سؤال وجواب

معلومات-عن-السنجاب-الطائر


السنجاب الطائر

يُعتبر السنجاب الطائر من القوارض، ويعتقد العلماء أنّ هناك 43 نوعًا تقريبًا من السناجب الطائرة، يتواجد نوعان منها في أمريكا الشمالية، ونوعان في شمال أوراسيا، وبقية الأنواع الأخرى تتواجد في الغابات المعتدلة والاستوائية في الهند وآسيا، وعلى الرغم من أن السنجاب الطائر لا يطير فعليًا، إلا أنه ينزلق لمسافات، وقد سجلت السناجب الطائرة العملاقة الشرقية أعلى مسافة انزلاق تُقدّر ب 450 مترًا، والذي يساعدها على ذلك هو وجود غشاء يشبه أغشية الخفافيش، لكن الفرق أن غشاء الأخير يمكّنه من الطيران، أما الغشاء لدى السنجاب يساعده على الانزلاق فقط، وفي هذا المقال سيتم طرح بعض المعلومات عن السنجاب الطائر.[١].

وصف السنجاب الطائر

لدى السنجاب الطائر غشاء واسع حر من الجلد مُغطى -هو وعضلات السنجاب - بغشاء من الفراء، ويصل هذا الغشاء ما بين أطرافه الأمامية وأطرافه الخلفية، وبعض أنواع هذه السناجب لديها غشاء أصغر، يصل ما بين الرأس والمعصمين، وما بين الأطراف الخلفية والذيل، ويوجد قضيب غضروفي يمتد من الرسغ ليدعم الجزء الأمامي من الغشاء من كل جهة[١]، ولديه فراء ناعم كثيف بنيّ اللون من الظهر ورمادي داكن من البطن ولديه عيون كبيرة غامقة وذيله عريض أفقي مسطح أو أُسطواني، وهناك فرق كبير في أحجام أجسام الأنواع المختلفة من السناجب الطائرة، فبعض السناجب الضخمة - نسبيًا - في الهند الاستوائية وجنوب شرق آسيا تزن من 1- 2.5 كيلوغرام وطول جسمه من 30-60 سنتيمتر، وطول ذيله 35-64 سنتيمتر، أما الأصغر حجمًا فهي السناجب الطائرة القزمة في شمال بورنيو وشبه جزيرة الملايو، وطولها 7-9 سنتيمتر فقط، وطول ذيولها من 6-10 سنتيمتر، فعند رؤية انزلاقات هذه السناجب الطائرة القزمة على الأشجار الطويلة في الغابات الاستوائية المطيرة فمن السهل الاعتقاد بأنها رفرفة فراشات كبيرة[٢].

سلوك السنجاب الطائر

فعليًا السناجب الطائرة دائمًا ما تثير العجب؛ فهي لا تطير وإنما تنزلق باستخدام أغشيتها التي تشبه المظليات، فعندما تريد القفز من شجرة إلى شجرة، فإنها تفرد جسدها كاملًا في الهواء وهذه الوضعية استخدمها بعض الرياضين في رياضات الوثب، وتستخدم السناجب ذيلها كمقود ومكابح، وللتقليل من سرعتها عندما تصل الى الشجرة التي تريد الانتقال اليها، ولكي تهرب السناجب الطائرة من المفترسات فإنها تذهب للبحث عن غذائها ليلًا، ويساعدها في ذلك عيناها الكبيرتان، وتبقى نائمة خلال النهار في تجاويف داخل الأشجار، فهذه الكائنات الليلية الصغيرة هي أرواح سريّة للغابات لذا تُعتبر مشاهدتها مثل كنز للراغبين برصدها[٣].

وتتخذ هذه القوارض تجاويف الأشجار والكهوف والشقوق الصخرية على المنحدرات وحواف الكهوف بيوتًا لها، وبعضها يبني أعشاشًا كروية في أعلى الأشجار، وتتكون الأعشاش من الأوراق أو لحاء الأشجار أو الطحالب أو الأشنات، وبعض هذه السناجب الطائرة ينزل الى الأرض للبحث عن الطعام ودفن المكسرات في التراب[١]، وبعض أنواع السناجب الطائرة وخاصة الموجودة في أمريكا الشمالية وتحديدًا في فرجينيا نشطة خلال فصل الشتاء بدلًا من السبات الشتوي وهي حيوانات اجتماعية ومن المعروف أنها تتشارك أعشاشها مع العديد من الذكور والإناث والجراء الصغيرة من عائلاتها بحثًا عن الدفئ[٢].

