سؤال وجواب

تربية-الأبناء-في-الإسلام


العلاقات الأسرية في الإسلام

تُعدّ الأسرة من أهم مكونات المجتمع فهي النواة الأم، حيث تقوم الأسرة بالأبوين والأبناء لا بأحدهما دون الأخر، ومن هنا يستطيع المرء رؤية مدى أهمية النسيج الأسري في تربية الأبناء في الإسلام، فلكلٍ من مكونات الأسرة واجباته وحقوقه تجاه الآخر؛ فعلى الوالدين زرع القيم والمبادئ الحقّ في نفوس الأبناء، وبالمقابل على الأبناء إطاعة الوالدين ما لم تخالف طاعتهم أوامر الله المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا استمرارية في سعادة الأسرة بدون توافر الحبّ في العطاء والحب في الأخذ، فعنصر الحب من الأجدر به أن يكون بين أفراد الأسرة قبل أن يكون في أيّ مكان آخر، هو العنصر الأسمى وعليه يُبنى كل ما حبب وينفي كل ما بُغِّض.[١]

تربية الأبناء في الإسلام

عندما جاء الإسلام أنار ظلمات الجهل بإرشادات وقواعد خاصة لكل جزء من المجتمع الإسلامي، وعندما جعل الأسرة جزءًا رئيسًا من هذا المجتمع، كان لا بدّ من بنود يستند عليها الأباء لتربية الأبناء في الإسلام، وبنود يرجعون إليها في رحلتهم مع أبنائهم، إذ تقوم بالعقل والمنطق، وتقوم بالقرآن والسنة النبوية؛ فتدعوا إلى إرشاد الأولاد في طفولتهم ونصحهم وتقبلهم في شبابهم، وفيما يأتي بيان أهم هذه البنود:

  • الرفق واللين: فيما رويَ عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ"،[٢] فيُعدّ الرفق من أرقى أساليب التعامل وخصوصًا بين الأباء والأبناء، ثم إنّ كلمة الرفق تتضمن معنيين، فالرفق في التعامل أيّ اللين والحسن، أيضًا تأتي بمعنى الرفيق أيّ المرافق لك، فإذا ما جُمع في الوالدين هاتين الصفتين كانا نعم الرفقين المربيين لأبنائهم.
  • القدوة الحسنة: من أهم العوامل التي تؤثر في الطفل في بداية نشأته هو سلوك والديه من أقوال وأفعال، فهو يكوّن شخصيته بناءً على ما يراه أمامه من تصرفات، وأكثر ما يرى في بداية حياته هم والديه، لذا فعليهم أن يكونا خير قدوة ومرشد؛ فيقيموا حياتهم على الأخلاقيات التي يسعون إلى غرسها في نفوس أبنائهم.
  • غرس الوازع الديني: فمن أهم القيم في تربية الأبناء في الإسلام والتي يجب على الآباء زرعها في الأبناء هي قيم الدين الإسلامي الحنيف، ومن أركان الإسلام وأركان الإيمان والعقيدة الصحيحة والفهم السليم للقرآن والسنة، بالإضافة إلى الخلق الحسن في التعامل مع المسلمين وغير المسلمين، فهي من أهم الأمور التي ستضيف لحياتهم قيمة، وبها يتركون أثرهم كمسلمين في المجتمعات على وجه العموم.
  • البيئة الصالحة: إنَّ البيئة التي يتواجد بها الإنسان لا بدّ أن ينتمي إليها بأفعاله بإرادة أو بدون إرادة، فمن واجبات الآباء توفير بيئة سليمة مقوِّمة لتنشئة الأبناء؛ إذ تحسن للمحسن وتشد على يده، وتتقبل السيء وتأخذ بيده، فهي بيئة مهتمة بالعلوم على جميع أنواعها، وفيها المعلم المربي كما فيها الصديق المقوِّي، فصلاح البيئة فيه صلاحٌ للفرد ودوام حال اليقظة في حياته.
  • الدعاء: يتجلى الدعاء بعد الأخذ بجميع أسباب تربية الأولاد في الإسلام، فالدعاء للأبناء من سمات عباد الرحمن، إذ قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}،[٣] فهنا يتم التسليم الكامل لله تعالى، فالهداية بيد الله وما بوسع الأبوين إلّا السعي بما أمر الله، ثم الدعاء لتحقيق أمر الله في أولادهم، ليكونوا ممن علم وعمل بعمله، ليكونوا ممن صُلِح وأصلح.[١][٤]

أهمية تربية الأبناء في الإسلام:

إنّ تربية الأبناء في الإسلام بالصورة الحسنة المطلوبة هي من أعظم الأعمال وأشقها التي تقع على عاتق الوالدين، ففي نجاحها مردود إيجابيٌّ على المجتمع قبل الفرد، فكل فرد صالح ومصلح هو زيادة في قيمة المجتمع الإسلامي ورفعة فيه وعلو من شأنه، كما في صلاح الأبناء راحة وسعادة للأباء فهم حصاد أعمارهم التي أفنوا جُلَّها في البذل من أجل بنائهم ليكونوا من القادة الذين بإفادة أنفسهم يفيدون الأمة، فهم قوة تمسّك الأبناء بالمبادئ الإسلامية وتزرع فيهم المثل العليا من فعل للخيرات والثبات أمام المنكرات باستشعارهم لمراقبة الله لهم الذي يملأ دواخلهم فيبعدهم عما نهى عنه، ويقيمهم في المكان الذي أقامهم الله فيه على النحو المطلوب الذي فيه نجاة لأنفسهم وللأمة.[٥]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "تربية الأبناء في الإسلام"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2020. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 2701، صحيح .
  3. سورة الفرقان، آية: 74.
  4. "منهج الإسلام في تربية الأولاد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2020. بتصرّف.
  5. "تربية الأولاد على الآداب الشرعية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2020. بتصرّف.