الغدة-الكظرية-والجنس

الغدة الكظرية

الغدتان الكظريتان هما غدتان صغيرتان تتوضّعان فوق الكليتين، وهما جزء من الجهاز الغدي الصماوي في الجسم، فكل غدة كظرية تتوضع في جانب من جوانب الجسم، وتزن الواحدة منهما حوالي 30 جرامًا، وتفرزان هرمونات تساعد في السيطرة على معدّل ضربات القلب وضغط الدم وكيفية تعامل الجسم مع الأطعمة -أو الاستقلاب- ومستويات بعض الشوارد كالصوديوم والبوتاسيوم في الدم، كما تلعبان دورًا هامًا في ردود الفعل التي تصيب الشخص أثناء التوتر، وبالتالي لهذه الغدة علاقة مع كثير من وظائف الجسم النفسية، إحداها علاقة الغدة الكظرية والجنس والتي سيتحدّث عنها هذا المقال. ^[١]

وظائف الغدة الكظرية

كل غدّة تحتوي على قشرة خارجية، وهي مسؤولة عن إفراز الهرمونات الستيروئيدية، كالكورتيزول والألدوستيرون، كما تحوي كل غدة لبّ داخلي ينتج العديد من الهرمونات من ضمنها الأدرينالين والنورأدرينالين، والألدوستيرون الذي يساعد في السيطرة على ضغط الدم بحفاظه على توازن الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، ويعمل الكورتيزول بالترافق مع الأدرينالين والنورأدرينالين على توليد ردود الفعل عند التوتر، كما يساعد الكورتيزول في ضبط الاستقلاب ومستويات السكر وضغط الدم.

وتتم السيطرة على الغدة الكظرية عن طريق الغدة النخامية، وهي أيضًا جزء من الجهاز الغدي الصماوي، وتتوضع في قاعدة الدماغ، وهي الغدة المسيطرة الأساسية على باقي الغدد، ويمكن للإشارات الشاذة أن تؤثر في كمية الهرمونات التي تصدرها الغدة الكظرية تحت تأثير الغدة النخامية، وهذا قد يؤدّي إلى الإنتاج القليل جدًا أو المفرط من الهرمونات الكظرية، وهذا يقود إلى اختلال التوازن الهرموني والكثير من المشاكل الصحية والنفسية.^[٢]

إرهاق الغدة الكظرية

تم إطلاق مصطلح إرهاق الغدة الكظرية أو Adrenal Fatigue من قبل الطبيب جيمس ويلسون في عام 1998، وهو طبيب أعشاب وطب بديل، ووُصف إرهاق الغدة الكظرية بأنّه مجموعة من الأعراض والعلامات -أو متلازمة- تنتج عند كون فعالية الغدة الكظرية منخفضة للغاية، ويترافق عادة مع التوتر الشديد أو يتبع الإنتانات المزمنة كالتهاب القصبات والإنفلونزا وذات الرئة، ويعاني الأشخاص المصابون بإرهاق الغدّة الكظرية من التعب والإرهاق الذي لا يتحسن بالنوم، كما يرغبون بتناول الأطعمة المالحة باستمرار، إلّا أنّهم لا يعانون من أعراض وعلامات واضحة.

وتعود هذه الفرضية طبيًا إلى أن الجهاز المناعي في الجسم يتأثر بتقليل فعاليته عند تعرّض الشخص للتوتر الدائم، وبذلك تفرز الغدتان الكظريتان بعض هرمونات التوتر كالكورتيزول بشكل مستمر مما يسبّب إرهاقها، هذا ولا يوجد اختبار مؤكد يشخص إرهاق الغدة الكظرية، فاختبارات الدم لا تستطيع تحديد الانخفاضات البسيطة في إنتاج هرمونات الكظر، ولكن يمكن اقتراح بعض النصائح لتحسين فعالية الكظر وتخفيف الأعراض، كالحمية منخفضة السكر والكافيين والأطعمة السريعة، وتعويض الموارد الغذائية الفعالة والفيتامينات مثل: ^[٣]

• فيتامين B5 وB6 وB12.
• فيتامين C.
• المغنيزيوم.

اضطرابات الغدة الكظرية

تتنوع اضطرابات الغدة الكظرية بين فرط نشاط -أو زيادة إفراز لبعض الهرمونات أو جميعها- وقصور -أو نقص إفراز بعض الهرمونات أو جميعها-، ويمكن لهذه الاضطرابات أن تتطور نتيجة لبعض الحالات الطبية منها: ^[٢]

• فشل الغدة النخامية بالسيطرة على إفراز الهرمونات بشكل سليم.
• أورام سليمة أو خبيثة أو نمو ورمي بجانب الغدة الكظرية.
• أورام كظرية سليمة أو خبيثة في الغدة الكظرية.
• الإنتانات التي تحدث في الغدة الكظرية.
• بعض الطفرات والأمراض الوراثية التي تؤثر في الغدة الكظرية.

