سؤال وجواب

شعر-غزل


الغزل

قبل ذكر بعض من شعر غزل، لا بد من ذكر مفهوم الغزل، وذكر تاريخه، ويتم تعريف شعر الغزل بأنه: فن من فنون الشعر المختلفة، ويتم فيه وصف حسن المحبوب، ووصف حال الحبيب بعد فراق محبوبه، ويتم تقسيم شعر الغزل إلى قسمين، وهما: الغزل الصريح، ومن أسمائه: الغزل الحضري، والقسم الثاني هو الغزل العذري، وله مسميات أخرى، منها: الغزل البدوي والغزل العفيف، وقد كان لكل قسم منهما رواد، إذ كان امرؤ القيس رائد الغزل الصريح، والذي فيه يتم شرح مفاتن المرأة بشكل فاضح، أو وصف أحداث فاحشة معها، وكل ذلك كان منتشرًا بشكل عام بالعصر الجاهلي، وانتهى وجوده بعد ظهور شعر الشعراء، وقد كان يجسد كثيرًا مما يمر به هؤلاء الشعراء من فراق محبوباتهم، وقد أبدع في شعر الغزل كثير من الشعراء، وسيتم تاليًا ذكر أهم شعراء الغزل:[٢]

  • أبو صخر الهذلي.
  • أبو ميادة.
  • كثيّر الخزاعي "كثيّر عَزّة".
  • توبة بن الحمير.
  • جميل بن معمر "جميل بثينة".
  • ذو الرمة.
  • صخر العقيلي.
  • عباس بن الأحنف.
  • عمر بن أبي ربيعة.
  • قيس بن ذريح.
  • قيس بن الملوّح.
  • البحتري.
  • أبو نواس.
  • ابن الفارض.
  • ابن زيدون.
  • ابن خفاجة.
  • جرير.
  • الأخطل.
  • ابن الساعاتي.
  • ليلى الأخيلية.
  • ليلى العامرية.
  • ولّادة بنت المستكفي.
  • نزار قباني.
  • إيليا أبو ماضي.

شعر غزل

بعد ذكر مفهوم الغزل، وذكر أشهر شعراء الغزل، يتم الآن ذكر صور من شعر غزل، على اختلاف العصور الذي نُظم بها، فلم يكن الغزل في العصر الجاهلي كما الغزل في صدر الإسلام، إذ هُذّب فيه الغزل، ونقّي من شوائب الإباحيات في التصوير، وتاليًا تذكر قصائد من شعر غزل:[٣]

وَرِداءِ لَيلٍ باتَ فيهِ مُعانِقي

طَيفٌ أَلَمَّ لِظَبيَةِ الوَعساءِ

فَجَمَعتُ بَينَ رُضابِهِ وَشَرابِهِ

وَشَرِبتُ مِن ريقٍ وَمِن صَهباءِ

وَلَثَمتُ في ظَلماءِ لَيلَةِ وَفرَةٍ

شَفَقاً هُناكَ لِوَجنَةٍ حَمراءِ

وَاللَيلُ مُشمَطُّ الذَوائِبِ كَبرَةً

خَرِفٌ يَدُبُّ عَلى عَصا الجَوزاءِ

ثُمَّ انثَنى وَالسُكرُ يَسحَبُ فَرعَهُ

وَيَجُرُّ مِن طَرَبٍ فُضولَ رِداءِ

تَندى بِفيهِ أُقحُوانَةُ أَجرَعٍ

قَد غازَلَتها الشَمسُ غِبَّ سَماءِ

وَتَميسُ في أَثوابِهِ رَيحانَةٌ

كَرَعَت عَلى ظَمَإٍ بِجَدوَلِ ماءِ

نَفّاحَةُ الأَنفاسِ إِلّا أَنَّها

حَذَرَ النَوى خَفّاقَةُ الأَفياءِ

فَلَوَيتُ مَعطِفَها اِعتِناقاً حَسبُها

فيهِ بِقَطرِ الدَمعِ مِن أَنواءِ

وَالفَجرُ يَنظُرُ مِن وَراءِ غَمامَةٍ

عَن مُقلَةٍ كُحِلَت بِها زَرقاءِ

فَرَغِبتُ عَن نورِ الصَباحِ لِنَورَةٍ

أُغرى لَها بِبَنفسَجِ الظَلماءِ
  • ومن أجمل ما قيل من شعر غزل:[٤]

