سؤال وجواب

ما-هي-عناصر-القصة


فن القصة

الفنّ القصصي هو فنٌ أدبيّ يقوم على السرد، حيث يلتقط الكاتب موقفًا حياتيًا واقعيًا ويبني عليه قصته، فالقصة جنسٌ أدبيّ يأتي تلخيصًا لحادثة فيها العِبرة والتّشويق، وما يميّز القصة هو سهولة اللفظ وسلاسة التعبير، بالإضافة لارتباطها بزمان ومكانٍ محدّدٍ مع تجلي تقاليدهما في القصة، وهذا ما يميز القصة عن الرواية، فالرواية أطول من القصة، بالإضافة إلى أنها تتناول العديد من الأحداث والشخصيات التي تتسم بالتعقيد في بعض الأحيان، وتبحث الرواية قضايا اجتماعية مهمة، وهناك بعض النقاد من قال بأن القصة تعد تمهيدًا للرواية، المقامات، أما الوجهة الثانية التي بدت هي القصص الفكاهي وهذا كان في قصص التبكيت والتنكيت لكاتبها عبد الله نديم، وهذان النوعان يدخلان في سياق القصة القصيرة.

مرحلة الترجمة

هذه المرحلة قامت على استِقاء المواضيع من الآداب الآخرى كالهندي والفرنسي وغيره، ولكن هناك من أخذ المواضيع وشكلها الخارجي وتصرف بجوهرها وأفكارها، كي تليق بمجتمعه وعاداته وتقاليده وهذا يُلاحظ عند المنفلوطي مؤلف كتاب الفضيلة والعبرات وروميو وجولييت، ويُوجد أيضًا حافظ ابراهيم الذي ترجم "البؤساء" لفيكتور هيجوا، وفي المقابل ظهر قسمٌ من الأدباء نحى منحى الترجمة الحرفية للقصة، ولم يغير شيئًا من المضمون، وهذا اشتُهر به كتاب لبنان لعلمهم باللغة المترجَم عنها وهي الفرنسية.

مرحلة التأليف

في هذه المرحلة كانت قد بدأت بذرة تأليف القصص تتفتّق عند بعض الأدباء، فتظهر في قصصهم طريقة البناء التي تقوم عليها القصص الغربية من سرد وحوار وأحداث وشخصيات، وسيشرح المقال ماهي عناصر القصة التي قامت عليها، وممن برز في دور التأليف محمود تيمور، وتعد قصة زينب لمحمد حسين وسارة للعقاد بداية لفن الرواية، وظهرت في هذي المرحلة قصص توفيق الحكيم، وسيتم المقال بالشرح عن ما هي عناصر القصة.

ما هي عناصر القصة

القصّة وبناؤها فنٌ يجب أن يجد فيه القارئ الإثارة والتشويق ليتابعه، وقد قال روبرت لويس ستيفنسون: أنَّه لكتابة القصة يتبع المؤلف عدة الطرق، من هذه الطرق أن يلتقط المؤلف حدثًا واقعيًا ومن ثم يجعل الشخصيات ملائمة لهذا الحدث، أو أن يختار الشخصيات ومن ثم يبني الحبكة والحدث على أساس هذه الشخصيات، أو أن يخلق جوًا معينًا ليجعل الشخصيات والحبكة تعبِّر عنه، وفي كل هذا عليه أن يعتمد على عناصر، وسيرد فيما يأتي ما هي عناصر القصة:[٣]

  • الشخصيات: وسينتبه الكاتب في شخصيات قصته إلى أمورٍ عديدة، من بعد نفسي واجتماعي وجسدي، ففي البعد النفسي يُظهر الحالات النفسية التي تراود شخصياته من غضب ورضى سعادة وحزن قناعة أو طمع، أما البعد الاجتماعي فسيوضح الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها، من فقر أو غني ونوع عمله بالإضافة لجنسيته ودينه ومستوى ثقافته وعلمه، وأخيرًا سيكون الاهتمام بالجانب الجسدي من قوة أو ضعف، من لون البشرة والعينين وبناء جسده من بدانة أو نحافة.
  • البيئة:في تتمة الحديث عن: ما هي عناصر القصة، ستكون البيئة هي العناصر الثاني، ويُقصد بالبيئة الزمانية والمكانية وهو الوسط الذي تجري فيه أحداث القصة، وما تحكم شخصياته من عادات وتقاليد سائدة في هذا البيئة.
  • الحدث: وهي الأفعال التي تتضافر بشكل سببي، لتوضح الفكرة والمغزى الذي يريده الكاتب، وتظهر قوة هذا الحدث وواقعيته عندما يستطيع المتابع الإجابة عن الأسئلة الأربعة، لماذا وكيف ومتى وأين؟، وقد تكون الأحداث على شكل راوٍ يسرد هذه الأحداث بصيغة "الأنا"، وقد تكون الأحداث بعيدة عن هذا النمط، لتكون على شكل حوار بين الشخصيات يحكمها زمانٌ ومكانٌ محدد، وتتدافع لتصل إلى الحبكة التي سيتحدث عنها المقال بالإجابة عن سؤال: ما هي أنواع القصة.
  • الحبكة أو العقدة: وهي مجموعة الأحداث التي تتضافر لتشكل الحبكة، وبقدر ما يستطيع القارئ فهم الحبكة وتميز الصراع الذي يجدث فيها أهو داخلي أم خارجي تكون ناجحة، وبقدر ما تكون الأحداث فيها مقنعة وغير مفتعلة، بالإضافة لتماسكها وتسلسل أحداثها على نسق تاريخي أو نفسي تكون قد حققت المعيار المطلوب منها وهو وحدتها.
  • المغزى: وهو الخلاصة والعظة التي يريد الكاتب إصالها للقارئ، لذلك يفضل قراءة القصة عدة مرات، والابتعاد عن القرارات المسبقة المتعلقة بهدف القصة، والتركيز على أحداث القصة جيدًا مع ربطها بالشخصيات وما يميز تلك الشخصيات، لأن جميع عناصر القصة تصب من أجل أخذ العظة والعبرة منها، وبهذا العنصر يُنهي المقال الحديث عن ما هي عناصر القصة.

