سؤال وجواب

أبرز-شعراء-العصر-العباسي


الأدب العباسي

عرف العصر العباسي عصر نهضة أدبية وعلمية رفيعة في الشعر والنثر والخطابة والأمثال والقصة والمقامة، فكانت الدول الخاضعة للحكم العباسي تتنافس في رفع راية العلم والأدب، فشجع الملوك والأمراء -ومنهم من العجم- العربية، ونظم الشعر العربىّ، وأعطوا وأجزلوا العطاء على نظمه، فكانوا يقربون الشعراء والأدباء من مجالسهم، كالبويهيين الذين لم يعينوا في في الوزارة والكتابة إلا الشعراء والعلماء والكتاب كالصاحب بن عباد، وابن العميد. كما أن ملوك الدويلات العربية كالحمدانيين مثلا، رعوا الأدب، والعلم، وقدّموا الشعراء والأدباء مكانة، فمدح المتنبي سيف الدولة وكان شاعر بلاطه. وقد كان لتشجيع الأمراء والملوك الأدباء والشعراء نتائج في ازدهار الأدب في العصر العباسي. وهذا المقال ولأهمية الشعر في هذا العصر سيتناول أبرز شعراء العصر العباسي.[١]

أبرز شعراء العصر العباسي

حين اشتد الأمر على الخلافة العباسية واشتد تمزقها؛ تنافست العواصم في احتضان الشعراء والأدباء وشجعتهم على النظم، وأجزلت لهم العطاء، فظهر إلى جانب بغداد، شعرية الفلسفة عند المعري بين الشعراء.[١]

كما شاع المجون وظهر وصف الخمر عند عدد من أبرز شعراء العصر العباسي، ومنهم أبو نواس، وفي مقابله ظهر شعر الزهد والتأمل والإيمان المتمثل في شعر أبي العتاهية، وأيًا كان من الشعر، ففيما يأتي استعراض لأبرز شعراء العصر العباسي في العصرين الأول والثاني.[١]

شعراء العصر العباسي الأول

يُطلق مصطلح العصر العباسي الاول على العصر الذي كانت فيه الخلافة قويّة في بني العباس، وكانت السيادة للخلفاء الذين تمكنوا من حسم النزاع بين العرب والفرس لصالح العرب، ويمتد العصر العباسي الأول من تأسيس الدولة العباسية عام 132هـ حتى عام 232هـ[٢]، ازدهر الشعر في هذا العصر، ودأب شعراؤه على العربية ليتفننوا بها في شعرهم، بأسلوب رفيع يجمع بين الجزالة والرصانة، والرقة والعذوبة. كما ظهر في شعرهم تأثرهم بالثقافات الأخرى، من خلال الأغراض الشعرية التي نظموا فيها، وموضوعاتهم الشعرية، ومن أبرز شعراء العصر العباسي الأول: بشار بن برد، وأبو نواس، وأبو العتاهية، وأبو تمام، ومسلم بن الوليد.[٣]

كما برز في هذا العصر عدد من الشعراء في مجالاتهم، فكان من أبرز شعراء العصر العباسي الأول في وأبو دلامة. ومن شعراء الشيعة: السيد الحميري، ومنصور النمري، ودعبل، وديك الجن الحمصي، ومن شعراء البرامكة: أشجع بن عمرو السلمى. ومن شعراء الوزراء والولاة: أبو الشيص، والخريمي، والعباس بن الأحنف من شعراء الغزل، وصالح بن عبد القدوس وغيره من شعراء المجون والزندقة، ووعبد الله بن المبارك ومحمد بن كناسة من شعراء الزهد، والعتابي والنظّام وبشر بن المعتمر من شعراء المعتزلة، وأبو الشمقمق من شعراء النزعات الشعبوية.[٤]

