نبذة-عن-رواية-العمى
جوزيه ساراماغو
عندما يُسمع باسم رواية العمى فإنّ أوّل ما يخطر على البال هو مؤلّفها البرتغاليّ جوزيه ساراماغو، الكاتب والصّحفيّ والمسرحيّ الذي حاز على جائزة نوبل في حياته، هو جوزيه دي سوزا ساراماغو، كاتب برتغالي ولد لأسرة من المُزارعين الفقراء في البرتغال، عمِل في صناعة الأقفال وتركها لينتقل بعدها إلى الصحافة ومن ثَمّ تفرّغ كليًّا للأدب فأصدر روايته الأولى أرض الخطيئة، وتوقّف بعدها عشرين عامًا ليأتي بديوانه الشعريّ بعنوان قصائد محتملة، بعدها ازداد إنتاجه الأدبي وصار حديث أهل النقد في البرتغال وخارجها بسبب رواياته الفريدة ذات الأصوات المختلفة، حاز في حياته على جوائز متعدّدة، ولكنّ أهمّها جائزة نوبل للأدب عام 1998م وتوفّي عام 2010م، من أهمّ أعماله رواية العمى، وهذا المقال سيقف مع نبذة عن رواية العمى.[١]
رواية العمى
قبل الحديث عن نبذة عن رواية العمى يجب معرفة أنّ فكرة العمى الجماعي التي تبنّاها جوزيه ساراماغو في روايته لم تكن جديدة؛ فقد تحدّث عن ذلك قبله الأديب الإنكليزيّ هربرت جورج ويلز في قصته أرض العميان، وهي قصة عن شاب مبصر يقع في وادٍ للعميان، ويظن أنّه سيكون سيدهم، ولكنّه يخفق ويفرّ بعد أن يكاد يفقد عينيه، وساراماغو في روايته جعل للأمر رمزية أبعد من ذلك؛ فهو تحدّث عن عمى الفكر والثقافة وهو الجهل، وموجز الرواية أنّ رجلًا يصاب بالعمى، ولكنّه عمى من نوع مختلف، فالمُصابُ به يرى الأشياء باللون الأبيض، ثمّ ما يلبث هذا الداء أن يُصيبَ اللص الذي سرق سيّارة هذا الرجل، وبعده يُصاب الطّبيب ثمّ المرضى في عيادة الطّبيب، وهكذا يُصاب الجميع بالعمى، إلّا امرأةً واحدةً لم تُصَب، ولكنّها بعد قليل تصبح تتمنّى أن تُصاب بالعمى لكثرة ما تشاهده من الانحطاط والطغيان وأعمال السرقة والسلب والنهب التي يمارسها الآخرون لكسب لقمة العيش، وما يُمارس على الشعوب من استبداد ودكتاتورية وغير ذلك،[٢] فما أصعب أن يكون المرء مبصرًا في مجتمع من العميان، وهذه باختصار نبذة عن رواية العمى لجوزيه سارماغو.[٣]
اقتباسات من رواية العمى
بعد الوقوف على نبذة عن رواية العمى لا بأس بأخذ بعض الأقوال والحِكَم من هذه الرواية، وبخاصة أنّ كاتبها من الكتّاب الذين قلّ نظيرهم في عالم الأدب، وقد كتبها بعد أن بلغ خبرة طويلة في الحياة مكّنته النّظر إلى الأمور بعين مختلفة عن التي يرى بها غيره، فلا أحبّ من أن يكون المرء أعمى ولكنّه يرى بعيون جوزيه ساراماغو، وممّا قاله في روايته:[٤]
- إنّ العمى -بلا شكّ- بلوة مرعبة، وقد تبقى محتملة نسبيًّا إذا ما احتفظ الضحيّة التَّعِس بذاكرة جيّدة.
- ليس للكرامة سعر، وحين يبدأ شخص ما بتنازلات صغيرة فإنّ الحياة تفقد معناها في النهاية.
- حتى في أسوأ المِحَن قد تجدُ خيرًا كافيًا.
- إذا كنّا غير قادرين على العيش مثل الكائنات البشريّة فدعونا -على الأقلّ- نفعل كلّ ما بوسعنا لئلّا نعيش كالحيوانات تمامًا.
- إنّ العمى لا يعني الغوص في ظلام عادي، بل العيش داخل هالةٍ مُضيئة.
- إنّ العمى هو أيضًا أن يعيش المرء في عالمٍ تبدّدت فيه الآمال كلّها.
- بالنسبة للجنود فيكفيهم أن يتلقّوا أمرًا كي يقتُلوا وآخر كي يموتوا.
- هنالك أوقاتٌ إن لم نستعط البكاء فيها فسوف نموت.
- لو أنّنا نُمعنُ التّفكيرَ -قبل الشّروع بأيّ فعل- بالنّتائج المترتّبة على هذا الفعل فلن نخطو أبدًا أبعدَ من النّقطة التي تتوقّف عندها محاكمتنا الأولى؛ فالخير والشّرُّ المتأتّيان عن كلماتنا وأفعالنا متكافئان.
المراجع[+]
- ↑ "جوزيه ساراماگو"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "العمى"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "العمى: أن ترى بعيني «ساراماجو»"، www.ida2at.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ جوزيه سارماغو (2013)، رواية العمى (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار المدى، الصفحة 12 وما بعدها. بتصرّف.