أرى الشعر إلا فيك تزهو سطوره

وينساب من فرط السرور نميره

فأنت له يا قرة العين واحة

يحف بها روض تهادى غديره

فإن حلقت ألفاظه وتألقت

معانيه فالحب الجميل أميره

يوجهه للبيّنات فيرتوي

من المنهل العذب المصفى شعوره

فأنت له يا نفحة العمر ظله

ومغناه في دنيا الهوى وزهوره

وأنفاسه من طيب رياك تنتشي

ولولاك ما طابت ونثت عطوره

ولولاك ما غنى على البان ساجع

ولا رفرفت في الخافقين طيوره

ولولاك ما حلو الزمان ومره

بمجد ولا برد الفضا وهجيره

فحبك إكسير الحياة وروحه

ومأوى فؤاد لم يجد من يجيره

سواك وأما في سواك فليس لي

مراد وقلبي ما سواك يثيره

وما قلت من شعر ففيك نظيمه

وما قلت من نثر ففيك نثيره

أبى الشعر إلا فيك يا غاية المنى

تضيء بنور الرائعات سطوره
  • ومن أجمل قيل من شعر غزل:[٥]

بانَت سُعادُ فَفي العَينَينِ مَلمولُ

مِن حُبِّها وَصَحيحُ الجِسمِ مَخبولُ

فَالقَلبُ مِن حُبِّها يَعتادُهُ سَقَمٌ

إِذا تَذَكَّرتُها وَالجِسمُ مَسلولُ

وَإِن تَناسَيتُها أَو قُلتُ قَد شَحَطَت

عادَت نَواشِطُ مِنها فَهوَ مَكبولُ

مَرفوعَةٌ عَن عُيونِ الناسِ في غُرَفٍ

لا يَطمَعُ الشُمطُ فيها وَالتَنابيلُ

يُخالِطُ القَلبَ بَعدَ النَومِ لَذَّتُها

إِذَ تَنَبَّهَ وَاِعتَلَّ المَتافيلُ

يُروي العِطاشَ لَها عَذبٌ مُقَبَّلُهُ

في جيدِ آدَمَ زانَتهُ التَهاويلُ

حَليٌ يَشُبُّ بَياضَ النَحرِ واقِدُهُ

كَما تُصَوَّرُ في الدَيرِ التَماثيلُ

أَو كَالعَسيبِ نَماهُ جَدوَلٌ غَدِقٌ

وَكَنَّهُ وَهَجَ القَيظِ الأَظاليلُ

غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها

كَأَنَّها أَحوَرُ العَينَينِ مَكحولُ

أَخرَقَهُ وَهوَ في أَكنافِ سِدرَتِهِ

يَومٌ تُضَرِّمُهُ الجَوزاءُ مَشمولُ

فَسَلِّها بِأَمونِ اللَيلِ ناجِيَةٍ

فيها هِبابٌ إِذا كَلَّ المَراسيلُ

قَنواءَ نَضّاخَةِ الذِفرى مُفَرَّجَةٍ

مِرفَقُها عَن ضُلوعِ الزَورِ مَفتولُ

تَسمو كَأَنَّ شَراراً بَينَ أَذرُعِها

مِن ناسِفِ المَروِ مَرضوحٌ وَمَنجولُ

كَأَنَّها واضِحُ الأَقرابِ في لِقَحٍ

أَسمى بِهِنَّ وَعِزَّتهُ الأَناصيلُ

تَذَكَّرَ الشِربَ إِذ هاجَت مَراتِعُهُ

وَذو الأَشاءِ طَريقُ الماءِ مَشغولُ

فَظَلَّ مُرتَبِئاً عَطشانَ في أَمرٍ

كَأَنَّ ما مَسَّ مِنهُ الشَمسُ مَملولُ

يَقسِمُ أَمراً أَبَطنَ الغَيلِ يورِدُها

أَم بَحرَ عانَةَ إِذ نَشفَ البَراغيلُ

فَأَجمَعَ الأَمرَ أُصلاً ثُمَّ أَورَدَها

وَلَيسَ ماءٌ بِشُربِ البَحرِ مَعدولُ

فَهاجَهُنَّ عَلى الأَهواءِ مُنحَدِرٌ

وَقعُ قَوائِمِهِ في الأَرضِ تَحليلُ

قارِحُ عامَينِ قَد طارَت نَسيلَتُهُ

سُنبُكُهُ مِن رُضاضِ المَروِ مَفلولُ

يَحدو خِماصاً كَأَعطالِ القَسِيِّ لَهُ

مِن وَقعِهِنَّ إِذا عاقَبنَ تَخبيلُ

أَورَدَها مَنهَلاً زُرقاً شَرائِعُهُ

وَقَد تَعَطَّشَتِ الجِحشانُ وَالحولُ

يَشرَبنَ مِن بارِدٍ عَذبٍ وَأَعيُنُها

مِن حَيثُ تَخشى وَوارى الرامِيَ الغيلُ

نالَت قَليلاً وَخاضَت ثُمَّ أَفزَعَها

مُرَمَّلٌ مِن دِماءِ الوَحشِ مَعلولُ

فَاِنصَعنَ كَالطَيرِ يَحدوهُنَّ ذو زَجَلٍ

كَأَنَّهُ في تَواليهِنَّ مَشكولُ

مُستَقبِلٌ وَهَجَ الجَوزاءِ يَهجِمُها

سَحَّ الشَآبيبِ شَدٌّ فيهِ تَعجيلُ

إِذا بَدَت عَورَةٌ مِنها أَضَرَّ بِها

بادي الكَراديسِ خاظي اللَحمِ زُغلولُ

يَتبَعُهُ مِثلُ هُدّابِ المُلاءِ لَهُ

مِنها أَعاصيرُ مَقطوعٌ وَمَوصولُ

يا أَيُّها الراكِبُ المُزجي مَطِيَّتَهُ

أَسرِع فَإِنَّكَ إِن أُدرِكتَ مَقتولُ

لا يَخدَعَنَّكَ كَلبِيٌّ بِذِمَّتِهِ

إِنَّ القُضاعِيَّ إِن جاوَزتَهُ غولُ

كَم قَد هَجَمنا عَلَيهِم مِن مُسَوَّمَةٍ

شُعثٍ فَوارِسُها البيضُ البَهاليلُ

نَسبي النِساءَ فَما تَنفَكُّ مُردَفَةً

قَد أَنهَجَت عَن مَعاريها السَرابيلُ
  • ومن أجمل ما قيل من شعر غزل:[٦]

