سؤال وجواب

دعاء-الضيق


تعريف الدعاء في الإسلام

يُعدُّ الدعاء في الإسلام عبادة من أهم العبادات التي تؤدِّي إلى رضا الله -عزَّ وجلَّ- وتوجبُ ثوابه وأجره، وتقوم هذه العبادة على سؤال العبدُ ربَّه تعالى ويطلب منه مسألته، وقد حثَّ الله تعالى الناس على الدعاء في كتابه الحكيم؛ قال تعالى في سورة غافر: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}،[١]وقد جاء في السنة النبوية عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في غير موضع أنَّه دعا بأدعية خاصة في أوقاتٍ محددة، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على دعاء الضيق في الإسلام كما سيتناول الحديث عن أهمية الدعاء.[٢]

دعاء الضيق

في الحديث عن دعاء الضيق يمكن القول إنَّه جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في السنة النبوية بعض الأذكار والأدعية الخاصة التي كان رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- يقولها عند نزول الهمِّ واشتداد الكرب، وفيما يأتي أبرز ما جاء في السُّنَّة النبوية من دعاء الضيق والهمِّ والحَزَنِ:[٣]

  • عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بشيءٍ إذا نزلَ برجلٍ منكم كربٌ، أو بلاءٌ مِنْ أمرِ الدنيا دعا بِهِ فَفُرِّجَ عنه؟ دُعاءُ ذي النونِ: لَا إِلهَ إلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنَّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"[٤].
  • عن أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- قالت: "علَّمَني رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كلِماتٍ أقولُهُنَّ عندَ الكَربِ: اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا"[٥].
  • ومن دعاء الضيق أيضًا ما جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ فقال: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ! يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ! ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ"[٦].

أهمية الدعاء في الإسلام

إنَّ للدعاء في الإسلام شأنًا عظيمًا ومكانة رفيعة عالية، فهو غذاء للروح ودواء للهمِّ والكرب والحزن، وهو عبادة من العبادات التي تحقِّق أسمى غايات العبودية، فيه ما فيه من الخضوع والاستسلام لله تعالى، وهذه هي غاية العبادة، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "الدُّعاءُ هوَ العبادةُ، ثمَّ قال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}"،[٧]والدعاء أيضًا هو استغاثة واستعانة؛ استغاثة عاجز بمقتدر، وهو استعانة عبدٍ بسميع عليم بصير، يجيب دعوة الداعي والملهوف، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}،[٨]والله تعالى أعلم.[٩]

المراجع[+]

  1. سورة غافر، آية: 60.
  2. "دعاء"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  3. "أدعية مأثورة لدفع الهم والحزن"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 2605، حديث صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أسماء بنت عميس، الصفحة أو الرقم: 3146، حديث صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1822، حديث صحيح.
  7. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حديث حسن صحيح.
  8. سورة البقرة، آية: 186.
  9. "أهمية الدعاء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.