سؤال وجواب

ما-هي-العقيقة


نعمة الأبناء

إنّ من أعظم النعم على الإنسان في حياته هي أن يكون عنده أسرة وأبناء يملؤون حياته فرحًا وسرورًا، فبالأبناء تقرّ الأعين، ويُضاف إلى الحياة ألوان على ألوانها، ولذلك كان لزامًا على الأسرة المسلمة أن تُربّي أبناءها وتُنَشِّئهم على أخلاق الإسلام وتعاليمه؛ إذ هم عماد المجتمع والعصب الذي يشدّه ويُحرّكه ويمشي به، فإن سار الأبناء وفق تعاليم الشريعة فقد فازوا وفاز المجتمع، وإلّا فإنّهم سيكونون نُسخًا ممسوخة عن مجتمعات الغرب، فينشأ جيل من معدومي الهويّة الذين يُقلّدون الغرب في كلّ أمر، فإذا ولد للمسلم ولد كان عليه أن يعقّ له ويعوّذه من شياطين الإنس والجن، وبعدها يتعهده بالرعاية والتربية، ويعقُّ له يعني أن يذبح له العقيقة، والفقرة القادمة ستوضّح ماهيّة العقيقة.[١]

ما هي العقيقة

العقيقة أو التميمة، هي ما يُذبح من الذّبائح على سبيل الشكر لله تعالى على ما منَحَ الأسرة من أبناء ذكورًا كانوا أو إناثًا، وتُسمّى التميمة بذلك؛ لأنّها تتمُّ بها أخلاق المولود، وهي سنّة ثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث ورد في صحيح الإمام البخاري من حديث محمد بن سيرين أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مع الغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فأهْرِيقُوا عنْه دَمًا، وَأَمِيطُوا عنْه الأذَى"،[٢] ويرى بعض العلماء أنّ المسلم لو اضطُرّ أن يستقرض ليشتري العقيقة فلا بأس عليه؛ إن استطاع على إيفاء الدين، والعقيقة عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة واحدة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من وُلِدَ لَه فأحبَّ أن يَنسِك عنهُ فلينسِك عنِ الغلامِ شاتانِ وعنِ الجاريةِ شاةً"،[٣] ويجوز أن تكون العقيقة إبلًا أو بقرًا أو ماعزًا أو نحوها، ووقت العقيقة هو اليوم السابع على السنة، ولا خلاف إن قدّم الوقت أو أخّره، ولكنّ الأفضل أن يلتزم بالسنة، والله أعلم، وهذه بعض ما يمكن تناوله عن العقيقة.[٤]

من حقوق المولود

بعد الوقوف على العقيقة وبعض من أحكامها تقف هذه الفقرة على حقوق الأبناء في الإسلام؛ إذ إنّ الطّفل المسلم له من الحقوق ما لا يتأتّى لغيره في الأمم والأديان الأخرى، وإنّ بعض العلماء والُّدعاة قد لخّصوا بعض حقوق الأبناء على آبائهم فوجدوها قرابة العشرة أمور، ومنها:[٥]

  • اختيار الأمّ الصّالحة: لقد قال رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- فيما روت عنه أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "تخيَّروا لنُطفِكم، وانكحوا الأكفاءَ، وأنكِحوا إليهم".[٦]
  • أن يُحسن أهله تسميته: فقد ورد عن رسول الله -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- فيما يرويه عنه عليّ بن أبي طالب -كرّم اللّٰه وجهه- في تفسير هذه الآية: أيّ أدّبوهم وعلِّموهم.
  • أن يُعتنى بتعليمهم: يقول سُفيان الثّوري رضي الله عنه: "يَنبغي للرجل أن يُكرِه ولدَه على طلب الحديث؛ فإنَّه مسؤول عنه"، وقال أيضًا: "إنَّ هذا الحديث عِزٌّ، مَن أراد به الدنيا وجدَها، ومن أراد به الآخرةَ وجدها".
  • إعانتهم على الزّواج، وعدم إكراههم: ولذلك يجب على الوالدَين أن يعينوا أبناءهم من ناحية المال وغير ذلك من الأسباب التي تُعين على الزواج إذا بلغوا سنّ الزّواج، وعليهم ألّا يُكرِِهوهُم على الزّواج ممّن يرغبون به هم؛ فإنّ ذلك سبب المشكلات في الأسرة، وعليه يترتّب دمار نفوس الأبناء، فيحدث دمار في الأُسرة.

المراجع[+]

  1. "وصايا لتربية الأبناء"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن محمد بن سيرين، الصفحة أو الرقم: 5471، حديث صحيح.
  3. رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 4/138، حديث حسن.
  4. "أحكام العقيقة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  5. "حقوق الطفولة في دولة الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  6. رواه الزرقاني، في مختصر المقاصد، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم: 300، حسن.
  7. رواه ابن حبّان، في صحيح ابن حبّان، عن أبي الدّرداء، الصفحة أو الرقم: 5818، حديث صحيح.
  8. سورة التحريم، آية: 6.