أشعار-الزير-سالم

بواسطة:

الزير سالم

قبلَ الحديث عن أشعار الزير سالم، ينبغي ذكر موجز سريع عن حياته، فالزير هو لقب لقبه كليب لأخيه عديّ بن ربيعة بن الحارث التغلبي، من بني بجشم، من تغلب، من أهل نجد، وأُطلِق عليه: أبو ليلى الغزل بهن، أطلق عليه أخوه لقب الزير، أي جليس النساء، وكان هو من أشعل فتيل واحدة من أشهر حروب العرب، حرب البسوس، والتي امتدت أربعين سنة، كنّ من أشد ما وقع على بني تغلب وبكر، وتاليًا تذكر أشعار الزير سالم.[١]

أشعار الزير السالم

بعد الحديث عن حياة الزير سالم بشكل سريع، يتم الآن إفراد الحديث عن أشعار الزير سالم، إذ إنه كان شاعرًا فذًا من الطراز الأول، إلى جانب فروسيته منقطعة النظير، وذكر سابقًا سبب تلقيبه بالمهلهل، إذ إنه كان يرقق الشعر، مما يدل على أن أشعار الزير سالم ذات فن متفرد في العصر الجاهلي، وتاليًا تذكر صور من أشعار الزير سالم:[٢]

طفلة ٌ ما ابنة ُ المجللِ بيضا

ءُ لعوبٌ لذيذة ٌ في العناقِ

فاذهبي ما إليكِ غيرُ بعيدٍ

لا يؤاتي العناقَ منْ في الوثاقِ

ضربتْ نحرها إليَّ وَقالتْ

يا عدياً لقدْ وقتكَ الأواقي

ما أرجي في العيشِ بعدَ نداما

يَ أَرَاهُمْ سُقُوا بِكَأْسِ حَلاَقِ

بَعْدَ عَمْروٍ وَعَامِرٍ وَحيِيٍّ

وَرَبِيعِ الصُّدُوفِ وَابْنَيْ عَنَاقِ

وَامْرِئِ الْقَيْسِ مَيِّتٍ يَوْمَ أَوْدَى

ثمَّ خلى عليَّ ذاتِ العراقي

وَكُلَيْبٍ شُمِّ الْفَوَارِسِ إِذْ حُمْـ

ـمَ رَمَاهُ الْكُمَاة ُ بِالإتِّفَاقِ

إن تحت الأحجار جدا وليناً

وَخصيماً ألدَّ ذا معلاقِ

حَيَّة ً فِي الْوَجَارِ أَرْبَدَ لاَ تَنْـ

ـفَعُ مِنْهُ السَّلِيمَ نَفْثَة ُ رَاقِ

لَسْتُ أَرْجُو لَذَّة َ الْعَيْشِ مَا

أَزَمَتْ أَجْلاَدُ قَدٍّ بِسَاقِي

جَلَّلُونِي جِلْدَ حَوْبٍ فَقَدْ

جَعَلُوا نَفَسِي عِنْدَ التَّرَاقِي
  • ومن أجمل أشعار الزير سالم:[٣]

دَعِينِي فَمَا فِي الْيَوْمِ مَصْحى ً لِشَارِبٍ

وَلاَ فِي غَدٍ مَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ غَدِ

دَعِينِي فَإِنِّي فِي سَمَادِيرِ سَكْرَة ٍ

بها جلَّ همي وَ استبانَ تجلدي

فإنْ يطلعِ الصبحُ المنيرُ فإنني

سَأَغْدُو الْهُوَيْنَا غَيْرَ وَانٍ مُفَرَّدِ

وأصبحُ بكراً غارة ً صيليمة ً

يَنَالُ لَظَاهَا كُلَّ شَيْخٍ وَأَمْرَدِ

وأيضًا، من أجمل أشعار الزير سالم ما قاله في حروبه ضد بني بكر:[٤]