أبو نواس

يُعدّ أبو نواس من أبرز شعراء العصر العباسي الأول، وهو أبو علي الحسن بن هانئ الحكمي شاعر عربي من أشهر شعراء عصر الدولة العباسية. عرف عنه بأنه شاعر الخمر، وما لبث أن تاب وزهد في حياته، ولد أبو نواس في مدينة الأحواز عام 145هـ من أبٍ عربيٍّ دمشقي وأمٍ أحوازية. وقد انتقلت أسرته إلى البصرة وهو في السادسة من عمره، بعد انتصار مروان في معركة الزاب الأعلى، وهناك مات أبوهُ، فانتقلت به والدته إلى العراق وسلمته إلى الكتاب، ثم إلى عطار ليعمل أجيرًا عنده ويبري عيدان الطيب. عندمّا شب أبو نواس انتقل إلى الكوفة، وهناك لتقى الشاعر والبة بن الحباب الأسدي الكوفي من أبرز شعراء العصر العباسي في الخلاعة والتهتك، فعني به والبة وعمل على تخريجه وتأديبهِ، كما صحب أبو نواس ماعةً من أبرز شعراء العصر العباسي الماجنين، منهم: مطيع بن إياس وحماد عجرد. إلا أنه ما لبث أن انتقل إلى بادية بني أسد وأقام فيه سنةً كاملةً، أخذ فيها اللغة من منابعها الأصيلة، ثم عاد إلى البصرة ليتلق الشعر والأدب على يد علمائها.[٥]

كان خلف الأحمر من أبرز شيوخ اللغة والأدب والشعر الذين تعهدوا أبي نواس بالتعليم والتأديب، فلم يسمح الأحمر لأبي نواس بقول الشعر حتى يحفظ جملة أشعار العرب ويقال: إن أبا نواس كلما حفظه ما كلفه به الأحمر، كان الأخير يطلب إليه نسيانها، حتى لا يقع هذا الشاعر الناشئ فيما وقع فيه سابقيه من الشعراء المتقدمين، وقد قال أبو نواس في ذلك: "ما ظنكم برجل لم يقل الشعر حتى روى دواوين ستين امرأة من العرب منهن هارون الرشيد حتى نال مكانةً مرموقةً عنده، إلا أن الرشيد كان يحبسه كثيرًا على مجونه في الشعر، وقد أطال حبسه ذات مرة حتى شفع له البرامكة الذين مدحه أبو نواسٍ، وقد ساعدته علاقته بالبرامكة في الفرار حين نكبهم الرشيد فيما عرف لاحقًا بنكبة البرامكة.[٥]

عندما توفي هارون الرشيد وخلفه ابنه الأمين، عاد أبرز شعراء العصر العباسي الأول أبو نواسٍ إلى بغداد للاتصال به، فاتخذه الأمين نديمًا له، إلا أن الأمين عاد إلى حبسه لمجونه في الشعر، بعد أن عاب عليه خصومه أثناء صراع الأمين والمأمون اتخاذه شاعرًا خليعًا نديما له، توفي أبو نواس عام 199هـ قبل دخول المأمون لبغداد، وقد اختلف في مكان وفاته وسببها، فقيل توفى في السجن وقيل في دار إسماعيل بن نوبخت بعد أن سمهُ تخلصًا من لسانه السليط. وذكر الخطيب البغدادي، في كتابه تأريخ بغداد، أن أبا نواس دفن في مقبرة الشونيزية غربي بغداد عند تل يسمى تل اليهود.[٥]

تميز أسلوب أبي نواس أبرز شعراء العصر العباسي بما ظهر من والدولة العباسية. بشار بن برد من أبرز شعراء العصر العباسي الأول، وهو شاعر أعمى، ولكنه من فحولة الشعراء، فقد كان غزير الشعر، سمح القريحة، قليل التكلّف في الشعر، كثير الافتنان، متقن البديع. اتهم في آواخر حياته بالزندقة، فجلد بالسياط حتى مات.[٧]

