من-هو-جبران-خليل-جبران
محتويات
شعراء المهجر
شعراء مدرسة المهجر هم الشعراء العرب الذي عاشوا جلَّ حياتهم وكتبوا كتاباتهم وأشعارهم في بلاد المهجر، وقد أطلق هذا الاسم على الشعراء النخبة من أهل بلاد الشام، واللبنانيين منهم خاصةً الذين هاجروا إلى أمريكا الشمالية والجنوبية، في الفترة ما بين العامين 1870م و1900م، كما جرت العادة على تسمية الأدباء الذين ينتمون إلى الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية بشعراء المهجر، في حين وجد الكثير من المهاجرين الذين لم ينتموا لتلك الروابط والنوادي الأدبية، وقد تأسست الرابطة القلمية على يد جبران خليل جبران وكان من أبرز أعضائها ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي وغيرهم، وسيجيب هذا المقال عن سؤال: من هو جبران خليل جبران.[١]
من هو جبران خليل جبران
ولد جبران خليل جبران في لبنان في قرية بشري عام 1883م، كان والده خليل سعد جبران رجلًا غليظًا فظًا، ولم يكن محبوبًا من الناس، لم يدخل جبران المدرسة لأن أباه لم يهتمّ لذلك، أمّا أمُّه رحمة فقد كانت من عائلة محترمة لديها ضوابط دينية، انتبه كاهن البلدة إلى نبوغ جبران فعلَّمه القراءة والكتابة، ممّا فتح الباب له للمطالعة والاطلاع على الأدب، تعلَّم العربية بسبب أمه، وقد كان لأمِّه أثرًا عميقًا في نفسه، وكان جبران في في بداية حياته غير مباليًا، خاصة لما يدور بين والديه من شجار ومنازعات، وبدأ يتتلمذ على يد الأب "جرمانيوس" بالعربية والسريانية، وتعلّم القراءة في مدرسة بشري الابتدائية، وقد تعرّض جيران خليل جبران لحادث في صغره سبب له ضرارًا في كتفه لازمه طوال حياته.[٢]
هاجر جبران بعد ذلك مع عائلته إلى أمريكا في عام 1891م بعد دخول العثمانيين للبلاد وعاد بعد ذلك إلى لبنان ليتقن اللغة العربية لغته الأم، وبدأ شخصية جبران بالتبلوّر، شخصية القارئ النهم لابن خلدون والمتنبي وابن سينا والشعراء الصوفيين، وبدأ يكتب بالعربيّة، كما أنّه تعلّم اللغة الفرنسية وصار يقرأ الأدب الفرنسي، وفي عام 1900م أصدر جبران خليل جبران مع صديقه يوسف حايك مجلة المنارة، وكان جبران هو من يرسم غلاف المجلة، عاد جبران لأمريكا بعد أن وصله خبر مرض عائلته، ولكنّه وصل بعد وفاة شقيقته، ودخلت بعدها والدته المستشفى إثرا اصابتها بالسرطان، ثم توفي أخوه غير الشقيق بمرض السل في عام 1903م، وتوفيت والدته في السنة نفسها، وتوالت المآسي والأحزان في حياة جبران خليل جبران، إضافة لتعبه الشيد في تعلّم اللغة الانكليزية، الذي كان ضعيفًا بها جدًا، والتقى بعدها بامرأة تدعى ماري هاسكل التي شجعته على تعلّم الانكليزية، والكتابة بها، وبعد احتراق معرض داي عام 1904م، والذي كانت فيه رسومات جبران، توجّه للكتابة أكثر من الرسم، وبدأ ينشر في جريدة تسمى "المهاجر" في نيويورك.[١]
انتقل جبران بعدها إلى باريس التي كانت حلم كل فنان، وقد كان جبران فنانًا طموحًا، مثالية النظرة، نسج في خياله فكرة مفادها أنّه بإمكانه
