أسباب-الاحتباس-الحراري
محتويات
تعريف الاحتباس الحراري
ظاهرة الاحتباس الحراري هي ظاهرةٌ طبيعيّةٌ نتجت من خلال زيادة متوسّط درجات حرارة الهواء القريب من سطح الأرض والتي حدثت خلال القرنين الماضيين، حيث قام علماء المناخ في القرن العشرين بجمع الملاحظات التّفصيليّة للظّواهر الجوّية المختلفة مثل درجات الحرارة والأمطار والعواصف والتّأثيرات الأخرى ذات الصّلة على المناخ العام كالتّيارات البحريّة والتّركيب الكيميائي للغلاف الجوّي، وتشير البيانات التي تمّ جمعها إلى أنّ مناخ الأرض قد تعرّض لتغيّرٍ على مدار كل فترةٍ زمنيّةٍ تقريبًا منذ بداية العصر الجيولوجي، وتأثير الأنشطة البشريّة منذ بداية الثّورة الصناعيّة على الأقل قد اندمج بعمقٍ في نسيج تغير المناخ ذاته، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن التّغيّرات المناخيّة التي حدثت وأسباب الاحتباس الحراري وتأثيراته.[١]
التغييرات على درجات الحرارة عبر الزمن
تمّ دراسة التغييرات على درجات الحرارة الحاصلة للكرة الأرضيّة من أجل فهم أسباب الاحتباس الحراري حيث تُظهر السّجلّات المناخيّة أنّه كان هنالك القليل من الاحتباس الصّافي بين القرن الـ18 ومنتصف القرن الـ19، فاعتمد الفريق الحكومي الدّولي المعني بدراسة التّغيّر المناخي الفترة الزّمنية المرجعيّة ما بين عامي 1850إلى 1900 كتقديرٍ لدرجة حرارة سطح الأرض المتوسط العالميّة قبل الثّورة الصناعيّة.[٢]
تؤكّد مجموعة البيانات التي تمّ تحليلها بشكلٍ مستقلٍ أنّ الجّو العام للكرة الأرضيّة قد أصبح أكثر دفئًا من خطِّ الأساس الذي كان ما قبل الثّورة الصناعيّة حيث ترتفع درجات الحرارة السّطحية حاليًا بنحو 0.2 درجةٍ مئويةٍ في العقد، فمنذ عام 1950م انخفضت عدد الأيّام واللّيالي الباردة وزادت عدد الأيّام الحارة، وعلى الرّغم من أن المقياس الأكثر شيوعًا للاحتباس الحراري هو الزّيادة في درجة حرارة الغلاف الجوّي القريبة من سطح الأرض فإن أكثر من 90% من الطّاقة الإضافيّة المخزّنة في نظام المناخ على مدار الخمسين عامًا الماضية أدّت إلى ارتفاع حرارة مياه المحيط وما تبقى من الطاقة الإضافيّة قد أذاب الجّليد وسخّن القارّات والغلاف الجوي.[٢]
أسباب الاحتباس الحراري
ترتبط ظاهرة الاحتباس الحراري بظاهرة تغيّر المناخ على الكرة الأرضيّة والتي تؤدّي إلى التّغيّرات في مجمل الظّواهر الأخرى التي تحدّد المناخ بالإضافة إلى التّغيّرات في درجة حرارة الهواء وغيرها من المقاييس المستخدمة لقياس مناخ الأرض، وفيما يأتي توضيح لأسباب الاحتباس الحراري:[١]
الغطاء الأخضر
يتم الحفاظ على متوسّط درجة حرارة سطح الأرض عن طريق التّوازن الحاصل بين مختلف أشكال الإشعاع الشّمسي والأرضي فغالبًا ما يطلق الإشعاع الشّمسي موجاتٍ قصيرةٍ ذات تردّداتٍ عاليةٍ نسبيًا فيما يطلق الإشعاع الأرضي موجاتٍ طويلةٍ ذات تردّداتٍ منخفضةٍ نسبيًا وأطوال الموجة طويلة نسبيًا، حيث ترتبط درجة حرارة سطح الأرض بحجم هذا الإشعاع الصّادر وفقًا لقانون بولتزمان، كما أنّ وجود الغازات الدّفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز في الغلاف الجوي يؤدّي إلى ارتفاع درجة حرارة السّطح والجزء السّفلي من الغلاف الجوي.
