سؤال وجواب

أسباب-اندلاع-الثورة-الجزائرية


الثورة الجزائرية

ثورة التحرير الجزائريّة، هي ثورة تحرّر شَعبية اندلعت في الأول من نوفمبر 1954 بمشاركة حوالي 1200 مجاهد ضد المستعمر الفرنسي، فسارعت حكومة الاحتلال الفرنسي "منداز فرانس" إلى حَبس كثير من الجزائريين في محاولة فاشلة لإحباط الثورة من تنفيذ أعمال عسكرية كبرى. والجزائر هي دولة عربية ذات سيادة تقع في شمال إفريقيا، وعاصمتها مدينة الجزائر، تطل شمالًا على البحر الأبيض المتوسط، وبسبب موقعها الهام والقريب من فرنسا، وكثرة مواردها الطبيعية، احتلها الاستعمار الفرنسي في الخامس من يوليو سنة 1830م، وبقي حتى الخامس من يوليو سنة 1962م نتيجة اندلاع الثورة الجزائرية التي استمرت حوالي سبعة أعوام، وراح ضحيتها حوالي مليون شهيد؛ وفي هذا الموضوع بعض أسباب اندلاع الثورة الجزائرية.[١]

الاستعمار الفرنسي للجزائر

وهو رأس أسباب اندلاع الثورة الجزائرية، بدأ الاحتلال الفرنسي للجزائر في 5 يوليو 1830 حتى 5 يوليو 1962، استعملت فرنسا حادثة المروحة 30 أبريل 1827 لكي تكون سببًا لاحتلالها للجزائر، إلا أن فرنسا كانت تنوي احتلال الجزائر منذ عهد نابليون بونابرت، وقد أتت فرنسا للجزائر منطلقة من ميناء طولون، وبلغ عدد الجنود الذين ضمتهم الحملة 37.600 جندي، ووصلت هذه الحملة إلى سيدي فرج في 14 يونيو 1830، وبعد الإحتلال فرضت فرنسا على الجزائريين قانون الأهالي.[٢]

عرفت الجزائر مقاومة عسكرية طويلة ضد الاحتلال الفرنسي، بقيادة كل من الأمير عبد القادر الجزائري في الغرب، والباي الحاج أحمد في الشرق، تلتها بعد ذلك انتفاضات شعبية، وبعدها راحت فرنسا تكرس وجودها في الجزائر، وتعمل على تنظيم إدارتها، بحيث تستطيع القضاء على كل ما له علاقة بأصالة الشعب وثقافته ولغته وتقاليده، فأشعلت بذلك أسباب اندلاع الثورة الجزائرية، لكن إصرار الشعب الجزائري على التمسك بهذه المقومات أفشل خطة الاستيطان الفرنسي، وتجلى هذا التمسك بالمطالب الاجتماعية التي رفعها الأعيان والجمعيات والأحزاب السياسية إلى السلطات الفرنسية، والتي رفضت حكوماتها المتعاقبة الحوار حولها، بل راحت ترد على هذه المطالب بأساليب شتى من القمع والقتل والسجن والنفي والتضييق على الحريات وتزوير الانتخابات، وأمام هذا الواقع وجدت الحركة الوطنية الجزائرية نفسها أمام خيار واحد لاسترجاع الحرية والاستقلال، وهو الكفاح المسلح.[٢]

لهذا بدأ الحزب الوطني وحركة انتصار الحريات الديمقراطية، بالتحضير للكفاح المسلح، وهذا على الرغم من الأوضاع الصعبة، سواءً تعلق الأمر بالضغوط والتشديد الفرنسي، أم تلك الأزمة التي عرفها حزب الشعب الجزائري نفسه، وتمّ تحديد تاريخ الأول من نوفمبر 1954 لانطلاق الكفاح المسلح تحت لواء جبهة التحرير الوطني الجزائرية.[٢]

