سؤال وجواب

أدوات-جزم-الفعل-المضارع


الفعل وأقسامه

الفعل هو أحد أقسام الكلمة الثّلاثة: الاسم والفعل والحرف، وهو ما دلّ على حدث ما مقترنًا بزمنٍ معيّن، مثل: "ضَحِكَ، يَضحَكُ، اضْحَكْ"، ويقسم الفعل بحسب الزّمن إلى ثلاثة أقسام: الفعل الماضي: وهو ما يدلّ على الحدث مقترنًا بالزّمن الماضي، نحو: قوله تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا}،[١] والفعل المضارع: وهو ما يدلّ على الحدث مقترنًا بالزّمن الحاضر والمستقبل، نحو: قوله تعالى: {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً}، [٢] والفعل الأمر: وهوما يطلب فيه حدوث عملٍ ما في الزّمن المستقبل، نحو: قوله تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ}،[٣] وسيأتي في هذا المقال بيان أدوات جزم الفعل المضارع.[٤]

إعراب الفعل المضارع

قبل الحديث عن أدوات جزم الفعل المضارع، لا بدّ من بيان حالات إعراب الفعل المضارع، الأصل في الفعل المضارع الإعراب، ويبنى إذا اتّصلت به نون النّسوة أو إحدى نوني التّوكيد، فالفعل المضارع معرب إن لم تتّصل به نون النّسوة أو إحدى نوني التّوكيد، فيرفع إنْ لم يسبق بناصب أو جازم، مثل: "يدرسُ الطّالبُ"، وينصب إنْ سبق بناصب، مثل: "لن يتأخّر المدرّسُ"، ويجزم إن سبق بإحدى أدوات جزم الفعل المضارع، مثل: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً}،[٥] ففعل "نشأ" فعل مضارع مجزوم بإنْ أو لأنّه فعل الشّرط، وكذلك الفعل "ننزّل" فعل مضارع مجزوم بإن أو لأنّه جواب الشّرط، وعلامة جزم الفعل المضارع السّكون إذا كان صحيح الآخر، ولم يتصل بآخره ألف الاثنين أوواو جماعة أوياء المخاطبة، مثل: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}،[٦] حذف النّون من آخره، إذا كان من الأفعال الخمسة، مثل: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ}، حذف حرف العلة من آخره، إذا كان معتل الآخر، مثل: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ}.[٧]

أدوات جزم الفعل المضارع

يُجزَم الفعل المضارع إذا كان مُعرَبًا، وسبق بإحدى أدوات جزم الفعل المضارع، وهذه الأدوات تقسم إلى قسمين: أدوات تجزم فعلًا مضارعًا واحدًا، وتُعدّ حروفًا، وهي: "لم، لمّا، لام الأمر، لا النّاهية"، مثل: "لمّا يصلْ زيدٌ"، "لا تغتبْ أحدًا"،[٨] وأدوات تجزم فعلين مضارعين، الأوّل فعل الشّرط، والثّاني جواب الشّرط وجزاؤه، وتقسم إلى قسمين وهما: حرفان: "إنْ، إذما"، مثل قوله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}،[٩]أسماء وهي: "من" وتستخدم للعاقل، مثل: "من يزرْعْ يحصدْ"، "ما، مهما"، لغير العاقل، مثل، "مَا تَفْعَـلْ مِنْ خَيْرٍ تُجْزَ بِهِ"، "أنّى، أين، حيثما" للمكان، مثل: "حَيْثُمَا تَتَجِـهْ تَجِـدْ أشخاصًا يُحِبُّونَ الْخَيْرَ"، "متى، أيّانَ" للزّمان، مثل: "أيّانَ تَسْأَلْــنِي أجِـبْـكَ"، "كيفما" للحال، مثل: كيفما تعاملْني أعاملْكَ"، "أي" تصلح لكلّ ما سبق، للعاقل مثل: "أيُّ امرئ تُصادِفْه تَنصَحْه"، ولغير العاقل، وللزّمان والمكان، وللحال، فمن الملاحظ ممّا سبق أنّ أدوات الشّرط الجازمة تسبق جملتين، جملة فعل الشّرط وجملة جواب الشّرط.[١٠]

إعراب أدوات جزم الفعل المضارع

كما سبق ذكرُهُ بأنّ أدوات جزم الفعل المضارع، تقسم إلى قسمين: القسم الأوّل: حروف تجزم فعلًا مضارعًا واحدًا، وهي: "لم، لمّا" حرفا نفي وجزم وقلب، و"لام الأمر، لاالنّاهية" حرفا جزم فيهما معنى الطّلب، والقسم الثّاني: أدوات تجزم فعلين مضارعين فعل الشّرط وفعل الجواب والجزاء، وهذه الأدوات هي:[١١]