كان بشار بن برد من أبرز شعراء العصر العباسي الأول، وكان قد نشأ في البصرة وتعلم فيها، ثم سكن حران مدّة من الزمن، ثم انتقل إلى بغداد وفيها توفي، وكان بشار بن برد قبيح الخلقة، ضخم الجسم طويل، يبدو عظيم الوجه، وجاحظ العينين، قد تغشاهما لحم أحمر، مجدور الوجه، وقد ضرب به المثل لقبح عينه، فقالوا: " كعين بشار بن برد". وقد اشتهر ابن برد بالهجاء، فكان هجاؤه فاحشًا، حتى أنه هجا الخليفة المهدي ووزيره يعقوب بن داود والأصمعي وسيبويه والأخفش وواصل بن عطاء. اتهمه بعض العلماء بالشعوبية بسبب غيرة العرب من الفرس الذين تولوا شؤون الدولة في العصر العباسي الأول.[٧]

كان بشار بن برد جريئًا في الاستخفاف بكثير من الأعراف والتقاليد، كثير الإقبال على المتع والملذات، حتى قتل على يد الخليفة العباسي المهدي بعد أن هجاه في قصيدة طويلة، بعد أن رفض الأخير أن يعطيه بمدحه له، وقد رُميت جثته على قطعه خشب فحمله الماء إلى البصرة فأخذه أهله ودفنوه بها، ويروى أنه مات وقد ترك خلفه أكثر من اثني عشر ألف قصيدة، ولم يصل منه إلا القليل؛ بسبب الرقابة الدينية والاجتماعية والسياسية في عصره، التي حذفت كثيرًا من أشعاره بعد وفاته، ومن شعر بشار بن برد في الغزل:[٨]

وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها

باتت تغنِّي عميدَ القلب سكرانا

إِنَّ العيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

فقُلْتُ أحسنْتِ يا سؤْلي ويا أَمَلِي

فأسمعيني جزاكِ الله إحسانا

يا حبذا جبلُ الرَّيَّان من جبل

وحبذا ساكن الريان مَنْ كانا

قالت فَهَلاَّ فدَتْكَ النفس أَحْسنَ مِن

هذا لمن كان صبّ القلبِ حيرانا

يا قومِ أذْنِي لِبْعضِ الحيِّ عاشقة ٌ

والأُذْنُ تَعْشَقُ قبل العَين أَحْيانا

أبو تمام

ومن أبرز شعراء العصر العباسي الأول، أبو تَمّام ولد غي جاسم في حوران عام 188هـ وتوفي عام 231هـ، وهو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، عندما نشأ ارتحل إلى مصر ثم استقدمه المعتصم إلى بغداد بعد أن أعجب بشعره، فقدمه على شعراء عصره وأجازه، وولاه بريد الموصل ولم يتم السنتين فيها حتى توفي. كان أبو تمار أسمر، طويلا، حلو الكلام، فصيحًا، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. يتميز شعره بالقوة والجزالة، وألّفت كتب في المفاضلة بينه والبحتري والمتنبي. يعتبر أبو تمام من أبرز شعراء العصر العباسي الذين ساروا على ركب التجديد في العصر العباسي، فقد زواج في شعره بين معطيات الحضارة القديمة، مع حفاظه على الأطر الجديدة للشعر، فكان مذهبه الشعري يجمع بين العقل والوجدان والزخرفة، مع مراعاة خصائص العربية ومحتوياتها.[٩] ومن شعره:[١٠]