وَلكنا طعنا القومَ طعنًا

على الأثباجِ منهمْ وَ النحورِ

نَكُبُّ الْقَومَ لِلأذْقَانِ صَرْعَى

وَنَأْخُذُ بِالتَّرَائِبِ وَالصُّدُورِ

فَلَوْلاَ الرِّيْحُ أُسْمِعُ مَنْ بِحُجْرٍ

صليلَ البيضِ تقرعُ بالذكورِ

فِدى ً لِبَنِي شَقِيقَة َ يَوْمَ جَاءُوا

كأسدِ الغابِ لجتْ في الزئيرِ

غداة َ كأننا وَ بني أبينا

بجنبِ عنيزة رحيا مديرِ

كَأَنَّ الْجَدْيَ جَدْيَ بَنَاتِ نَعْشٍ

يكبُّ على اليدينِ بمستديرِ

وَتَخْبُو الشُّعْرَيَانِ إِلَى سُهَيْلٍ

يَلُوحُ كَقُمَّة ِ الْجَبَلِ الْكَبِيرِ

وَكَانُوا قَوْمَنَا فَبَغَوْا عَلَيْنَا

فَقَدْ لاَقَاهُمُ لَفَحٌ السَّعِيرِ

تظلُّ الطيرُ عاكفة ً عليهمْ

كأنَّ الخيلَ تنضحُ بالعبيرِ

رثاء الزير سالم لكليب

بعد الحديث عن حياة الزير سالم بشكل سريع، وعن أجمل أشعار الزير سالم بصورة عامة، يتم الآن إفراد الكلام عن أشعار الزير سالم برثائه لأخيه كليب، وقد كان الشعر الذي ينشده بمثابة نار كان حريصًا ألّا يطفئها في قلب قومه من بني تغلب، وتاليًا تذكر أشعار الزير سالم في رثاء أخيه كليب:[٥]

إِنَّ في الصَدرِ مِن كُلَيبِ شُجوناً

هاجِساتٍ نَكَأنَ مِنهُ الجِراحا

أَنكَرَتني حَليلَتي إِذ رَأَتني

كاسِفَ اللَونِ لا أُطيقُ المُزاحا

وَلَقَد كُنتُ إِذ أُرَجِّلُ رَأسي

ما أُبالي الإِفسادَ وَالإِصلاحا

بِئسَ مَن عاشَ في الحَياةِ شَقِيّاً

كاسِفَ اللَونِ هائِماً مُلتاحا

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيبًا

وَاِعلَما أَنَّهُ مُلاقٍ كِفاحا

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً

ثُمَّ قولا لَهُ نَعِمتَ صَباحا

يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً

قَبلَ أَن تُبصِرَ العُيونَ الصَباحا

لَم نَرَ الناسَ مِثلَنا يَومَ سِرنا

نَسلُبُ المُلكَ غُدوَةً وَرَواحا

وَضَرَبنا بِمُرهَفاتٍ عِتاقٍ

تَترُكُ الهُدمَ فَوقَهُنَّ صُياحا

تَرَكَ الدارَ ضَيفُنا وَتَوَلّى

عَذَرَ اللَهَ ضَيفَنا يَومَ راحا

ذَهَبَ الدَهرُ بِالسَماحَةِ مِنّا

يا أَذى الدَهرِ كَيفَ تَرضى الجِماحا

وَيحَ أُمّي وَوَيحَها لِقَتيلٍ

مِن بَني تَغلِبٍ وَوَيحاً وَواحا

يا قَتيلاً نَماهُ فَرعُ كَريمٌ

فَقدُهُ قَد أَشابَ مِنّي المِساحا

كَيفَ أَسلو عَنِ البُكاءِ وَقَومي

قَد تَفانَوا فَكَيفَ أَرجو الفَلاحا
  • من أشعار الزير سالم في رثاء كليب:[٦]

كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها

إِن أَنتَ خَلَّيتَها في مَن يُخَلّيها

كُلَيبُ أَيُّ فَتى عِزٍّ وَمَكرُمَةٍ

تَحتَ السَفاسِفِ إِذ يَعلوكَ سافيها

نَعى النُعاةُ كُلَيباً لي فَقُلتُ لَهُم

مادَت بِنا الأَرضُ أَم مادَت رَواسيها

لَيتَ السَماءَ عَلى مَن تَحتَها وَقَعَت

وَحالَتِ الأَرضُ فَاِنجابَت بِمَن فيها

أَضحَت مَنازِلُ بِالسُلّانِ قَد دَرَسَت

تَبكي كُلَيباً وَلَم تَفزَع أَقاصيها

الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن صَنيعَتِهِ

ما كُلَّ آلائِهِ يا قَومُ أُحصيها

القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتَها

زَهواً إِذا الخَيلُ بُحَّت في تَعاديها

الناحِرُ الكومَ ما يَنفَكُّ يُطعِمُها

وَالواهِبُ المِئَةَ الحَمرا بِراعيها

مِن خَيلِ تَغلِبَ ما تُلقى أَسِنَّتُها

إِلّا وَقَد خَصَّبَتها مِن أَعاديها

قَد كانَ يَصبِحُها شَعواءَ مُشعَلَةً

تَحتَ العَجاجَةِ مَعقوداً نَواصيها

تَكونُ أَوَّلَها في حينِ كَرَّتِها

وَأَنتَ بِالكَرِّ يَومَ الكَرِّ حاميها

حَتّى تُكَسِّرَ شَزاراً في نُحورِهِم

زُرقَ الأَسِنَّةِ إِذ تُروى صَواديها

أَمسَت وَقَد أَوحَشَت جُردٌ بِبَلقَعَةٍ

لِلوَحشِ مِنها مِنها مَقيلٌ في مَراعيها

يَنفُرنَ عَن أُمِّ هاماتِ الرِجالِ بِها

وَالحَربُ يَفتَرِسُ الأَقرانَ صاليها

يُهَزهِزونَ مِنَ الخَطِّيِّ مُدمَجَةً

كُمتاً أَنابيبُها زُرقاً عَواليها

نَرمي الرِماحَ بِأَيدينا فَنورِدُها

بيضاً وَنُصدِرُها حُمراً أَعاليها

يارُبَّ يَومٍ يَكونُ الناسُ في رَهَجٍ

بِهِ تَراني عَلى نَفسي مُكاويها

مُستَقدِماً غَصصاً لِلحَربِ مُقتَحِماً

ناراً أُهَيِّجُها حيناً وَأُطفيها

لا أَصلَحَ اللَهُ مِنّا مَن يُصالِحُكُم

ما لاحَتِ الشَمسُ في أَعلى مَجاريها
  • ممّا قاله مفتخرًا بما فعل وقبيلته ببني بكر:[٧]