يا أُختَ ناجِبَةَ اِبنِ سامَةَ إِنَّني

أَخشى عَلَيكِ بَنِيَّ إِن طَلَبوا دَمي

لَن يَقبَلوا دِيَةً وَلَيسوا أَو يَرَوا

مِنّي الوَفاءَ وَلَن يَرَوهُ بِنُوَّمِ

فَالمَوتُ أَروَحُ مِن حَياةٍ هاكَذا

إِن أَنتِ مِنكِ بِنائِلٍ لَم تُنعِمي

هَل أَنتِ راجِعَةٌ وَأَنتِ صَحيحَةٌ

لِبَنِيَّ شِلوَ أَبيهِمِ المُتَقَسَّمِ

وَلَقَد ضَنيتُ مِنَ النِساءِ وَلا أَرى

كَضَناً بِنَفسي مِنكِ أُمَّ الهَيثَمِ

كَيفَ السَلامَةُ بَعدَما تَيَّمتِني

وَتَرَكتِ قَلبي مِثلَ قَلبِ الأَيهَمِ

قَطَّعتِ نَفسي ما تَجيءُ سَريحَةً

وَتَرَكتِني دَنِفاً عُراقَ الأَعظُمِ

وَلَقَد رَمَيتِ إِلَيَّ رَميَةَ قاتِلٍ

مِن مُقلَتَيكِ وَعارِضَيكِ بِأَسهُمِ

فَأَصَبتِ مِن كَبِدي حُشاشَةَ عاشِقٍ

وَقَتَلتِني بِسِلاحِ مَن لَم يُكلَمِ

فَإِذا حَلَفتِ هُناكَ أَنَّكِ مِن دَمي

لَبَريئَةٌ فَتَحَلَّلي لا تَأثَمي

وَلَئِن حَلَفتُ عَلى يَدَيكِ لَأَحلِفَن

بِيَمينِ أَصدَقِ مِن يَمينِكِ مُقسِمِ

بِاللَهِ رَبِّ الرافِعينَ أَكُفَّهُم

بَينَ الحَطيمِ وَبَينَ حَوضَي زَمزَمِ

فَلَأَنتِ مِن خَلَلِ الحِجالِ قَتَلتِني

إِذ نَحنُ بِالحَدَقِ الذَوارِفِ نَرتَمي

إِذ أَنتِ مُقبِلَةٌ بِعَينَي جُؤذَرٍ

وَبِجيدِ أُمِّ أَغَنَّ لَيسَ بِتَوأَمِ
  • ومن اجمل ما نظم من شعر غزل:[٧]

