعرض الصحابة لوزن الخاتم، والعلماء مع تركهم للحديث، فقد أرجعوا الأمر للعرف، وأوجبوا عدم الإسراف؛ لأن الإسراف في الحليّ تشبه بالنساء وأهل الكفر عمومًا وإن كانت في أصلها حلالًا .[١٠]
أحكام متعلقة باقتناء ولبس الفضة للرجل
بعد بيان حكم لبس الفضة للرجل، وبيان ضوابطه لا بد من معرفة بعض الأحكام المتعلقة بلبس الفضة واقتنائها، والتي يتردد السؤال عنها من النّاس، أهمّها هذه النّقاط:
- يقاس على تحريم الذهب تحريم الفضة المطليّة بالذهب، وكذا تحريم ما يعرف بالذهب "الفالصو" أيضًا؛ لأنه يماثل في مظهره مظهر الذّهب الحقيقي، ويستدعي شبهة النّاس وتهمة الرجل، فأغلب النّاس لا تميّز بينهم.[١١]
- يسأل البعض عن حكم الصلاة وفي يد الرجل خاتمٌ من فضّة، والحكم فيها الجواز بلا خلاف، فكل ما جاز لبسه من معادن جازت الصلاة فيه.[١٢]
- يضع بعض النّاس خاتمًا من فضة نقش عليه نقش خاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد رُوي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "لا ينبغي لأحدٍ أن يَنْقُشَ على نقشِ خاتمي هذا"[١٣]، وأغلب قول العلماء أنّ الحكم هنا في عدم النّقش كان لعلّة عدم وقوع الالتباس من الناس لمن لم يعرف الرسول ولم يراه في زمانه، والحكم يلازم علّته متى زالت زال، فلا بأس إذن بعد رسول الله في لبس خاتم الفضّة إذا نُقش عليه نقش خاتم رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لإنّ الالتباس زال بوفاته -صلى الله عليه وسلم- والله أعلم.[١٤]
- يجوز لبس خاتمٍ نقش عليه لفظ الجلالة، ولكن يكره إدخاله إلى الخلاء، والأفضل تركه، وقد ورد عن أنس بن مالك: "كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- إذا دخَلَ الخلاءَ وضعَ خاتَمَهُ"[١٥]، ويخرج من الكراهة النّاسي والمضطّر إذا خاف عليه الضّياع أو السّرقة، والأولى جعله في باطن الكفّ إذا اضطر والله أعلم.[١٦]
- إذا اعتقد من يلبس الخاتم من فضّة أنّ هذا الخاتم هو الذي يدفع عنه الضرر والشرّ من دون الله؛ فهذا شرك أكبر، وإذا ظنّ أنّه يساهم في حفظ السّلامة ودفع العين والحسد؛ فهو شرك أصغر، ويدخل ذلك ضمن حكم لبس التمائم؛ وهي محرمة لقول -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الرُّقي والتَّمائمَ، والتِّولةَ شركٌ"[١٧].وعليه فحكم هذا الخاتم حرام، ويدخل في هذا كل نوع من الحلي للرجل أو المرأة على السواء إن ظنّ من يلبسه ذلك، وإن كان حلالًا في أصله.[١٨]
- عرف في هذا الزمان لبس السّاعة اليدويّة المصنوعة من الفضّة للرجل، وقد أجازها العلماء؛ لأنها معروفة في أهل الزمان، وعادةً ما يكون شكل السّاعة مخصوصًا للرجل، وليس في لبسها أيّ تشبّه بالنّساء؛ على ألا يكون في شكلها ما حرّمه الإسلام كالصليب أو الصور المعروفة عند بعض الأديان.[١٩]
- لا يجوز استعمال الأواني المصنوعة من الفضّة في الطعام والشراب بإجماع العلماء، ولا تلك المطلية بالفضّة أيضًا.[٢٠]
المراجع[+]
- ↑ "الهدي النبوي في اللباس"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4/68، إسناده صحيح.
- ↑ "لبس الأساور للرجال والذكور المميزين"، www.islamweb.ne، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن عقبة بن عامر الجهني، الصفحة أو الرقم: 416، إسناده صحيح.
- ↑ "حكم تختم الرجل بالأحجار الكريمة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6394، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2585، صحيح.
- ↑ "حكم التزين بالفضة واستعمالها للرجال"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف النسائي، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 5210، ضعيف.
- ↑ "أقوال أهل العلم في ما يباح من الفضة للرجل لبساً ووزناً"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم لبس المطلي بالذهب للرجال"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "المعادن التي يشرع لبسها والصلاة فيها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 5303، صحيح.
- ↑ "حكم لبس خاتم فضة عليه نقش خاتم رسول الله"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن دقيق العيد، في الاقتراح، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 92، صحيح.
- ↑ "دخول الخلاء بحلي فيه لفظ الجلالة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيتمي المكي، في الزواجر، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1/166، صحيح.
- ↑ "حكم لبس الرجل سلسلة من فضة لدفع العين والحسد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم لبس الساعة اليدوية إذا كانت من الحديد أو الذهب أو الفضة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الإجماع على تحريم استعمال آنية الذهب والفضة في الأكل أو الشرب"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم زكاة الحلي إذا كان بنية الزينة والادخار"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019. بتصرّف.