سيرة-حياة-أبو-الدرداء
أبو الدرداء
أبو الدرداء -رضي الله عنه- القرآن الكريم، وقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "ماتَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ولَمْ يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أرْبَعَةٍ: أبو الدَّرْداءِ، ومُعاذُ بنُ جَبَلٍ، وزَيْدُ بنُ ثابِتٍ، وأَبُو زَيْدٍ قالَ: ونَحْنُ ورِثْناهُ"،[١] كان -رضي الله عنه- حكيمًا، متعبّدًا، قانتًا، قائمًا لله سبحانه، وكان ممّن نهارهم صيامٌ وليلهم قيام، من علماء الأمّة وأفقههم، والمقال يُسلّط الضوء على سيرة حياة أبو الدرداء رضي الله عنه.[٢]
سيرة حياة أبو الدرداء
عاش أبو الدرداء -رضي الله عنه- حياته زاهدًا فيها، ولم يكن له أيّ حاجةٍ أو مطلبٍ منها غيرَ العمل الصّالح، وقد روى وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة في الحديث الصّحيح حول زُهده: "آخَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ سَلْمَانَ، وأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: ما شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أخُوكَ أبو الدَّرْدَاءِ ليسَ له حَاجَةٌ في الدُّنْيَا، فَجَاءَ أبو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ له طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ؟ قَالَ: فإنِّي صَائِمٌ، قَالَ: ما أنَا بآكِلٍ حتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فأكَلَ، فَلَمَّا كانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أبو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كانَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: سَلْمَانُ قُمِ الآنَ، فَصَلَّيَا فَقَالَ له سَلْمَانُ: إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَدَقَ سَلْمَانُ".[٣][٤] جعل أبو الدرداء -رضي الله عنه- من سيرته منارةً لطالبي العلم، فقد وُصِف طوال حياته بالزّهد والتّعبد والعقلانيّة والحكمة، فقد كان من الصّحابة الأربعة الذين أخذوا القرآن الكريم عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن كاتبي الوحي، ويرجع إليه سنّ حفظ القرآن الكريم ضمن حلقات، فقد كان -رضي الله عنه- من معلّمي القرآن وأقام حلقات تحفيظٍ وصلت بتعداد طلّابها حتّى ألفٍ وستّمائة مُريد، وكان ذلك في بلاد الشّام في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وقد استعمله عمر على القضاء، وبدأ النّاس تُبارك له كونه أوّل قاضٍ في مدينة دمشق، فقال لهم: "أتهنِّئوني بالقضاء، وقد جُعِلْتُ على رأس مَهْواةٍ مَزَلَّتُها أبعدُ من عَدَنَ أَبَيْنَ، ولو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدُّوَل؛ رغبةً عنه وكراهيةً له، ولو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدُّوَل؛ رغبةً فيه وحرصًا عليه".[٤]
وفاة أبو الدرداء
أشارت المراجع التّاريخيّة إلى أنّ أبو الدرداء عويمر بن مالك -رضي الله عنه- تُوفيَ في السنة الواحدة والثّلاثين للهجرية، وقد كان -رضي الله عنه- من فقهاء الأمّة الإسلاميّة وحكمائها على الرّغم من أنّه لم يكن من السّابقين في دخول الإسلام، ولكنّ رجاحة عقله دفعته إلى ما آل إليه، ولقد ورد في موته أنّه بكى بينما حلّ به منزاعة روحه، فقالت له زوجته: "وأنت تبكي يا صاحب رسول الله؟"، فردّ قائلًا: "نعم، وما لي لا أبكي ولا أدري علام أهجم من ذنوبي"، ثمّ دعا ولده بلال ناصحًا إيّاه: "ويحك يا بلال، اعمل للسّاعة، اعمل لمثل مصرع أبيك، واذكر به مصرعك وساعتك فكأن قد"، ثمّ فاضت روحه إلى بارئها، رحمه الله وعوّضه الجنّة.[٥]المراجع[+]
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم: 5004، حديث صحيح.
- ↑ "نبذة مختصرة عن أبي الدرداء رضي الله عنه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البحاري، في صحيح البخاري، عن وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة، الصفحة أو الرقم: 1968، حديث صحيح.
- ^ أ ب "سيرة حكيم الأمة أبي الدرداء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "وفاة أبي الدرداء الأنصاري"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.