رواد القصة ومؤلفاتهم

بعد أن استفاض المقال بالحديث عن: ما هي عناصر القصة، سيُلفت نظر القارئ لأهمية القصة في بناء النفوس والتأثير على الناشئة، بالسلب أو الإيجاب، فللقصة دورها الذي لا يخفى على أحد في بناء القيم والعادات أو هدمها، ولها القدرة أيضًا على جذب النفوس والحواس للنقطة التي يريد الكاتب أن يغرسها في البشرية، فقد قال السيد قطب: ما لا شك فيه أن للقصص طريقته الخاصة في عرض الحقائق وإدخالها إلى القلوب في صورة حية عميقة الإيقاع بتمثيل هذه الحقائق في صورتها الواقعية، وهي تجري في الحياة البشرية، وهذا أوقع في النفس من مجرد عرض الحقائق عرضا تجريديا، ولقد انتبه الكثير من الكتَّاب والأدباء لهذه الناحية فالتفتوا للتأليف في هذا المجال.[٤]

وفي بداية العشرينات من القرن العشرين ازدهرت القصة العربية ازدهارًا واسعًا، ومن أبرز روادها حافظ ابراهيم وقد ألف "ليالي سطيح" وناصيف يازجي وقد ألف "مجمع البحرين"، وقد بزغ نجم العديد من الكتاب في الأقطار العربية، في سورية بزغ نجم عبد السلام العجيلي وزكريا تامر وغادة السمان، وفي مصر برَعَ يوسف إدريس حتى قيل عنه أبرع من كتب في القصة والروايات المصرية ويحيى حقي، وقد ازدهرت القصة في سورية ومصر ازدهارًا ملفتًا، وفي لبنان اشتهر توفيق يوسف عواد الذي يعد رائدًا لفن القصة، وفي الأردن سطع الكاتب محمد صبحي أبو غنيمة في قصصه "أغاني الليل"، وتعد هذه المجموعة قصصًا اجتماعية ذات طابع أخلاقي ووعظي، وتضم أيضاً خواطر متقدمة عن فن الأدب.[١]

القصة في القرآن الكريم

في الإجابة عن سؤال: ما هي عناصر القصة، لا بد من الإشارة إلى استخدام القصة في القرآن الكريم، فلم يترك بابًا إلا وطرقه في سبيل إيصال الدعوة ونشر الإسلام، ومن هذه الأساليب كان أسلوب القصة، لما له من أثر معروف في الوعظ والاعتبار فقد قال تعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}،[٥] وللقصة في القرآن الكريم ثلاثة أنواع وهي:[٦]

  • قصص الأنبياء ودعوتهم لقومهم، وذكر المعجزات التي أيدهم الله بها، بالإضافة لقصص عناد أقوامهم وكفرهم والعقاب الذي حلَّ بهم نتيجةً لكفرهم، كقصة ابراهيم ونوح ويونس وغيرهم من الأنبياء.
  • القصص التي حدثت قبل زمن النبي بكثير، في الأزمان الغابرة التي لا علم لأحدٍ بها، ومن أمثال هذي القصص قصة طالوت وجالوت وقصة أصحاب السبت وغيرهم.
  • ذكر الحوادث والقصص التي حصلت على زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كقصة غزوة بدر والإسراء والمعراج وغزوة حنين وغيرها من القصص، والقرآن الكريم لا يخرج عن هذا السياق في القصص.
ومن أمثلة هذه القصص قصة طالوت وجالوت التي حدثت في بداية البشر بعد نزول أدم -عليه السلام-0 إلى الأرض فقد قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}،[٧]، وبهذا ينتهي مقال: ما هي عناصر القصة.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "المحاضرة الثالثة عشرة / القصة ظهورها واهم اعلامها"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-5. بتصرّف.
  2. "أطوار القصة القصيرة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-05. بتصرّف.
  3. "قصة (أدب)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-05. بتصرّف.
  4. "الداعية والقصة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-05. بتصرّف.
  5. سورة الأعراف، آية: 176.
  6. "القصة في القرآن الكريم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-05. بتصرّف.
  7. سورة المائدة، آية: 27-28-29-30-31.