أَلا أَيُّها القَلبُ الطَروبُ المُكَلَّفُ

أَفِق رُبَّما يَنأى هَواكَ وَيُسعِفُ

ظَلِلتَ وَقَد خَبَّرتَ أَن لَستَ جازِعاً

لِرَبعٍ بِسَلمانينَ عَينُكَ تَذرِفُ

وَتَزعُمُ أَنَّ البَينَ لا يَشعَفُ الفَتى

بَلى مِثلَ بَيني يَومَ لُبنانَ يَشعَفُ

وَطالَ حِذاري غُربَةَ البَينِ وَالنَوى

وَأُحدوثَةٌ مِن كاشِحٍ يَتَقَوَّفُ

وَلَو عَلِمَت عِلمي أُمامَةُ كَذَّبَت

مَقالَةَ مَن يَنعى عَلَيَّ وَيَعنُفُ

بِأَهلِيَ أَهلُ الدارِ إِذ يَسكُنونَها

وَجادَكِ مِن دارٍ رَبيعٌ وَصَيِّفُ

سَمِعتُ الحَمامَ الوُرقَ في رَونَقِ الضُحى

بِذي السِدرِ مِن وادي المَراضَينِ تَهتِفُ

نَظَرتُ وَرائي نَظرَةً قادَها الهَوى

وَأُلحي المَهارى يَومَ عُسفانَ تَرجُفُ

تَرى العِرمِسَ الوَجناءَ يَدمى أَظَلُّها

وَتُحذى نِعالاً وَالمَناسِمُ رُعَّفُ

مَدَدنا لِذاتِ البَغيِ حَتّى تَقَطَّعَت

أَزابِيُّها وَالشَدقَمِيُّ المُعَلَّفُ

ضَرَحنَ حَصى المَعزاءِ حَتّى عُيونُها

مُهَجِّجَةٌ أَبصارُهُنَّ وَذُرَّفُ

كَأَنَّ دِياراً بَينَ أَسنِمَةِ النَقا

وَبَينَ هَذاليلِ النَحيزَةِ مُصحَفُ

فَلَستُ بِناسٍ ما تَغَنَّت حَمامَةٌ

وَلا ما ثَوى بَينَ الجَناحَينِ زَفزَفُ

دِياراً مِنَ الحَيِّ الَّذينَ نُحِبُّهُم

زَمانَ القِرى وَالصارِخُ المُتَلَهِّفُ

هُمُ الحَيُّ يَربوعٌ تَعادى جِيادُهُم

عَلى الثَغرِ وَالكافونَ ما يُتَخَوَّفُ

عَلَيهِم مِنَ الماذِيِّ كُلُّ مُفاضَةٍ

دِلاصٍ لَها ذَيلٌ حَصينٌ وَرَفرَفُ

وَلا يَستَوي عَقرُ الكَزومِ بِصَوأَرٍ

وَذو التاجِ تَحتَ الرايَةِ المُتَسَيِّفُ

وَمَولى تَميمٍ حينَ يَأوي إِلَيهِمُ

وَإِن كانَ فيهِم ثَروَةُ العِزِّ مُنصِفُ

بَني مالِكٍ جاءَ القُيونُ بِمُقرِفٍ

إِلى سابِقٍ يَجري وَلا يَتَكَلَّفُ

وَما شَهِدَت يَومَ الإِيادِ مُجاشِعٌ

وَذا نَجَبٍ يَومَ الأَسِنَّةِ تَرعَفُ

فَوارِسُنا الحُوّاطُ وَالسَرحُ دونَهُم

وَأَردافُنا المَحبُوُّ وَالمُتَنَصَّفُ

لَقَد مُدَّ لِلقَينِ الرِهانُ فَرَدَّهُ