أَثبَتُّ مُرَّةَ وَالسُيوفُ شَواهِرٌ

وَصَرَفتُ مُقدَمَها إِلى هَمّامِ

وَبَني لُجَيمٍ قَد وَطَأنا وَطأَةً

بِالخَيلِ خارِجَةً عَنِ الأَوهامِ

وَرَجَعنا نَجتَنِئُ القَنا في ضُمَّرٍ

مِثلَ الذِئابِ سَريقَةِ الإِقدامِ

وَسَقَيتُ تَيمَ اللاتِ كَأساً مُرّةً

كَالنارِ شُبَّ وَقودثها بِضِرامِ

وَبُيوتَ قَيسٍ قَد وَطَأنا وَطأَةً

فَتَرَكنا قَيساً غَيرَ ذاتِ مَقامِ

وَلَقَد قَتَلتُ الشَعثَمَينِ وَمالِكاً

وَاِبنَ المُسَوَّرِ وَاِبنَ ذاتِ دَوامِ

وَلَقَد خَبَطتُّ بُيوتَ يَشكُرَ خَبطَةً

أَخوالُنا وَهُمُ بَنو الأَعمامِ

لَيسَت بِراجِعَةٍ لَهُم أَيامُهُم

حَتّى تَزولَ شَوامِخُ الأَعلامِ

قَتَلوا كُلَيباً ثُمَّ قالوا أَرتِعوا

كَذِبوا وَرَبِّ الحِلِّ وَالإِحرامِ

حَتّى تُلَفُّ كَتيبَةٌ بِكَتيبَةٍ

وَيَحُلَّ أَصرامٌ عَلى أَصرامِ

وَتَقومَ رَبّاتُ الخُدورِ حَواسِراً

يَمسَحنَ عَرضَ تَمائِمِ الأَيتامِ

حَتّى نَرى غُرَراً تُجَرُّ وَجُمَّةً

وَعِظامَ رُؤسٍ هُشِّمَت بِعِظامِ

حَتّى يَعَضَّ الشَيخُ مِن حَسَراتِهِ

مِمّا يَرى جَزَعاً عَلى الإِبهامِ

وَلَقَد تَرَكنا الخَيلَ في عَرَصاتِها

كَالطَيرِ فَوقَ مَعالِمِ الأَجرامِ

فَقَضَينَ دَيناً كُنَّ قَد ضُمِّنَّهُ

بِعَزائِمٍ غُلبِ الرِقابِ سَوامِ

مِن خَيلِ تَغلِبَ عِزَّةً وَتَكَرُّماً

مِثلَ اللُيوثِ بِساحَةِ الآنامِ
  • مما قال أيضًا:[٨]

