معلومات-عن-فن-الفسيفساء
محتويات
الفنون التشكيلية
تنتشرُ الفنون التشكيلية في جميع أنحاء العالم، وتُلاقي رواجًا كبيرًا لما تتركه من أثرٍ فنيّ جميل في الإنسان والمكان، ومن بين الفنون التشكيلية التي لاقت رواجًا واسعًا وتطورًا كبيرًا، الفنون المرئية البصرية، التي تشمل أنواعًا متعددة من الأعمال الفنية التي تُشغل حيزًا مثل: التلوين وفن النحت والرسم، لهذا تُعدّ ذات أبعاد قياسية، وهذا ما يميزها عن باقي الفنون التشكيلية، ويّعدّ فن الفسيفساء أحد أنواع الفنون التشكيلية البصرية التي تتخذ أبعادًا قياسية تُشغل حيزًا، وقد تطروت حركة الفنون التشكيلية عامة وفن الفسيفساء خاصّة في جميع أنحاء العالم، وأصبح البعض يدمج بين الفنون التشكيلية معًا، مثل دمج فن النحت مع فن الفسيفساء، ومج فن الرسم مع فن الفسيفيساء، وفي هذا المقال سيتم ذكر معلومات عن فن الفسيفساء.[١]
مفهوم الفسيفساء
مصطلح الفسيفساء يعود في أصوله إلى الكلمة اليونانية "muses"، المعربّة إلى كلمة "موزاييك"، والمقصود بها آلهة الجمال والفنون والإلهام الفني، وهُنّ تسعة فنون يُرافقن الإله أبوللو بحسب الأساطير اليونانية، وقد ارتبط اسم هذه الفنون جميعها لفظيًا بكلمة الفسيفساء، وقد عُرف فن الفسيفساء لدى اليونانيين باسم فن المكعبات أو الأشكال المنتظمة، حيث تُقطع قطع من الزجاج والحجارة إلى قطع صغيرة لتشكيل اللوحات، ولهذا أُطلق مصطلح الفسيفساء على المكعبات المنتظمة أيضًا، واليوم يُطلق اسم الفسيفساء على العمل الفني ذو الشكل المتماسك أو على الرسم المصنوع من مكعبات ذات حجمٍ صغير مجمعة مع بعضها البعض ومغروسة في أرضية تعمل على تماسكها، وتُعطي شكلًا ثلاثيّ الأبعاد أو مسطحًا وتندمج معًا لأعطاء زخارف وأشكال متعددة.[٢]
ومفهوم الفسيفساء عمومًا مصطلح لاتينيّ أصله "بسيفوسيس"، وهو من أقدم الفنون التصويرية التي تطوّرت بشكلٍ كبير، حيث يتم في العادة تشكيل اللوحات الفسيفسائية بشكلٍ منتظم، باستخدام أعداد كبيرة من القطع الصغيرة الملونة، بحيث تُشكل هذه القطع في مجملها منظرًا طبيعيًا أو شكلًا هندسيًا جميلًا أو لوحات حيوانية أو بشرية، ومصطلح الفسيفساء من المصطلحات التي يتناولها العرب للتعبير عن الفنون التطبيقية للموضوعات الإبداعية التي تتكون من فصوص صغيرة، بحيث تكون مساحتها ما بين واحد إلى اثنين سنتيمتر مربع، وسماكتها لا تتجاوز نصف سنتيمتر، وتكون في الأصل حجرية ملونة أو زجاجية مصنوعة من أكاسيد متنوعة أو السيلكس، ويمكن تلوينها بالألوان المطلوبة، مع إضافة طبقات ذهبية إلى سطوح بعضها، كما يمكن أن تضمّ كسورًا من الأضداف.[٣]
تاريخ فن الفسيفساء
فن الفسيفساء من الفنون القديمة جدًا التي تعود إلى زمن السومريين، ثم انتقلت إلى الرومانيين، بالإَضافة إلى تطور هذا الفن في العصر البيزنطي الذي شهد تطورًا كبيرًا في انتشار الفسيفساء وتصنيعها، حيث أدخلوا في تصنيعها المعادن والزجاج، وقد استخدمت بشكلٍ كبير في القرنين الثالث والرابع الميلادي، وذلك باللونين الأبيض والأسود أولًا، ثم بدأوا بإدخال الفسيفساء الملونة، وبرعوا جدًا وقتها بتصوير الحياة البحرية والأسماك والحيوانات، ويتألف فن الفسيفساء بمفهومه الكلاسيكي من فصوص صغيرة تُسكل ألواحًا كبيرة لتزييين الجدران العامة والأراضي، وقد انتشرت كثيرًا في العصرين الهلّنستي والروماني ثم البيزنطي وحتى بدايات العصر الإسلامي، واستخدمت بكثرة في تزيين الكنائس والمعابد والمساجد والقصور، حيث شكلت في هذه الأماكن العديد من المشاهد الدينية والأسطورية.[٣]
تقنيات تصنيع الفسيفساء
