سؤال وجواب

كيفية-التمييز-بين-الألف-الممدودة-و


علم الإملاء

يُقصد بعلم الإملاء العلم المتخصّص بنقل الكلام المحكيّ إلى كلام مكتوب، فيُقال: أملى إملاءً، ويختصّ الإملاء بقواعد الكتابة من حيث كتابة الأصوات بشكلها الصّحيح، ومدى ارتباط هذه الأصوات ببعضها بعضًا في أجزاء الكلام،[١] وتاريخ الكتابة العربيّة يعود إلى زمن مجهول، وليس هناك خبرٌ ثابتٌ عن بدايتها، فقالوا: إنّ الكتابة توقيفيّة من الله -عزّ وجلّ- أنزلها على آدم عليه السلام، وقالوا أيضًا: وضعها آدم قبل وفاته بثلاثمئة عام على طين وطبخه، وعند طوفان نوح أخذ كلّ قوم كتابتهم الخاصّة؛ والحقّ أنّ الكتابة لم تكن كذلك، ولكنّها مرّت بمراحل طويلة إلى أن وصلت إلى شكلها الحالي، وهذا المقال سيقف على جانب من جوانب الإملاء العربي، وهو كيفية التمييز بين الألف الممدودة والمقصورة.[٢]

كيفية التمييز بين الألف الممدودة والمقصورة

بعد الوقوف على نبذة عامّة حول علم الإملاء وتاريخ الكتابة العربيّة والقول في بدايتها بقي أن يُشار إلى كيفية التمييز بين الألف الممدودة والمقصورة، وهذه الألف يُقال لها الألف اللّيّنة، وهي الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، ولا تقبل الحركات، ولها موضعان: الموضع الأوّل أن تأتي في وسط الكلام، والموضع الثاني هو في آخر الكلمة، وهو مطلوب المقال هذا، وتأتي الألف ممدودة أو مقصورة في أواخر الكلمات، وإنّ كيفية التمييز بين الألف المقصورة والممدودة لها طرائق عدّة تتوضّح من خلالها، ولكن من أسهلها أن تُذكر المواضع كلّها لكتابة الألف في نهاية الكلمات مع التّفريق بين الألِفَين في تلك المواضع من خلال العلامات الفارقة، وبالتالي سيصير ممكنًا أن تُحفظ مواضع كلّ ألفٍ منهما على حدة، والمواضع التي يُعرف من خلالها كيفية التمييز بين الألف الممدودة والمقصورة هي:[٣]

  • الحرف: حيث تُكتب الألف في نهاية الحروف ممدودة عدا أربعة أحرف، وستُذكر أمثلة على هذا النّوع في الفقرة القادمة.
  • في الاسم المبنيّ: حيث تُكتب الألف في نهاية الأسماء المبنيّة ممدودة عدا خمسة أسماء سيُفصّل فيها في الفقرة القادمة.
  • في الاسم المُعرَب الأعجمي: وتُكتب الألف ممدودة في الاسم المُعرَب الأعجمي كما يأتي:
    • في الاسم الثلاثي.
    • في الاسم غير الثلاثي.
    • في أسماء الطّيور.
    • في أسماء الناس.
    • في أسماء الفنون.
    • في أسماء البلدان.
    • ويُستثنى ممّا سبق ستّة أسماء سيُفصّل فيها في الفقرة القادمة مع الأمثلة.
  • في الاسم العربي: والاسم العربيّ نوعان: اسم ثلاثي، واسم فوق الثلاثي، وتفصيله كالآتي:
    • الاسم فوق الثلاثي: وتُكتب الألف في نهايته مقصورة مطلقًا فيما يلي:
      • ما كان على وزن أفعَل.
      • ما كان على وزن مَفعَل.
      • ما كان على وزن فَعلَى وفُعلَى وفِعلى.
      • ما كان على وزن فُعَالى وفَعَالى.
      • وأمّا إذا كان ما قبل الحرف الأخير في الاسم فوق الثلاثي ياءً فإنّ الألف في نهايتها تُكتب ممدودة، وهذا في حال كانت الكلمة صفةً، وأمّا إن كان الاسم يدلُّ على علَمٍ فإنّ الألف تُكتَب مقصورة ولا بأس باجتماع المتماثلين هنا؛ أي: الياء المنقوطة وغير المنقوطة وهي الألف المقصورة، والله أعلم، والفقرة القادمة ستكون لتوضيح تلك القواعد أعلاه بأمثلة واضحة إن شاء الله تعالى في كيفية التمييز بين الألف الممدودة والمقصورة.

