سؤال وجواب

أنواع-التكيف


المخلوقات الحية

لا زال الاتفاق على ما يشكل الكائن الحي قيد الدراسة؛ فإجابة سؤال "هل الفيروس كائن حي؟" -على سبيل المثال- هي "لا" بحسب علماء الأحياء، ومع ذلك يتكاثر ويتغير ويتطور ويفعل الكثير من الأشياء التي تفعلها الكائنات الحية، وهذا بالنسبة أيضًا إلى الديدان التي تم تجميدها قبل 42000 عامًا تحت التربة الصقيعية في روسيا؛ فلقد كان من الصعب تحديد ما إن كانت حيّة أم لا! فعندما ذاب الجليد مؤخرًا نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بدأت هذه الديدان بالتحرك وتناول الطعام وفعل الأشياء الأخرى التي تفعلها الديدان الحية، وباختلاف الآراء حول ماهية الكائن الحي تحديدًا لا ينكر أحدًا التنوع الهائل للمخلوقات الحية،[١] ويعد التكيف من أسباب وجود العديد من الحيوانات المتنوعة حيث سيدرس هذا المقال أنواع التكيف.

التكيف

قبل عرض أنواع التكيف لا بد أولًا من تعريف التكيُّف، فالتكيف في علم الأحياء هو العملية التي يتم من خلالها تطوير الأنواع في بيئتها فهو نتيجة عملية الانتقاء الطبيعي بناءً على التباين الوراثي على مدى عدة أجيال، ويتم تكييف الكائنات الحية مع بيئاتها بطرق كثيرة ومتنوعة منها: بنيتها، وظائفها، وراثتها، وحركتها أو تشتيتها، ووسائل الدفاع والهجوم، وفي تكاثرها وتنميتها وفي العديد من الجوانب الأخرى، ويرجع مصطلح التكيف إلى أوائل القرن السابع عشر عندما تمت ملاحظة وجود علاقة بين التصميم والوظيفة أو كيف يتناسب شيء ما مع شيء آخر، حيث تشير كلمة "التكيف" إلى سمات الكائنات الحية التي تعزز النجاح التناسلي مقارنةً بالميزات الأخرى الممكنة.[٢]

أنواع التكيف

يتبع التكيف مبدأ " البقاء للأفضل" ويستغرق الكائن الحي أجيالًا للتكيف مع التغيرات في بيئته [٣]، حيث يتم الحصول على التكيف في الطبيعة من خلال التطور لينقل بذلك نوعًا من المزايا التي تساعد النوع على نقل مادته الوراثية إلى جيل آخر، وعادة ما يكون أحد الأنواع الثلاثة الآتية:[٤]

  • التكيفات الجسمانية: وهو التغيير الذي ينطوي على الجانب الجسدي للكائن الحي والذي غالبًا ما يرتبط بتغيُّر في البيئة المادية للكائن الحي؛ فعلى سبيل المثال قد يتسبب النظام الإيكولوجي -الذي أصبح غابات فجأة- في تطوير الحيوانات التي تعيش هناك ألدوات تساعدها على البقاء؛ كمخالب للتسلق أو أجنحة للطيران أو زعانف للسباحة أو أرجل قوية للقفز.
  • التكيفات السلوكية: وهو تغيير يؤثر على طريقة عمل الكائن الحي بشكل طبيعي ويمكن أن يكون سبب هذا النوع من التكيف تغيرًا في البيئة المحيطة أو تصرفات نوع آخر؛ فعلى سبيل المثال قد تبدأ الحيوانات المفترسة في الصيد في مجموعات بدل الصيد منفردة، بالإضافة إلى تغييرات في استراتيجية الافتراس كما تشمل أمثلة التكيفات السلوكية تغييرات في الأنماط الاجتماعية وأساليب التواصل وعادات التغذية.
  • التكيفات الوظيفية: تتشابه التكيفات الفسيولوجية مع التكيفات الجسمانية في كونها تنطوي على تغيير مادي للنوع، ومع ذلك فإن التكيفات الوظيفية لا تظهر دائمًا في مظهر الكائن الحي، وقد يكون الدافع وراء هذا النوع من التكيف إما تغيير البيئة أو سلوك نوع آخر؛ فعلى سبيل المثال إذا زادت حموضة الماء فجأة فإن الأنواع التي تعيش بداخله تتكيف مع هذه الزيادة عن طريق تغيير كيمياء الجسم تدريجيًّا، ومن الأمثلة الأخرى على التكيفات الفسيولوجية زيادة الذكاء وتحسين الحواس.

