سؤال وجواب

نبذة-عن-مسرحية-عطيل


وليم شكسبير

هو وليم شكسبير، أعظم كاتب مسرحيّ في تاريخ إنكلترا، وربّما العالم، مسرحيّاته قد غيّرت وجه المسرح عمّا قبل، حتّى صار دارس الأدب الإنكليزيّ يدرس المسرح قبل شكسبير وبعده، ولد عام 1564م على الأرجح في ستراتفورد أبون آفون، بدأ حياته ممثّلًا ثمّ كاتب مسرحيّاتٍ لشركةِ عروضٍ مسرحيّةٍ اسمها رجال اللورد، وقد بدأ شكسبير أدواره المسرحية ممثلًا ثانويًّا، ولكنّه تقدّم سريعًا ليصبح ممثّلًا رئيسًا، وقد بدأ بكتابة مسرحيّات كوميديّة تاريخيّة، وبعدها صار يكتب المسرحيات المأساوية أو التراجيديّة، ثمّ بعدها صار يكتب الكوميديا التراجيديّة، أو الكوميديا السوداء، ولعلّ أبرز مسرحيّاته المأساويّة هي هاملت وماكبث وعطيل والملك لير، وسيقف هذا المقال مع مسرحية عطيل وأبرز ما يمكن أن يُحكى عنها.[١]

مسرحية عطيل

تُمثّل مسرحية عطيل الصراع الأزلي بين الخير والشرّ، وقد استفاد شكسبير في كتايتها من قصة مشابهة وردت عن كاتب إيطالي اسمه جيوفاني باتستا، وتحكي هذه المسرحية قصة ضابط مغربي تستعين به حكومة البندقية لإرساله إلى قبرص لمواجهة الأسطول التركي أو العثماني في ذلك الوقت، وتتكوّن المسرحيّة من خمسة فصول، الفصل الأول تدور أحداثه في البندقية، وباقي الفصول في سواحل قبرص، وعطيل هذا يُستنجَدُ به لبراعته وكفاءته، فيُزوّجه أحد أعضاء مجلس الشيوخ ابنته الفاتنة ديدمونة، وكان قد تقدّم لخطبة ديدمونة قبل عطيل شاب اسمه رودريغو، ولكنّ والدها رفضه، فعندما يتزوج عطيل من ديدمونة يشكو رودريغو ألمه لصديقه ياغو، وياغو هذا جندي في جيش عطيل، ولكنّه يكره عطيل لأنّ عطيل يُفضّل جنديًّا آخر اسمه كاسيو فيُعطيه رتبة أعلى من ياغو، في حين يرى ياغو أنّه أفضل وأكفأ من كاسيو، فيُصبح هم ياغو منذ ذلك الوقت أن يُدخل الألم إلى حياة عطيل، فيبدأ بلعبة قذرة وهي إشعال قلب عطيل غيرة على زوجته.[٢]

ومُلخّص ما فعله ياغو أنّه أشعل فتنة بين كاسيو وجندي آخر في الجيش، وعندما جاء عطيل ليحلّ المشكلة توصّل إلى أنّ كاسيو هو المتهم، فيُجرّده من رتبته، فيسعى كاسيو إلى ديدمونة زوجة عطيل ليسألها أن تقنع زوجها بالعدول عن رأيه، وهنا يدخل مكر ياغو فيوحي لعطيل بأنّ كاسيو وديدمونة بينهما علاقة عاطفية، فتشتعل الغيرة في قلبه ويُؤرّقه الشك، ومن أجل أن تكتمل خطّة ياغو القذرة تُسقِط يدمونة منديلها الذي أهداها إيّاه عطيل، فيطلب ياغو من زوجته إيميليا أن تُحضر له المنديل، كونها مرافقة ديدمونة ووصيفتها إن صحّ التّعبير، ولكنّ إيميليا لا شأن لها بلعبة زوجها القذرة، وهي فقط أطاعته وأحضرت المنديل من دون أن تعلم الحقيقة، فيذهب ياغو بالمنديل ويضعه في بيت كاسيو ليُثبت بذلك لعطيل أنّ ما قاله له صحيح، فيأتي عطيل إلى زوجته ويواجهها بما سمع ورأى، فتدافع عن نفسها دون فائدة، فيخنقها عطيل في لحظة غضب وتموت.[٢]

وفي تلك اللحظة يصل حاكم البندقية السابق مع والد ديدمونة فيشرح لهما عطيل ما فعله، فتسمع إيميليا ما حدث وتتذكّر قصة المنديل، فتحكي لعطيل قصة المنديل وكيف أنّها شاركت في تلك اللعبة ولكن من دون أن تعلم، فيخنقها عطيل أيضًا وتموت، ويطعن ياغو ولكنّه لم تكن طعنة قاتلة، ولشدة الحزن التي تصيب عطيل في تلك اللحظة فإنّه يطعن نفسه ويموت، فيصبح كاسيو خليفة لعطيل في قيادة الجيش، ويُكلّف بمعاقبة ياغو بالعدل، وتنتهي الحكاية هنا.[٢]

اقتباسات من مسرحية عطيل

بعد الحديث عن ملخص مسرحية عطيل بقي أن يُذكر شيء من تلك المسرحية التي ما تزال عروضها قائمة مثلها مثل روميو وجولييت ومسرحية الملك لير وغيرها من روائع شكسبير، فإنّ مسرحية عطيل تُعَدُّ بحق من أروع ما كتب حول المأساة البشرية، وقد تضمّنت نظرة إلى الحياة اليومية بواقعية بعيدًا عن المُثُل والكلام الإنشائي، وممّا قيل في مسرحية عطيل:[٣]

  • لا نستطيع جميعًا أن نكون سادة، ولا طاقة لجميع السادة أن يجدوا خدمًا أُمناء.
  • إنّ الرجال لأشدّ دفاعًا عن أنفسهم بأسلحتهم المحطّمة منها بأيديهم وهي خالية.
  • البكاء على ما فات مجلَبَةٌ لغيره من الآفات.
  • من عجِزَ عن استعادة ما ذهبت به المقادير فالأجدر به أن يُحَوِّلَ بصبره جدّ المصاب إلى سخرية ودُعاب.
  • الرجل الذي يسرق فيبتسم ينتقص شيئًا من السارق، أمّا الذي يحزن بلا طائل فهو سارقُ نفسه.
  • البلاهة أن نعيشَ حيث العيشُ ألمٌ، وأنجعُ دواء هو الموت، إنّ الموت هو الطبيب.
  • لو لم تكن في ميزان أعمارنا كفّةٌ من العقل لمعادلة كفّة الشهوة لكانت خسّة طبائعنا تدفعنا إلى أوخم العواقب.

المراجع[+]

  1. "وليم شكسبير"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-01-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "عطيل"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-01-2020. بتصرّف.
  3. وليم شكسبير (1991)، عطيل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار نظير عبود، الصفحة 20 وما بعدها. بتصرّف.