  • إنْ، إذما: كلّ منهما حرف شرط جازم، مثل: {إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}.[١٢]
  • من، ما، مهما: كلّ منها اسم شرط جازم، إن سبق فعلًا لازمًا، أو فعلًا متعدّيا استوفى مفعوله، فهو في محلّ رفع مبتدأ، مثل: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ}.[١٣] وإن سبق فعلًا متعدّيًا ولم يستوفِ مفعوله، فهو في محلّ نصب مفعولًا به، مثل: مهما تفعلْ تُسأل عنهُ.
  • أينَ، أنّى، حيثما: أسماء مبنيّة الأوّل على الفتح والثّاني والثّالث على السّكون في محلّ نصب على الظّرفيّة المكانيّة، مثل: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ}،[١٤]
  • متى، أيّانَ: اسمان مبنيان الأوّل على السّكون والثّاني على الفتح في محلّ نصبٍ على الظّرفيّة الزّمانيّة، مثل: متى تحضرْ تأخذْ حقّكَ.
  • كيفما: اسم مبنيّ على السّكون في محلّ نصب حال، وصاحب الحال فاعل فعل الشّرط، مثل: كيفما تكنْ يكنْ أبناؤك.
  • أي: اسم شرط جازم، مرفوعة ومنصوبة ومجرورة، بحسب الاسم الذي أضيفت إليه، كلّ أدوات الشّرط مبنيّ إلّا "أي" فهي معربة، مثل: أيَّ كتابٍ تقرأْ تستفدْ، فـ "أيّ": اسم شرط جازم، مفعول به مقدّم للفعل تقرأ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

شواهد إعرابية

بعد بيان وتوضيح أدوات جزم الفعل المضارع، وإعرابها، سواء الجازمة لفعل مضارع واحد، أو الجازمة لفعلين مضارعين، لا بدّ من رفدها شواهد إعرابية من القرآن الكريم ومن الشّعر العربيّ، ليصبح البحث أكثر وضوحًا وفهمًا، ومن هذه الشّواهد ما يأتي:

  • قال الله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}،[١٥] الشّاهد في الآية الكريمة جزم الفعل المضارع "تمشِ" بلا النّاهية الجازمة.
    • لا تمشِ: لا: ناهية جازمة، تمشِ: ضمير متّصل مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ مضافًا إليه، والميم: علامة جمع الذّكور.
    • الله: اسم الجلالة، فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة...
  • قال الشّاعر:[١٦]

ومَنْ لا يُقدِّمْ رِجْلَهُ مُطمَئِنّةً

فَيُثْبتَها في مُسْتَوى الأَرضِ، يَزْلَقِ

الشّاهد في البيت السّابق جزم الفعلين المضارعين "يقدّم، يزلق" باسم الشّرط الجازم "من".

    • من لا يقدّم: من: اسم شرط جازم مبنيّ على السّكون في محلّ رفع مبتدأ، لا: نافية مهملة، يقدّمْ: فعل مضارع مجزوم بمن وعلامة جزمه السّكون.. وهو فعل الشّرط، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا "هو".
    • يزلق: فعل مضارع مجزوم بمن وعلامة جزمه السّكون وكسر للقافية، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا "هو" وهو جواب الشّرط.
  • قال الشّاعر:[١٧]

حَيْثُما تَستَقِمْ يُقَدِّرْ لكَ اللهُ

نجاحاً في غابرِ الأَزمان

الشّاهد في البيت السّابق جزم الفعلين المضارعين بـ "حيثما".

    • حيثما: اسم شرط جازم مبنيّ على السّكون في محلّ نصب على الظّرفيّة المكانيّة متعلّق بالجواب.
    • تستقمْ: فعل مضارع مجزوم بـ حيثما وعلامة جزمه السّكون، والفاعل ضمير مستتر "أنت"، وهو فعل الشّرط.
    • يقدّرْ: فعل مضارع مجزوم بـ حيثما وعلامة جزمه السّكون، وهو جواب الشّرط.
    • الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع.

المراجع[+]

  1. سورة الكهف، آية: 48.
  2. سورة النساء، آية: 30.
  3. سورة الإسراء، آية: 110.
  4. " الفعل واقسامه وعلاماته "، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-09-2019. بتصرف.
  5. سورة الشعراء، آية: 4.
  6. سورة الإخلاص، آية: 3.
  7. محمد عيد، النحو المصفى، القاهرة: مكتبة الشباب، صفحة 346-383. بتصرّف.
  8. "أدوات الجزم التي تجزم فعلا واحدا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-09-2019. بتصرّف.
  9. سورة محمّد، آية: 7.
  10. "أدوات الشرط الجازمة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-09-2019. بتصرّف.
  11. الشيخ مصطفى الغلاييني (1405هـ - 1985م)، جامع الدّروس العربيّة (الطبعة الثّامنة عشر)، صيدا - بيروت: المكتبة العصريّة، صفحة 189-209، جزء 2. بتصرّف.
  12. ^ أ ب سورة النور، آية: 32.
  13. سورة الزلزلة، آية: 7.
  14. سورة النساء، آية: 78.
  15. سورة الإسراء، آية: 37.
  16. محمد بن محمد حسن شُرَّاب (1427 هـ- 2007 م)، شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 172، جزء 2.
  17. "أدوات الجزم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-09-2019.