سؤال وجواب

من-هو-شمس-التبريزي


الدراويش

تعود أصول كلمة درويش إلى اللغة الفارسية والتي جاءت من كلمة الباب ومعناها الشخص الذي يفتح الباب، والدراويش هم أشخاص زهَّاد يتبعون إحدى الطرق الصوفية في الإسلام، ويكونون فقراء متقشفين وذلك عن إيمان وقناعة بذلك، يعيشُ الدراويش على إحسان الناس لأنَّهم يزهدون بامتلاك أي شيء مادي، وقد تميَّز الدروايش بالحكمة والمعرفة ونبوغهم في الشعر بالإضافة إلى ذكائهم وفطنتهم، ومن أشهر الدراويش في تاريخ التصوف في الإسلام: جلال الدين الرومي، أحمد بن علي الرفاعي، الحاج بكتاش وغيرهم، وهذا المقال سيتحدث عن الدرويش الشهير شمس التبريزي.[١]

من هو شمس التبريزي

أحد أعلام التصوُّف في التاريخ الإسلامي، هو محمد بن ملك داد التبريزي الفارسي والمعروف بلقبه شمس الدين التبريزي، ولدَ في عام 1185م في مدينة تبريز التي تقع شمال غرب إيران ولذلك يُنسب إليها، كان قد أخبر والده الإمام علاء الدين عن رؤىً راودته في صغره لكنَّ والده لم يصدقه، ترك منزله منذ صغره وبدأ بالتنقل ليتحول إلى رحالة دائم التنقل، فزارَ بغداد وحلب ودمشق وقونيه وغيرها، تتلمذَ على يدِ ركن الدين السجستاني وعنه أخذ مذهب التصوف، كان التبريزي يتكسَّب من تفسير الأحلام وقراءة الكف ويشتري بما يأخذ طعامه وشرابه، وكان يدَّعي أنَّه يكلم الله والملائكة من خلال الرؤى التي تراوده لكن لم يصدقه أحد في ذلك، هرب التبريزي إلى مدينة دمشق قبل أن يعود إلى مدينة قونيه ويستقرَّ فيها حيثُ قتل هناك، ويقال أنَّه قتل في مدينة خوي على أيدي جماعة من المعارضين لأفكاره وذلك في عام 1248م بعد أن عاش ما يقارب 63 سنة قضاها في السفر والترحال، له ضريح في مدينة خوي وقد رشِّح لأن يكون أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي.[٢]

ديوان شمس التبريزي

كان شمس التبريزي أحد كبار الصوفية في التاريخ ومن الشعراء الذين رفعوا الراية عاليًا في الشعر الصوفي، ورغم قلّة المؤلفات والآثار التي تركها إلا أنَّها لاقت قبولًا كبيرًا وشهرةً واسعة في العالم الإسلامي، ولا سيَّما قواعد العشق الأربعون التي كتبها، حيثُ تحدَّث فيها على وجه الخصوص حول موضوع الحب والعشق الإلهي، ومن أهمِّ آثاره التي تركها: مثنوية مرغوب القلوب، ده فصل، مقالات، بالإضافة إلى ديوان الشعر الذي يضمُّ جميع أقواله وأشعاره،[٣] حيثُ يسمَّى ديوان شعر التبريزي باسم الديوان الكبير، أو يسمَّى أيضًا باسم ديوان العشق، وهو أهم المؤلفات التي تركها شمس الدين التبريزي وراءه شاهدةً على أفكاره وإيمانه وتصوراته عن الدين وحب الله -سبحانه وتعالى-، يحتوي الديوان الكبير على أكثر من 60 ألف بيت من الشعر، وتتنوع أبيات الديوان بين رباعيات وهي عبارة عن مقاطع من أربعة أبيات اشتُهر بها الشعر الفارسي على وجه الخصوص، بالإضافة إلى الغزل وقصائد طويلة في العشق وغير ذلك.[٤]

