معلومات-عن-حصن-بابليون
الاحتلال الروماني لمصر
بعد هزيمة كليوباترا أمام أوكتافيوس ملك الروم سنة 31 قبل الميلاد، خضعت مصر للاحتلال الروماني، وتحديدًا للدّولة الرومانيّة الغربيّة، وبقيت كذلك إلى أن سقطت الدولة الرومانية الغربية سنة 476 للميلاد، وعندها صارت كلّ أملاك الدولة الغربية من نصيب الدولة الرومانية الشرقية، وطبعًا من بين تلك الأملاك كانت مصر، ومصر كانت مخزن الغذاء الذي يمدُّ الإمبراطوريّة الرومانية كلها بالغذاء، وصار المصريّون كالعبيد وقد فرض عليهم الروم ضرائب كثيرة وكبيرة جدًّا، حتى إنّ الضرائب صارت على الأموات؛ فقد فرض الرومان ضريبة على من يموت، فإنّه كان لا يُدفن حتى يدفع ذووه الضريبة، وقد بنى الرومان أثناء احتلالهم لمصر كثيرًا من الحصون والأبنية، ومن بينها حصن بابليون.[١]
حصن بابليون
حصن بابليون من تراث الاحتلال الروماني لمصر، بُني هذا الحصن في القرن الثاني الميلادي بأمر من الإمبراطور الروماني تراجان، وفي القرن الرابع الميلاديّ جدّده الإمبراطور أركاديوس، ويقع الحصن اليوم قرب محطة قطارات الأنفاق مار جرجس، وقد استُعمِلَ في بناء هذا الحصن أحجار قد أُخِذَت من معابد فرعونيّة، ولم يبقَ منه سوى بابه القبلي، والبرجين الكبيرين اللَّذَين بُني فوق أحدهما الكنيسة المُعلّقة، وفوق الآخر كنيسة مار جرجس للرّوم الأرثوذوكس المَلَكيِّين، وتبلغ مساحة الحصن حوالي نصف كيلو متر مربّع، ويقع في داخله ستّ كنائس للأقباط ودير وكذلك يقع فيه اليوم المتحف القبطي، ومن أسماء هذا الحصن قصر الشّمع، وسبب هذه التسمية تُعود -غالبًا- إلى أنّه كان الشّمع يوقد على أحد أبراج الحصن، وقد سقط هذا الحصن على يد الصحابي الجليل الفاتح عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، وكان فتح حصن بابليون ضربة موجعة للروم، وإيذانًا بزوال ملكهم وظلمهم عن أرض مصر.[٢]
فتح حصن بابليون
بعد دخول عمرو بن العاص مصر وفتحه أماكن مهمّة منها وبعد معركة عين شمس الكبيرة وفتح الفيّوم لم يبقَ للرّوم -أو البيزنطيّين- غير حصن بابليون، فكان هذا الحصن هدف القائد عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قبل أن يتوجّه إلى الإسكندريّة؛ لئلّا يُشتّت جيش المسلمين، فلم يُرِد أن يضع حامية تحاصر الحصن ويسير بالقسم الآخر إلى الإسكندرية، فكان رأيه أن يُحاصر الحصن إلى أن يتمّ له الفتح، فسار عمرو بن العاص بجيشه إلى حصن بابليون في شوال 19هـ، الموافق لِـ 640م، وكان بعض حكام الروم من المتحصّنين داخل الحصن، فعندما رأوا المسلمين قرروا الهروب إلى الإسكندرية، وتركوا أمر الحصن للحامية تُدافع عنه.[٣]
وكانت الحرب في هذا الحصن سجالًا بين المسلمين والرّوم، وعرض المقوقس على الروم الصلح مع المسلمين فرفضوا، وعندما رأى الروم أنّ المسلمين لا يلينون قرّروا إرسال المقوقس إلى هرقل في القسطنطينية ليأخذ إذنه في الصلح، فرفض هرقل ذلك واتّهم المقوقس بالتخاذل فنفاه، وعلم المسلمون بقرار هرقل فقرروا مواصلة الحصار إلى أن يسقط الحصن بأيديهم، وبعد شهر مات هرقل فاضطربت صفوف الروم، وتقدّم المسلمون إلى باب الحصن وارتقى الزبير بن العوام -رضي الله عنه- سور الحصن وبدأ بالتكبير، فخاف جنود الروم أن يكون المسلمون قد اقتحموا الحصن، فخرجوا إلى عمرو مصالحين، فاتّفق أهل الحصن مع عمرو أن يردّ عليهم ما أُخِذَ منهم عنوة، ويروي ابن الأثير أنّ الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد ردّ سبايا من لم يشارك في الحرب، وبذلك كان الصلح، وانتهى بذلك حصار حصن بابليون، وتمّ الفتح الإسلامي لمعظم مصر أرض الكنانة.[٣]المراجع[+]
- ↑ "مصر قبل الفتح الإسلامي"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "حصن بابليون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "حصار حصن بابليون"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.