التأثير الإشعاعي
أحد أسباب الاحتباس الحراري التّأثير الإشعاعي وهو مقياس للتأثير الذي يحدثه العامل المناخي على مقدار الطّاقة الإشعاعيّة الموجّهة نحو الأسفل والتي تؤثّر على سطح الأرض، ويمكن أن ترتبط هذه الكميّة بدورها بارتفاعٍ أو انخفاضٍ في درجة حرارة سطح الأرض من خلال تغيير توزيع الإشعاع الأرضي أي الإشعاعات المنبعثة من الأرض داخل الغلاف الجوي كما يحدث أثناء الانفجارات البركانيّة حيث تسدّ الغازات المنبعثة جزءًا من الإشعاع الشّمسي من السطح.
تاثيرات النشاط البشري
يعدّ النّشاط البشري من أهم أسباب الاحتباس الحراري من خلال تغيير التّوازن الإشعاعي، وهو التّأثير الأكثر عمقًا من خلال زيادته لتركيزات الغازات الدّفيئة في الغلاف الجوي عن طريق تغيير تركيزات الهباء والأوزون وتعديل الغطاء الأرضي لسطح الأرض عبر النّشاطات الصناعيّة والإنبعاثات النّاتجة عنها وعن السيّارات وعمليّات البناء.
آليات التغذية وحساسيّة المناخ
هي عمليّات التّغذية الخاصّة بنظام المناخ في الأرض واستجابتها للتأثير الإشعاعي الخارجي التي تتضمّن فقدان الإشعاع الموجّه إلى الفضاء من السّطح، ونظرًا لأن الخسارة الإشعاعيّة تزداد بزيادة درجات حرارة السّطح فإنها تمثل عامل استقرار فيما يتعلّق بدرجة حرارة الهواء القريبة من السطح، ومن الأمثلة عليها بخار الماء وتشكّل الغيوم وانصهار الجليد ودورة الكربون.
ظواهر مرتبطة بالاحتباس الحراري
مع تزايد الاحتباس الحراري أصبح من الواضح أنّ تأثير هذه الظّاهرة مرتبطٌ بشكلٍ أو بآخرٍ بظواهر أخرى، فتمّ تسجيل أثر زيادة درجات الحرارة من قبل العلماء على عديد من الحالات، فعلى سبيل المثال فإنّ زيادة الاحتباس الحراري عمل على زيادة تواتر وشدّة هطول الأمطار في معظم المناطق القاريّة، كما أدّى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجةً لذوبان الجليد والثّلوج الأرضيّة على نطاقٍ واسعٍ وزيادة المحتوى الحراري للمحيطات وزيادةٍ في نسب الرّطوبة والتّوقيت المبكّر لأحداث الرّبيع وازدهار النباتات.[٢]
مستقبل الاحتباس الحراري
بعد التّعرف على مفهوم الاحتباس الحراري وذكر أسباب الاحتباس الحراري وتاريخه، يجدر معرفة مستقبل ظاهرة الاحتباس الحراري؛ فإذا استمرّ الاحتباس الحراري بالمعدّل الحالي فمن المحتمل حدوث تغيّراتٍ جذريّةٍ في المناخ العالمي لتتحول الغابات في جنوب شرق الولايات المتّحدة إلى أراضي عشبيّة، وقد تنتشر الصّحاري في جميع أنحاء العالم عند خطوط العرض الوسطى بينما تصبح المناطق الاستوائيّة غير صالحةٍ للسكن.[٣]
في الوقت نفسه فإنّ معظم المناطق الشماليّة المتجمّدة ستذوب وتصبح صالحةً للسكن، ويمكن تحويل الغابات في آسيا وأوروبا وأمريكا الشماليّة إلى الزّراعة وهذا من شأنه أن يؤدّي إلى الكثير من الصّراع في مناطق مثل القارة القطبيّة الجنوبيّة، حيث ستكون الأرض أعلى من قيمتها، وبالتالي فإنه لمن الواضح أن تغيّر المناخ العالمي سيكون له تأثير عميق على الأرض في حال عدم السيطرة عليه.[٣]المراجع[+]
- ^ أ ب "Global warming", www.britannica.com, Retrieved 23-08-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Global warming ", www.wikiwand.com, Retrieved 23-08-2019. Edited.
- ^ أ ب "Climate Change And Global Warming", www.encyclopedia.com, Retrieved 24-08-2019. Edited.