أسباب-رائحة-الفم-الكريهة-من-المعدة

رائحة الفم الكريهة

تشكِّل رائحة الفم الكريهة سببَ إزعاجٍ وقلق لدى الكثيرين، حيثُ تؤثر على ما يقارب 25 بالمائة من النَّاس، أي ما يعادل شخص واحد من كل أربعة أشخاص، هنالك العديد من الأسباب المحتملة لرائحة الفم الكريهة، ولكن أغلبها تنحصر في نظافة الفم والأسنان، والتي يمكن السيطرة عليها من خلال العلاجات المنزلية البسيطة أو إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة؛ كالإقلاع عن التدخين، وتحسين نظافة الأسنان في هذا المقال سيتم تناول موضوع أسباب رائحة الفم الكريهة من المعدة بشكلٍ مفصَّل، وأيًّا كان السبب وراء هذهِ الرائحة فمن المهم الإشارة إلى سهولة التخلِّص منها عن طريق العلاجات المتاحة، ولكن في حال استمرار مشكلة رائحة الفم، فمن المستحسن زيارة الطبيب للتحقق من الأسباب التي أدت إلى استمرارها^[١].

رائحة الفم الكريهة من المعدة

قد تكون رائحة النفس غير العادية والكريهة جرَّاء الأصابة ببعض الأمراض كأمراض الكلى، السكري وبعض أمراض المعدة، وهذا ما سيتناوله المقال بالتفصيل، فالإصابة باضطراب الإرتجاع المعدي المريئي أحد الأسباب الشائعة نسبيًا لرائحة النفس الكريهة^[٢]، والتي تعرف بأنَّها التدفق العكسي الذي يحدث لمحتويات المعدة، يُعرف أيضًا بالإرتجاع الحمضي المزمن، حيثُ يتم الإرتجاع للطعام غير المهضوم، الصراء المتقيحة وأحماض المعدة إلى المريء، وهذا من شأنهِ أن يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة، من المهم الإشارة إلى أنَّ ارتجاع محتويات المعدة قد يلحق الشعور بحرقة المعدة بالإضافة إلى الطعم المر أو الحامض في الفم ولعلَّ ما هو أسوء من ذلك هو رائحة الفم الكريهة الناتجة عن الأعراض السابقة، ولكن على سوء ذلك يمكن التحكم بهذهِ الرائحة عن طريق إدارة حالة لأمراض المعدة، وبحيث أنَّ الفم هو موطن ومستقر لأكثر من 600 نوع مختلف من أنواع البكتيريا التي قد تكون نافعة أو ضارة، وتسبِّب المرض، من جهةٍ أخرى ثبتَّ مؤخرًا أنَّ البكتيريا من نوع Helicobacter pylori هي المسبب الأول لقرحة المعدة، كما يعزى لها السبب في الإصابة بنسبة كبيرة من سرطانات المعدة^[٤].

كما اكتشف الدكتور ناو سوزوكي من كلية فوكوكا لطب الأسنان في فوكوكا باليابان بأنَّ البكتيريا الحلزونية قد تعيش في الفم أيضًا ولكن بقي السؤال هل يمكن لهذا النوع من البكتيريا أن يتسبب برائحة الفم الكريهة ؟ وعليه قام فريقه اخضاع المرضى الذين يعانون من مشكلة رائحة الفم من اختبار وجود بكتيريا H. pylori في أفواههم، وأظهرت النتائج وجود هذا النوع من البكتيريا في أفواع 21 شخص من أصل 326 يابانيّ يعاني من رائحة الفم الكريهة، أي ما يعادل نسبة 6.4% من هؤلاء الأشخاص، من جهةٍ أخرى وبالنسبة للذين يعانون من أمراض اللثة - التي تعتبر من مسببات رائحة الفم الكريهة التي لا يمكن التغافل عنها - كان هناك 16 من أصل 102 شخص لديهم بكتيريا في أفواههم أي ما يعاجل نسبة 15.7%^[٤].

وكما قال الدكتور سوزوكي، تُعد مشكلة رائحة الفم الكريهة من المشاكل الشائعة عند البشر والتي قد تتسبب فيها بشكلٍ كبير ومؤثر؛ التهابات اللثة، حطام اللسان، سوء نظافة الفم، حشوات الأسنان التي تكون بحالة سيئة من التجهيز، وغيرها من الأسباب التي تنتج البكتيريا المسببة مركبات متطايرة ذات رائحة كريهة، والتي تشتمل على؛ كبريتيد الهيدروجين وميثيل مركابتان وكبريتيد ثنائي ميثيل، ويكون دور الأطباء في مثل الحالات السابقة بقياس مستويات هذهِ المركبات لتحديد وتشخيص المشكلة^[٤].

