سؤال وجواب

ما-الفرق-بين-العفو-والصفح


العفو والصفح في القرآن والسنة

كان من الإطناب في آياتِ القُرآن الكريم، ذِكرُ الألفاظِ المُتعدِدَةِ؛ وَذَلِكَ للحثِّ على تحقيقِ المقصودِ مِن هذا الأمرِِ الذي تَعدَدت ألفاظُهُ، وَمِنْ ذَلِكَ الجَمعُ بين العفو والصفح، فَقَدْ جَمَعَ القُرآنُ بينَ هَذينِ اللفظينِ في عِدَةِ مواضعَ، حيثُ قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}،[١] وقال تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الُْمحْسِنِينَ}،[٢] وقال:{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِه}،[٣] كما وجاءت عِدَةُ آياتٍ تَجمَعُ العفو والصفح، وتُضيف لهما مُصطلحاتٍ أخرى، وَمِنها المَغفِرَةُ، والإَصلاحُ، والإحسان، وكظمُ الغيظِ، وجاءَ ذِكرُ الصفحِ مُنفردًا في القرآن الكريم، حيثُ قال تعالى: {وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتية فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}،[٤] وغيرها من الآياتِ التي تحملُ في مضمونها الغفران، والتجاوز عن السيئَةِ، وقد بينَ أهلُ العلمِ الفرق بين العفو والصفح، وفيما يأتي بيان ذلك.[٥]

ما الفرق بين العفو والصفح

ولِبيانِ الفرق بين العفو والصفح لا بُدَّ مِنَ التَعريفِ بِهما، فَيُعرَفُ العفو بأنَّهُ التجاوزُ عَنِ الإساءَةِ، وَعَدم ِالانتقام وَمُعاقَبةِ صَاحِبِ الذَنبِ، أمّا الصفحُ فيُعرفُ بأنَّهُ ترك العتاب والتأنيب، وتركُ لومِ المُذنبِ، والعفو والصفح، أمرٌ من الله تعالى، وَلهُ مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلامِ،[٦] حيثُ قال: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،[٣] فمع التقارب بين اللفظينِ إلا أنَّ هناكَ فرقًا بينهما، والفرق بين العفو والصفح هو أنَّ الصفح أبلغ وأوسع مِنَ العفو، فَالعفو هو التجاوُزُ في الظاهِرِ، وإسقاطُ اللومِ الظاهِرِ، وَتركُ الباطنِ، أمّا الصفح فهو التجاوزُ عن الذنبِ كُلهِ، وكأنَّه لم يوجد من أساسِهِ، ولهذا أمَرَ الله نبيهُ بالصفحِ الجَميلِ، وهو الذي لا يَحمِلُ معهُ، عتابًا، ولا لومًا، [٥] والعفو هو عدم المعاتبة، ولا المؤاخذة، مع إمكانيةِ بقاءِ أثرٍ في النفسِ، والصفح، هو التجاوزُ عَنِ الذنبِ كُلِهِ، وَعدم بقاءِ شيء من أثرهِ في النفسِ.[٧]

فوائد العفو والصفح

يُعَدُ العفو والصفح خلقٌ عظيمٌ، وهو من صفاتِ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ومن صفاتِ التسامح بينَ أفرادِ المجتمع.

المراجع[+]

  1. سورة النور، آية: 22.
  2. سورة المائدة، آية: 13.
  3. ^ أ ب سورة البقرة، آية: 109.
  4. سورة الحجر، آية: 85.
  5. ^ أ ب "الفرق بين العفو والصفح"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "العفو والصفح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
  7. "الفرق بين العفو والصفح"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2588، حديث صحيح.
  9. سورة التغابن، آية: 14.
  10. سورة الشورى، آية: 40.