سؤال وجواب

كيف-كانت-أخلاق-الرسول-محمد-صلى-الل


الخلق الحسن في الإسلام

للأخلاقِ الحسنةِ منزلةٌ عاليةٌ في الإسلامِ، ولها مكانةٌ رفيعةٌ في القرآن الكريمِ، والسُنَّةِ النبويَّةِ، ولَقدْ حثّّ الله -تعالى- المُسلمين إلى التحلي بها، والأخلاقُ هي من الأُصولِ الأربعةِ التي قامَ عليها الدينُ الحنيفُ، وهي إسماعيل، ابنُ خليلِ الله، وهو من أرفعِ قبائلِ العربِ مكانةً، وهي قُريش، فاصطفاهُ الله وطهرَّ نسبَهُ، فهو من آباءٍ وأمهاتٍ، من أشرفِ النّاس، ومصداقُ هذا ما جاءَ في سُنَّةِ رسول الله، حيثُ قال رسول الله: "إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنانَةَ مِن ولَدِ إسْماعِيلَ، واصْطَفَى قُرَيْشًا مِن كِنانَةَ، واصْطَفَى مِن قُرَيْشٍ بَنِي هاشِمٍ، واصْطَفانِي مِن بَنِي هاشِمٍ"،[٢] وكانَ رسولُ اللهِ جميلَ الخُلقِ والخِلقَةِ، فَوُصِفَ بأنّهُ كان أجمل النّاس، وأحسنهم صورةً، ومن ما جاءَ في وصفِهِ ما رواهُ أبو هريرة، حيثُ قال: "ما رأيتُ شيئًا أحسنَ من رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - كأنَّ الشمسَ تجري في وجهِه، وما رأيتُ أحدًا أسرعَ في مِشيتِه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، كأنما الأرضُ تُطوى له، إنا لنجهدُ أنفسَنا، وإنه لغيرُ مكترِثٍ"،[٣] فقد وُصف رسول الله بأحسنِ الأوصافِ، وكانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مما أكثرَ الصحابةُ وصفهُ، وسيأتي بيانُ ذلك في هذا المقال.[٤]

أخلاق الرسول محمد

دعا رسولُ الله النّاس إلى التحلي بالأخلاقِ الكريمةِ، وكانَ أحسنُ النّاس أخلاقًا، وأكثرُهم أدبًا، فقَدْ بعثَهُ الله لِيُتمم مكارمَ الأخلاقِ، فما كانَ في الجاهليةِ من أخلاقٍ حسنةٍ، أقرها وتممها، وأمّا الأخلاقُ السيئةُ، فقامَ بإصلاحها، والدعوةِ إلى ما هو خيرٌ منها،[٥] فقد جمعَ رسول الله من الأخلاقِ والآدابِ ما أوصلَهُ لشهادةِ الله -تعالى- بأخلاقِهِ، حيثُ قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}،[٦] ولمأ سُئلت عائشةُ أم المؤمنين، عن خُلقِ رسول الله، وهي اقربُ النّاس إليهِ، قالت: "كان خلقُه القرآنَ"،[٧] والمقصود من هذا الوصف أنَّ كُلَ أمرٍ جاءَ بهِ القرآن وفيهِ خير، هو من أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والكثير من الأحاديث التي وصفت اخلاقَ رسول الله،[٤] ومن بعضِ الأخلاقِ التي عُرفَ بها رسول الله ما يأتي:[٨]

  • الصدق: فقد عُرف واشتهرَ بصدقِهِ، وَقد عُرفَ بالجاهليّةِ بالصادقِ الأمين، وكانَ رسول الله صادقًا، مع ربهِ، ونفسهِ، وأعدائِهِ، معَ النّاسِ جميعهم.
  • الصبر: كان لرسولِ اللهِ نصيبٌ من الابتلاءِ، وكانَ من أصبرِ الخلقِ على ما يقعُ عليهِ من الأذى، والصبر هو من صفاتِ أولوا العزم، الذي دعاهُ الله تعالى أنْ يصبرَ كصبرهم.
  • العدل: أكسبهُ الله -تعالى- هذا الخُلق القرآني، فكانَ القاضي العادل، مع العدوِّ قبلَ الصديقِ، ومن صورِ عدلهِ هو أنّهُ كانَ يطلبُ من الآخرين أن يقتصوا منهُ، خوفًا من أن يكون ألحقَ بأحدهم ضررًا.
  • العفو: ظهرَ هذا الخُلقُ جليًا في تعامل رسولِ الله مع أعدائِهِ، وعفوهِ عنهم، في عدةِ مواقفٍ من سيرتِهِ.
  • الرحمة: ويكفيه من تحليهِ بهذا الخُلق ما قالهُ الله تعالى فيه، حيثُ قالَ تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.[٩]

المراجع[+]

  1. "حـسـن الـخـلـق"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة ، الصفحة أو الرقم: 2276، حديث صحيح.
  3. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5732، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب "عظمة النبي محمد صلى الله عليه و سلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
  5. "الرسول قدوتنا في الأخلاق"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
  6. سورة القلم، آية: 4.
  7. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4811، حديث صحيح.
  8. "أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
  9. سورة التوبة، آية: 128.