سؤال وجواب

ما-هي-محظورات-الحج


الحج

الحجُّ هو الركن الخامس من أركانِ الإسلام، فُرضَ في العامِ التاسع من الهجرة، ويؤدّي فيه المسلمون مناسك الحج، وهي مناسك مُعيّنة تقربّا لله تعالى، وللحج موسمٌ ثابت يبدأ في شهر ذي الحجة، وقد ذكره الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم بقوله: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" [١]، وقد جعل الله تعالى أجر الحجّ عظيمًا، يعود فيه المسلم بريئًا من ذنوبه كيومٍ ولدته أمّه، وللحج أركان وشروط ومحظورات، وفي هذا المقال سيتمّ ذكر محظورات الحج إضافةً إلى محظورات الإحرام.

تعريف الحج وحكمه

الحجّ في اللّغة: القصد، أمّا في الاصطلاح الشرعي فهو: التقرّب إلى الله تعالى وعبادته بأعمالٍ مخصوصة في أوقاتٍ معيّنة وفي مكانٍ معلوم من شخصٍ مخصوص، على ما جاء في سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، أما حُكم الحج فهو واجبٌ، وهو فرض في كتاب الله تعالى وسُنّة نبيّه وبإجماع المسلمين، وهو فرض لمرّة واحدة في العمر، ولمن زاد فله الأجر والثواب من الله تعالى، والدليل على وجوب الحج، ما جاء في كتاب الله: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" [٢]، وما جاء في السّنة النبوية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا" [٣][٤]

أركان الحج

للحج كما للعديد من العبادات المفروضة أركانٌ لا يصحّ الحجّ إلّا بها، ولا يجوز للحاج بأيّ حالٍ من الأحوال إسقاط ركنٍ من هذه الأركان، وشروط الحج هي: الإسلام والعقل والبلوغ والقدرة أو الاستطاعة سواء بالبدن أو بالمال وكمال الحريّة، أي أنّ المملوك ليس عليه حج، ولكن إذن حجّ فحجّه مجزوء، [٤] أمّا أركان الحج فهي كما يأتي: [٥]

  • الإحرام: هو الركن الأوّل من أركان الحج، وقد أجمع العلماء أنّ الإحرام أحد فروض الحج، ولا يصحّ إلا به، ويُقصد به نيّة النُسك، ويكون بارتداء ملابس الإحرام والنيّة، والنيّة مكانها في القلب، أمّا من لا يُحرم فلا ينعقد نُسكه حتى وإن طاف وسعى.
  • الوقوف بعرفة: لا يصحّ الحج إلّا بالوقوف بعرفة، ويقول الرسول -عليه الصلاة والسلام- لحديث عبد الرحمن بن يعمر -رضي الله عنه- قال: "شهِدتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بعرفةَ، وأتاه ناسٌ من أهلِ نجدٍ، فسألوه عن الحجِّ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: "الحجُّ عرفةُ، فمن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جُمَعٍ فقد تمَّ حجُّه". [٦]
  • طواف الإفاضة: يسمى هذا الطواف أيضًا طواف الزيارة، وهو ركنُ ثابتٌ في الكتاب والسّنة والإجماع، حيث يقول تعالى: "ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ". [٧]
  • السعي بين الصفا والمروة: السعي بين الصفا والمروة من شعائر الله تعالى، ولذلك لا بدّ من الحاج أن يؤدي هذا الركن، إذ يقول الله تعالى: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ". [٨]

محظورات الحج

أداء فريضة الحج شرفٌ عظيمٌ يناله المسلم، ولهذا يجب أن يكون خالصًا لوجه الله تعالى، كما يجب أن يُؤدّه الحاج على أكمل وجه، لذلك ينبغي على الحاج مراعاة عدة أمور في الحج، وتجنب فعل محظورات الحج، علمًا أنّ محظورات الحج تشمل الممنوعات المنهي عنها والتي يجب على الحاج الامتناع عن فعلها بسبب الإحرام، ومنها محظورات الحج الخاصة بالرجال فقط، ومحظورات الحج الخاصة بالنساء فقط، ومحظورات الحج المشتركة بين الرجال والنساء، ومن يفعل واحدة من هذه المحظورات فعليه الفدية، وذلك إن ارتكب محظورًا من محظورات الحج متعمًا وعالمًا ومختارًا، هذه المحظورات كما يأتي: [٩]