كُنَّا نَغَارُ عَلَى الْعَوَاتِقِ أَنْ تُرَى

بالأمسِ خارجة ً عنِ الأوطانِ

فَخَرَجْنَ حِينَ ثَوَى كُلَيْبٌ حُسَّراً

مستيقناتٍ بعدهُ بهوانِ

فَتَرَى الْكَوَاعِبَ كَالظِّبَاءِ عَوَاطِلاً

إذْ حانَ مصرعهُ منَ الأكفانِ

يَخْمِشْنَ مِنْ أدَمِ الْوُجُوهِ حَوَاسِراً

مِنْ بَعْدِهِ وَيَعِدْنَ بِالأَزْمَانِ

مُتَسَلِّبَاتٍ نُكْدَهُنَّ وَقَدْ وَرَى

أجوافهنَّ بحرقة ٍ وَ رواني

وَ يقلنَ منْ للمستضيقِ إذا دعا

أمْ منْ لخضبِ عوالي المرانِ

أمْ لا تسارٍ بالجزورِ إذا غدا

ريحٌ يقطعُ معقدَ الأشطانِ

أمْ منْ لاسباقِ الدياتِ وَ جمعها

وَلِفَادِحَاتِ نَوَائِبِ الْحِدْثَانِ

كَانَ الذَّخِيرَة َ لِلزَّمَانِ فَقَد أَتَى

فقدانهُ وَ أخلَّ ركنَ مكاني

يَا لَهْفَ نَفْسِي مِنْ زَمَانٍ فَاجِعِ

أَلْقَى عَلَيَّ بِكَلْكَلٍ وَجِرَانِ

بمصيبة ٍ لا تستقالُ جليلة ٍ

غَلَبَتْ عَزَاءَ الْقَوْمِ وللشُّبان

هَدَّتْ حُصُوناً كُنَّ قَبْلُ مَلاَوِذاً

لِذَوِي الْكُهُولِ مَعاً وَالنِّسَوَانِ

أضحتْ وَ أضحى سورها منْ بعدهِ

متهدمَ الأركانِ وَ البنيانِ

فَابْكِينَ سَيِّدَ قَوْمِهِ وَانْدُبْنَهُ

شدتْ عليهِ قباطيَ الأكفانِ

وَابكينَ للأيتامِ لما أقحطوا

وَابكينَ عندَ تخاذلِ الجيرانِ

وَابكينَ مصرعَ جيدهِ متزملاً

بِدِمَائِهِ فَلَذَاكَ مَا أَبْكَانِي

فَلأَتْرُكَنَّ بِهِ قَبَائِلَ تَغْلِبٍ

قتلى بكلَّ قرارة ٍ وَ مكانِ

قتلى تعاورها النسورُ أكفها

ينهشنها وَحواجلُ الغربانِ
  • مما قال في رثاء أخيه:[٩]

أليلتنا بذي حسمٍ أنيري

إذا أنتِ انقضيتِ فلاَ تحوري

فإنْ يكُ بالذنائبِ طالَ ليلي

فقدْ أبكي منَ الليلِ القصيرِ

وَأَنْقَذَنِي بَيَاضُ الصُّبْحِ مِنْهَا

لقدْ أنقذتُ منْ شرًّ كبيرِ

كأنَّ كواكبَ الجوزاءِ عودٌ

مُعَطَّفَة ٌ عَلَى رَبْعٍ كَسِيرٍ

كأنَّ الفرقدينِ يدا بغيضٍ

أَلَحَّ عَلَى إَفَاضَتِهِ قَمِيرِي

أرقتُ وَ صاحبي بجنوبِ شعبٍ

لبرقٍ في تهامة َ مستطيرِ

فَلَوْ نُبِشَ المَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ

فيعلمَ بالذنائبِ أيُّ زيرِ

بِيَوْمِ الشَّعْثَمَيْنِ أَقَرَّ عَيْناً

وَكَيْفَ لِقَاء مَنْ تَحْتَ الْقُبُورِ

وَأني قدْ تركتُ بوارداتٍ

بُجَيْراً فِي دَمٍ مِثْلِ الْعَبِيرِ

هَتَكْتُ بِهِ بُيُوتَ بَنِي عُبَادٍ

وَبَعْضُ الغَشْمِ أَشْفَى لِلصُّدُورِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ يُوفَى مِنْ كُلَيْبٍ

إذا برزتْ مخبأة ُ الخدورِ

وَهَمَّامَ بْنَ مُرَّة َ قَدْ تَرَكْنَا

عليهِ القشعمانِ منَ النسورِ

ينوءُ بصدرهِ وَ الرمحُ فيهِ

وَيَخْلُجُهُ خَدَبٌ كَالْبَعِيرِ

قَتِيلٌ مَا قَتِيلُ المَرْءِ عَمْروٌ

وَجَسَّاسُ بْنُ مُرَّة َ ذُو ضَرِيرِ

كَأَنَّ التَّابِعَ المِسْكِينَ فِيْهَا

أَجِيرٌ فِي حُدَابَاتِ الْوَقِيرِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ

إِذَا خَافَ المُغَارُ مِنَ الْمُغِيرِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ

إِذَا طُرِدَ اليَتِيمُ عَنِ الْجَزُورِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ

إذا ما ضيمَ جارُ المستجيرِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ

إذا ضاقتْ رحيباتُ الصدورِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ

إِذَا خَافَ المَخُوفُ مِنَ الثُّغُورِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ

إِذا طَالَتْ مُقَاسَاة ُ الأُمُورِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ

إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُ الزَّمْهَرِيرِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ

إِذَا وَثَبَ المُثَارُ عَلَى المُثِيرِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ

إِذَا عَجَزَ الغَنِيُّ عَنِ الْفَقِيرِ

عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍ

إِذَا هَتَفَ المُثَوبُ بِالْعَشِيرِ

تسائلني أميمة ُ عنْ أبيها

وَمَا تَدْرِي أُمَيْمَة ُ عَنْ ضَمِيرِ

فلاَ وَ أبي أميمة َ ما أبوها

مَنَ النَّعَمِ المُؤَثَّلِ وَالْجَزُورِ
  • مما قال الزير في رثاء كليب:[١٠]