وقد تجعل فكرة التكيف الشخص يبدأ في رؤية كل خصائص الكائن الحي كتكيف ومع ذلك لم تتطور العديد من سمات الكائنات الحية كوسيلة لنقل المواد الوراثية بشكل أفضل، فقد تكون بعض الخصائص مجرد حدث من التاريخ وقد تكون الخصائص الأخرى نتيجة ثانوية للتكيف الحقيقي؛ فعلى سبيل المثال ينتج اللون الأحمر جين عن طريق الصدفة مما يؤدي إلى حدوث طفرة تجعل الكائن الحي يعيش ويتكاثر بشكل أفضل وينقل تلك الصفة إلى نسله وأن هذ الأمر يستغرق عدة أجيال للتكيف[٥]، ومن الأمثلة على أنواع التكيف ما يأتي:

  • قشرة السلطعون الصلبة التي تحميها من الحيوانات المفترسة والجفاف والأمواج تعد أحد أنواع التكيف المادية المستخدمة في منطقة المد.[٥]
  • استخدام الحيتان الموجات الصوتية منخفضة التردد للتواصل في ما بينها عبر مسافات طويلة يعد أحد الأمثلة على أنواع التكيف السلوكية في المحيطات.[٥]
  • تكيفت أرجل الذئب ذو العرف للبقاء على قيد الحياة في الأراضي العشبية الطويلة في أمريكا الجنوبية.[٥]
  • تمتلك الغزلان المعنقدة في الصين أنيابًا معلقة من أفواهها والتي تستخدمها عادة في معارك التزاوج بين الذكور، ومعظم الغزلان لا تملك هذا التكيف الفريد.[٥]
  • يمكن للجرنوق أن يقف أطول من بقية أنواع الظباء مما يوفر له فرصة خاصة للتغذية.[٥]
  • في أعقاب الثورة الصناعية في بريطانيا ظهر العث ذات اللون الغامق خفيًا ضد الأشجار المظلمة بالسخام ونجحت الطيور في الهروب، وتحدث عملية التكيف من خلال تغيير في نهاية المطاف في تردد الجينات نسبة إلى المزايا التي تمنحها خاصية معينة كما هو الحال مع تلوين الأجنحة في العث.[٢]

التغير المناخي والتكيف

مع ارتفاع حرارة الأرض ليس بالضرورة أن تكون الحيوانات والنباتات عاجزة، فبإمكانهم الانتقال إلى مناخات أكثر برودة أو ببساطة يمكنهم البقاء والتكيف كأفراد مع بيئتهم الأكثر دفئًا، لكن السؤال الأهم هو: "هل سيكون بمقدورهم فعل أيّ من هذا بسرعة كافية؟"؛ حيث يعتقد معظم الباحثين أن التغير المناخي يحدث بشكل سريع للغاية لا تستطيع العديد من الأنواع مواكبته، إلا أنه وخلال الفترة الأخيرة أظهرت التقارير أن الفراشات المهددة بالانقراض في كاليفورنيا وكذلك الشعاب المرجانية في المحيط الهادئ يمتلكان قدرة تكيفيّة غير متوقعة ضد هذه التغيرات، ولا تقلل هذه التقارير من خطورة التهديد العالمي لكنها تسلط الضوء على مدى قلة علم البشر بقدرة الطبيعة على مواجهة تغير المناخ.[٦]

المراجع[+]

  1. "How many living creatures exist today?", www.quora.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Adaptation", www.britannica.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  3. "What Is Adaptation Theory?", sciencing.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "The Three Types of Environmental Adaptations", sciencing.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Some Animals Can Adapt or Mutate for Survival", www.thoughtco.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  6. "How a Few Species Are Hacking Climate Change", www.nationalgeographic.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.