أن يعيد تكوين هذا العالم، وبدأ يسعى لنشر فكره، وإقناع الناس به، عاد إلى أمريكا عام 1910م، وكان جبران يعيش حياة أنهكت جسده فقد كان يدخن كثيرًا، ويشرب القهوة القوية ليسهر ليلًا، ويستحم بالماء البارد، وقد أثر فيه غرق باخرة التايتانيك كثيرًا، وفي عام 1913م ظهرت مجلة الفنون في نيويورك وقد أسسها الشاعر السوري نسيب عريضة، وكان لجبران مقالات عديدة في هذه المجلة، بعد ذلك بسنوات تدهورت حالة جبران الصحية كثيرًا، وفي عام 1931م توفي جبران إثر إصابته بتلييف في الكبد، وكان عمر ثمانيةً وأربعين عامًا، ودفن في مقبرة مونت بنيديكت، ثم نقل جثمانه ليدفن في بشري في لبنان.[٢]
مي زيادة وجبران
مي زيادة هي امرأة استثنائية، ولدت عام 1886م، من أب لبناني وأم فلسطينية، كانت متقنةً للغاتٍ عديدة، وتملك الكثير من المواهب في الصحافة والأدب الحرب العالمية الأولى، فحزنت حزنًا شديدًا، وفي عام 1921م أرسلت مي لجبران صورةً لها، فرسمها بالفحم، واستمرت المراسلات بينهما حتى وفاة جبران خليل جبران، وبقيت رسائلهما من أجمل ما أنتج الأدب العربي.[٢]
كتب جبران خليل جبران
فضلًا عن رسمه الذي يلامس النفوس والأرواح، كتب جبران خليل جبران الكثير من الكتب الأدبية بالعربيّة والانكليزية، كانت من أجمل ما يمكن أن تخطه يد فنان مبدع، فبقيت حاضرة في كلّ عصر، لها موقعها الذي لا يستطيع غيرها أن يدنو منه، ومن هذه الأعمال الأدبية الخالدة ما يأتي:
- دمعة وابتسامة: من أجمل كتب جبران خليل جبران، وقد كان له وقع خاص على قارئيه، فقد جدد في أسلوب الكتابة الأدبية العربية، ومهّد لرومنسية عربيةّ جديدة، كانت من ابداع جبران، وقدّم بوساطتها أدبًا جديدًا فريدًا، بكلّ ما فيه من ألفاظ عذبة، ومعانٍ جميلة، وقد صدر الكتاب في عام 1914م.[٣]
- الأرواح المتمردة: هو كتاب ألفه جبران خليل جبران أثناء وجوده في نيويورك، في عام 1908م، وكما يدل عنوان الكتاب فهو يتحدث عن تلك الأرواح التي أعلنت تمردها على العادات والتقاليد القاسية البالية، وتضمن الكتاب أربع حكايا.[٤]
- الأجنحة المتكسرة: تعد الأجنحة المتكسرة من الأشهر القصص العربيّة التي ألفها جبران خليل جبران، وتتحدث عن شاب صغير أحبّ فتاةً، وخُطبت هذه الفتاة من رجل آخر غني، وبدأت المشاكل، وقد جعل جبران نفسه بطل هذ القصة، وتحدث بصيغة البطل، وقد أصدر جبران هذا الكتاب في عام 1912م.[٥]
- البدائع والطرائف: صدر هذا الكتاب في مصر عام 1923م، وهو عبارة عن باقة من مقالات جبران ورواياته، وكان موضوعها الرئيس هو مخاطبة الطبيعة، ومن أشهر مقالات هذا الكتاب "الأرض".[٦]
- النبي: يعدّ كتاب النبيّ من أشهر كتب جبران خليل جبران، زقد تمت ترجمته إلى خمسين لغة أخرى غير الانكليزية التي كتب فيها، وهو كتاب ذو مضمون اجتماعي، ومثالي وفلسفي وتأملي، وقد كتب فيه جبران خلاصة تجاربه في الزواج والحب والأولاد والحرية والدين والأخلاق والموت والحياة، وغيرها الكثير، وقد ورد كل ذلك على لسان نبي سمي "المصطفى"، وقد صدر الكتاب في عام 1923م.[٧]
قصائد جبران خليل جبران
كتب جبران خليل جبران قصائد خالدة، وبأسلوب أدبي جديد ومميز، لم يسبقه إليه أحد، فكان لألفاظها نغمها الأخاذ في أذهان كلّ من قرأها، وسمع بها، وبقيت حتى الوقت الحاضر تُرس في الجامعات وفي المناهج المدرسيّة، بأسلوبها الوجداني الفلسفي العميق، وفيما يأتي نماذج من قصائد لجبران خليل جبران:
- قصيدة "الحب روح وأنت معناه"، من أجمل ما قال جبران في الحب:[٨]
- الحبُّ روحٌ أنت معناهُ
- والحسنُ لفظٌ أنتِ مبناهُ
- ارحم فؤادُا في هواك غدا
- مضنى وحماهُ حمياه
- تمتْ برؤيتِك المُنى فحكتْ
- حلمًا تمتعنا برؤياه
- يا طيبَ عينِي حينَ آنسَها
- يا سعدَ قلبِي حينَ ناجَاه
- قصيدة "وقفت على القبر الذي أنت نازله"، من أجمل ما كتب جبران في الرثاء:[٩]
- وقفتُ على القبرِ الذي أنتَ نازله
- وقوفَ جبان باديات مقاتله
- وما القبرُ إلا حلق غرثان هاضم
- من الموتِ ما يلقي بهِ فهو غائلُه
- لمثل أمين يجزع ُالناس إذْ مضى
- أواخرهُ محمودةٌ وأوائلُه
- دفناهُ مبكيًا نضيرٌ شبابُه
- ومبكيةٌ آدابُه وفضائلُه
- قصيدة "أعطني الناي"، من أجمل قصائد جبران، والتي غنتها السيدة فيروز:[١٠]
- أعطنى النايَ و غنّ فالغناء سر الخلود
- و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
- هل تخذتَ الغابَ مثلي منزلاً دونَ القصور
- فتتبّعتَ السواقي و تسلّقتَ الصخور؟
- هل تحمّمتَ بعطرٍ و تنشّفتَ بنور
- وشرِبتَ الفجر خمرا في كؤوسٍ من أثير؟
- قصيدة " هو اليوم لن أنساه ما ظلت باقيا"، من قصائد جبران الجميلة:[١١]
هو اليومُ لن أنساهُ ما ظلتُ باقيا
- إذا آبَ ألفانِي وما زلتُ باآيا
أخير شبابِ العصر نبلًا وهمةً
- طفرتُ العيا إلى العليا فجزتُ المراقيا
بروحي ذاكَ الوجهُ آالبدر مشرقًا
- وذاكَ القوما اللدن آالرمح عاليا
مضتْ أربعٌ لم تبتسمْ ضحواتُها
- ولم تكن الأيامُ إلا لياليا
وما نظرتُ عيني معاهد أنسنا
- سأبكي وأستبكي عليك القوافيا
- قصيدة "سلام على القدس الشريف ومن به"، من القصائد الرائعة لجبران:[١٢]
سلامٌ على القدسِ الشريفِ ومن به
- على جامعِ الأضدادِ في إرثِ حبه
على البلدِ الطهرِ الذي تحت تربُه
- قلوبٌ غدتْ حباتُها بعضُ تربِه
حججتُ إليه والهوى يشغلُ الذي
- يحجُ إليه عن مشقاتِ دربِه
على ناهبٍ للأرضِ يهدي روائعًا
- إلى كلِّ عينٍ من غنائمِ نهبِه
المراجع[+]
- ^ أ ب "شعراء المهجر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "جبران خليل جبران"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "دمعة وابتسامة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأرواح المتمردة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأجنحة المتكسرة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "جبران خليل جبران"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "النبي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "ألحب روح أنت معناه"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019.
- ↑ "وقفت على القبر الذي أنت نازله"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019.
- ↑ "أعطني الناي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019.
- ↑ " هو اليوم لن أنساه ما ظلت باقيا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019.
- ↑ "سلام على القدس الشريف ومن به"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019.