محظورات الحج الخاصة بالرجال

  • تغطية الرأس: يُحرم على الحاج المحرم تغطية الرأس أو بعضه إلّا إن كان لديه عذرن أما استخدام المظلّة أو الاستظلال بالأشجار والجدار فهو جائز، ولكن دون أن يُلامس رأسه.
  • لبس المخيط: من محظورات الحج ارتداء الملابس العاديّة مثل: الجبة والقميص والسروال، كما يحرم ارتداء الملابس المصبوغة التي لها رائحة، ويحرم لبس الخف الذي يُغطّي العقب وأصابع القدمين، إذ يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "لا يَلبَسُ القَميصَ ولا العِمامَةَ ولا السراويلَ ولا البُرنُسَ ولا ثَوبًا مَسَّه الوَرْسُ أو الزَّعفَرانُ، فإن لم يَجِدِ النعلَينِ فلْيِلبَسِ الخُفَّينِ، وليَقطَعْهما حتى يكونا تحتَ الكعبينِ.[١٠] [٩]

محظورات الحج الخاصة بالنساء

  • لبس النقاب أو البرقع والقفازين: يُحرم على المرأة الحاجّة لبس النقاب أو البرقع أو القفازين، حيث نهى الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن هذا بقوله: "ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين"[١١] [٩]

محظورات الحج التي يشترك فيها الرجال والنساء

  • حلق شعر الرأس أو قصّه أو نتفه: يحرم على الحجاج من الرجال والنساء حلق الشعر أو نتفه أو تقصيره، وذلك لقول الله -عزّ وجل-: "وَلَا تَحْلِقُوا رُؤوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ" [١٢]، ويُقاس على هذا أيضًا شعر البدن، أمّا من كان به مرض وأزال الشعر فتجب عليه الفدية ولا إثم عليه، ويحرم أيضًا قص الأظافر، أما إذا انكسر الأظفر لسببٍ ما فلا شيء عليه.
  • التطيّب: يُمنع على الحجاج من الرجال والنساء استخدام الطيب سواء في ملابس الإحرام أو في البدن، والدليل على هذا أنّ حاجًا محرمًا سقط عن بعيره فمات، فقال الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيه: "اغسِلوهُ بماءٍ وسدْرٍ، وكفِّنُوهُ في ثوبينِ، ولا تُمِسُّوهُ طيبًا، ولا تُخَمِّروا رأْسَهُ ولا تُحَنِّطُوهُ، فإنَّ اللهَ يبْعثُهُ يومَ القيامةِ مُلَبِّيًا". [١٣]
  • عقد النكاح: يحرم على من كان محرمًا عقد النكاح لغيره بالتوكيل أو في حقّ نفسه، ويكون عقد النكاح باطلًا إن تمّ على هذه الصورة، إّ يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّ المُحرمَ لا يَنكِحُ ولا يُنْكِحُ"[١٤]
  • قتل الصّيد البرّي: يشمل هذا أيضًا الدلالة عليه أو الإعانة على إمساكه، أمّا صيد البحر فهو جائز للمحرم، ولا يُعدّ من محظورات الحج، ويقول الله تعالى: "أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا". [١٥]
  • المباشرة في الجماع: يُحرم على المحرم مباشرة زوجته بشهوة سواء بالتقبيل أو باللمس، سواء في الليل أو في النهار، وإن حصل منه ذلك فقد أَثِم، ووجب عليه الفدية. [٩]