عَنِ المَجدِ عِرقٌ مِن قُفَيرَةَ مُقرِفُ

لَحى اللَهُ مَن يَنبو الحُسامُ بِكَفِّهِ

وَمَن يَلِجُ الماخورَ في الحِجلِ يَرسُفُ

تَرَفَّقتَ بِالكيرَينَ قَينَ مُجاشِعٍ

وَأَنتَ بِهَزِّ المَشرَفِيَّةِ أَعنَفُ

وَتُنكِرُ هَزَّ المَشرَفِيِّ يَمينُهُ

وَيَعرِفُ كَفَّيهِ الإِناءُ المُكَتَّفُ

وَلَو كُنتَ مِنّا يا اِبنَ شِعرَةَ ما نَبا

بِكَفَّيكَ مَصقولُ الحَديدَةِ مُرهَفُ

عَرَفتُم لَنا الغُرَّ السَوابِقَ قَبلَكُم

وَكانَ لِقَينَيكَ السُكَيتُ المُخَلَّفُ

نُعِضُّ المُلوكَ الدارِعينَ سُيوفُنا

وَدَفُّكَ مِن نَفّاخَةِ الكيرِ أَجنَفُ

أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَخزى مُجاشِعاً

إِذا ضَمَّ أَفواجَ الحَجيجِ المُعَرَّفُ

وَيَومَ مِنىً نادَت قُرَيشٌ بِغَدرِهِم

وَيَومَ الهَدايا في المَشاعِرِ عُكَّفُ

وَيُبغِضُ سِترُ البَيتِ آلَ مُجاشِعٍ

وَحُجّابُهُ وَالعابِدُ المُتَطَوِّفُ

وَكانَ حَديثَ الرَكبِ غَدرُ مُجاشِعٍ

إِذا اِنحَدَروا مِن نَخلَتَينِ وَأَوجَفوا

وَإِنَّ الحَوارِيَّ الَّذي غَرَّ حَبلُكُم

لَهُ البَدرُ كابٍ وَالكَواكِبُ كُسَّفُ

وَلَو في بَني سَعدٍ نَزَلتَ لَما عَصَت

عَوانِدُ في جَوفِ الحَوارِيِّ نُزَّفُ

فَلَستَ بِوافٍ بِالزُبَيرِ وَرَحلِهِ

وَلا أَنتَ بِالسيدانِ بِالحَقِّ تُنصِفُ

بَنو مِنقَرٍ جَرّوا فَتاةَ مُجاشِعٍ

وَشَدَّ اِبنُ ذَيّالٍ وَخَيلُكَ وُقَّفُ

فَباتَت تُنادي غالِباً وَكَأَنَّها

عَلى الرَضفِ مِن جَمرِ الكَوانينِ تُرضَفُ

وَهُم كَلَّفوها الرَملَ رَملَ مُعَبِّرٍ

تَقولُ أَهَذا مَشيُ حُردٍ تَلَقُّفُ

وَإِنّي لَتَبتَزُّ المُلوكَ فَوارِسي

إِذا غَرَّهُم ذو المِرجَلِ المُتَجَخِّفُ

أَلَم تَرَ تَيمٌ كَيفَ يَرمي مُجاشِعاً

شَديدُ حِبالِ المِنجَنيقَينِ مِقذَفُ

عَجِبتُ لِصِهرٍ ساقَكُم آلَ دِرهَمٍ

إِلى صِهرِ أَقوامٍ يُلامُ وَيُصلَفُ

لَئيمانِ هاذي يَدَّعيها اِبنُ دِرهَمٍ

وَهذا اِبنُ قَينٍ جِلدُهُ يَتَوَسَّفُ