جلال الدين الرومي وشمس التبريزي

كان جلال الدين الرومي واحد من أهم تلامذة شمس التبريزي، ومن أهم الشخصيات التي تأثرت إلى درجة كبيرة جدًّا بالتبريزي، فقد التقى الصديقان في عام 1244م وكان هذا اللقاء بداية لصداقة غيَّرت حياة كل منهما إلى الأبد، فقد تحول جلال الدين الرومي من رجل دين عادي يقوم بإلقاء الخطب ويعطي الدروس في المساجد إلى شاعر كبير يجيش صدره بالعواطف والمشاعر، وأصبح داعيةً إلى الحب وواحد من أشهر رجال التصوف في الإسلام،[٢] وقد كانت صحبتهما دافعًا لإشعال نيران الحسد عند الكثيرين، وذلك لأنَّ جلال الدين الرومي أحبَّ معلمه كثيرًا وصارا يقضيان أوقاتًا طويلةً معًا لا يفترقان، وبقيَ الصديقان على هذا الحال إلى أن فرقهما الموت بعد أن قُتل التبريزي في عام 1248م، لتنتهي صحبتهما بهذه الفاجعة التي حزن لها الرومي كثيرًا، وقد وردَ أنَّ تلاميذ الرومي هم من قتلوا التبريزي بسبب غيرتهم من العلاقة بينهما، ودخل الرومي في حالة كآبة وألم يرثى لها على معلمه وكتب عنه الكثيرمن الأشعار في الحب.[٥]

أقوال شمس التبريزي

بالإضافة إلى ما تركه شمس التبريزي من بعض المؤلفات فقد كان أهم آثاره ديوان شعر الذي سمِّي الديوان الكبير، بالإضافة إلى عدد كبير من الأقوال يدور معظمها حول الحب الإلهي والعشق السماوي ووحدة الاديان والوجود أيضًا، وخصوصًا قواعد العشق الأربعون التي كتبها حول حبِّ الله تعالى، وقد ألَّفت الكاتبة التركية إليف شافاق رواية بعنوان قواعد العشق الأربعون حول قصة التبريزي والرومي، وفيما يأتي أهم أقوال شمس التبريزي:[٦]

  • إنَّ كل قارئ للقرآن الكريم يفهمه بمستوى مختلف بحسب عمق فهمه، وهناك أربعة مستويات من البصيرة: يتمثل المستوى الأول في المعنى الخارجي وهو المعنى الذي يقتنع به معظم الناس، ثم يأتي المستوى الباطني، وفي المستوى الثالث يأتي باطن الباطن، أما المستوى الرابع فهو العمق ولا يمكن الإعراب عنه بالكلمات، لذلك يتعذر وصفه.
  • إن كل إنسان عبارة عن كتاب مفتوح، وكل واحد منا قرآن متنقل، إن البحث عن الله متأصل في قلوب الجميع، سواء أكان وليًّا أم قديسًا أم مومسًا، فالحب يقبع في داخل كل منا منذ اللحظة التي نولد فيها، وينتظر الفرصة التي يظهر فيها منذ تلك اللحظة.
  • لا تبحث عن الشيطان خارج نفسك، فالشيطان ليس قوة خارقة تهاجمك من الخارج، بل هو صوت عادي ينبعث من داخلك، فإذا تعرفت على نفسك تماما وواجهت بصدق وقسوة جانبيك المظلم والمشرق، عندها تبلغ أرقى إشكال الوعي، وعندما تعرف نفسك، فإنك ستعرف الله.
  • كل واحد منا هو عبارة عن عمل فني غير مكتمل يسعى جاهدًا للاكتمال.
  • يمكنك أن تدرس الله من خلال كل شيء، وكل شخص في هذا الكون، لأن وجود الله لا ينحصر في المسجد أو في الكنيسة أو في الكنيس.
  • إذا كنت لا تزال تريد أن تعرف أين يقع عرشه بالتحديد، يوجد مكان واحد فقط تستطيع أن تبحث فيه عنه، وهو قلب عاشق حقيقي.
  • إنَّ الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا إنعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا.

المراجع[+]

  1. "درويش"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الشمس التبريزي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
  3. "الشمس التبريزي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
  4. "ديوان شعر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
  5. "جلال الدين الرومي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
  6. "كتاب قواعد العشق الأربعون يدور حول فكرة وحدة الأديان ووحدة الوجود والعشق الإلهي"، www.islamweb.ne، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.