سؤال وجواب

ما-هو-الرياء


الإخلاص

إنّ الإخلاص في حقيقته هو جوهر الدين الذي بعث الله تعالى النبيين لنشره، قال تعالى في الإخلاص أقوال كثيرة، ولكنّها في جوهرها تدور حول أمر واحد وهو أن يعملَ العبدُ العمَلَ لوجه الله تعالى، لا يُريد من النّاس أجرًا عليه، ولا ينتظر منهم كلامًا، ولا يفعله ليلفِتَ أنظار المخلوقين إليه، فلا ينشغل إلّا بمرضاة الخالق، وقد سُئل التستري عن أيّ شيء أشدُّ على نفس الإنسان، فقال هو الإخلاص؛ لأنّ النّفس ليس لها فيه نصيب، وضدّ الإخلاص هو الرياء، وسيقف هذا المقال مع الرياء.[٢]

الرياء

يقول أبو سعيد الخُدري رضي الله عنه: خرجَ علَينا رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ونحنُ نتذاكرُ المسيحَ الدَّجَّالَ فقالَ: "ألا أخبرُكُم بما هوَ أخوفُ علَيكم عندي منَ المسيحِ الدَّجَّالِ"؟ فقُلنا: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، فقالَ: "الشِّركُ الخفيُّ: أن يقومَ الرَّجلُ فيصلِّي صلاتَهُ لما يرَى من نظرِ رجلٍ"،[٣] وفي حديث آخر يُصرّح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنّ الشّرك الأصغر هو الرياء، فقال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغرُ"، قالوا: وما الشركُ الأصغرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "الرياءُ"[٤] والرياء مُشتقّ من الرؤية، وهو أن يُظهِرَ الرجل أعماله لكي يراه الناس، وقد عرّفه العلماء بأنّه إطلاع المسلم الناس على ما يصدر منه من الأعمال الصالحة طلبًا للمنزلة والمكانة العالية بين الناس، وهذا من علامات الطمع في الدنيا، وقد فرَّقَ العلماء بين الرياء والسمعة، فالرياء هو أن يُظهر المرء عمله للنّاس، وأمّا إذا لم يرَه الناس وحدّثَهُم به فذاك يُسمّى السّمعة، وفي الفقرة القادمة وقفة مع علامات الرياء وطرائق علاجه.[٥]

علامات الرياء

إنّ الرياء هو الشرك الخفي أو الشرك الأصغر على خلاف الأحاديث، ولا بدّ أن يكون للرياء سبب في نفسية المرائي الذي يحبّ الظهور أمام الناس بأعماله الصالحة، فهو قد جعل مكافآته في ثناء الناس عليه ومديحهم له، ولا بدّ من علامات يظهر بها المرائي على حقيقته أمام الناس، وأيضًا للرياء علاج قد جاء في الإسلام، وفيما يأتي علامات الرياء، يليها العلاج من الرياء:[٦]

  • حب الظهور في المجتمع.
  • الرغبة في الشهرة.
  • الاستعلاء على الأقران.
  • العمل من أجل ما في أيدي الناس، أو خوف الذي بين أيديهم.
  • حب الجدال مع الآخرين ومناظرتهم.
  • حب الشخص لأن يظهر بمظهر الكامل الخالي من العيوب والنقص.
  • أن يفعل الشخص العمل بنشاط أمام الناس، وأمّا إذا كان وحده فإنّه يترك ذلك العمل.

علاج الرياء

وأمّا علاج الرياء فقد ورد فيه كلام كثير من علماء الإسلام، وورد فيه حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رواه الصحابي معقل بن يسار -رضي الله عنه- حين كان برفقة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومن الأمور التي يراها الإسلام علاجًا من الرياء:[٦]

  • النُّصح للمرائي بتقوى الله تعالى والخوف منه.
  • النُّصح للمرائي بأنّ الله تعالى مُطّلعٌ على السرائر.
  • أن يُبيّنَ للمرائي عقوبة المرائين عند الله تعالى.
  • أن يعزم المرء على التخلص من الرياء.
  • أن يُبيّنَ للمرائي أنّ الأعمال لا يقبلها الله تعالى ما لم يكن خالصًا لوجهه الكريم.
  • أن يُبيّنَ للمرائي أنّ النّاس لا ينفعون ولا يضرّون وأنّهم سيتخلّون عن المرائي عند أوّل مطبّ يقع فيه.
  • وعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: "يا أبا بكرٍ، لَلشِّركُ فيكم أخْفى من دبيبِ النَّملِ، والذي نفسي بيدِه لَلشِّركُ أخْفى من دَبيبِ النَّملِ، ألا أدُلُّك على شيءٍ إذا فعلتَه ذهب عنك قليلهُ و كثيرهُ؟ قل: اللهم إنّي أعوذُ بك أن أشرِكَ بك و أنا أعلمُ، و أستغفِرُك لما لا أَعلمُ"،[٧] وبذلك يكون قد تمّ المقال عن الرياء وعلاماته وطرائق لعلاجه، والله أعلم.

المراجع[+]

  1. سورة البيّنة، آية: 5.
  2. "الإخلاص"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-01-2020. بتصرّف.
  3. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1/52، حديث إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  4. رواه العراقي، في تخريج الإحياء، عن محمود بن لبيد الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 3/361، حديث رجاله ثقات.
  5. "الآفة الثامنة - الرياء أو السمعة"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-01-2020. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "الرياء"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-01-2020. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن معقل بن يسار، الصفحة أو الرقم: 551، حديث صحيح.