نثرتْ فريدَ مدامعِ لمْ ينظمِ

والدَّمْعُ يَحْمِلُ بَعْضَ ثِقْل المُغْرَمِ

وَصَلَتْ دُمُوعاً بالنَّجيعِ فخَدُّها

في مثل حاشية ِ الرداءِ المعلمِ

وَلِهَتْ فأَظْلَمَ كلُّ شَيءٍ دُونَها

وأنارَ مِنها كلُّ شَيءٍ مَظْلِمِ

وكأنَّ عَبْرَتَها عَشِيَّة وَدَّعَتْ

مهراقة ٌ منْ ماءِ وجهي أو دمي

ضعفتْ جوارحُ مَنْ أذاقتهُ النوى

طَعْمَ الفِراقِ فذَمَّ طَعْمَ العَلْقَمِ

هي ميتة ٌ إلا سلامة َ أهلهِا

مِنْ خَلَّتَيْن: مِنَ الثَّرَى والمَاتَمِ

شعراء العصر العباسي الثاني

يطلق مصطلح العصر العباسي الثاني على الفترة التي تولّى الأتراك الخلافة، وسيطروا في حكمهم على الخلافة العباسية، وكانوا يحكمون تحت اسم الخليفة، ويمتد العصر العباسي الثاني من عام 232هـ حتى عام 334هـ [٢]. برز عدد من الشعراء في هذا العصر، الذين تمثلوا خصائص اللغة العربية، ودقائقها الجمالية في أشعارهم، وأودعوها موسيقى شعرية وذخائرة فكرية غزيرة، وكانوا يجددون في الموضوعات القديمة، ويستحدثون أخرى جديدة، كما نظموا في العديد من الأغراض الشعرية، وفي التاريخ والشعر التعليمي، ومن أبرز شعراء العصر العباسي الثاني: علي بن الجهم، والبحتري، والمتنبي، وابن الرومي، والشريف الرضي، وابن المعتز، وابن زريق البغدادي، والصنوبري.[١١]

وكان من أبرز شعراء العصر العباسي الثاني من شعراء السياسة والمديح والهجاء: شعراء الخلفاء العباسيين: مروان بن أبي الجنوب أبو السمط، وعلي بن يحيى البمنجم، وأبو بكر الصولي. ومنهم شعراء الشيعة: محمد بن صالح العلوي، والحماني العلوي، والمفجع البصري. ومن شعراء الثورات السياسية: محمد بن البعيث، وبكر بن عبد العزيز بن أبي دلف. ومن شعراء الوزراء والولاة: أبو علي البصير، وأحمد بن أبي طاهر، وابن دريد. ومن شعراء الهجاء: الصميري، والحمدوني، وابن بسام.[١٢]

وهناك طوائف من الشعراء كانوا من أبرز شعراء العصر العباسي الثاني في مجالهم، ففي الغزل برز: خالد بن يزيد الكاتب، ومحمد بن داوود الظاهري. وفي اللهو والمجون برز الحسين بن الضحاك، وعبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع. وفي الزهد والتصوف برز الحلاج والشبلي، وفي الطرد والصيد: أبو العباس المناشئ الأكبر، ومن الشعبويين الجحظة والخبزأرزى.[١٢]

المتنبي

من أبرز شعراء العصر العباسي الثاني، وهو أبو الطيّب المتنبي أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي ولد في الكوفة عام 303هـ وتوفي مقتولا أثناء عودته إلى الكوفة عام 354هـ، نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته في حي القبيلة في الكوفة وهو ليس منهم، كانت أفضل الأيام التي عاشها في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب، وقد تميز بكونه أكثر شعراء العربية من اللغة العربي، بل أعظمهم وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها. وصف المتنبي كونه من أبرز شعراء العصر العباسي الثاني بأنه أعجوبة عصره وشعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. يغلب مدح الملوك على أغراضه الشعرية، وقد نظم الشعر صبيًا، منذ كان في التاسعة من عمره. عُرف عنه حدة ذكائه واجتهاده.[١٣]

تميز شعر المتنبي، أبرز شعراء العصر العباسي الثاني، بالاعتزاز بعروبته، والافتخار بنفسه، وكان أفضل شعره في الحكمة ووصف المعارك، وفلسفة الحياة، وكانت صياغة شعره صياغة قوية محكمة. كما كان شاعرًا غزير الإنتاج الشعري، ويبتعد في شعره عن التكلف والصنعة، وكانت العاطفة في شعره صادقة متفجرة، امتلك فيها ناصية اللغة والبيان، ترك المتنبي خلف ديوانًا شعريًا يضم 326 قصيدة، صور فيها حياته والحياة في القرن الرابع الهجري التي شهدت تفكك الدولة العباسية وقيام الدويلات الإسلامية على أنقاضها، قتل المتنبي يعد أن هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة لاذعة، قبيحة الألفاظ، فيها كثير من الطعن في الشرف مطلعها:[١٤]