وَحالَفتُمُ لِلُؤمِ يا آلَ دِرهَمٍ

حِلافَ النَصارى دينَ مَن يَتَحَنَّفُ

أَتَمدَحُ سَعداً حينَ أَخزَت مُجاشِعاً

عَقيرَةُ سَعدٍ وَالخِباءُ مُكَشَّفُ

نَفاكَ حَجيجُ البَيتِ عَن كُلِّ مَشعَرٍ

كَما رُدَّ ذو النُمِّيَّتَينِ المُزَيَّفُ

وَما زِلتَ مَوقوفاً عَلى بابِ سَوءَةٍ

وَأَنتَ بِدارِ المُخزِياتِ مُوَقَّفُ

أَلُؤماً وَإِقراراً عَلى كُلِّ سَوءَةٍ

فَما لِلمَخازي عَن قُفَيرَةَ مَصرَفُ

أَلَم تَرَ أَنَّ النَبعَ يَصلُبُ عودُهُ

وَلا يَستَوي وَالخِروَعُ المُتَقَصِّفُ

وَما يَحمَدُ الرَضيافُ رِفدَ مُجاشِعٍ

إِذا رَوَّحَت حَنانَةُ الريحِ حَرجَفُ

إِذا الشَولُ راحَت وَالقَريعُ أَمامَها

وَهُنَّ ضَئيلاتُ العَرائِكِ شُسَّفُ

وَقائِلَةٍ ما لِلفَرَزدَقِ لا يُرى

عَلى السِنِّ يَستَغني وَلا يَتَعَفَّفُ

يَقولونَ كَلّا لَيسَ لِلقَينِ غالِبٌ

بَلى إِنَّ ضَربَ القَينِ بِالقَينِ يُعرَفُ

أَخو اللُؤمِ ما دامَ الغَضا حَولَ عَجلَزٍ

وَما دامَ يُسقى في رَمادانَ أَحقَفُ

إِذا ذُقتَ مِنّي طَعمَ حَربٍ مَريرَةٍ

عَطَفتُ عَلَيكَ الحَربَ وَالحَربُ تُعطَفُ

تَروغُ وَقَد أَخزَوكَ في كُلِّ مَوطِنٍ

كَما راغَ قِردُ الحَرَّةِ المُتَخَذَّفُ

أَتَعدِلُ كَهفاً لا تُرامُ حُصونُهُ

بِهاري المَراقي جولُهُ يَتَقَصَّفُ

تَحوطُ تَميمٌ مَن يَحوطُ حِماهُمُ

وَيَحمي تَميماً مَن لَهُ ذاكَ يُعرَفُ

أَنا اِبنُ أَبي سَعدٍ وَعَمروٍ وَمالِكٍ

أَنا اِبنُ صَميمٍ لا وَشيظٍ تَحَلَّفوا

إِذا خَطَرَت عَمروٌ وَرائي وَأَصبَحَت

قُرومُ بَني بَدرٍ تَسامى وَتَصرِفُ

وَلَم أَنسَ مِن سَعدٍ بِقُصوانَ مَشهَداً

وَبِالأُدَمى ما دامَتِ العَينُ تَطرِفُ

وَسَعدٌ إِذا صاحَ العَدُوُّ بِسَرحِهِم

أَبَوا أَن يُهَدَّوا لِلصِياحِ فَأَزحَفوا

دِيارُ بَني سَعدٍ وَلا سَعدَ بَعدَهُم

عَفَت غَيرَ أَنقاءِ بِيَبرينَ تَعزِفُ

إِذا نَزَلَت أَسلافُ سَعدٍ بِلادَها

وَأَثقالُ سَعدٍ ظَلَّتِ الأَرضُ تَرجُفُ
  • ومن أشهر ما نظم من شعر غزل:[٨]

