أسباب-إفرازات-السرة-عند-الكبار
محتويات
السرة
السرة أو زر البطن -كما تُعرَف- هي منطقة بارزة ومسطحة أو مُفرَّغة على سطح البطن، وتحديدًا في المنطقة التي خلّفها اتّصال الحبل السري -أثناء الولادة- بالمشيمة، يتم تغذية هذه المنطقة عصبيًا من خلال العصب الصدري العاشر T10، وإنّ الحبل السرّي -كما هو معروف- هو جسر التغذية بين الأم والجنين أثناء الولادة، وأيضًا هو جسر تفريغ مُخلَّفات الجنين، وسيتم في هذا المقال الحديث عن وظيفة السرّة وأمراضها والتهاباتها والصديد الذي يمكن أن يرافق هذه الالتهابات، كما سيتم التطرّق إلى إفرازات السرة عند الكبار وطرق علاجها جنبًا إلى جنب مع التنويه إلى الأمراض التي تتعلّق بالتقدّم في السن.
وظيفة السرة
تكمن أهمية السرّة عمومًا في مرحلة الحمل، حيث إنّها أثر يدلّ على مكان ارتباط الحبل السريّ أو المشيميّ بين الجنين والأم، ويتم من خلال هذا الحبل نقل الطعام والأكسجين من الأم إلى الجنين، ويتم نقل نفايات الطفل ونواتج الأكسدة من الجنين إلى الأم، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم تغذية الجنين وتخليصه من فضلاته طوال مدّة الحمل، ومن المعروف أنّ الإجراء الأول الذي يقوم به الطبيب بعد الولادة هو قطع الحبل السريّ، وهذه العملية غير مؤلمة للطفل أو للأم، وذلك كون الحبل السريّ خالٍ من الأعصاب.[١]
أمراض السرة
إنّ أمراض السرّة عديدة تتمثّل بالفتق السري وإفرازات السرة عند الكبار وعيوب جدار البطن والأورام الحميدة في السرّة، وقد لُوحِظ وجود تباين بين وظائف السرّة في أثناء فترة الحمل -والتي تقتصر على التدفّق الدموي بين المشيمة والجنين- وبين وظائفها بعد الولادة فيما يتعلّق في تطوّر الأمعاء والجهاز البولي، وإنّ معظم اضطرابات السرة تنتج عن فشل العمليات الجنينية والفيزيولوجية في التطوّر أثناء الحمل، وهذا ما يتضح في التشريح السري، ومثال على ذلك الشذوذ التطوري في الشريان السري أو التشوهات الخلقية في السرة والتي تعتبر من عيوب جدار البطن الشائعة، وفيما يأتي بضعة نقاط حول أمراض السرة: [٢]
- الآفات الجلدية أو البقايا الجنينية المرتبطة بالسرة، وهي المعروفة بالفتق السُربي، وتكون على شكل تكيّسات أو أورام وعائية.
- عادةً ما يرافق -التأخّر في فصل الحبل السري بعد الولادة- اضطرابات في الجهاز المناعي أو الورم الحبيبي البشري.
- الالتهابات السرية التي تترافق مع الإفرازات القيحية أو التهاب النسيج الخلوي والذي يُسمَّى علميًا periumbilical cellulitis.
- خرّاجات تُسمَّى Omphalomesenteric duct cysts، والتي تحدث كبقايا ناجمة عن فشل التطوّر الجنيني أثناء الحمل، والتي يمكن أن تؤدي إلى الناسور والتهابات المسالك والمخلفات المخاطية والأورام أو التكيّسات السُريّة.
- يؤدي فشل التطوّر في urachus -وهي قناة مسؤولة عن إفرازات المثانة البولية للجنين- أثناء الحمل إلى نمو تكيسات وأورام حميدة سُريّة أو أورام حُبيبية.
- الفتق السُريّ وهو الأكثر شيوعًا لدى الأجنة.
