مراحل-النمو-عند-فرويد
محتويات
فرويد
وُلد سيجموند فرويد في عام 1856 من أبويْن يهوديّين، وكان أبوه تاجر صوف غير ناجح، وكانت والدته هي الزوجة الثانية في العشرين من عمرها، وقد أنجبت أمه ستة أطفال وكان هو الأكبر، والتحق فرويد بمدرسة الطبّ عندما بلغ السابعة عشرة من عمره، وقد اهتم فرويد اهتمامًا خاصًا بالأبحاث الفسيولوجية والتشريحية المتعلقة بالجهاز العصبي وقام بعدة أبحاث في تشريح الجهاز العصبي وفي عام 1881 حصل على الدكتوراه في الطب، ونجح في إيجاد علاج للهستيريا واستخدم التنويم المغناطيسي في علاجه، ومن أهمّ كتب فرويد كتاب تفسير الأحلام، وقدّم فرويد في نظريته مراحل لنمو الإنسان واهتمّ العلماء إلى الوقت الحالي في مراحل النمو لدى فرويد.[١]
نظرية التحليل النفسي
استغرق تطوير نظرية التحليل النفسي مدّة تزيد عن خمسين عامًا، وبدأت مرحلة الإعداد للنظرية بالدراسات الطبية والفلسفية والعمل مع المشتغلين في العلاج النفسي، واكتشف فرويد في المرحلة الأولى أهمية التنفيس الانفعالي كبديل للتنويم المغناطيسي، ثمّ في المرحلة التالية وصل فرويد إلى قناعة تامة بالنظرية الجنسية الطفولية وتم تحديد مراحل الطفولة لدى فرويد، ثم في المرحلة الثالثة مرحلة اشتغاله في تفسير الأحلام وتوصل إلى أهمية الوظيفة الديناميكية للأحلام المتمثلة في التنفيس الانفعالي، ويكون في الأحلام تعبير عن الخبرات المؤلمة التي استبعدت إلى حيز اللاشعور في المرحلة الأخيرة توصل إلى البناء النهائي للشخصية المكون من الهو والأنا والأنا العليا، وأكّد أهمية اللاشعور ووجه نموذجه عن الشعور واللاشعور.[٢]
مراحل النمو عند فرويد
مراحل النمو عند فرويد -وتسمّى أيضًا مراحل تكون الشخصية-، يبدأ فرويد بالتحدّث عن نمو الانسان منذ الولادة حتّى سن الثامنة عشرة وسمّى كل نظرية حسب اهتمامات كل مرحلة، وتكون مراحل النمو عند فرويد كالآتي:[٣]
المرحلة الفمية
إن المرحلة الأولى من مراحل النمو عند فرويد تكون تنتهي تقريبًا بنهاية السنة الأولى، إنّ مص صدر الأم في هذه المرحلة يعدّ مصدرًا للإشباع؛ فهو يشبع حاجته للطعام والمتعة، وإن الآمهات اللواتي يحرمن أطفالهن من الإشباع أو يبالغن في إشباعهم، يجعلن هؤلاء الأطفال يتثبتون في هذه المرحلة بما يمنعهم من النضج والوصول إلى مرحلة النمو اللاحقة، ويبقى لديه الميل في البحث عن إشباع منطقة الفم، ويفسر فرويد استخدام الدخان على أنّه ثبات عند المرحلة الفمية.
المرحلة الشرجية
تمتد هذه المرحلة من عمر سنة إلى ثلاث سنوات وتصبح المنطقة الشرجية العنصر الأهم، فيختبر الطفل أول معاملة جدية مع الوالدين بالتدريب على ضبط الإخراج، وإن الوسائل المتبعة مع الطفل في هذه المرحلة تؤثّر بشكل كبير في شخصيته، فالصراعات خلال هذه المرحبة تقود إلى الممارسة العكسية أو المبالغة في النظافة ويؤكد فرويد على أهمية هذه المرحلة، فهو يوصي بأن يترك الأهل طفلهم يرتكب الأخطاء ويشعر أنه محبوب ومقبول بالرغم من ارتكاب الأخطاء.
المرحلة القضيبية
في المرحلة القضيبية من مراحل النمو عند فرويد يصبح النشاط الجنسي أكثر شدة وتصبح منطقة الأعضاء الجنسية هي أساس النشاط، ويستمتع الطفل باللعب بأعضاء جسمه المختلفة، ويعتقد فرويد بأن الصراع الرئيس هنا حول الرغبات الجنسية اللاشعورية المحرمة التي يطورها الطفل نحو الأب والأم، ولأن هذه المشاعر محرمة تكبت إلا أن لها دورًا مهمًا في التطور الجنسي الللاحق، ويبدأ الضمير بالتطور ويتعلم الطفل المعايير الأخلاقية في هذه المرحلة، وإن التلقين الوالدي الجامد يقود إلى تكوين ضمير طفلي وهو عبارة عن خوف شديد وليس ضميرًا حقيقيًّا.