بانَت سُعادُ فَفي العَينَينِ تَسهيدُ

وَاِستَحقَبَت لُبَّهُ فَالقَلبُ مَعمودُ

وَقَد تَكونُ سُلَيمى غَيرَ ذي خُلُفٍ

فَاليَومَ أَخلَفَ مِن سَلمى المَواعيدُ

لَمعاً وَإيماضَ بَرقٍ ما يَصوبُ لَنا

وَلَو بَدا مِن سُلَيمى النَحرُ وَالجيدُ

إِمّا تَريني حَناني الشيبُ مِن كِبَرٍ

كَالنَسرِ أَرجُفُ وَالإِنسانُ مَهدودُ

وَقَد يَكونُ الصِبا مِنّي بِمَنزِلَةٍ

يَوماً وَتَقتادُني الهيفُ الرَعاديدُ

يا قَلَّ خَيرُ الغَواني كَيفَ رُغنَ بِهِ

فَشِربُهُ وَشَلٌ فيهِنَّ تَصريدُ

أَعرَضنَ مِن شَمَطٍ في الرَأسِ لاحَ بِهِ

فَهُنَّ مِنّي إِذا أَبصَرنَني حيدُ

قَد كُنَّ يَعهَدنَ مِنّي مَضحَكاً حَسَناً

وَمَفرِقاً حَسَرَت عَنهُ العَناقيدُ

فَهُنَّ يَشدونَ مِنّي بَعضَ مَعرِفَةٍ

وَهُنَّ بِالوُدِّ لا بُخلٌ وَلا جودُ

قَد كانَ عَهدي جَديداً فَاِستُبِدَّ بِهِ

وَالعَهدُ مُتَّبَعٌ ما فيهِ مَنشودُ

يَقُلنَ لا أَنتَ بَعلٌ يُستَقادُ لَهُ

وَلا الشَبابُ الَّذي قَد فاتَ مَردودُ

هَلِ الشَبابُ الَّذي قَد فاتَ مَردودُ

أَم هَل دَواءٌ يَرُدُّ الشَيبَ مَوجودُ

لَن يَرجِعَ الشيبُ شُبّاناً وَلَن يَجِدوا

عِدلَ الشَبابِ لَهُم ما أَورَقَ العودُ

إِنَّ الشَبابَ لَمَحمودٌ بَشاشَتُهُ

وَالشَيبُ مُنصَرَفٌ عَنهُ وَمَصدودُ

أَما يَزيدُ فَإِنّي لَستُ ناسِيَهُ

حَتّى يُغَيِّبَني في الرَمسِ مَلحودُ

جَزاكَ رَبُّكَ عَن مُستَفرِدٍ وَحَدٍ

نَفاهُ عَن أَهلِهِ جُرمٌ وَتَشريدُ

مُستَشرَفٍ قَد رَماهُ الناسُ كُلُّهُمُ

كَأَنَّهُ مِن سُمومِ الصَيفِ سَفّودُ

جَزاءَ يوسُفَ إِحساناً وَمَغفِرَةٍ

أَو مِثلَما جُزِيَ هارونٌ وَداوُودُ

أَو مِثلَ ما نالَ نوحٌ في سَفينَتِهِ

إِذِ اِستَجابَ لِنوحٍ وَهوَ مَنجودُ

أَعطاهُ مِن لَذَّةِ الدُنيا وَأَسكَنَهُ

في جَنَّةٍ نَعمَةٌ مِنها وَتَخليدُ

فَما يَزالُ جَدا نُعماكَ يَمطُرُني

وَإِن نَأَيتُ وَسَيبٌ مِنكَ مَرفودُ

هَل تُبلِغَنّي يَزيداً ذاتُ مَعجَمَةٍ

كَأَنَّها صَخرَةٌ صَمّاءُ صَيخودُ

مِنَ اللَواتي إِذا لانَت عَريكَتُها

كانَ لَها بَعدَهُ آلٌ وَمَجلودُ

تَهدي سَواهِمَ يَطويها العَنيقُ بِنا

فَالعيسُ مُنعَلَةٌ أَقرابُها سودُ

تَلفَحُهُنَّ حَرورٌ كُلَّ هاجِرَةٍ

فَكُلُّها نَقِبُ الأَخفافِ مَجهودُ

كَأَنَّها قارِبٌ أَقرى حَلائِلَهُ

ذاتَ السَلاسِلِ حَتّى أَيبَسَ العودُ

ثُمَّ تَرَبَّعَ أُبلِيّاً وَقَد حَمِيَت

مِنهُ الدَكادِكُ وَالأُكمُ القَراديدُ

فَظَلَّ مُرتَبِئاً وَالأُخذُ قَد حَمِيَت

