سؤال وجواب

أبيات-شعر-عن-المعلم


المعلم

إذا أراد المرء أن يضع تعريفًا لكلمة المعلم فإنّه لا يعدو أن يقول إنّه صاحب أرفع مهنة في الوجود وهي مهنة التعليم والتدريس وبناء النشء الجديد، فهو رجل قد توصّل إلى كمّ من المعلومات يحاول أن يوصلها إلى الآخرين بطرائق مناسبة لفئاتهم العمرية، وعلى الذي يريد أن يكون معلّمًا أن يحصل على مؤهّلات تخوّله لمهنة التّدريس؛ كالشهادات الجامعيّة أو متابعة الدراسة فيما بعد الجامعة، أو ربّما تعلّم علوم معيّنة للوصول إلى هذه المهنة المعروف عنها أنّها في تطوّر مستمرّ من ناحية طرق التدريس والتعليم، وقد أسهب الشعراء في التّغنّي بالمعلم وأفضاله على التلاميذ، وسيقف المقال هذا مع أبيات شعر عن المعلم.[١]

أبيات شعر عن المعلم

قبل الوقوف على أبيات شعر عن المعلم فإنّه ينبغي الوقوف قليلًا مع مهنة التعليم أو التدريس التي يُطلَق عليها عادة عمليّة تيسير التعليم، وهي عمليّة يكتسب التلاميذ من خلالها الكثير من المعارف والعادات والمبادئ والمهارات والمعتقدات، والتعليم له أشكال مختلفة تختلف باختلاف الدول التي يدور فيها التعليم، ففي بعض الدول تقوم بعض الدروس من خلال قراءة قصص أو روايات ويتناقش الأستاذ مع التلاميذ في محتواها، وفي بعض الدول يستطيع التلاميذ الاستغناء عن المعلم من خلال اعتمادهم على تقنيات متطورة في التعليم، وكذلك قد يكون التعليم شاملًا لأمور أخرى لا تخطر ببال الذي يسمع كلمة تعليم فيذهب إلى معناها التقليدي، ومن ذلك أنّ التعليم قد يشمل التدريب والبحث العلمي الموجّه الذي يكون عادة في مراحله المبكّرة تحت إشراف المعلّم، ويمكن القول باختصار إنّ أيّ عمليّة يمكن أن تترك أثرًا في نفس المتلقّي وتكوينه وطريقة تفكيره هي عملية تعليمية،[٢] وإنّ المعلم يحظى بتقدير كبير في المجتمعات عامة، وقد قال كثير من الشعراء أشعارًا كثيرة في مديحه، ومن هؤلاء:

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا

كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي

يبني وينشئُ أنفـسًا وعقولا

سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ

علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى

أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماته

وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا

وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ، تـارةً

صدئ الحديدِ، وتارةً مصقولا

أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشدًا

وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا

وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّدًا

فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا

علَّمْـتَ يونانًا ومصر فزالـتا

عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا

واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ

في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا

من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ

ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا

يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه

بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا

ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم

واستعذبوا فيها العذاب وبيلا

في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّدًا

بالفردِ، مخزومًا بـه، مغلولا

صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ

من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا

سقراط أعطى الكـأس وهي منيّةٌ

شفتي مُحِبٍّ يشتهي التقبيـلا

عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غباوة

فأبى وآثَرَ أن يَمُوتَ نبيـلا

إنَّ الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ

ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا

إنَّ الذي خلـقَ الحقيقـةَ علقمًا

لم يُخـلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا

ولربّما قتلَ الغـرامُ رجالَـها

قُتِلَ الغرامُ، كم استباحَ قتيلا

الجهـلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـةٌ

كيفَ الحياةُ على يدَي عزريلا

واللـهِ لـولا ألسـنٌ وقرائـحٌ

دارتْ على فطنِ الشبابِ شمـولا

وتعهّـدتْ من أربعيـن نفوسـهم

تغزو القنـوط وتغـرسُ التأميلا

عرفتْ مواضعَ جدبـهم فتتابعـتْ

كالعيـنِ فَيْضَـًا والغمامِ مسيلا

تُسدي الجميلَ إلى البلادِ وتستحي

من أن تُكافـأَ بالثنـاءِ جميـلا

ما كـانَ دنلـوبٌ ولا تعليمـُه

عند الشدائـدِ يُغنيـانِ فتيـلا

ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمـى

تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كُهـولا

فهوَ الـذي يبني الطبـاعَ قـويمةً

وهوَ الذي يبني النفوسَ عُـدولا

ويقيم منطقَ كلّ أعـوج منطـقٍ

ويريه رأيًا في الأمـورِ أصيـلا

وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلًا مشى

روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا

وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ

جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولا

وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى

ومن الغرورِ فسَمِّهِ التضـليلا

وإذا أصيـبَ القومُ في أخلاقِـهمْ

فأقـمْ عليهـم مأتمًا وعـويلا

إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم

من بين أعباءِ الرجـالِ ثقيـلا

وجدَ المساعـدَ غيرُكم وحُرِمتـمُ

في مصرَ عونَ الأمهاتِ جليـلا

وإذا النسـاءُ نشـأنَ في أُمّـيَّةٍ

رضـعَ الرجالُ جهالةً وخمولا

ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من

هـمِّ الحـياةِ، وخلّفاهُ ذليـلا

فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـة منهما

وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا

إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ

أمًّا تخلّـتْ أو أبًا مشغـولا

مصـرٌ إذا ما راجعـتْ أيّامـها

لم تلقَ للسبتِ العظيمِ مثيـلا

البرلـمانُ غـدًا يـمدّ رواقَـهُ

ظلًا على الوادي السعيدِ ظليلا

نرجو إذا التعليم حرَّكَ شجـوَهُ

إلاّ يكون َ على البـلاد بخيـلا

قل للشبابِ اليومَ بُورِكَ غرسكم

دَنتِ القطوفُ وذُلّـِلَتْ تذليـلا

حَيّـوا من الشهداءِ كلَّ مُغَيّـبٍ

وضعوا على أحجـاره إكليـلا

ليكونَ حـظَّ الحيّ من شكرانكم

جمَّـًا وحظّ الميتِ منه جزيـلا

لا يلمس الدستورُ فيكم روحَـه

حتّى يـرى جُنْديَّـهُ المجهـولا

ناشدتكم تلك الدمـاءَ زكيّـةً

لا تبعثـوا للبرلمـانِ جهـولا

فليسألنَّ عن الأرائـكِ سائـلٌ

أحملنَ فضـلًا أم حملنَ فُضـولا

إنْ أنتَ أطلعتَ الممثّلَ ناقصـًا

لم تلقَ عند كمالـه التمثيـلا

فادعوا لها أهلَ الأمانـةِ واجعلوا

لأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا

إنَّ المُقصِّرَ قد يحول ولن تـرى

لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـلا

فلرُبَّ قولٍ في الرجالِ سمعتُـمُ

ثم انقضى فكأنـه ما قيـلا

ولكَمْ نصرتم بالكرامـة والـهوى

من كان عندكم هو المخـذولا

كَـرَمٌ وصَفْحٌ في الشبـابِ وطالمـا

كَرُمَ الشبابُ شمائلًا وميـولا

قوموا اجمعوا شُعَبِ الأُبُوَّةِ وارفعوا

صوتَ الشبابِ مُحبَّبًا مقبولا

أدّوا إلى العـرشِ التحيّةَ واجعلـوا

للخالقِ التكبيرَ والتهليـلا

ما أبعـدَ الغايـاتِ إلاّ أنّنـي

أجِدُ الثباتَ لكم بهنَّ كفيـلا

فكِلُوا إلى اللهِ النجـاحَ وثابـروا

فاللهُ خيرٌ كافلًا ووكيـلا

اِصبِر عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ

فَإِنَّ رُسوبَ العِلمِ في نَفَراتِهِ

وَمَن لَم يَذُق مُرَّ التَعَلُّمِ ساعَةً

تَذَرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ حَياتِهِ

وَمَن فاتَهُ التَعليمُ وَقتَ شَبابِهِ

فَكَبِّر عَلَيهِ أَربَعًا لِوَفاتِهِ

وَذاتُ الفَتى وَاللَهِ بِالعِلمِ وَالتُقى

إِذا لَم يَكونا لا اِعتِبارَ لِذاتِهِ
  • ويقول الشاعر إبراهيم طوقان متحدّثًا عن الصعوبات التي يلاقيها المعلم في ممارسة مهنته في قصيدته الشاعر المعلم:[٥]

شوقي يقولُ وما درى بمصيبتي:

قم للمعلم وفّه التبجيلا

اقعد فديتك هل يكون مبجلًا

من كان للنشء الصغار خليلا؟

ويكاد يقلقني الأميرُ بقولِهِ:

كاد المعلم أن يكون رسولا

لو جرّب التعليم شوقي ساعةً

لقضى الحياة شقاوةً وخمولا

حسبُ المعلم غمَّة وكآبةً

مرأى الدفاتر بكرةً وأصيلا

أقوال عن المعلم

بعد الوقوف على أبيات شعر عن المعلم فإنّ هذا المقال يقف في نهايته مع أقوال عن المعلم قيلت في مديحه أو الثناء عليه أو في إبراز مدى صعوبة مهنته التي تحوّلت في بعض البلدان إلى مهنة شاقّة يمارسها المعلم كلّ يوم، ومن تلك الأقوال ما يأتي:[٦]

  • "يمكن تلخيص أسلوبي في التدريس على النحو التالي: لا يمكن للمادة أن تكون مفيدة ما لم تكن مشوقة، ولا يمكن أن تكون مشوقة ما لم تكن مبسطة، ولا يمكن أن تكون مفيدة ومشوّقة ومبسطة مالم يبذل المعلم أضعاف الجهد الذي يبذله الطالب"؛ غازي بن عبد الرحمن القصيبي.
  • "المعلم الممتاز هو ذلك الذي لا يقتصر على إيصال المعارف إلى أذهان تلاميذه، بل يضع لهم الخطط للدراسة بحيث يمكنهم أن يستغنوا عنه وأن يُعَلِّمُوا أنفسهم مستقلين مدى حياتهم"؛ سلامة موسى.
  • "المعلم لا يبحث عن إيمان به، بل لا يبحث عن إيمان بحكمته؛ لأنّها أنانيّة بشكل ما، بقدر ما يريد أن يصبح تلميذه حكيمًا، أو لنقُل إنّ الحلم الأوّل للمعلم هو أن يصبح تلميذه معلّمًا، وإلا لن يستحق صفة المعلم وصفة مثالية جمعت النبي والثائر.. تمامًا كما هي الخصلة الوجوديّة الأهمّ للأنبياء جميعًا مع النّاس، المتمثلة بـ: لا نريد جزاءً ولا شكورًا.. لا يبحثون عن مُريدين ولا صحابة ولا جماعة يحمونهم أو يمجّدونهم؛ لاكتفائهم بمجد الله"؛ عبد الرزاق الجبران.

المراجع[+]

  1. "مدرس"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-03-2020. بتصرّف.
  2. "تعليم"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-03-2020.
  3. "قم للمعلم وفه التبجيلا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-03-2020.
  4. "اصبر على مر الجفا من معلم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-03-2020.
  5. "الشاعر المعلم"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-03-2020.
  6. "المعلم"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-03-2020.