وهذه الحالات الطبية يمكن أن تنتج من أمراض طبية معينة، من هذه الأمراض ما يأتي:

• داء أديسون: وهو مرض نادر يحدث عندما لا تفرز الغدّة الكظرية كمية كافية من الكورتيزول أو الألدوسيترون، وهذا المرض مناعي ذاتي، أي أن الجهاز المناعي للجسم يهاجم الغدّة الكظرية -وكأنها جسم أجنبي- ويقوم بتخريبها.
• متلازمة كوشينغ: وهذا الاضطراب -النادر أيضًا- يحدث عندما تفرز الغدة الكظرية الكثير من الكورتيزول، كما يمكن للاستخدام المديد للكورتيزول الصنعي أن يسبّب هذه الأعراض.
• الفيوكروموسيتوما: في هذه الحالة، ينمو ورم مفرز ضمن لب الكظر، ويؤدي إلى إفراز الكاتيكول أمينات -الأدرينالين والنورأدرينالين- بكميات مفرطة، وهذه الأورام نادرًا ما تكون سرطانية.
• سرطان الغدة الكظرية: تحدث أحيانًا بعض الأورام الخبيثة في الغدة الكظرية، حيث يحدث نمو وتكاثر لخلايا ورمية غير سليمة بشكل عشوائي.
• تضخم الغدة الكظرية الخلقي CAH : وهو اضطراب وراثي يحمل بعض الصعوبات في إفراز الهرمونات الكظرية، كما يمكن أن تكون علاقة الغدة الكظرية والجنس متأثرة جدًا بهذا الاضطراب.

الغدة الكظرية والجنس

يمكن لاضطرابات الغدة الكظرية أن تؤثر كثيرًا في علاقة الغدة الكظرية والجنس ، حيث يسبّب القصور في فعالية الكظر انخفاضًا في الفعالية الجنسية وقدرة الرجل على إحداث الانتصاب والحفاظ عليه، كما تسبّب انخفاض الرغبة الجنسية عند الإناث^[٤]، ويمكن للتوتر المزمن أن يسبب ارتفاع نسبة الأدرينالين والكورتيزول، مع ما يقود هذا الارتفاع من تدخّل في علاقة الغدة الكظرية والجنس، حيث يؤدّي إلى انخفاض الفعالية الجنسية، وتضيق الأوعية وتخفيف سير الدم عن مناطق الاستثارة الجنسية، مما يقود إلى ضعف الانتصاب عند الرجل ^[٥]، هذا وتنتج الغدتان الكظريتان كميات صغيرة من التستوستيرون، وهو المعروف بهرمون الذكورة، والذي يقوم بفعاليات جنسية كبيرة -عند الجنسين- مثل: ^[٦]

• زيادة الرغبة الجنسية.
• تنظيم الدورة الشهرية عند النساء.
• زيادة قوة العضلات وكثافة العظام.

كما تفرز الغدتان الكظريتان كميات صغيرة من هرمون الإستروجين، وهو الهرمون الأنثوي الأكبر، ورغم أنّه يتم إفرازه من المبيضين بشكل رئيس، إلّا أنّ الغدة الكظرية مع الخلايا البدينة تعوض القليل منه في حال نقصه، وللإستروجين دور كبير في التطور الجنسي للمرأة والجهاز التكاثري الأنثوي، فمن وظائفه ما يأتي:

• البلوغ.
• الدورة الشهرية.
• الحمل.
• سن اليأس.

المراجع[+]

1. ↑ Medical Definition of Adrenal gland, , "www.medicinenet.com", Retrieved in 01-01-2019, Edited
2. ^ ^{أ ب} Adrenal Glands, , "www.healthline.com", Retrieved in 01-01-2019, Edited
3. ↑ Adrenal Fatigue: Is It Real?, , "www.webmd.com", Retrieved in 01-01-2019, Edited
4. ↑ "ADRENAL INSUFFICIENCY OVERVIEW", www.uptodate.com, Retrieved 01-01-2019. Edited.
5. ↑ 12 Common Causes of Low Libido, , "www.everydayhealth.com", Retrieved in 01-01-2019, Edited
6. ↑ How Do Female Sex Hormones Affect Menstruation, Pregnancy, and Other Functions?, , "www.healthline.com", Retrieved in 01-01-2019, Edited