مرحلة الكمون
تبدأ في سن الست سنوات حتّى سن الثانية عشر فبعد اجتياز الفرد لمشاكل المرحلة القضيبية والضغوطات المتجمعة من المرحلتين الفمية والشرجية يستمتع الفرد بفترة من الراحة النسبية والهدوء، وتبدأ التنشئة الاجتماعية خارج الأسرة أي بالمدرسة والعلاقات الخارجية مع الآخرين، وتستمرّ حتّى فترة البلوغ وفي هذه المرحلة يتسامى الفرد ويتجه في أنشطته إلى الأنشطة المدرسية بدل الدافع الجنسيّ، ويطور الهوايات والألعاب الرياضية والصداقات من الجنس نفسه.
المرحلة التناسلية
وتكون هذه المرحلة من مراحل النمو عند فرويد في سن الثانية عشر إلى الثامنة عشرة يتحرك الشباب نحو المرحلة الجنسية مرة أخرى ويطور المراهق اهتمامات غرامية وجنسية نحو الجنس الآخر، وممارسة بعض مسؤوليات الكبار، ويتحرر في هذه المرحلة من سطلة الوالدين، ويكون الهدف الرئيس الوصولَ إلى النضج.
وسائل وميكانيزمات الدفاع
تحتلّ الوسائل الدفاعيّة مكانة مهمّة في حياة الإنسان اليومية، وتساعد الفرد في التكيّف مع القلق، وقد كان لكل مرحلة من مراحل النمو عند فرويد وسائل خاصة بها تكون طبيعيّة في تلك المرحلة، ولكن إن تمّ استخدامها في مرحلة أخرى وبطريقة مستمرة وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من الشخصية فإنه سيتكون اضطراب في الشخصية، ومن وسائل الدفاع الكبت، وهي أهمّ الوسائل الدفاعية التي يستخدمها الفرد لإبعاد أي خبرة مهددة، وأيضًا يُشاع استخدام وسيلة أخرى وهي الإنكار، وتكون بإنكار الواقع، والحقيقة فينكر الشخص وقوع حادثة ما؛ لأنّ الاعتراف بها يؤدي للشعور بالألم، وقد ذكر فرويد آليات دفاع أخرى مثل الإسقاط والإزاحة ورد الفعل المعاكس والتسامي والنكوص والتقمص.[٤]
العلاج عند فرويد
ركّز فرويد في العلاج على استراتيجية التّداعي الحر؛ فهي تلعب دورًا كبيرًا في عمليّة العلاج، وتكون عبارة عن إخراج الرغبات المكبوتة من أفكار ومشاعر وتخيّلات ومن صراعات لاشعوريّة، فيخرجها من اللاشعور إلى الشعور، ويستلقي المسترشد على كرسي استرخاء في هذه العملية، ويجلس المعالج التحليلي خلفه ويستمع إليه، ونتائج هذه العملية الاستبصار والوعي بأصل المشكلة، ومعرفة في أيّ مرحلة تكونت من مراحل النمو عند فرويد، ويعدّ تحليل الأحلام عند فرويد وسيلة مهمّة في كشف اللاشعور، فيهتمّ المرشد التحليلي في تفسير الحلم من محتوى كامن ومحتوى ظاهر.[٥]المراجع[+]
- ↑ سامي علي، عبد السلام القفاش (2000)، الموجز في التحليل النفسي، مصر: مكتبة الأسرة، صفحة 9،15. بتصرّف.
- ↑ أحمد أبوسعد، أحمد عربيات (2012)، نظريات الإرشاد النفسي والتربوي، عمان-الأردن: دار المسيرة ، صفحة 26،27،28. بتصرّف.
- ↑ محمد مشاقبة (2008)، مبادئ الإرشاد النفسي ، عمان-الأردن: دار المناهج ، صفحة 106،107،108،109،111،112. بتصرّف.
- ↑ محمد مشاقبة (2008)، مبادئ الإرشاد النفسي، عمان-الأردن: دار المناهج، صفحة 113،114،115،116. بتصرّف.
- ↑ محمد مشابقة (2008)، مبادئ الإرشاد النفسي، عمان-الأردن: دار المناهج، صفحة 120،123. بتصرّف.