علامات-إعراب-الأسماء-الخمسة

الإعراب في اللغة العربية

الإعراب في اللغة العربيّة أثر ظاهرٌ أو مقدّر، فالظاهر كما في آخر "خالد" في قول: صافحتُ خالدًا، ومررتُ بخالدٍ، وسأل خالدٌ يأتي، أمّا المقدّر نحو الذي في آخر فتى كما في: "جاء الفتى"، و "مررتُ بالفتى" ، و "صافحتُ الفتى"، فالحركات مقدّرة على الألف غير ظاهرة، وللإعراب أنواعٌ أربعة؛ رفع ونصب وجرّ وجزم^[١]، ولكلِّ منها علامات سيتم الحديث عنها، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن علامات إعراب الأسماء الخمسة.

علامات الإعراب في اللغة العربية

يعدّ الإعراب في اللغة العربية تغييرًا يطرأ على آخر الكلمة، نتيجة تغيّر العامل؛ فالكلمة إمّا أنْ يكون موقعها الإعرابي الرفع أو النّصب أو الجزم أو الجرّ، ولكلّ موقع إعرابي علامات أصليّة تتمثل في الحركات، وعلامات فرعيّة تتمثل في الحروف أو حركة أخرى مغايرة للحركة الأصليّة؛ فالعلامة الأصليّة للرّفع الضمة، وللنصب الفتحة، وللجزم السكون، وللجرّ الكسرة، بينما العلامات الفرعيّة للرفع الألف كما في المثنى، و الواو كما في جمع المذكر السالم، وثبوت النون في الأفعال الخمسة، أمّا النصب فالعلامات الفرعيّة له: الياء كما في جمع المذكر السالم والمثنى، والكسرة في جمع المؤنث السالم، وحذف النون كما في الأفعال الخمسة، والجزم علامته الفرعيّة حذف النون كما في الأفعال الخمسة، أمّا الجرّ فعلاماته الفرعيّة: الياء في جمع المذكر السالم والمثنى، والفتحة في الممنوع من الصّرف^[٢]، وتاليًا الحديث عن علامات إعراب الأسماء الخمسة.

الأسماء الخمسة

تعدّ الأسماء الخمسة الثالثة من الأشياء التي تعرب بالعلامات الفرعيّة وهي الحروف، وهذه الأسماء هي" أب، أخ، حم، فو، ذو" فمعنى حم: والد الزوج أو الزوجة، ومعنى فو: فم، ومعنى ذو: صاحب وقد تأتي بمعنى اسم الموصول " الذي"، وحتى يكون علامات إعراب الأسماء الخمسة بالحروف لا بدّ من مطابقتها للشروط الآتية:^[٣]

• الشروط العامّة: وهي الشروط التي تُطبق على الأسماء الخمسة كلها، وهي:
  • أنْ يكون الاسم مفردًا، فإذا جاء على غير صيغة المفرد يُعرب بالحركات.
  • أن يكون الاسم مضافًا لغير ياء المتكلّم.
  • ألّا يكون مصغرًا.
  • ألّا يكون معرّفًا بأل التعريف.
• الشروط الخاصة: وهي الشروط التي تطبق على اسميْن من الأسماء الخمسة، هما: "فو، ذو"، أمّا " ذو" فشرطها أن تكون بمعنى صاحب، كما في قوله تعالى: {وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}^[٤]، وأمّا كلمة "فو" فشرطها حذف الميم منها، مثل: نظرتُ إلى فيك، ورأيتُ فاك، فإن لم تُحذف الميم تعرب الكلمة بالحركات، وفيما يأتي الحديث عن علامات إعراب الأسماء الخمسة.

علامات إعراب الأسماء الخمسة

الأسماء الخمسة" أب، أخ، حم، فو، ذو" تعرب بالحروف نيابة عن الحركات، إذا توفرت فيها شروط إعرابها بالحروف المذكورة سابقًا في المقال، فإنّ علامات إعراب الأسماء الخمسة ستكون وفقًا لموقعها الإعرابي، فالرفع له علامة تختلف عن النصب وعن الجر، وفي ما يأتي التفصيل:^[٥]

• إذا كان موقعها الرفع فإنها ترفع بالواو، كأن تكون فاعلًا، مثل: " إذا سألك أخوك فأجبه"، فكلمة أخوك من الأسماء الخمسة، مطابقة للشروط؛ فتُعرب أخوك: فاعلًا مرفوعًا وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.
• إذا كان موقعها النّصب فإنها تنصب بالألف، كأن تكون الضمائر المتّصلة بالأسماء الخمسة؛ نحو:" ك، نا، هـ" فإنها تكون في محل جرّ مضاف إليه، مثل: جاء أبوك، فكلمة " أبوك" فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، وهو مضاف، و" الكاف": ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.