غذاء السنجاب الطائر

تتغذى هذه السناجب على التوت والبندق والفطر المنتشر في كل مكان وبيوض العصافير[٣]، وأيضًا تتغذى ببعض الحبوب والبراعم والفواكه والقواقع والحشرات وأي بقايا مواد حيوانية وبراعم الزهور والمكسرات والأشنات وحبوب اللقاح والسراخس والعناكب واللافقاريات الأخرى والطيور الصغيرة والثعابين والثديات الأصغر حجمًا[١].

تكاثر السنجاب الطائر

يتكاثر السنجاب الطائر بالولادة، وموسم تكاثره يكون من شهر شباط إلى شهر أيار ومرة أخرى في شهر تموز، أما فترة الحمل فتستمر من 37 إلى 42 يومًا، وتنجب الأنثى الحامل من جروين إلى ستة جراء في فترة الحمل الواحدة، وتستمر فترة الرضاعة قرابة الشهرين، وعندما يصبح عمر السنجاب الطائر من 6 إلى 12 شهرًا يصبح ناضجًا جنسيًا وقادرًا على التزاوج والإنجاب، ولكن هناك العديد من التهديدات التي تواجه السنجاب الطائر والتي أدت الى انخفاض أعداده؛ ومن أهمها انحسار الغابات وزيادة قطع الأشجار لاستخدامها في الصناعات الخشبية، ومن المفترسات الأساسية للسنجاب الطائر: البوم وابن عرس والثعالب والمنك والصقور والراكون والظربان والثعابين والقطط والكلاب المنزلية[٢].

اكتشافات حديثة عن السنجاب الطائر

اكتُشف نوع جديد من السناجب الطائرة في أمريكا الشمالية ليصبح عدد الأنواع هناك ثلاثة أنواع، النوع الجديد لا يختلف عن السناجب الطائرة الأخرى، لكن الأبحاث الجينية بينت أنّ هناك فرق، ولكن هذا الفرق الجيني ليس ناتجًا من التدجين أو من تزاوج أنواع مختلفة من السناجب الطائرة، وهذا أدى إلى اعتباره نوعًا ثالثًا من قِبَل العلماء[٤].

والجدير بالذكر أنّ العلماء اكتشفوا سرَّا يكمن وراء فرائها، السنجاب الطائر بطبيعة الحال كائن استثنائي بسبب غشائه، لكن ما أثار استغراب العلماء حديثًا هو فراؤه الذي يضيء بلون وردي لامع فاقع تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية، وهذا يعني قدرة السناجب الطائرة على امتصاص لون معين بطول موجي معيّن وتقوم ببعثه بلون وطول موجي آخر، يثير هذا الاكتشاف تساؤلات محيرة حول وظيفة هذه القدرة ويشير العلماء إلى أنّ هذه الصفة قد تكون أكثر شيوعًا بين الثديات، وقال البيولوجيين أن هذا الاكتشاف حدث بالصدفة حين كان عالم يستكشف الغابة ليلًا باستخدام مصباح ذو أشعة فوق البنفسجية ليبحث عن بعض الأشنات والفطريات والنباتات والضفادع التي تتوهج أحيانًا، حيث يقول العالم أنه سمع صوت السنجاب الطائر فسلط الضوء عليه وكان مندهشًا جدًا عند رؤيته للون الوردي، وعزا بعض العلماء اللون الوردي الى أن السنجاب الطائر هو حيوان ليلي فكل الحيوانات الليلية تشترك بهذه الصفة، وأشاروا إلى أن هناك علاقة بين هذا اللون والإدراك والتواصل الليلي[٥].

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث "Flying squirrel", www.britannica.com, Retrieved 4-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Virginia Northern Flying Squirrel Facts", www.thoughtco.com, Retrieved 4-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Meet This Newly Discovered Flying Squirrel", relay.nationalgeographic.com, Retrieved 4-11-2019. Edited.
  4. "This Is Nutty: 2 Flying Squirrel Species Are Really 3", www.livescience.com, Retrieved 4-11-2019. Edited.
  5. "Flying squirrels secretly glow pink, thanks to fluorescence", www.nationalgeographic.com, Retrieved 4-11-2019. Edited.