سؤال وجواب

ما-هي-النوافل-التي-يحبها-الله


النوافل

فرضَ الله عزَّ وجلَّ أركانَ الإسلام وجعل الجنة نصيبًا لمن يأتي بهذه الفرائض ويبتعد عن المحرمات والكبائر السبع؛ ولكن سنَّ الله تعالى أيضًا مجموعة من السُّنن وفضائل الأعمال لتكون أعمالًا يتقرب بها المسلم إلى الله عزَّ وجل لينالَ بها أعلى الدرجات من الجنة والمحبة من الله تعالى وتُسمّى هذه الأعمال بالنوافل، والنافلة هي كل عبادةٍ زادت عن الفريضة كما جاء تعريفها في الحديث: "وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ"،[١] وتشمل النوافل كل الأعمال الصالحة في مختلف أصناف العبادات ولا تقتصر على واحدة دون الأُخرى، وتُعدّ النوافل التي يحبها الله من أهم الأمور المذكورة فما هي؟ وما فضائلها؟.[٢]

الفرق بين النافلة والفرض

جاء في تعريف النوافل أنّها كل ما يزيد على الفرض وهذا هو مضمون الفرق ولكن يجب معرفةُ الفرائض وتمييزها لمعرفة ما دونه من الأعمال، ويوجد هناك أمورٌ وأحكامٌ تترتب على كلٍ منهما تُميز الفرائض عن النوافل التي يحبها الله ومنها ما يأتي من الفروقات كما في الصلاة مثلًا وغيرها:[٣]

  • وقت تشريعها: إنَّ الفرائض فُرضت على رسول الله وهو في السماء في ليلة المعراج أما النوافلُ فهي كسائر شرائعِ الإسلام.
  • إثمُ الترك: يأثمُ المسلم في ترك الفرائض ولا تسقط عنه في حال العجز ولا في السفر ولكنه لا يأثم في ترك النوافل وتسقط في العجز والسفر.
  • العدد: والفرائض محصورةٌ بعددٍ معين وأما النوافل فلا حصر لها.
  • الاختصاص بالوقت: تختص الفرائض في وقت معين بخلاف النوافل.
  • الأجر: الفرائض أعظمُ أجرًا من النوافل ولكن النوافل هي متتمةٌ لهذه الأعمال وجالبة لمحبة الله كما تم ذكر ذلك في الحديث.

ما هي النوافل التي يحبها الله

جاءت الشريعة الإسلامية بالعديدِ من النوافل التي يستطيع المؤمن فِعلها، وأمر الله عزَّ وجلَّ بالآتيان بما يقدرُ عليه المسلم كما جاء في الحديث: "فإذا أمَرتُكُم بأمرٍ فأْتُوه ما استَطَعْتُم"[٤] وتنوعت الأعمال في الأشكال كي تتنوع الأجور وتختلف في الأفضلية وفي ما يأتي بعض من النوافل التي يحبها الله وهي:

  • نوافل الصلاة: وهي مِن أحدِ أهمِّ النوافل التي يحبها الله والتي كان النبي صلى الله عليه وسلم يُداوم عليها كما في الرواتب التي تَتبع الفرائض وأيضًا في النوافل غيرِ الرواتب كصلاة الضحى وقيام الليل وغيرها من الصلوات التي سيأتي تفصيلُها.[٥]
  • نوافل الصيام: وقد جاءَ في الصيام العديدُ من النوافل كما في صيامِ يوم عرفة، ستةِ أيام من شهر شوال، صيامِ التسعة الأولى من ذي الحجة، صيامِ التاسع والعاشر من محرم، صيامِ الاثنين والخميس، أيام البيض، وقد جاء أيضًا في أحبِّ الصيام إلى الله كما في الحديث: "إنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلى اللهِ، صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إلى اللهِ، صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَام، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، ويقومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا".[٦][٧]
  • نوافل الصدقات: ومما تدلُّ عليه السنة الشريفة والقرآن الكريم أن الصدقات الزائدة عن الفريضة أحدِ أهمِّ النوافل التي يحبها الله لما فيها من الخير لصاحبها ولآخذها فقد قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ}،[٨] وقوله تعالى في بيانِ أجرِ الصدقات بأن يُضاعفها: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.[٩]