أَهَاجَ قَذَاءَ عَيْنِي الإِذِّكَارُ

هُدُوّاً فَالدُّمُوعُ لَهَا انْحِدَارُ

وَصَارَ اللَّيْلُ مُشْتَمِلاً عَلَيْنَا

كأنَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ

وَبِتُّ أُرَاقِبُ الْجَوْزَاءَ حَتَّى

تقاربَ منْ أوائلها انحدارُ

أُصَرِّفُ مُقْلَتِي فِي إِثْرِ قَوْمٍ

تَبَايَنَتِ الْبِلاَدُ بِهِمْ فَغَارُوا

وَأبكي وَ النجومُ مطلعاتٌ

كأنْ لمْ تحوها عني البحارُ

عَلَى مَنْ لَوْ نُعيت وَكَانَ حَيّاً

لَقَادَ الخَيْلَ يَحْجُبُهَا الغُبَارُ

دَعَوْتُكَ يَا كُلَيْبُ فَلَمْ تُجِبْنِي

وَكيفَ يجيبني البلدُ القفارُ

أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمٌّ

ضنيناتُ النفوسِ لها مزارُ

أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمُّ

لقدْ فجعتْ بفارسها نزارُ

سقاكَ الغيثُ إنكَ كنت غيثاً

وَيُسْراً حِينَ يُلْتَمَسُ الْيَسَارُ

أَبَتْ عَيْنَايَ بَعْدَكَ أَنْ تَكُفَّا

كَأَنَّ غَضَا الْقَتَادِ لَهَا شِفَارُ

وَإنكَ كنتَ تحلمُ عنْ رجالٍ

وَ تعفو عنهمُ وَ لكَ اقتدارُ

وَتمنعُ أنْ يمسهمُ لسانٌ

مخافة َ منْ يجيرُ وَ لاَ يجارُ

وَكُنْتُ أَعُدُّ قُرْبِي مِنْكَ رِبْحاً

إِذَا مَا عَدَّتِ الرِّبْحَ التِّجَارُ

فلاَ تبعدْ فكلٌّ سوفَ يلقى

شَعُوباً يَسْتَدِيرُ بِهَا الْمَدَارُ

يَعِيشُ المَرْءُ عِنْدَ بَنِي أَبِيهِ

وَيوشكُ أنْ يصيرَ بحيثُ صاروا

أرى طولَ الحياة ِ وّ قدْ تولى

كَمَا قَدْ يُسْلَبُ الشَّيْءُ المُعَارُ

كَأَنِّي إذْ نَعَى النَّاعِي كُلَيْباً

تطايرَ بينَ جنبيَّ الشرارُ

فدرتُ وّ قدْ عشيَ بصري عليهِ

كما دارتْ بشاربها العقارُ

سألتُ الحيَّ أينَ دفنتموهُ

فَقَالُوا لِي بِسَفْحِ الْحَيِّ دَارُ

فسرتُ إليهِ منْ بلدي حثيثاً

وَطَارَ النَّوْمُ وَامْتَنَعَ القَرَارُ

وَحَادَتْ نَاقَتِي عَنْ ظِلِّ قَبْرٍ

ثَوَى فِيهِ المَكَارِمُ وَالْفَخَارُ

لدى أوطانِ أروعَ لمْ يشنهُ

وَلَمْ يَحْدُثْ لَهُ فِي النَّاسِ عَارُ

أَتَغْدُوا يَا كُلَيْبُ مَعِي إِذَا مَا

جبانُ القومِ أنجاهُ الفرارُ

أتغدُو يا كليب معي إذا ما

خلوق القوم يشحذُها الشفار

أقولُ لتغلبٍ وَ العزُّ فيها

أثيروها لذلكمُ انتصارُ

تتابعَ إخوتي وَ مضوا لأمرٍ

عليهِ تتابعَ القومُ الحسارُ

خذِ العهدَ الأكيدَ عليَّ عمري

بتركي كلَّ ما حوتِ الديارُ

وَهَجْرِي الْغَانِيَاتِ وَشُرْبَ كَأْسٍ

وَلُبْسِي جُبَّة ً لاَتُسْتَعَارُ

وَ لستُ بخالعٍ درعي وَ سيفي

إلى أنْ يخلعَ الليلَ النهارُ

وإلّا أَنْ تَبِيدَ سَرَاة ُ بَكْرٍ

فَلاَ يَبْقَى لَهَا أَبَداً أَثَارُ
  • ومما قال الزير في وعيد بني بكر بعد مقتل أخيه:[١١]