  والأسماء الخمسة لم ترد كلها في القرآن الكريم، بل ورد أربعة منها وهي" أب، أخ، فو، ذو"، وكما ذُكر سابقًا علامة إعراب الأسماء الخمسة الحروف، والشواهد القرآنية على استخدامها كثيرة، وفي ما يأتي ترتيبها حسب الموقع الإعرابي:

  • الموقع الإعرابي الرّفع: مثل: قال تعالى: "وَلَمّا فَصَلَتِ العيرُ قالَ أَبوهُم إِنّي لَأَجِدُ ريحَ يوسُفَ لَولا أَن تُفَنِّدونِ" ^[٦]، فكلمة "أبوهم" طابقت شروط إعراب الأسماء الخمسة بالحروف وإعرابها فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة، كذلك قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ}^[٧] وقوله -عزّ وجلّ-: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}^[٨] أمّا قوله تعالى: {وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}^[٩] فقد جاءت" ذو" خبر لكنّ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنّه من الأسماء الخمسة.أمّا كلمة " أبوكِ" في قوله تعالى: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}^[١٠] فقد جاءت" أبوك" اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنّه من الأسماء الخمسة.
  • الموقع الإعرابي النصب: وذلك كما في قوله تعالى :{وَجاءوا أَباهُم عِشاءً يَبكونَ}^[١١]، فكلمة" أباهم" مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة. وقوله تعالى: {قالوا يا أَبانا ما نَبغي هـذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّت إِلَينا وَنَميرُ أَهلَنا وَنَحفَظُ أَخانا وَنَزدادُ كَيلَ بَعيرٍ ذلِكَ كَيلٌ يَسيرٌ}^[١٢] فهذه الآية حوت اسمين من الأسماء الخمسة هما "أبانا" و "أخانا" أمّا" أبانا"، فهي منادى منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنّه من الأسماء الخمسة، وكلمة" أخانا" مفعول به. وكلمة" ذا" في قوله تعالى: {وَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ}^[١٣] مفعول به أيضًا، وكذلك قوله تعالى: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ}^[١٤] وقوله: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}^[١٥] فكلمة" أبا" خبر كان منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنّه من الأسماء الخمسة.
  • الموقع الإعرابي الجر: كما في قوله تعالى: {فَلَمّا رَجَعوا إِلى أَبيهِم}^[١٦] فكلمة "أبيهم" مسبوقة بحرف جر، وهي اسم مجرور وعلامة جرّه الياء؛ لأنّه من الأسماء الخمسة. وكذلك قوله: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ}^[١٧] وأيضًا كلمة" ذي "اسم مجرور في قوله تعالى: {وَلِذِي القُربى وَاليَتامى}^[١٨] أمّا قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}^[١٩] فكلمة" أبي" مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة. وكذلك قوله تعالى: {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَه}^[٢٠] فكلمة "ذي" مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

  لغات العرب في الأسماء الخمسة

  كان للعرب في إعراب الأسماء الخمسة ثلاث لغات، واختلاف هذه اللغات أدى إلى اختلاف علامات إعراب الأسماء الخمسة، وهذه اللغات هي لغة التمام ولغة القصر ولغة النقص، وفيما يأتي تفصيلًا لهذه اللغات:^[٢١]

  • لغة التمام: وهي اللغة التي تمّ ذكرها سابقًا، اللغة التي يكون فيها علامات إعراب الأسماء الخمسة الحروف نيابةُ عن الحركات، وهي اللغة الفصيحة الرّاجحة التي نزل بها القرآن الكريم.
  • لغة القصر: وهي اللغة التي تلزم الأسماء الخمسة الألف دائمًا، فتكون علامات إعراب الأسماء الخمسة بالحركات المقدّرة على الألف، ومنها قول الشاعر:

  إنّ أباها وأبا أباها

  قد بلغا في المجد غايتاها

  • لغة النقص: وهي تقوم على حذف لام الكلمة في كل من" أب، أخ، حم"، ثم تُتخذ الحركات الضمة والفتحة والكسرة علامات إعراب الأسماء الخمسة، كقول رؤبة بن العجاج:

  بأبِه اقتدى عدي في الكرم

  ومن يشابه أبَه فما ظلم

  المراجع[+]

  1. ↑ عبد الله جمال الدين الأنصاري (2004)، شرح قطر الندى وبل الصدى (الطبعة الرابعة)، بيروت- لبنان: دار الكتب العلمية ، صفحة 56. بتصرّف.
  2. ↑ سامي صقر (2017)، تعلم قواعد النحو والإعراب (الطبعة الأولى)، الشارقة، المجاز: دارالأسرة للنشر والتوزيع، صفحة 14-16. بتصرّف.
  3. ↑ عبدالعزيز قاسم الطائي (2013)، مبادئ اللغة العربية( قواعد وأحكام علمي النحو والصرف) (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 126. بتصرّف.
  4. ↑ سورة البقرة، آية: 105.
  5. ↑ كامل عويضة (2015)، التحفة البهية بشرح المقدمة الآجرومية (الطبعة الأولى)، الجيزة: أطلس للنشر والتوزيع الإعلامي، صفحة 61. بتصرّف.
  6. ↑ سورة يوسف ، آية: 94.
  7. ↑ سورة الشعراء، آية: 106.
  8. ↑ سورة الطلاق، آية: 7.
  9. ↑ سورة البقرة، آية: 251.
  10. ↑ سورة مريم، آية: 28.
  11. ↑ سورة يوسف، آية: 16.
  12. ↑ سورة يوسف، آية: 65.
  13. ↑ سورة الإسراء، آية: 26.
  14. ↑ سورة يوسف، آية: 61.
  15. ↑ سورة الأحزاب، آية: 40.
  16. ↑ سورة يوسف، آية: 63.
  17. ↑ سورة القصص، آية: 35.
  18. ↑ سورة الأنفال، آية: 41.
  19. ↑ سورة المسد، آية: 1.
  20. ↑ سورة هود، آية: 3.
  21. ↑ عدنان العظمة (1998)، تهذيب وإغناء شرح قطر الندى وبل الصدى (الطبعة الأولى)، سوريا: دار العصماء، صفحة 51،52. بتصرّف.