التهاب السرة
ينجم التهاب السرة عادةً عن وصول البكتيريا أو الفطريات الجلدية -المجاورة لمنطقة السرة- إلى المجرى الدموي، حيث تبدأ في التكاثر بعد ذلك، وأبرز ما يرافق هذا الالتهاب هي الإفرازات -ذات الرائحة الكريهة- البيضاء أو الصفراء البنية أو الدموية التي تتسرّب من السرة. [٣]
صديد السرة
إن صديد السرة أو إفرازات السرة عند الكبار تحتمل أسبابًا مرضية عديدة، وكما تمت الإشارة -لذلك مُسبقًا- أنّ أحد أسبابها يمكن أن يكون العدوى البكتيرية أو الفطرية التي تترافق مع إفرازات ذات رائحة كريهة، ومن أسباب إفرازات السرة عند الكبار أيضًا: [٣]
- داء الفطريات Yeast infection، وهو عبارة عن التهابات ناجمة عن وصول بيوض إحدى الفطريات إلى المجرى الدموي السُريّ، وتنمو هذه الفطريات عادةً في المناطق الرطبة والمظلمة داخل الجسم، مثلًا، في منطقة الفخذ وتحت الإبطين، تكون نتيجة داء الفطريات انتفاخًا واحمرارًا وحكة حول منطقة السُرة، وقد تظهر إفرازات بيضاء سميكة.
- لُوحِظ أن المصابين بمرض السكري هم الأكثر عُرضة للإصابة بالالتهابات الفطرية حول منطقة السرة، وذلك لأن الفطريات تتغذّى على المواد السكرية، وهذه المواد السكرية تزداد بكثرة في حالات مرض السكري، حيث تكون مستويات السكر في الدم عالية جدًّا، وكما تمّت الإشارة إلى ذلك سابقًا فإنّ الالتهابات الفطرية عادةً ما تترافق مع صديد أو إفرازات بيضاء سميكة.
- مضاعفات العمليات الجراحية -مثل جراحات البطن وإصلاحات الفتق- يمكن أن تترافق مع حدوث إفرازات السرة عند الكبار، ويمكن أن يشير هذا القيح أو هذه الإفرازات على وجود عدوى يجب علاجها بأسرع وقت.
- الإفرازات -أو الصديد- التي تترافق مع فشل إغلاق أنبوب تصريف البول لدى الجنين بعد الولادة، حيث تكون نتيجة ذلك تشكّل نمو مملوء بالسوائل الغائمة أو الدموية على السرّة.
أسباب إفرازات السرة عند الكبار
إن إفرازات السرة عند الكبار نادرة وناجمة في الغالب عن التهابات أو عدوى، أو بسبب شذوذ جنيني ناجم عن فشل في تطوّر الجهاز البولي أو الهضمي لدى الجنين أثناء الحمل أو بعده، وفيما يلي بضعة أسباب تتعلّق بحدوث إفرازات السرة عند الكبار: [٤]
- الحالات الخلقية والتي تمّت الإشارة إليها سابقًا، حيث ترتبط هذه الحالات بمشاكل في تطوّر الجنين أثناء الحمل.
- الحالات المرضية المكتسبة مثل: تكيّسات يورشال أو أمراض الجيوب الأنفية.
- حالات العدوى التي تحدث بسبب كيس الشعر Hairball، حيث أنّه لسبب أو لآخر، قد تصل كميات شعر إلى التجويف المعوي أو المعدة كحد أدنى وتُسبّب التهابات مختلفة، وعادةً ما تترافق هذه الالتهابات مع إفرازات السرة عند الكبار.
- الالتهابات والخرّاجات الحادة والمزمنة.
- التهابات نادرة مثل: التهابات بطانة الرحم والسرطان النقيلي -النقيلي جاءت من كلمة metastasis، وتعني انتشار الورم السرطاني من مكان إلى آخر في الجسم-.
- السمنة ووجود السرّة على مستوى عميق من البطن -نتيجة تراكم الدهون- وسوء النظافة الشخصية في تلك المنطقة.
علاج إفرازات السرة عند الكبار
يتم علاج إفرازات السرة بعدة طرق، ولكن قبل التطرّق إلى الطرق العلاجية يجب أن يتم التنويه إلى أنّ المحافظة على جلد البطن نظيفًا وجافًا هو من أهم طرق الوقاية والعلاج أيضًا للعديد من المشاكل المرضية المتعلقة بالسرة، ومن طرق العلاج الأخرى: [٣]
- يتم علاج العدوى البكتيرية باستخدام مرهم يحتوي على مضاد حيوي أو كريمات في حالات العدوى الفطرية التي تترافق مع إفرازات السرة عند الكبار.
- إلى جانب استخدام الكريمات في حالات العدوى الفطرية، يجب تقليل السكر في النظام الغذائي، خصوصًا إذا كان المريض يعاني من مرض السكريّ.