علاج رائحة الفم الكريهة من المعدة

يتمحور علاج رائحة الفم الكريهة الصادرة من المعدة بعدة طرق أحدها إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة، الأدوية والجراحة، وفي حالاتٍ كثيرة تكون الإستجابة المثلى للمريض باتخاذ طريقين من طرق العلاج كتطبيق تغييرات في نمط حياته وتناول الأدوية، وقد لا يجد بعض المرضى الراحة المرضية جرَّاء اتباع هذهِ الأساليب ويضطرون للخضوع للعملية الجراحية التي قد تكون بديلًا عن تناول الأدوية لدى بعض المرضى وذلك لتجنُّب تناول الأدوية لفترات طويلة من عمرهم^[٥]، فيما يلي طرق علاج مرض الإرتجاع المريئي من خلال التغييرات على نمط الحياة والأدوية:^[٣]

التغييرات على نمط الحياة والنظام الغذائي

تعد التغييرات الغذائية ونمط الحياة هي الخطوة الأولى في علاج الارتجاع المعدي المريئي. بعض الأطعمة تجعل الارتجاع أسوأ. تشمل الاقتراحات للمساعدة في تخفيف الأعراض ما يلي؛ الإقلاع عن التدخين، وذلك لأنَّ التدخين وحده أحد مسببات رائحة الفم الكريهة، من جهةٍ أخرى فإنَّ منتجات النيكوتين تساهم في التسبُّب بارتخاء العضلة العاصرة المريئية السفلى، وهذا يؤدي إلى ارتجاع الحمض إلى المريء، ويجدر بالذكر أنَّ الإقلاع عن التدخين يجنّبُ المريض تعريض نفسه لخطر الإصابة بسرطان الفم، الحلق، المريء، المعدة، البنكرياس، الكبد والقولون، الذي يُكون التدخين أحد أكبر عوامل خطر الإصابة به, فيما يلي بعض التعديلات التي يمكن بتطبيقها تجنُّب أعراض الإرتجاع المريئي ومنه رائحة الفم الكريهة:^[٣]

• الإنتظار ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل للإستلقاء بعد تناول الطعام.
• تناول وجبات صغيرة طول اليوم بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة.
• الوصول إلى الوزن الصحي المناسب لقياسات جسم المريض والمحافظة عليه، رغبةً بتقليل الضغط على العضلة العاصرة المريئية السفلى.
• استخدام العلكة، لانعاش التنفس وتقليل الإرتجاع.

الأدوية

أما الطريقة الثانية فتتمحور حول استخدام العلاجات الدوائية التي تعالج حالة الإرتجاع المريئي المعدي ويتم الإستعانة بهذهِ الطريقة في حال عدم نجاح الطريقة الأولى المتمثلة بإحداث التغييرات على نمط الحياة والنظام الغذائي، يتم وصف الدواء للمريض من ضمن فئتين من الأدوية التي يقلل أحدها من مستوى الحمض في المعدة والآخر يعمل على زيادة مستوى الحركة أو ما يعرف بالإنقباضات في الجهاز الهضمي العلوي، فيما يلي تفصيلًا لهذهِ الأدوية:^[٥]

• مضادات الحموضة؛ من المهم الإِشارة إلى أنَّ أدوية مضادات الحموضة لا تستلزم وصفة طبية، وتعتبر الأدوية الأفضل لعلاج الأعراض المتقطعة والمتكررة للإرتجاع، ولكن في حال تناولها بشكلٍ متكرر قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، حيثُ تخرج من المعدة بسرعة بالغة، مع زيادة إنتاج الأحماض فيها مما يزيد الأمر سوءً بالنسبة للمريض.
• حاصرات الهيستامين؛ وهي الأدوية التي تساهم في تقليل عملية الإفراز للحمض، كما أنّها تشفي حالة تآكل المريء بنسبة تقارب 50% من المرضى.
• مثبطات مضخة البروتون؛ وهي الأدوية التي تمنع عملية إنتاج الحمض بمساراته الثلاث، ومن الجدير بالذكر أنّها تقوم بهذهِ الوظيفة بفعالية أكبر من حاصرات الهيستامين، كما أنَّها تشفي من التهاب المريء التآكلي لدى العديد من المرضى حتى وإن كانوا ممن يعانون من تلف المريء الشديد.
• عوامل حركية؛ وهي الأدوية التي تعمل على تعزيز نشاط الغسول الخاص بالفم الخالي من الكحول قبل النوم.
• في حال كان الشخص يعاني من حالة جفاف الفم، يُنصح بشرب كمية وافرة من السوائل على مدار اليوم، بالإضافة إلى استخدام عوامل الترطيب التي لا يستلزم شراؤها وصفة طبية، كرذاذ الفم الجاف أو جل ترطيب الفم الجاف.
• زيارة طبيب الأسنان بشكلٍ دوريّ، حيثُ غالبًا ما تكون مشاكل الفم والأسنان المسؤولة عن معظم حالات رائحة الفم الكريهة.

المراجع[+]

1. ↑ "Everything you need to know about bad breath", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-05-2020. Edited.
2. ↑ "Bad Breath (Halitosis)", www.healthline.com, Retrieved 12-05-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت} "Acid Reflux and Bad Breath", www.healthline.com, Retrieved 12-05-2020. Edited.
4. ^ ^{أ ب ت} "Stomach Ulcer Bug Causes Bad Breat", www.sciencedaily.com, Retrieved 12-05-2020. Edited.
5. ^ ^{أ ب} "Gastroesophageal Reflux Disease (GERD) Treatment", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 12-05-2020. Edited.
6. ↑ "What You Can Do About Bad Breath", www.webmd.com, Retrieved 12-05-2020. Edited.
7. ↑ "Bad breath: What causes it and what to do about it", www.health.harvard.edu, Retrieved 12-05-2020.