أنواع النوافل في الصلاة

وكما تمَّ البيانُ أنَّ النوافل التي يحبها الله هي ما سوى الفرائض وأنّ النوافل جميعها تزيدُ من حبِّ الله لك وبعضُها أقوى من الأخر وأنه كلما كانت الاستزادة من النوافل أكثر كان حبُّ الله للشخص أكثر وأوسع كما جاء في نصِّ الحديث: "وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ"،[١] ويُوجد في أنواعِ النوافل والسُّنن مراتب ومنازل لكلِّ واحدةٍ منها كما في فريضة الصلاة على النحو الآتي:[١٠]

  • النوافل تابعة الفرائض: وهي النوافل التتي تَتبع الفرائض وتُسمى هذه النوافل بالرواتب وتنقسمُ إلى قسمين رئيسيين وهما:
    • الرواتب المؤكدة: فإنَّ النوافل الؤكدة هم اثنتا عشرة ركعة: أربعُ ركعاتٍ قبل الظهر، وركعتانِ بعدها، وركعتانِ بعد المغرب، وركعتانِ بعد العشاء، وركعتانِ قبل الفجر.
    • الرواتب غير مؤكدة: وهم أربعُ ركعاتٍ قبل العصر، وركعتانِ قبل المغرب، وركعتانِ قبل العشاء.
  • النوافل التي لا تتبع الفرض: وهي النوافل غير رواتب وهي كثيرة جدًا وهي غالبية الأعمال ومن الأمثال عليها: الوتر، وصلاة الضُّحى، وغيرها؛ وهناك أيضًا نوع من النوافل غير تابعة الفرائض يُسمى السنن المؤكدة مثل: صلاة العيد وصلاة الاستسقاء والكسوف.
  • النوافل غير مقيدة بعدد: وهي نوافلٌ مُطلقة تُصلى في أي وقت بشرط أن لا يكون الوقت من أوقات الكراهية.

فضل النوافل وأهميتها

إنَّ مِن فضل الله على الناس ورحمته بِهم أن يسَّرَ لهم مع الفرائض نوافلَ لتُكملها وتَسُدَّ الخللَ الذي يحدث في الأعمال وتُكَثِّرَ للمسلم من أعماله الصالحة وتزيدَ من درجاته في الدُّنيا وفي يوم القيامة، وللنوافل فضائلُ متعددة وكل واحدةٍ من هذه الفضائل تجعل المسلم أكثرَ حرصًا على الاستزادة من هذه النوافل التي يحبها الله، ومن أهم هذه الفضائل ما يأتي:[١١]

  • سبب لنيل محبة الله: وهي مِن أعظمِ الأسباب فإنَّ الله إذا أحب عبدًا كان له معينًا ونصيرًا في كل شي كما في الحديث: "وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ".[١]
  • النوافل تعادل الصدقات: فكما جاء في الحديث: "كلُّ تسبيحةٍ صدَقةٌ وكلُّ تكبيرةٍ صدَقةٌ وكلُّ تحميدةٍ صدَقةٌ وكلُّ تهليلةٍ صدَقةٌ وأمرٌ بمعروفٍ صدَقةٌ ونهيٌ عن مُنكَرٍ صدَقةٌ".[١٢]
  • سبب لنجاة العبد: وهو فضلٌ لا يتجزأ عن نيل محبة الله؛ فكيف يُعذبُ الله عبدًا هو أحبه، والنوافل تُنجي المسلم من النار وتَحطُّ عن سيئاته وترفع من درجاته في الجنة كما جاء في نصِّ الحديث عن نافلة صلاة الظهر فقال النبي: "مَن حافَظَ على أربعِ رَكَعاتٍ قَبلَ الظُّهْرِ، وأربَعٍ بَعدَها حَرُمَ على النارِ"، [١٣]،وغيرها الكثيرُ من النوافلِ التي يحبها الله سبحانه وتعالى.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، حديث صحيح.
  2. "ما النوافل؟"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-10-2019. بتصرّف.
  3. "الأمور التي تفارق فيها النوافل الفرائض"، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن الدارقطني، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2705، حديث صحيح.
  5. "النوافل التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب عليها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-18-2019. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1159، حديث صحيح.
  7. "صيام التطوع وفضائله"، https://islamhouse.com/ar/main/، اطّلع عليه بتاريخ 12-18-2019. بتصرّف.
  8. سورة التوبة، آية: 103.
  9. سورة البقرة، آية: 245.
  10. "أنـواع ومـراتـب السنـن والـنـوافـل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
  11. "خطبة عن النوافل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
  12. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 838، أخرجه في صحيحه.
  13. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 8603، حديث صحيح.