أمثلة على كتابة الألف الممدودة والمقصورة

بعد بيان القواعد الناظمة لكتابة الألف في نهاية الكلمات وبعد معرفة كيفية التمييز بين الألف الممدودة والمقصورة يبقى أمرٌ وهو ضربُ أمثلة على القواعد السابقة لكي تتوضّح القاعدة على نحوٍ جليّ لا مجال للارتياب فيه، وذلك على النحو الآتي:[٣]

  • مثال الألف في نهاية الحرف: تكتب الألف في نهاية الحروف ممدودة نحو: لولا ولوما وكلّا وهلّا وألَا وغيرها، وذلك عدا أربعة أحرف فقط، وهي: إلى وعلى وهما من حروف الجر، وبلى وحتّى.
  • مثال الألف في نهاية الاسم المبنيّ: تكتب الألف في نهاية الأسماء المبنيّة ممدودة نحو: أنا وإذا وما ومهما وذا وغيرها، وذلك عدا خمسة أسماء فقط، وهي: أنّى ومتى ولدى وأولى التي هي من أسماء الإشارة والأُلى التي هي من الأسماء الموصولة.
  • مثال الألف في نهاية الاسم المُعرَب الأعجمي: وتُكتب الألف ممدودة في الاسم المُعرَب الأعجمي كما يأتي:
    • في الاسم الثلاثي: في نحو: أغا.
    • في الاسم غير الثلاثي: في نحو: كتبغا.
    • في أسماء الطّيور: في نحو: ببغا.
    • في أسماء الناس: في نحو: بَغَا ولوقا وتَمْليخَا ويهودا وبَحِيْرَا وغيرها.
    • في أسماء الفنون: في نحو: موسيقا.
    • في أسماء البلدان: في نحو: أريحا ويافا وطنطا وعكّا وشُبرا وأمريكا وفرنسا وغيرها.
    • ويُستثنى ممّا سبق ستّة أسماء، أربعةٌ منها تُكتب الألف فيها مقصورة مُطلقًا وهي: موسى وعيسى وكسرى وبُخارى، والخامس اختلفوا فيه بين الألف المقصورة والألف الممدودة وهو متّا؛ فالقدماء يكتبونها بالألف الممدودة، والمُحدَثين يكتبونها بالمقصورة، والوجهان جائزان، والأوّل أصحّ، وأمّا الأخيرة فهي كُمَّثرى، وتُكتب مقصورة مع أنّها أعجميّة.
  • في الاسم العربي: والاسم العربيّ نوعان: اسم ثلاثي، واسم فوق الثلاثي، وتفصيله كالآتي:
    • الاسم فوق الثلاثي: وتُكتب الألف في نهايته مقصورة مطلقًا فيما يلي:
      • ما كان على وزن أفعَل: في نحو: أسمى وأدنى وأزكى وأوفى وغيرها.
      • ما كان على وزن مَفعَل: في نحو: مَغزَى ومَرثَى وغيرها.
      • ما كان على وزن فَعلَى وفُعلَى وفِعلى: في نحو: سَكرى وذِكرى وأُنثى وحُبلى وغيرها.
      • ما كان على وزن فُعَالى وفَعَالى: في نحو: حُبارى وجُمادى ويَتامى وصَحَارى وغيرها.
      • وأمّا إذا كان ما قبل الحرف الأخير في الاسم فوق الثلاثي ياءً فإنّ الألف في نهايتها تُكتب ممدودة في نحو: دُنيا ورُؤيا وثُريَّا ومَحْيَا وزوايا وعطايا وهدايا وغيرها، وهذا في حال كانت الكلمة صفةً، وأمّا إن كانت الكلمة تدلُّ على علَمٍ فإنّ الألف تُكتَب مقصورة كيَحيَى ورَيَّى وثُرَيَّى وغيرها، وهنا لا بأس باجتماع المتماثلين؛ أي: اجتماع الياء المنقوطة وغير المنقوطة وهي الألف المقصورة، والله أعلم، وبذلك يكون قد تمّ مقال كيفية التمييز بين الألف المقصورة والممدودة وصار معلومًا كيفية التمييز بين الألف الممدودة والمقصورة إن شاء الله تعالى.

المراجع[+]

  1. "قواعد الكتابة العربية"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-02-2020. بتصرّف.
  2. "الكتابة العربية ونشأتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-02-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أ. د. عبد اللطيف محمد الخطيب (1994)، أصول الإملاء (الطبعة الثالثة)، دمشق: دار سعد الدين، الصفحة 67 وما بعدها. بتصرّف.