جَارَتْ بَنُو بَكْرٍ وَلَمْ يَعْدِلُوا

وَالْمَرْءُ قَدْ يَعْرِفُ قَصْدَ الطَّرِيقْ

حَلَّتْ رِكَابُ الْبَغْيِ مِن وَائِلٍ

في رهطِ جساسٍ ثقالِ الوسوقْ

يا أيها الجاني على قومهِ

ما لمْ يكنْ كانَ لهُ بالخليقْ

جناية ً لمْ يدرِ ما كنهها

جَانٍ وَلَمْ يُضحِ لَهَا بِالْمُطِيقْ

كَقَاذف يَوْماً بأَجْرَامِهِ

في هوة ٍ ليسَ لها منْ طريقْ

منْ شاءَ ولى النفسَ في مهمة ٍ

ضنكٍ وَ لكنْ منْ لهُ بالمضيقْ

إن ركوبَ البحرِ ما لمْ يكنْ

ذا مصدرٍ منْ تهلكاتِ الغريقْ

لَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَعْدُ فِي بَغْيِهِ

عداية تخريقُ ريحٍ خريقْ

كَمَنْ تَعَدَّى بَغْيُهُ قَوْمَهُ

طَارَ إِلَى رَبِّ اللِّوَاءِ الخَفُوقْ

إلى رئيسِ الناسِ وَ المرتجى

لَعُقْدَة ِ الشَّدِّ وَرَتْقِ الْفُتُوقْ

منْ عرفتْ يومَ خزازى لهُ

عُلَيا مَعَدٍّ عِنْدَ جَبْذِ الْوُثُوقْ

إذْ أقبلتْ حميرُ في جمعها

وَمَذْحِجٌ كَالْعَارِضِ الْمُسْتَحِيقْ

وَ جمعُ همدانَ لهم لجبة ٌ

وَ راية ٌ تهوي هويَّ الأنوفْ

فقلدَ الأمرَ بنو هاجرٍ

مِنْهُمْ رَئِيساً كَالْحُسَامِ الْعَتِيقْ

مضطلعاً بالأمرِ يسمولهُ

في يومِ لاَ يستاغُ حلقٌ بريقْ

ذَاكَ وَقَدْ عَنَّ لَهُمْ عَارِضٌ

كجنحِ ليلٍ في سماء البروقْ

تَلْمَعُ لَمْعَ الطَّيْرِ رَايَاتُهُ

عَلَى أَوَاذِي لُجِّ بَحْرٍ عَمِيقْ

فاحتلَّ أوزارهمُ إزرهُ

برأيِ محمودٍ عليهمْ شفيقْ

وَقَدْ عَلَتْهُمْ هَفْوَة ً هَبْوَة ٌ

ذاتُ هياجٍ كلهيبِ الحريقْ

فانفرجتْ عنْ وجههِ مسفراً

مُنْبَلِجاً مِثْلِ انْبِلاَجِ الشُّرُوقْ

فذاكَ لاَ يوفي بهِ مثلهُ

وَلَسْتَ تَلْقي مِثْله في فريق

قُلْ لِبَنِي ذُهْلٍ يَرُدُّونَهْ

أوْ يصبروا للصيلمِ الخنفقيقْ

فَقَدْ تَرَوَّيْتُمْ وَمَا ذُقْتُمْ

تَوْبيلَهُ فَاعْتَرِفُوا بالْمَذُوقْ

أبلغْ بني شيبانَ عنا فقدْ

أَضْرَمْتُمُ نِيْرَانَ حَرْبٍ عَقُوقْ

لا يرقأ الدهرَ لها عاتكٌ

إلاَّ عَلَى أَنْفَاسِ نَجْلاَ تَفُوقْ

ستحملُ الراكبَ منها على

سيساءِ حدبيرٍ منَ الشرنوقْ

أيُّ امريءٍ ضرجتمُ ثوبهُ

بِعَاتِكٍ مِنْ دَمِهِ كَالْخَلُوقْ

سَيِّدُ سَادَاتٍ إذَا ضَمَّهُمْ

مُعْظَمُ أَمْرٍ يَوْمَ بُؤْسٍ وَضِيقْ

لَمْ يَكُ كَالسَّيِّدِ فِي قَوْمِهِ

