وصايا-الرسول-عليه-السلام-قبل-موته

بعثة النبي عليه الصلاة والسلام
مرّت على النّاس أزمانٌ بعد بعثة عيسى -عليه السّلام- اختلفوا فيها بالعبادة وتعدّدت آلهتهم وحادوا عن الدّين الحنيف وعبادة الله وحده لا شريك له، فمنهم من عبد الأصنام ومنهم من عبد الشمس والنجوم ومنهم من عبد النّار، ولقد كان خروج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من البشرى التي بشّرها عيسى للأنصار، وقد جُبِل الرّسول قبل بعثته على العصمة والفضيلة والصّدق ومكارم الأخلاق، ولمّا بلغ الأربعين ربيعًا أرسل الله إليه أمينه جبريل -عليه السّلام- ليبلّغه الرّسالة، وقد بدأ بعثته بالدّعوة سرًّا إلى دين الحقّ، وكان أهل بيته أوّل النّاس إسلامًا، ثمّ أصبحت دعوته في العلانيّة ليُقيم شرائع الله في الأرض ويهدي بإذن الله النّاس إلى الصّراط المستقيم.[١]
وصايا الرسول عليه السلام قبل موته
أشارت السنّة النبويّة الشريفة في الأحاديث التي رُويت عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الوصايا التي أوصى بها أمّته قبل موته، فقد كان -عليه الصّلاة والسّلام- شديد الحرص في إتمام رسالته ووصاياه لأمّته، وفيما يأتي وصايا الرسول عليه السلام قبل موته كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة:[٢]
- روى سعيد بن جبير -رضي الله عنه- قال: "قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الخَمِيسِ، وَما يَوْمُ الخَمِيسِ، ثُمَّ بَكَى، حتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الحَصَى، فَقُلتُ: يا ابْنَ عَبَّاسٍ، وَما يَوْمُ الخَمِيسِ؟ قالَ: اشْتَدَّ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعُهُ، فَقالَ: ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لا تَضِلُّوا بَعْدِي، فَتَنَازَعُوا، وَما يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، وَقالوا: ما شَأْنُهُ أَهَجَرَ؟ اسْتَفْهِمُوهُ، قالَ: دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فيه خَيْرٌ، أُوصِيكُمْ بثَلَاثٍ: أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَأَجِيزُوا الوَفْدَ بنَحْوِ ما كُنْتُ أُجِيزُهُمْ. قالَ: وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ، أَوْ قالَهَا فَأُنْسِيتُهَا".[٣]
- روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- في وصايا الرسول قبل موته فقال: "كانت عامَّةُ وَصيَّةِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حين حضَرَه الموتُ: الصلاةَ وما ملَكَتْ أيمانُكم، الصلاةَ وما ملَكَتْ أيمانُكم، حتى جعَلَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُغَرغِرُ بها صَدرُه، وما يَكادُ يَفيضُ بها لِسانُه".[٤]
- عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صّلى الله عليه وسلّم- حين لازمه المرض قال: "لعنَ اللَّهُ اليَهودَ والنَّصارى اتَّخذوا قبورَ أنبيائِهم مساجدَ ألا فلا تتَّخذوا القبورَ مساجدَ فإنِّي أنْهاكم عن ذلِكَ".[٥]
- عن جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "سَمِعْتُ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قَبْلَ أنْ يَمُوتَ بخَمْسٍ، وهو يقولُ: إنِّي أبْرَأُ إلى اللهِ أنْ يَكونَ لي مِنكُم خَلِيلٌ، فإنَّ اللهِ تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا، كما اتَّخَذَ إبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا مِن أُمَّتي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، ألَا وإنَّ مَن كانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أنْبِيَائِهِمْ وصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، ألَا فلا تَتَّخِذُوا القُبُورَ مَسَاجِدَ، إنِّي أنْهَاكُمْ عن ذلكَ".[٦]
موت الرسول عليه السلام
لفظ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- آخر أنفاسه في حجر أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فبعد أن أسندته السيّدة عائشة إليها وأخذت تُلين له السّواك الذي أحبّ، وما إن فرغ من السّواك سمعته يقول: "اللَّهمَّ اغفِرْ لي وارحَمْني وألحِقْني بالرَّفيقِ الأعلى"،[٧] ثمّ فاضت روحه الشّريفة إلى بارئها ولحق بالرفيق الأعلى مع الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، ولمّا علم المسلمون وفاته اضطربوا اضطرابًا شديدًا، فمنهم من دُهش وأُقعد ولم يطق القيام، ومنهم من لُجِم لسانه ولم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته، وقد شهد التّاريخ وقفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- المشهورة التي وردت في الحديث المطوّل: "فَحَمِدَ اللَّهَ أبو بَكْرٍ وأَثْنَى عليه، وقَالَ: ألا مَن كانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإنَّ مُحَمَّدًا قدْ مَاتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وقَالَ: {إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، وقَالَ: {وَما مُحَمَّدٌ إلَّا رَسولٌ قدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ علَى أعْقَابِكُمْ ومَن يَنْقَلِبْ علَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شيئًا وسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}".[٨][٩]المراجع[+]
- ↑ "أضواء على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمته قبل موته"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعيد بن جبير، الصفحة أو الرقم: 1637، حديث صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 12169، حديث صحيح.
- ↑ رواه ابن تيمية، في محموع الفتاوي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 27/34، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 532، حديث صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6618، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3667، [صحيح] [قوله: وقال عبد الله بن سالم... معلق ].
- ↑ "وفاة النبي صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.