تاريخ-السومريون-وحضارتهم
محتويات
حضارات العراق القديمة
تُعدُّ أرض العراق المعروفة منذ العصر الكلاسيكيّ القديم باسم بلاد الرافدين من أقدم المناطق المأهولة في العالم، فمنذ ما يزيد عن عشرة آلاف عام والعراق أرضٌ خصبة عاشتْ عليها حضارات ودول جعلتْ من العراق طرفًا سياسيًا شارك في أغلب النزاعات السياسية في المنطقة منذ قديم الزمان، وقد ارتبطَ هذا التاريخ العريق للعراق بنهري دجلة والفرات اللذين كانا سببًا من أسباب قيام الحضارات في هذه المنطقة؛ فالإنسان القديم كان يبحث عن مصادر الماء لتأمين قوتِ حياته ورزقه، ومن أبرز حضارات العراق القديم: حضارة آشور، حضارة سومر، حضارة بابل، وهذا المقال سيتحدث عن تاريخ السومريين وحضارتهم.[١]
أصل السومريين
قبل الحديث عن تاريخ السومريين وحضارتهم، لم يقف علماء التاريخ على علم كثير في أصل السومريين، فقاموا بافتراض النظريات التي حاولتْ جاهدة إيجاد أصل للسومريين، فقال بعضهم إنَّ السومريين هاجروا من شمال العراق إلى الجنوب أي أنَّهم يرجعون إلى أصل جبلي في جبال العراق الشمالية، ولكنَّ السومريين أنفسهم ذكروا أنَّهم يرجعون إلى بلاد جبلية يمكن الوصول إليها عبر البحر، وشمال العراق بلاد جبلية ولكنْ ليس لها أي ممر بحري، وما ثبتْ عن أصل السومريين أنّهم سكنوا جنوب العراق عند مصب نهر دجلة والفرات في حوالي عام 3200 قبل الميلاد، وفي تلك المنطقة الخصبة أسسوا مُدنهم وحضارتهم، ومن أشهر مدن السومريين: أور، أوروك، أوما، ويرى آخرون إنَّ السومريين جاؤوا من الجزيرة العربية في الوقت الذي انحسر فيه العصر الجليدي وتصحَّرت الجزيرة العربية وجفَّت مستنقعات بلاد الرافدين فتحوَّلت البلاد إلى مناطق صالحة للسكن والزراعة.[٢]
أمَّا اسم سومر فقد أُطلق هذا الاسم على الأراضي التي سُمِّيت بعد القرن الثاني قبل الميلاد ببلاد بابل، وقد سُمِّيت هذه المنطقة عند الإغريق ميزوبوتاميا والتي تعني بلاد ما بين النهرين، أي نهرا دجلة والفرات وهي المنطقة الواقعة في جمهورية العراق اليوم، وعلى الرّغم من أنَّ نهري دجلة والفرات ينبعان من التاريخ الإنساني، ولذلك اعتبرها كثير من المؤرخين مهد الحضارة البشرية كلِّها بسبب قدمها وتميزها في مختلف العلوم، وقد استمرَّ السومريون في حضارتهم حوالي 2000 عام وذلك بسبب استيلاء البابليين على المنطقة عام 2004 قبل الميلاد.[٣]
الأهمية التاريخية للحضارة السومرية
بعد الحديث عن تاريخ السومريين وحضارتهم، إنَّ لحضارة السومريين أهمية كبيرة في تاريخ البشرية فقد جعلها معظم المؤرخين مهد الحضارات البشرية وبداية التاريخ الحقيقي للبشرية، وإنَّما جاءتْ هذه الأهمية من أسباب عديدة، أبرز هذه الأسباب ما يأتي:[٣]
- يُعدُّ المكان الذي نشأت فيه الحضارة السومرية أي بين نهري دجلة والفرات في العراق القديم، كان هذا الانتشار الواسع والمدن الكثيرة ذات التعداد السكاني المرتفع سببًا وراء اعتقاد المؤرخين أنَّ سومر هي التنفيذ الأول لفكرة المجتمع البشري الواحد.
- كان التطور الزراعي والصناعي الملحوظ في سومر أيضًا يعطي هذه الحضارة أهمية تاريخية كبيرة، جعلتها تتربع على رأس الحضارات القديمة من حيث الأهمية والتغيير في سير التاريخ البشري.
- تُعدُّ الكتابة المسمارية التي نشأت عند السومريين أهم إنجازات الحضارة السومرية، فقد ارتبطتْ ارتباطًا وثيقًا باللغة المنطوقة للبشر في تلك الفترة الزمنية، وكانت الكتابة المسمارية على الألواح الطينية أبرز الأشياء المخترعة التي ساهم في حفظ كثير من تاريخ البشر ومعرفتهم القديمة.
سقوط الحضارة السومرية
في ختام الحديث عن تاريخ السومريين وحضارتهم، إنَّ أسبابًا كثيرة كانت وراء اختفاء الحضارة السومرية واندثارها بعد سنوات طويلة من النشوء والثقافة والازدهار، ويرى بعض المؤرخين إنَّ السومريين هاجروا إلى الشمال بعد سقوط مدينة أور فتوقف استخدامك اللغة السومرية واستُبدلتْ هذه اللغة باللغة الأكادية، فكانت هذه بداية سقوط الثقافة السومرية والحضارة السومرية التي استمرَّت لسنين طويلة، ويرى المؤرّخون أيضًا إنَّ التغيرات المناخية التي شهدتها المنطقة التي سكن فيها السومريون كانت وراء هجرتهم وبداية اندثار حضارتهم العظيمة.[٣]
ولكنَّ السبب الراجح وراء سقوط الحضارة السومرية هو الغزو الخارجي فقد غزا العموريون مدينة أور وأسروا ملكها ودمروها ونهبوها، وهذه الحادثة ظهرت في مقطوعات السومريين الأدبية التي حُفظت على الألواح الطينية، ثمَّ قامت مملكة بابل على يد حمورابي والتي أصبحت واحدة من أعظم الإمبراطوريات في تاريخ البشرية فلم يعد اسم الحضارة السومرية يرد في صفحات التاريخ الإنساني القديم.[٤]المراجع[+]
- ↑ "تاريخ العراق"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "سومر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "الحضارة السومرية"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "تاريخ سومر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.