بلْ ملكٌ دينَ لهُ بالحقوقْ

تنفرجُ الظلماءُ عنْ وجههِ

كَاللَّيْلِ وَلَّى عَنْ صَدِيحٍ أَنِيقْ

إنْ نحنُ لمْ نثأرْ بهِ فاشحذوا

شِفَارَكُمْ مِنَّا لَحِزِّ الْحُلُوقْ

ذبحاً كذبحِ الشاة ِ لا تتقي

ذابحها إلاَّ بشخبِ العروقْ

أَصْبَحَ مَا بَيْنَ بَنِي وَائِلٍ

مُنْقطِعَ الحَبْلِ بَعِيدَ الصَّدِيقْ

غداً نساقي فاعلموا بين

أَرْمَاحَنا مِنْ عَاتكٍ كَالرَّحِيقْ

منْ كلَّ مغوارِ الضحى بهمة ٍ

شَمَرْدَلٍ مِنْ فَوْقِ طِرْفٍ عَتِيقْ

سَعَالِياً تحمل مِنْ تَغْلِبٍ

أَشْبَاهَ جِنٍّ كَلُيُوثِ الطَّرِيقْ

ليسَ أخوكمْ تاركاً وترهُ

دُونَ تَقَضِّي وِتْرُهُ بِالمُفِيقْ

المراجع[+]

  1. "عدي بن ربيعة"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
  2. "طفلة ما ابنة المجلل بيضا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020.
  3. "دعيني فما في اليوم مصحى لشارب"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020.
  4. "أليلتنا بذي حسمٍ أنيري"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020.
  5. "إن في الصدر من كليب شجونا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020.
  6. "كليب لا خير في الدنيا ومن فيها"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020.
  7. "أثبت مرة والسيوف شواهر"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020.
  8. "كنا نغار على العواتق أن ترى"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020.
  9. "أليلتنا بذي حسم أنيري"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020.
  10. "أهاج قذاء عيني الإدكار"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020.
  11. "جارت بنو بكر ولم يعدلوا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020.

مواضيع ذات صلة بـ

مواعيد التسجيل في الكلية التقنية

محتويات 1 التسجيل في الكلية التقنية الفصل الثاني 1442 : 2 شروط القبول في الكلية التقنية : 3 البرامج التدريبية بكلية التقنية : 4 الاهتمام با

طرق-العناية-بالبشرة

. أنواع البشرة . طرق العناية بالبشرة . ممارسات روتينية للعناية بالبشرة . ممارسات صحية للعناية بالبشرة أنواع البشرة قد يكون صعبًا أحيان