وَظَنَّ أَنَّ سَبيلَ الأُخذِ مَثمودُ

ثُمَّ اِستَمَرَّ يُجاريهِنَّ لا ضَرَعٌ

مُهرٌ وَلا ثَلِبٌ أَفناهُ تَعويدُ

طاوي المِعى لاحَهُ التَعداءُ صَيفَتَهُ

كَأَنَّما هُوَ في آثارِها سيدُ

ضَخمُ المِلاطَينِ مَوّارُ الضُحى هَزِجٌ

كَأَنَّ زُبرَتَهُ في الآلِ عُنقودُ

يَنضِحنَهُ بِصِلابٍ ما تُؤَيِّسُهُ

قَد كانَ في نَحرِهِ مِنهُنَّ تَفصيدُ

فَهُنَّ يَنبونَ عَن جَأبِ الأَديمِ كَما

تَنبو عَنِ البَقَرِيّاتِ الجَلاميدُ

إِذا اِنصَما حَنِقاً حاذَرنَ شَدَّتَهُ

فَهُنَّ مِن خَوفِهِ شَتّى عَباديدُ

يَنصَبُّ في بَطنِ أُبلِيٍّ وَيَبحَثُهُ

في كُلِّ مُنبَطَحٍ مِنهُ أَخاديدُ

إِذا أَرادَ سِوى أَطهارِها اِمتَنَعَت

مِنهُ سَراعيفُ أَمثالُ القَنا قودُ

يَصيفُ عَنهُنَّ أَحياناً بِمَنخِرِهِ

فَبِاللَبانِ وَبِاللِيتَينِ تَكديدُ

يَنضِحنَ بِالبَولِ أَولاداً مُغَرَّقَةً

لَم تَفتَحِ القُفلَ عَنهُنَّ الأَقاليدُ

بَناتِ شَهرَينِ لَم يَنبُت لَها وَبَرٌ

مِثلَ اليَرابيعِ حُمرٌ هُنَّ أَو سودُ

مِثلَ الدَعاميصِ في الأَرحامِ غائِرَةً

سُدَّ الخَصاصُ عَلَيها فَهوَ مَسدودُ

تَموتُ طَوراً وَتَحيا في أَسِرَّتِها

كَما تَفَلَّتُ في الرُبطِ المَراويدُ

كَأَنَّ تَعشيرَهُ فيها وَقَد وَرَدَت

عَينَي فَصيلٍ قُبَيلَ الصُبحِ تَغريدُ

ظَلَّ الرُماةُ قُعوداً في مَراصِدِهِم

لِلصَيدِ كُلَّ صَباحٍ عِندَهُم عيدُ

مِثلَ الذِئابِ إِذا ما أَوجَسوا قَنَصاً

كانَت لَهُم سَكتَةٌ مُصغٍ وَمَبلودُ

بِكُلِّ زَوراءَ مِرنانٍ أُعِدَّ لَها

مُداخَلٌ صَحِلٌ بِالكَفِّ مَمدودُ

عَلى الشَرائِعِ ما تَنمي رَمِيَّتُهُم

لَهُم شِواءٌ إِذا شاؤوا وَتَقديدُ

المراجع[+]

  1. "غزل"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
  2. "شعراء غزل"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020.
  3. "ورداء ليل بات فيه معانقي"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020.
  4. "إكسير الحياة"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020.
  5. "بانت سعاد ففي العينين ملمول"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020.
  6. "يا أخت ناجبة ابن سامة إنني"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020.
  7. "ألا أيها القلب الطروب المكلف"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020.
  8. "بانت سعاد ففي العينين تسهيد"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020.