سؤال وجواب

نبذة-عن-محمد-يوسف-البنوري


جماعة التبليغ والدعوة

جماعة التبليغ والدعوة هي جماعة دينيّة إسلاميّة بدأت في الهند، وتأسّست على يد الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي، وهي جماعة دعويّة متجوّلة زاهدة بالدنيا، تتبنّى أسلوب الترغيب والترهيب والدعوة بالحسنى واستمالة العاطفة لتبليغ رسالة الإسلام وتَذكِرة العُصاه، فهي تستهدف فئتين رئيسيتين: من لم تصلهم الدعوة الإسلاميّة، والغافلين العاصين؛ فتدعو إلى الإسلام بطريقتها السمحة المرنة، وتُذكّر الغافلين بأهميّة الصلاة والذكر واتّباع أوامر الله وتجنُّب نواهيه، وتأخذهم برفقتهم للدعوة في سبيل اللّه بضعة أيّام، ليشاهدوا محبّتهم وإيمانهم وإخلاصهم، وقد نجحت الدعوة بضم الكثير إليها[١]، فهي جماعة وعظ وإرشاد بعيدة عن الأحزاب والسياسة والخصومة مع الحكومات، ويُعَد محمد يوسف البنوري من رفاق الشيخ المؤسّس المقرّبين وأحد أعضاء جماعة التبليغ والدعوة[٢].

محمد يوسف البنوري

محمد يوسف بن محمد زكريا بن آدم البنوري، شيخ وعالم وزاهد يرجع نسبه إلى سيّدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، كرّس حياته للعلوم الدينيّة والدعوة إلى اللّه، وتميّز بذاكرته القويّة وذكائه وبصيرته وعلمه الغزير، ولد الشيخ البنوري عام ١٩٠٨م، في قرية مهابت آباد والتي تتبع لمديريّة مردان في الهند، وعاش في قرية بَنُور التابعة لمديريّة أنباله الهنديّة، وإليها يُرجع نسبه، وتربّى في كنف أسرةٍ معروفة بالتقوى والصّلاح والعلم وحرصها على العلوم النبويّة، فقد تعلّم القرآن على يد والده، كما تعلّم على يد العديد من المشايخ[٣].

حُب الشيخ البنوري للعلم والمزيد من المعرفة في العلوم الدينيّة المختلفة، دفعه للالتحاق بجامعة دار العلوم ديوبند واكمال الدراسات العليا فيها، ثمّ التحق بالجامعة الإسلامية بدابيل سورت في بمباي – بومباي حاليًّا -، لانتقال شيخيه محمد أنور الكشميري والمحقق العثماني إليها، حيث أنهى دراسة الحديث على يد معلّمة محمد أنور الكشميري، وفي عام ١٩٥١م، هاجر الشيخ محمد يوسف البنوري إلى باكستان استجابةً لرغبة شيخيه شبير أحمد العثماني وبدرعالم المدني، لينتفع من علمه ووعظه وإرشاده الناس في الباكستان وتولّى رئاسة قسم التفسير في مدينة تندو الله يار[٣].

كان الشيخ محمد يوسف البنوري مديرًا للمدرسة العربيّة بنوري تاؤن في كراتشي كما كان شيخ الحديث فيها أيضًا، وهو من علماء ديوبند الكبار، ومدير لمجلّةٍ شهريّةٍ باللّغة الأرديّة[٢]، فقد تولّى في حياته الكثير من المناصب لما رآه أصحاب الإدارات العلميّة فيه - بالاضافة إلى علمه الغزير - من مهارات عالية في التدريس والتصنيف والكتابة والخطابة، وعُرِضَ عليه منصب الإفتاء في دابيل والتدريس في الجامعة الإسلاميّة فيها بعد وفاة شيخه الكشميري، وصار شيخ الحديث ورئيس المدرسين وعضو المجلس العلمي فيها، كما درّس في جامعة ديوبند الإسلاميّة[٣].

كما انتخب الشيخ محمد يوسف البنوري رئيساً لـجميعة العلماء في إقليم بشاور، ورئيسًا لجمعيّة علماء الهند في ولاية كجرات في بومباي، وكان عضوًا بارزًا في المجمع العربي العلمي في دمشق، وهو مؤسس جامعة العلوم الإسلاميّة في كراتشي في الباكستان، وبعد حياة مليئة بالعطاء والتفاني لخدمة الدعوة والعلوم الإسلاميّة، توفي الشيخ محمد يوسف البنوري عام ١٩٧٧م، بعد تعرّضه لنوبةٍ قلبيّةٍ في إسلام آباد التي ذهب إليها لحضور إجتماع، وكانت جنازته مَهيبةً لم يسبق لها مثيل في ذلك العصر[٣].

كتب ومؤلفات محمد يوسف البنوري

للشيخ العلّامة محمد يوسف البنوري مؤلّفاتٍ عدّة وكتبٍ قيّمة في اللغة العربية الفصحى، تتمتّع بأسلوب فصيحٍ سلسٍ ولافت، ولا عجب في ذلك، فهو أيضًا شاعر له العديد من القصائد في اللغة العربية، والتي جمعها وشرحها محمد حبيب الله مختار في كتابه القصائد البنّوريّة، وتتنوع قصائده بين المدح والوصف والرثاء والهجاء والترحيب، وغيرها من المواضيع المتنوعة، وفيما يأتي أبرز مؤلّفاته القيّمة:[٤]:

  • معارف السنن شرح جامع الترمذي.
  • بغية الأريب في مسائل القبلة والمحاريب.
  • عوارف المنن مقدمة معارف السنن.
  • يتيمة البيان فى شيئ من علوم القرآن.
  • نفحة العنبر في حياة إمام العصر الشيخ محمد أنور.
  • فصل الختام في مسألة الفاتحة خلف الإمام.

المراجع[+]

  1. "جماعة التبليغ"، m.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-02-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "جماعة التبليغ والدعوة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-02-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "الشيخ محمد يوسف البنوري"، www.banuri.edu.pk، اطّلع عليه بتاريخ 11-02-2020. بتصرّف.
  4. "حیاۃ العلامہ البنوری و قصائدہ فی اللغۃ العربیۃ۔ د۔ عبد المجید البغدادی، د۔ غلام آحمد"، ziaetahqeeq.gcuf.edu.pk، اطّلع عليه بتاريخ 11-02-2020. بتصرّف.