سؤال وجواب

ما-هو-دعاء-سجود-الشكر


سجود الشكر

سجود الشكر يُشرع عندما يفرح العبد ويُبشر بما يسره، فعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا جاءه أمرُ سُرورٍ، أو بُشِّرَ به، خَرَّ ساجدًا شاكرًا للهِ"،[١] فهذا السجود هو للتعبير عن شكر الله -تعالى- على ما وهب من نعم، والصحيح من أقوال العلماء على أنّ سجود الشكر لا يُشترط له ما يُشترط للصلاة من ستر العورة، والطهارة، واستقبال القبلة، وغيرها من شروط الصلاة، ولا يُوجد في سجود الشكر تكبير سواء في أوله أو آخره، ولا تشهد، ولا سلام.[٢]

دعاء سجود الشكر

دعاء سجود الشكر لا يختلف عن الدعاء في سجود السهو أو سجود التلاوة أو سجود الصلوات المفروضة، فيقال في سجود الشكر ما يقال في سجود أي صلاة، مثل: سبحان ربي الأعلى، وسبوح قدوس رب الملائكة والروح، وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، كما يُسن أنّ يحمد الله -تعالى- ويثني عليه ويشكره على نعمه، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال:"عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان إذا سجد قال: اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ"،[٣] وبذلك دعاء سجود الشكر لا يختلف عن الدعاء في أي سجود أخر.[٤]

شكر الله تعالى

بعد الحديث عن دعاء سجود الشكر، فمن الجدير الحديث عن الشكر، فنعم الله -تعالى- كثيرة ولا تنقضي، فقد قال سبحانه: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}[٥]، وهذه النعم تستوجب شكر الله -تعالى- حتى تدوم وتزيد، فقد قال سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[٦]، فعلى العبد أنّ يستذكر دوما نعم الله عليه، وأنّ يبقى دائما شاكراً بأفعاله وأقواله، وقد أمر الله -تعالى- عباده المؤمنين بشكره، فقد قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}[٧]، والله -تعالى- برحمته وفضله يرضى عن الشاكرين، فقد قال سبحانه: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[٨]، ولقد كان من وصايا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن يداوم على شكر الله تعالى، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يا مُعاذُ إنِّي واللَّهِ لأحبُّكَ فلا تدَعنَّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أن تقولَ: اللَّهمَّ أعنِّي علَى ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ"،[٩] فالشكر من العبادات التي على كل مسلم أنّ يداوم عليها طوال الوقت.[١٠]

المراجع[+]

  1. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 1/349، حديث حسن.
  2. "هل لسجود الشكر شروط ؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 771، حديث صحيح.
  4. "صفة سجود الشكر"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
  5. سورة النحل، آية: 18.
  6. سورة إبراهيم، آية: 7.
  7. سورة البقرة، آية: 172.
  8. سورة الزمر، آية: 7.
  9. رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 113، حديث إسناده صحيح.
  10. "الشكر"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.