- في حالات التكيسات الدهنية أو الأورام الحميدة، يقوم الطبيب عادةً بحقن هذه التكيسات بدواء معيّن ليتم تحليلها بعد فترة، أو يقوم بإجراء قطع صغير في التكيّس لإخراج السائل منه، وفي بعض الحالات يتم استخدام الجراحة العادية أو جراحة الليزر لإزالة التكيّس بالكامل وذلك يُقلّل من مستويات إفرازات السرة عند الكبار.
- في حالات تكيّسات يورشال urachal cysts، يقوم الطبيب بمعالجة العدوى بالمضادات الحيوية، أو إزالة التكيّسات عن طريق جراحة المنظار من خلال فتحة صغيرة في البطن مما يُسهم في تقليل إفرازات السرة عند الكبار.
أمراض الكبر
لقد ازدادت نسبة السكان الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة في السنوات العشر الماضية، وسوف يستمر هذا الارتفاع مع الأعوام القادمة وذلك بسبب تحسّن متوسّط الحالة الصحية في أغلب بقاع العالم، ومع ذلك تبقى هناك العديد من الأمراض التي تتعلّق بتقدّم السن، والتي يعمل العلماء والمختصون على مكافحتها قدر الإمكان، ومن هذه الأمراض: [٥]
- حالات فقدان السمع: إن التغييرات الحسية والسمعية مع التقدم في السن تحدث نتيجة ازدياد مادة الصملاخ، والتي تؤدي لحدوث صعوبة في السمع، وقد يؤدي ضعف السمع إلى حدوث خلل في معالجة آلية استقبال الكلام، خاصةً إذا كان الكلام سريعًا أو إذا كان هناك العديد من المتحدثين والذبن يولدون ضوضاء صاخبة.
- حدّة البصر: تنخفض حدّة البصر بشكل طبيعي مع التقدّم في السن، وغالبًا ما يعاني كبار السن مع مشاكل مع التوهجات الضوئية العالية أو ضوء الشمس.
- الوظيفة الدهليزية: تضعف الوظيفية الدهليزية المتمثلة بالتوازن مع التقدم في السن، مما يزيد من حالات الدوخة أو فيما يُعرَف بمتلازمة الشيخوخة.
- قوّة العضلات وتوزيع كميات الدهون: تنخفض كتلة العضلات مع التقدم في السن، يبدأ ذلك من سن الأربعين فما فوق، ويُعزَى ذلك لضعف وظائف الميتوكوندريا وانخفاض مستويات هرمونات النمو وضعف الخلايا الجذعية العضلية، وهذا يُسهم أيضًا في زيادة كمية الدهون وتوزّعها في مناطق البطن والأرداف بكميات أكبر.
- التشيّخ المناعي أو شيخوخة جهاز المناعة: يضعف أداء الجهاز المناعي مع التقدّم في السن، وهذا بدوره يجعل الجسم ملاذًا للالتهابات والأمراض المختلفة.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأكثر شيوعًا للوفاة في كبار السن، وتشمل هذه الأمراض؛ مرض القلب الإقفاري المزمن وفشل القلب الاحتقاني وعدم انتظام ضربات القلب ونقص تروية القلب وأمراض الأوعية الدموية الطرفية.
- أمراض أخرى: مثل ارتفاع ضغط الدم والذي يُعد السبب الرئيس لتصلّب الشرايين وأمراض السرطان وهشاشة العظام وخصوصًا لدى النساء ومرض السكريّ.
المراجع[+]
- ↑ What to Know About Your Baby"s Umbilical Cord, , “www.webmd.com”, Retrieved in 31-10-2018, Edited
- ↑ Disorders of the Umbilicus, , “emedicine.medscape.com”, Retrieved in 31-10-2018, Edited
- ^ أ ب ت What’s Causing Your Belly Button Discharge, , “www.healthline.com” , Retrieved in 31-10-2018, Edited
- ↑ Lint ball omphalitis, a rare cause of umbilical discharge in an adult woman: a case report, , “www.ncbi.nlm.nih.gov" ,Retrieved in 31-10-2018, Edited
- ↑ Age-Related Diseases and Clinical and Public Health Implications, , “www.ncbi.nlm.nih.gov" ,Retrieved in 31-10-2018, Edited