 متى تبدأ محظورات الإحرام

تبدأ محظورات الإحرام منذ أن يُحرم الحاج وحتى يتحلل من الإحرام، لأنّ محظورات الإحرام هي: الممنوعات التي يُمنع فعلها أثناء الإحرام، ومن يفعل أي من محظورات الإحرام جاهلًا أو ناسيًا او مكرهًا فلا شيء عليه، وذلك لقوله تعالى: "وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"[١٦]، وقوله تعالى أيضًا: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ۗ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ" [١٧]، وهذا يدل على أنّ الحرام على من يقوم بالفعل عمدًا، كما أنّ من يتذكر بعد نسيانه يجب عليه التخلّي فورًا عن المحظور، ومن يعلم بعد جهل يجب عليه أيضًا التخلي عن المحظور. [١٨]

كفارة محظورات الإحرام

على المحرم الالتزام بتجنّب جميع المحظورات، إن ارتكب المحرم أحد محظورات الإحرام المعروفة، وجبت عليه كفّارة الإحرام، بشرط أن يكون قد فعل هذا المحظور عامدًا متعمدًا عالمًا ومختارًا، ويترتب عليه في هذه الحالة كفّارة كما يأتي: [٩]

  • ارتكاب المحظورات الآتية: تقليم الأظافر أو التطيّب أو لبس المخيط أو تغطية الرأس أو حلق الشعر" تكون الفدية بواحدة مما يأتي على سبيل التخيير: إطعام ستّة مساكين بحيث يُعطي كل واحدٍ منهم نصف صاع من الطعام، أو صيام ثلاثة أيام أو ذبح شاة.
  • الصيد: من يرتكب هذا المحظور وجب عليه ذبح ما يُشبه هذا الصيد من الأنعام، وإن لم يكن له شبيه فوجب عليه التصدّق بقدره على فقراء الحرم، أو أن يصوم عن كل مدٍ يومًا واحدًا، وذلك لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا". [١٧].
  • الجماع: تكون كفارته ذبح شاة، وتوزيع لحمها على مساكين الحرم، أما من يُجامع زوجته قبل التحلل الأول من الإحرام فإنّ حجّه فاسد، وعليه بدنه والقضاء فورًا، ويقول الله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ" [١٩]، أمّا إن كان الجماع بعد التحلل الأول فالحج صحيح لكن عليه شاة، أمّا من يعقد النكاح فليس عليه فدية، ولكن عليه إثم ذلك.

فيديو عن محظورات الحج

في هذا الفيديو يجيبُ فضيلة الدكتور عبد الرحمن إبداح عن سؤال: ما هي محظورات الإحرام. [٢٠]

المراجع[+]

  1. {الحج: 27}
  2. {آل عمران: 97}
  3. الصفحة أو الرقم: 1337، خلاصة حكم المحدث : صحيح
  4. ^ أ ب فقـه الحـج, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-8-2018، بتصرّف.
  5. ما هي أركان الحج, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-8-2018، بتصرّف.
  6. الصفحة أو الرقم: 176، خلاصة حكم المحدث: إسناده متصل صحيح
  7. {الحج: آية 29}
  8. {البقرة: آية 158}
  9. ^ أ ب ت ث ج محظورات الإحرام, ، "www.aliftaa.jo"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-8-2018، بتصرّف.
  10. المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 134، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  11. الصفحة أو الرقم: 1838، خلاصة حكم المحدث: أورده في صحيحه
  12. {البقرة: آية 196}
  13. الصفحة أو الرقم: 1850، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  14. الصفحة أو الرقم: 840، خلاصة حكم المحدث: صحيح 
  15. {المائدة: آية 96}
  16. {الأحزاب: آية 5}
  17. ^ أ ب {المائدة: آية 95}
  18. محظورات الإحرام, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 15-8-2018، بتصرّف.
  19. {البقرة: آية 197}
  20. ما هي محظورات الإحرام, ، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-8-2018