الإطار التاريخي والعالمي

تميزت الفترة ما بين عامي 1945 إلى 1954 بالصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي لأجل السيطرة على العالم، فأسهم هذا في تقوية أسباب اندلاع الثورة الجزائرية، وشهدت الحقبة صراعات وأزمات كبرى بسبب هذا التنافس، وسيطر شبح حربٍ عالمية جديدة، وفي هذا الوضع المحموم من الحرب الباردة، وجدت الدول المستقلة حديثًا نفسها أمام خيارين، وهما الانضمام إلى أحد هذين المعسكرين العالميين، إلا أن بعض الدول حاولت رفض الخيارين وفضلت عدم الانحياز؛ لأنها اعتبرت النهوض والتحرر من الاستعمار أولوية للشعوب، وبسبب فترة الهدوء بعد عام 1953 عادت المشاكل الاستعمارية لتتصدر الواجهة، ويُعتقد بأن فرنسا كانت الوحيدة بتأخر إدراك التغييرات التي حصلت في المستعمرات، ورغم أن نية الإصلاح قد ظهرت خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن المشروعات الإصلاحية لم تكن بالقدر المطلوب، وجاءت محاولاتها الإصلاحية بعيدة كثيرًا عن طموحات الشعوب.[٣]

أسباب اندلاع الثورة الجزائرية

لا تنحصر قائمة أسباب اندلاع الثورة الجزائرية، لكن يمكن القول بأن أهم هذه الأسباب هي عقم المقاومة السلمية وفشل المؤتمرات الدولية والمباحثات مع فرنسا والدول الغربية الكبرى في تحقيق استقلال الجزائر، ومن أبرز الأسباب أيضًا:[١]

  • فشل سياسات حكومة الاحتلال الفرنسي بتوفير حياة كريمة للشعب الجزائري، والنقص في الخدمات الأساسية، إضافة إلى عجز إصلاحات هذه الحكومة في تحسين أوضاع الناس المعيشية.
  • رغبة الشعب الجزائري بالتحرّر والعيش بكرامة، خاصةً بسبب جهود المحتل الفرنسي في محاولة طمس معالم الهوية العربية في المدن الجزائرية، ومحاربته الإسلام وتعاليمه، واعتماده للغة الفرنسية لغةً رسمية، إضافة إلى منع تعليم اللغة العربية.
  • الأزمة السياسية التي عرفها حزب الشعب وانقسامه بين المصاليين والمركزيين، ويُعتبر هذا من أهم أسباب اندلاع الثورة الجزائرية.
  • تنامي وانتشار حركات التحرر من الاستعمار في معظم العالم العربي، خاصةً في الدول المجاورة تونس، والمغرب، مما ساعد في انتقال العدوى الثورية.

أهداف الثورة الجزائرية

ممّا لا شك فيه أن الأهداف تكمن في معالجة أسباب اندلاع الثورة الجزائرية، ولما كانت هذه الأهداف عادةً غير موضحة، وظلت كامنة بين السطور في الموضوعات التي تتحدث عن الثورة الجزائرية، فمن الأفضل محاولة حصرها فيما يأتي:[٢]

  • تحقيق استقلال دولة وشعب الجزائر وطرد المستعمر الفرنسي عن كامل الأرض والتراب الجزائري.
  • تأسيس دولة جديدة ذات سيادةٍ تمتد على طول الحدود الجزائرية البرية والبحرية، وذلك تحت قيادة جزائرية، وإنشاء دستور جزائري مستقل في ضوء من الشريعة الإسلامية.
  • إنهاء الوجود الفرنسي الاستعماري الذي يتحكم بالمصالح الوطنية ويستولي على خيرات البلاد، وإنهاء التبعية لفرنسا.
  • إقامة دولة ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان وحرية كافة الأطياف السياسية.
  • تحرير الشعب الجزائري من الذلّ والإهانة الذي مارسه الاستعمار عليهم، ورفع حالة الفقر والحرمان.
  • إعادة المكانة للغة العربية واستخدامها لغةً رسمية، واستعادة التقاليد الجزائرية الأصيلة التي كان يحاول المستعمر الفرنسي طمسها.
  • مساعدة الحركات التحررية الأخرى في دول الجوار العربي، لطرد الاستعمار الفرنسي والإيطالي.
  • مكافحة الفساد، ونشر الإصلاح والنزاهة في كافة مرافق الدولة.
  • توحيد أبناء الشعب الجزائري تحت راية دولة واحدة، والحفاظ على وحدة أرض الجزائر.
  • الحصول على اعتراف دوليّ بدولة الجزائر أرضًا عربية ذات سيادة مستقلة، وإنهاء أسطورة أنها جزء من الأراضي الفرنسية.
  • العمل على تشكيل طبيعة العلاقة مع الدولة الفرنسية في ضوء الندية والاحترام الناتج عن الاعتراف بتعادل القوى بين الجانبين.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "ثورة التحرير الجزائرية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "الثورة الجزائرية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  3. محمد حربي (1994)، الثورة الجزائرية، صفحة 5. بتصرّف.