تُعرف الفُسَيْفِسَاءُ في معجم المعاني بأنها قِطَعٌ صغارٌ ملوَّنةٌ من الرخام أَو الحصباءِ أَو الخَرَزِ أَو نحوها، يُضَمُّ بعضُها إلى بعض فيكوَّن منها صور ورسوم تزين أَرضَ البيت أو جُدرانَه، وَتُؤَلِّفُ أَشْكَالاً هَنْدَسِيَّةً جَمِيلَةً[٤]، وتُحضّر فصوص الفسيفساء الزجاجي من السيليكات، أما فصوص الفسيفساء الحجرية الطبيعية فتحضر من الرخام والصخور، حيث تُنشر بمقراض وتلوّن بالأكاسيد، وتُحضّر الألواح الفسيفسائية بعد رسمها من قبل الفنانين، ثم توزيع الفصوص الفسيفسائية الملونة عليها، وعادة يتم تثبيت الفصوص الفسيفسائية برصفها على قماش مخطط بملامح الموضوع الفني، ثم لصقها مقلوبة فصّا فصّا، ثم قلي القماس وسكب مادة ملاطية عليه مكونة من القصب مع الجص، وبعد جفافها يُنقل اللوح الفسيفسائي على الجدران أو الأرض ويُثبت بكلاليب حديدة، وبهذا تصبح اللوحات الفسيفسائية جاهزة.[٢]
لتصنيع الفسيفساء لا بُدّ من توفّرعدّة أدوات ومواد وأهمها: الأرضية المكونة من قطع الفخار ومادة الكلس وحجر الطوب المشوي المطحون، وقطع حجرية عشوائية، وقطع بألوان وأحجام مختلفة، ومكعبات صغيرة مقطعة بعناية فائقة، وقطع صغيرة على شكل مثلثات ومربعات وسداسيات ودوائر، وطين مشوي وقطع من الأحجار بحيث تكون تقريبًا بنفس الحجم، وقطع من الحجارة البركانية والرسوبية والمتحولة، وقطع من الأحجار الكريمة مثل: العقيق واللازورد والكوارتز واللؤلؤ، أما خطوات تصنيع الفسيفساء وتجميعه فهي كما يأتي:[٢]
- رسم الصورة أو الشكل المراد تنفيذ فن الفسيفساء عليه، وبكون باختيار ورقة بالحجم المراد تنفيذه ولكن بالشكل المعكوس، ثم تجزئة كل مساحة لونية إلى أقسام صغيرة.
- وضع المكعبات الملونة بحسب الرسم المُنفّذ، ويكون هذا بصقل أو تصغير بعض القطع -حسب الحاجة-، واستخدام مواد إلصاق مثل: الغراء الأبيض والسيكوتين.
- حصر الرسم في إطار حديدي أو خشبي، بحيث تكون الورقة في الأسفل، ثم تجهيز المواد المكونة من الرمل الناعم والإسمنت، ولصقها على الرسم حسب المطلوب، وسكب هذه المونة على قطع الفسيفساء ضمن الإطار وتركها حتى تجف.
- دعك قطع الفسيفساء بإسفنجة مبللة، وتبليل الورقة التي توجد عليها الرسم ثم نزعها للحصول على لوحة الفسيفساء الملونة، وتثبيتها في المكان المخصص.
أشهر أعمال فن الفسيفساء
فن الفسيفساء فنٌ عالميّ، ويوجد في الوقت الحاضر الكثير من أعمال الفسيفساء التي تُشكل علامة فارقة وجميلة، ونقطة جذب سياحي يأتي إليها الزوّار للاطلاع عليها، وقد اهتم العرب والمسلمون بهذا الفن مثلهم، وأقاموا العديد من اللوحات الفسيفسائية المدهشة، وفيما يأتي عددًا من أشهر أعمال فن الفسيفساء:[٥]
- فسيفساء خارطة مادبا: تظهرفي هذه الفسيفساء مدينة القدس.
- لوحة آلة الكرمة: تسمى ديونزيوس، وهي في سوريا في مدينة شهبا.
- فسيفساء قصر هشام: توجد في مدينة أريحا في فلسطين.
- لوحة الفصول الأربعة: توجد في مدينة شهبا في سوريا.
- لوحة العشاء الأخير: توجد في قلعة المرقب في سوريا.
- لوحة الموسيقار الأسطوري: توجد في مدينة شهبا في سوريا.
- فسيفساء أم الرصاص: توجد في الأردن.
المراجع[+]
- ↑ "فن الفسيفساء: فنان يجمع بين المئات من اللوحات المذهلة لتصبح جداريات استثنائية!"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "فسيفساء "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "فنون تشكيلية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى فسيفساء في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفسيفساء في بلاد الشام"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-10-2019. بتصرّف.