ما أنصف القوم ضبة

وأمه الطرطبة

رموا برأس أبيه

وباكوا الأم غلبة

فلا بمن مات فخر

ولا بمن نيك رغبة

لما كان المتنبي عائدًا إلى الكوفة، مع ابنه محمد وغلامه مفلح، تعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة الذي هجاه المتنبي، فتقاتل الفريقان، وعندما أراد المتنبي الفرد، ذكره غلامه ببيت له فكان هو الشاعر الذي قتله شعره، وهو:[١٥]

الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني

وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ

الشريف الرضي

وهو أبو الحسن السيد محمد بن الحسين بن موسى ولد في بغداد عام 359هـ وتوفي فيها عام 406هـ، من أبرز شعراء العصر العباسي الثاني، وقد لقّب بالشريف الرضي العلوي الحسيني الموسوي، كان فقيهًا وشاعرًا، وعمل نقيبًا للطالبيين حتى وفاته. كان والده صاحب منزلة عظيمة في الدولة العباسية أشهر شعراء العصر العباسي بقصيدة في كتابه سقط الزند.[١٦]

من أعمال الشريف الرضي، كتاب نهج البلاغة تناول فيه خصائص علم البلاغة، وجمع فيه خطبًا وحكمًا قصارًا، وكتبًا للإمام علي لعماله في شتى أنحاء الأرض. له ديوان شعري تبرز فيه سمات شعره من الجزالة والقوة والعذوبة والنفس البدوي، وله كتب كثيرة منها: "خصائص أمير المؤمنين الإمام علي" وكتاب "مجاز القرآن" و"المجازات النبوية" و"مختار من شعر الصابئ"، وبعض من الرسائل منشورة. ويعدّ الشريف الرضي من فحول الشعراء الذين نظموا في الغزل العذري والاجتماعيات، ومن شعره:[١٧]

يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ

لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ

الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ

وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي

هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ

بَعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيّاكِ

ثُمَّ اِنثَنَينا إِذا ما هَزَّنا طَرَبٌ

عَلى الرِحالِ تَعَلَّلنا بِذِكراكِ

ابن زريق البغدادي

وهو ابن زريق البغدادي أبو الحسن علي أبو عبد الله بن زريق الكاتب البغدادي، توفي عام 420هـ، كان من أبرز شعراء العصر العباسي، رغم أنه كان من شعراء الواحدة، رحل ابن زريق البغدادي من بغداد قاصدًا الأندلس، بحثًا عن سعة في العيش والرزق، وترك خلفه زوجته التي سافر من أجل أن يخلّصها من الفقر الذي يعيشانه، لكن الشاعر يمرض، ويشتد مرضه، ويموت في غربته، تاركًا خلفه أبرز قصائد العصر العباسي "لا تعذليه" التي مطلعها:[١٨]

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ

قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ

مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً

مِن عَذلِهِ فَهوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت "الأدب في العصر العباسي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الأدب في العصر العباسي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  3. شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي: العصر العباسي الأول (الطبعة 16)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 5. بتصرّف.
  4. شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي: العصر العباسي الأول، صفحة 575- 576. بتصرف.
  5. ^ أ ب ت ث ج "أبو نواس"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  6. "ومُستعبِـدٍ إخـوانَهُ بثـرائـِهِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019.
  7. ^ أ ب "بشار بن برد"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  8. "وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019.
  9. "أبو تمام"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  10. "نثرتْ فريدَ مدامعِ لمْ ينظمِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019.
  11. شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي: العصر العباسي الثاني (الطبعة الثانية عشرة)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 5. بتصرّف.
  12. ^ أ ب شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي: العصر العباسي الثاني، صفحة 656- 657. بتصرّف.
  13. "أبو الطيب المتنبي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  14. "ما أنصف القوم ضبة"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019.
  15. "واحر قلباه ممن به شبم"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019.
  16. "الشريف الرضي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  17. "يا ظبية البان ترعى في خمائله"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019.
  18. "لا تعذليه فإن العذل يولعه"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019.